الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

النتائج الثَّقافية لزيارة الرئيس السيسي إلى أوزبكستان

طشقند 11/9/2018 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "النتائج الثَّقافية لزيارة الرئيس السيسي إلى أوزبكستان" نشرت صفحة شباب النيل الإلكترونية يوم 10/9/2018 مقالة كتبها: د. سعد عبد الغفار، وجاء فيها:


تمثِّل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأوزبكستان في 5 سبتمبر 2018 أول زيارة لرئيس مصري منذ 60 عامًا، حيث يجئ بعد زيارة الرئيس عبد الناصر لها في مايو عام 1958، كما تُعدُّ أول زيارة لرئيس مصري يزور أوزبكستان منذ استقلالها وإقامة العلاقات الدبلوماسية معها في عام 1992م.
وتدشن هذه الزيارة لعهد جديد من العلاقات المثمرة والبنَّاءة بين البلدين، كما تُكرِّس للعلاقات التاريخية بينهما، وتؤسِّس لانطلاقة نشطة في العلاقات السِّياسيَّة والاقتصاديَّة والثَّقافية… إلخ. وتوكِّد هذه الزيارة التاريخية حرص مصر على توطيد علاقاتها بدول وسط آسيا، هذه العلاقات التي بدأها الرئيس السيسي بزيارته لدولة كازاخستان في فبراير 2016م؛ تحقيقًا للمصالح المشتركة بين مصر ومختلف الدول الصديقة بوسط آسيا.
هذا، وقد اتجهت أنظار المصريين –خلال هذه الزيارة التاريخية للرئيس السيسي-إلى أوزبكستان بثرائها الثقافي، وإسهاماتها الكبيرة في الحضارة الإسلامية، كما اتجهت أنظار الأوزبك إلى مصر بحضارتها العريقة، ودورها الرائد في المنطقة العربية، وإسهاماتها المتميزة في الحضارة الإسلامية. وهو ما لم يغب عن القيادتين المصرية والأوزبكية.
ومن الجدير بالذكر -في هذا الصدد- أنَّ عناية الدولتين بتوطيد علاقتهما الثقافية بدأت منذ استقلال أوزبكستان في 1 سبتمبر 1991م إيمانًا منهما بدور الثقافة الفاعل في التقريب بين الشعوب. فمنذ عام 1992 تمَّ التوقيع على اتفاقيات للتعاون بين معهد طشقند العالي للدراسات الشرقية وجامعات القاهرة والزقازيق وأسيوط، وجامعة الأزهر، فضلًا عن توقيع عدد من الاتفاقيات الثقافية مع مركز العلوم والتعليم المصري بطشقند لا سيما في مجال تحقيق التراث وتعليم اللغة العربية. وتفيد البيانات الرسمية للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية (صندوق دول الكمنولث سابقًا) تفيد بتقديم نحو 170 منحة تعليمية لطلاب ودارسين أوزبك، كما تفيد بمشاركة مصر بانتظام في مهرجان سمرقند الدولي للموسيقى الشَّرقية، وكذلك تبادل الدولتين زيارات فرق الفنون الشعبية وإقامة المعارض الفنية والثقافية.
وقد أَوْلى الزعيمان السيسي، وميرزياييف العلاقات الثقافية بين البلدين عناية كبيرة في مباحثاتهما، فأتت النتائج الثَّقافية لزيارة الرئيس السيسي مثمرة جدًا ولافتة، حيث أكَّد الزعيمان على مجموعة من المحاور ذات الصلة المباشرة بتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين بشكل إيجابي وفعَّال، فأكدا على الآتي:
– أهمية تطوير التعاون فى المجالات الإنسانية ودراسة التراث الإسلامى الثقافى والعلمى والحفاظ عليه، وأخذا بعين الاعتبار التراث التاريخى والثقافى والمعنوى العظيم لأوزبكستان ومصر، ودورهما فى العالم الإسلامى، وإسهامتهما فى تطوير الحضارة الإسلاميَّة.
– ضرورة مواصلة التَّعاون فى التَّرويج للإسلام المتسامح، وقد أشادا في هذا الصدد بدور الأزهر الشريف فى دعم وإرساء مفاهيم الإسلام الوسطي.
– قرَّر الرئيس شوكت ميرزياييف إقامة مركز للثَّقافة الإسلاميَّة في طشقند تحت شعار ” المعرفة ضد الجهل” ؛ بغرض تقديم المضمون الحقيقي للدين الإسلامي الحنيف، على أن يعرض هذا المركز نماذج من التراث المضيء للعلماء والأئمة من أبناء أوزبكستان.
– دعم الجانب الأوزبكى الجانب المصرى حول إنشاء منظمة تنمية المرأة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامى فى القاهرة.
وأخيرًا نأمل أن تُسهم هذه الزيارة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي في استجابة القيادة الأوزبكية لإعادة النشاط التعليمي بمركز العلوم والتعليم المصري بطشقند؛ ليستعيد دوره الثقافي والتعليمي من جديد بوصفه مصدر إشعاع علمي، وقناة مهمة وفعالة في الاتصال الثقافي بين البلدين.
الكاتب – مدرس البلاغة والنقد بكلية الآداب- جامعة الوادي الجديد.
Saad.yousef@artnv.au.edu.eg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق