الخميس، 6 سبتمبر 2018

على طريق تعميق التعاون الثنائي الأوزبكي المصري

طشقند 6/9/2018 ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "على طريق تعميق التعاون الثنائي" نشرت وكالة أنباء "Jahon" يوم 4/9/2018 مقالة كتبها: ظفار يولداشكولوف وجاء فيها:


بدعوة من رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزيوييف يزور رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي بلادنا بزيارة رسمية يومي 4-5 سبتمبر/أيلول 2018.
ومصر واحدة من الدول الرئيسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتملك مقدرات ديموغرافية ودبلوماسية وجغرافية وسياسية كبيرة.
وتجدر الإشارة إلى أن شعبي أوزبكستان ومصر تربطهما عرى تاريخية، وثقافية، وروحية، ودين واحد أيضاً.
وقاعدة الصلات الثنائية وضعها المفكرون العظام من ما وراء النهر ومصر: الامام البخاري، وابن موجا، وابن خلدون، وابن هيبون. والتراث العلمي الغني الذي خلفه العلماء أمثال: أبو علي بن سينا، وأبو نصر الفارابي، والبيروني، والامام الترمذي، وبرهان الدين المرغناني، ومحمد الزمخشري، التي يملكه وبحق كل العالم الإسلامي.
ونحن بفخر يمكننا القول أن مثل هذا العالم العظيم أحمد الفرغاني، الذي قدم إسهاما ضخماً في تعزيز علاقات الصداقة والثقة بين شعبينا، عاش سنوات عمره الأخيرة وأبدع على الأرض المصرية. وفي عام 2007 أقيم في القاهرة تمثالاً تذكارياً لأحمد الفرغاني وهو ما أصبح رمزاً للصداقة بين شعبينا.
وعلى هذا الشكل وضع أجدادنا أسساً رمزية هامة للعلاقات الثنائية الحالية والتي تعتبر عاملاً هاماً لتطورها الحديث.
والجدير بالذكر أن مصر  بالذات كانت أول دولة عربية اعترفت باستقلال أوزبكستان بتاريخ 26 ديسمبر/كانون أول عام 1991 ومن بين أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع بلادنا. وفي مايو/أيار عام 1993 افتتحت في طشقند السفارة المصرية، وفي ديسمبر/كانون أول عام 1994 بدأت البعثة الدبلوماسية الأوزبكستانية عملها في القاهرة.
وتجدر الإشارة إلى أن القاعدة الحقوقية لإتفاقيات العلاقات الأوزبكية المصرية كبيرة جداً وتضم أكثر من 40 إتفاقية، منها: 15 بين الحكومتين، و12 بين الإدارات وغيرها من الإتفاقيات بين مؤسسات البلدين.
وبالإضافة لذلك هناك نحو 15 وثيقة ثنائية قيد الإعداد.
وتكون حوار الثقة السياسي بين بلدينا قبل كل شيء بفضل تشابه وجهات النظر على التفاعلات الجارية في العالم، وكذلك انظلاقاً من أفضليات العلاقات الثنائية.
في عام 1996 أحدثت اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري، والاقتصادي، والعلمي، والتكنولوجي، والثقافي، والانساني، وتعتبر آلية هامة لتطوير العمل المشترك بين البلدين. وحتى الآن جرت ست جلسات للجنة الحكومية المشتركة. وخطط لعقد الجلسة الـ 7 للجنة الحكومية المشتركة خلال الفترة الممتدة من 26 وحتى 28 سبتمبر/أيلول من العام الجاري في طشقند.
ولكن تجب الإشارة إلى أنه تم التوصل حتى اليوم إلى مستوى في التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري لا يلبي المقدرات المتوفرة في البلدين. وعن هذا المجال يتحدث البعد الجغرافي والأسعار المرتفعة لنقل الشحنات. وبغض النظر عن هذا تقوم بنشاطاتها في أوزبكستان بنجاح 6 مؤسسات بمشاركة مستثمرين مصريين. وبالإضافة لذلك أظهر الجانب المصري اهتماماً كبيراً باقامة صلات تعاون في مجالات: الزراعة، والصيدلة، والطاقة، وغيرها من المجالات.
 ويتمتع بآفاق كبيرة الإهتمام الموجه للعمل الثنائي في مجال السياحة. فمصر تملك صناعة سياحة متطورة وتعتبر اتجاه سياحي رئيسي في الشرق الأوسط وشمل إفريقيا. وتعاون جمهورية أوزبكستان ومصر في مجال السياحة يتطور في إطار الاتفاقية المعقودة بين الحكومتين حول التعاون في مجال السياحة والموقعة عام 1995.
ويجذب الأوزبكستانيون بالدور الأول الأماكن السياحية التاريخية في مصر، وخاصة الأهرامات الأسطورية.
وبالإضافة لذلك الخبرات المصرية مفيدة في تطوير البنية التحتية لصناعة السياحة في المدن السياحية الشهيرة الغردقة وشرم الشيخ.
ويبدي للمصريون اهتماماً كبيراً بالآثار المعمارية القديمة وأماكن الحج في أوزبكستان، المتعلقة بأسماء علماء ومفكرين بارزين أمثال: الإمام البخاري، والامام الترمذي، والإمام المعترضي، ومحمود الزمخشري، ونجم الدين كبرو، وأحمد الفرغاني، وبرهان الدين مرغيناني، وبهاء الدين نقشبند، وخوجه أحرور والي.
وفي أوزبكستان يقيمون عالياً الأعمال الهامة الجارية في مصر لاحياء والحفاظ على التراث الروحي لأجدادنا العظام. ويشهد على ذلك إصدار كتابين من جزئين "الآثار والحضارة الإسلامية في بخارى" ضمن سلسلة "موسوعة الآثار والحضارة الإسلامية في مدن طريق الحرير" (المؤلف نائب مدير مركز الدراسات الآسيوية بجامعة القاهرة أحمد طره بيك).
وعرى الصداقة التي نشأت عبر مئآت السنين بين الشعبين الأوزبكي والمصري مستمرة حتى اليوم وتتعزز في المجالات الثقافية والانسانية. والفرق الموسيقية والفلكلورية المصرية تعتبر مشارك دائم في المهرجان الموسيقي الدولي "شرق ترونالاري" في سمرقد، والفرق الرياضية من أوزبكستان وجمهورية مصر العربية تشارك بمختلف المباريات المنظمة على أراضي الدولتين.
وعلى هذا الشكل المحادثات المنتظرة في طشقند على أعلى المستويات ستعطي دفعة جديدة للجهود المشتركة لتطوير الحوار السياسي، وتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي والثقافي والإنساني بين أوزبكستان ومصر لما فيه خير شعبي الدولتين.
ИА «Дунё»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق