الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

عشرون عاماً من تطور العلاقات الإماراتية الأوزبكستانية ج-4


العلاقات الثنائية العربية الأوزبكستانية
عند الحديث عن تطور العلاقات الثنائية الأوزبكستانية العربية يتحتم علينا الإشارة إلى عام 1962 عندما شهدت الأوساط الاجتماعية في أوزبكستان مولد جمعية الصداقة والعلاقات الثقافية مع الدول العربية، ومنذ ذلك العام بدأت تلك العلاقات عبر مركز الاتحاد السوفييتي السابق موسكو. وكانت الإطلالة الأولى التي أخذت تعزز العلاقات المشتركة بين أوزبكستان والدول العربية عبر الدبلوماسية الشعبية تدريجياً. وبدأت بالعلاقات الثنائية بين أوزبكستان ومصر في عام 1963 واستمرت بنجاح حتى برودها في عام 1977 وكان أهمها تآخي مدينة تشرتشك الأوزبكستانية مع مدينة أسوان المصرية في غمار بناء السد العالي في مصر وتبادلت المدينتين المتآخيتين الوفود الرسمية خلال أعوام 1965 و1972 و1975.
واستمرت العلاقات بالتطور مع البلدان العربية الأخرى وخاصة سورية وفلسطين والأردن واليمن والكويت وعمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب وتونس والعراق، إلى أن عادت علاقات الدبلوماسية الشعبية مع مصر للدفء بعد الزيارة التي قام بها أ.أ. يوسوبوف مدير عام مصانع "زينيت" الأوزبكستانية لمصر ضمن وفد جمعية الصداقة مع الدول العربية في عام 1990 للمشاركة في أعمال مؤتمر "السوق الاقتصادية الدولية والتأثير الاقتصادي المتبادل". وفي نفس العام وعلى عتبة استقلال جمهورية أوزبكستان قام نبيل عمر السفير الفلسطيني في موسكو والمنصف الماي (من تونس) سفير جامعة الدول العربية في موسكو بزيارة لأوزبكستان. وبعد استقلال جمهورية أوزبكستان ومع اعتراف الدول العربية باستقلالها، وتبادل بعض الدول العربية للتمثيل الدبلوماسي معها فتحت أفاقاً جديدة لتعزيز التعاون الثنائي المباشر، شمل العلاقات الدبلوماسية والثقافية التي عززت علاقات الصداقة ودور الدبلوماسية الشعبية فيها.
وتعزيزاً لعلاقات الصداقة من خلال الدبلوماسية الشعبية تم إدماج جمعية الصداقة والعلاقات الثقافية مع الدول الأجنبية مع جمعية وطن للعلاقات الثقافية مع المهاجرين الأوزبك المقيمين في الخارج وشكلتا معاً الرابطة الأوزبكستانية للعلاقات الثقافية والتربوية مع الدول الأجنبية، وفي عام 1997 تحولت هذه الرابطة إلى المجلس الأوزبكستاني لجمعيات الصداقة والعلاقات الثقافية مع الدول الأجنبية. واستبدل المجلس رابطة الصداقة والعلاقات الثقافية مع الدول العربية التي ترأسها آنذاك الدبلوماسي الأوزبكي بهادر عباسوفيتش عبد الرزاقوف بجمعيات للصداقة مع الدول العربية. وبالفعل تم تأسيس جمعيتين للصداقة الأولى مع مصر، والثانية مع الأردن، واستمرت التحضيرات لتأسيس جمعيات للصداقة مع الدول العربية الأخرى. وبالإضافة لذلك يحافظ المجلس على علاقات ودية مع المواطنين من أصل أوزبكي في المملكة العربية السعودية وسورية وفلسطين والأردن ومصر، منذ أواسط سبعينات القرن الماضي وبرزت تلك العلاقات من خلال مشاركة ممثلين عنهم في المؤتمر الشبابي الأول للمهاجرين الأوزبك من مختلف دول العالم الذي انعقد في طشقند عام 1992.
وللوقوف على صورة واقعية عن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة جمهورية وأوزبكستان رأينا استعراضها في عرض سريع معتمدين على المتابعات الشخصية وبعض المصادر وما تناولته وسائل الإعلام والإتصال الجماهيرية الأوزبكستانية والعربية وفق التسلسل التاريخي للأحداث.
العلاقات الثنائية الإماراتية الأوزبكستانية
اعترفت دولة الإمارات العربية المتحدة باستقلال جمهورية أوزبكستان بتاريخ 26/12/1991، ووقعت معها اتفاقية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بتاريخ 25/10/1992.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بالتعاون الثنائي مع إمارة دبي، وإمارة الشارقة.
وفي تشرين ثاني/نوفمبر 1992 افتتحت أوزبكستان قنصلية لها في إمارة دبي، وكانت من أولى الممثليات الدبلوماسية الأوزبكستانية في الخارج، وفي آذار/مارس 1994 رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي فيها إلى مستوى قنصلية عامة.
وفي شباط/فبراير 1992 بدأت "الخطوط الجوية الأوزبكستانية" بتسيير خط جوي منتظم ومباشر بين طشقند والشارقة.
وفي كانون أول/ديسمبر 1992 شاركت أوزبكستان في معرض "إكسبو 92" الدولي بدبي.
وخلال الفترة الممتدة مابين 20 و22/12/1994 قام وفداً رسمياً يمثل حكومة إمارة دبي بزيارة أوزبكستان، وأثناء الزيارة التقى الوفد الضيف بالمسؤولين في وزارة الخارجية، ووزارة العلاقات الاقتصادية الخارجية، ومؤسسة السياحة الوطنية "أوزبك توريزم"، ومؤسسة الطيران الوطنية "أوزبكستان هوا يولاري"، والبنك الوطني، وإدارة أملاك الدولة.
وفي أيار/مايو 1997 قام وزير الداخلية الأوزبكستاني باطير بربييف بزيارة لإمارة دبي ، جرى خلالها التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الداخلية الأوزبكستانية، والقيادة العامة لشرطة دبي. أعقبتها زيارة القائد العام لشرطة دبي لأوزبكستان خلال شهري تشرين أول/أكتوبر، وتشرين ثاني/نوفمبر 1997.
واعتباراً من تشرين ثاني/نوفمبر 1997 طورت العلاقات الثنائية على المستوى الاتحادي وقام نائب الوزير الأول الأوزبكستاني بختيار حميدوف بزيارة رسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة التقى خلالها بنظيره الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة، وشارك الوفد خلال الزيارة في أعمال مؤتمر رجال الأعمال الذي تم خلاله التوقيع على بروتوكولات للتعاون بين الشركات الأوزبكستانية والإماراتية. وسبقه في آذار/مارس 1997 مؤتمر مماثل في دبي عن فرص الاستثمار في أوزبكستان.
ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 1997  إلى 75,671 مليون دولار أمريكي وهو أعلى مستوى للتبادل التجاري بين أوزبكستان وأية دولة عربية أخرى آنذاك بميل واضح لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة التي بلغ حجم صادراتها آنذاك 64,680 مليون دولار أمريكي عن طريق إعادة التصدير من إمارة دبي الذي قامت به الشركات التجارية المشتركة بين البلدين.
وفي تشرين ثاني/نوفمبر 1998 زار وزير الخارجية الأوزبكستاني البروفيسور عبد العزيز كاميلوف دولة الإمارات العربية المتحدة، وجرى خلال الزيارة توقيع اتفاقية للنقل الجوي واتفاقية لحماية الاستثمارات.
وفي نهاية عام 1998 قام وفد عن جامعة ميرزة أولوغ بيك القومية الأوزبكستانية برئاسة أ.د. خوندامير غلاموف نائب رئيس الجامعة للعلاقات الدولية وعضوية السيدة لوبوف مكسيموفنا عثمانوفا مديرة العلاقات الدولية في الجامعة وأ. د. محمد البخاري رئيس قسم الصحافة الدولية بالوكالة بزيارة جامعة الإمارات العربية المتحدة للبحث في أوجه التعاون العلمي والثقافي المشترك.
وفي عام 1999 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 43.053.5 مليون دولار أمريكي منها 8,637,6 مليون دولار أمريكي صادرات و34,415,9 مليون دولار أمريكي واردات.
وفي نيسان/أبريل 2000 زارت د. فاطمة الصايغ رئيسة قسم التاريخ والآثار بجامعة الإمارات العربية المتحدة، معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية وألقت سلسلة من المحاضرات أمام هيئة التدريس وطلاب المعهد الذين يدرس اختصاص العلاقات الدولية بينهم الطالب الإماراتي محمد أحمد سليمان عيسى الجابر الذي عين لاحقاً رئيساً لممثلية وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في طشقند.
وفي تشرين ثاني/أكتوبر من نفس العام زار جامعة الإمارات العربية المتحدة أ.د. تيمور مختاروف عميد الماجستير، وأ.د. محمد البخاري مستشار في العلاقات الدولية بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية وألقوا سلسلة من المحاضرات عن أوزبكستان.
ومن يناير عام 2006 بدأت عملها القنصلية العامة لدولة لإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية أوزبكستان.
ومن أواسط عام 2007 بدأت عملها في أبو ظبي سفارة جمهورية أوزبكستان لدى الإمارات العربية المتحدة.
وكتب الشيخ محمد بن خليفة آل مكتوم مقدمة لكتاب الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف "أوزبكستان على طريق الانبعاث الروحي"، وأصدره باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وكان قد تبرع بمبلغ 100 ألف دولار أمريكي لدعم الجامعة الإسلامية في طشقند عند افتتاحها في عام 1999، وبمبلغ 150 ألف دولار أمريكي في عام 2000، أثناء زيارته لها للمشاركة في المؤتمر العلمي التطبيقي الدولي "إسهام أوزبكستان في تطور الحضارة الإسلامية" الذي عقد بمناسبة إعلان المنظمة الإسلامية العالمية للتعليم والعلوم والثقافة ISESCO طشقند عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2007.
وكان حسن أبو الغفار الحميدي من الإمارات العربية المتحدة من بين أعضاء هيئة التحكيم في المؤتمر العلمي التطبيقي الدولي "إسهام أوزبكستان في تطور الحضارة الإسلامية" الذي عقد يومي 14 و15/8/2007 في طشقند وسمرقند".[1]
وفي عام 2007 وصل حجم التبادل التجاري بين أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة إلى 93.1 مليون دولار أمريكي.
وتصدر أوزبكستان للإمارات العربية المتحدة: تيلة القطن، والمعادن الملونة، والحرير، والأقمشة، وخدمات النقل الجوي للركاب والحمولات.
وتستورد من الإمارات العربية المتحدة: الكوتشوك، والملابس، وأدوات الاستعمال اليومي الكهربائية، ومواد البناء، والموبيليا، ووسائط النقل.
وتعمل في أوزبكستان 68 منشأة بمشاركة مستثمرين من الإمارات العربية المتحدة، منها 31 برأس مال 100% من الإمارات العربية المتحدة. ومقيد في وزارة العلاقات الاقتصادية الخارجية والاستثمار والتجارة بجمهورية أوزبكستان مكاتب لـ 17 شركة إماراتية معتمدة في أوزبكستان.
وبلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية الموظفة في اقتصاد جمهورية أوزبكستان أكثر من 31.5 مليون دولار أمريكي.[2]
وخلال الفترة من 3 وحتى 5/7/2007 شارك مندوبون عن صندوق أبو ظبي للتنمية في الإمارات العربية المتحدة بالجلسة التي عقدتها مجموعة التنسيق العربية للمؤسسات القومية والإقليمية للتطور في طشقند. وتضمن برنامج التعاون مع المجموعة تنفيذ 17 مشروعاً استثمارياً تتمتع بالأفضلية في أوزبكستان باستثمارات تبلغ 800 مليون دولار أمريكي في مجالات: تطوير نظام الخدمة الصحية، والتعليم، والطاقة، والمواصلات، والبنية التحتية، والخدمات العامة، وتحسين شبكات ري الأراضي، وغيرها من المجالات.
ويوم 26/10/2007 استقبل رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، نائب الرئيس، رئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي زار أوزبكستان على رأس وفد حكومي ضم مسؤولين من الوزارات والإدارات، ومندوبين عن الأوساط الاجتماعية ورجال الأعمال. وأشار إسلام كريموف، خلال اللقاء إلى تطابق وجهات نظر الطرفين في العديد من المسائل الدولية، وأن التوسع المستمر في الصلات الاقتصادية يثبته تطور التعاون الشامل والمتبادل، وهو ما يثبت أن أوزبكستان تعلق أهمية كبيرة على العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، وإلى الاستعدادات الجارية لافتتاح سفارة أوزبكستان في الإمارات العربية المتحدة.
وتم خلال اللقاء النظر في أكثر من 20 مشروعاً أوزبكياً في مجالات: التعليم والصحة والزراعة والمياه والطاقة والصناعات الكيماوية والخدمات التحتية والبناء والمعادن، وتم التوقيع بين حكومة جمهورية أوزبكستان وحكومة الإمارات العربية المتحدة على:
- اتفاقية لتفادي الازدواج الضريبي على الدخل ومنع التهرب من دفع ضريبة الدخل وضريبة رأس المال، والتشجيع المتبادل وحماية الاستثمارات؛
- وبروتوكول للتعاون وإجراء مشاورات بين إدارات السياسة الخارجية في البلدين؛
- وعدد من الوثائق التي تمكن من تطوير الصلات في المجالات الإنسانية.
إلى جانب العلاقات الوثيقة التي يقيمها معهد أبو ريحان البيروني للإستشراق التابع لأكاديمية العلوم الأوزبكية مع مركز جمعة الماجد للثقافة في دبي بمجال دراسة المخطوطات القديمة.[3]
ويقيم معهد أبو ريحان البيروني للاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الأوزبكستانية منذ عام 1995 علاقات تعاون وثيقة مع مركز جمعة الماجد الثقافي بدبي في مجال دراسة المخطوطات القديمة. إلى جانب توسيع الصلات في مجالات: التعليم والتكنولوجيا الرفيعة والطب وغيرها بين البلدين.[4]
وفي عام 2008 افتتح خط جوي جديد من طشقند إلى دبي والعودة، بظروف جديدة تتاح للمشاركين في برامج "Uz Air Plus".[5] وبتاريخ 7/3/2008 بدأت الرحلة الأولى لشركة الخطوط الجوية الوطنية "أوزبكستان هوا يولاري" على الخط الجوي الذي يربط بين طشقند والعاصمة السياحية والاقتصادية للإمارات العربية المتحدة مدينة دبي.
عشرون عاماً من تطور العلاقات الإماراتية الأوزبكستانية ج-6


[1] إرادة عماروفا: "وفد الإمارات العربية المتحدة في أوزبكستان". // طشقند:  وكالة أنباء، UZA، 11/8/2007.
[2] تطور التعاون الاستثماري. // طشقند: الصحف المحلية، 23/10/2008.
[3] الرئيس الأوزبكي يستقبل رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة. // طشقند: الصحف المحلية، 27/10/2007؛ توقيع وثائق. // طشقند: الصحف المحلية، 27/10/2007؛ زيارة رئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة لأوزبكستان. // طشقند: صحيفة Uzbekistan Today، 25/10/2007.
[4] جمشيد مطالوف: جمهورية أوزبكستان ودولة الإمارات العربية المتحدة تفتحان صفحة جديدة للتعاون. // طشقند: الصحف المحلية، 14/3/2008.
[5] افتتاح خط جوي مباشر إلى دبي. // طشقند: صحيفة نارودنويه صلوفا، 3/4/2008.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق