الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

عشرون عاماً من تطور العلاقات الإماراتية الأوزبكستانية ج-11


بعث صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله برقية تهنئة إلى الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان بمناسبة ذكرى عيد استقلال بلاده. كما بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ببرقية تهنئة مماثلة إلى رئيس جمهورية أوزبكستان.[1]
في مقالة نشرتها جريدة الإتحاد أشير إلى أن: سمرقند ثانية كبرى مدن جمهورية أوزبكستان بسكانها الذين يقتربون من نصف المليون، هذه المدينة السياحية الكبرى في أواسط آسيا كانت في غابر الأيام أشهر الحواضر الإسلامية، فقد كانت مقراً للغازي والفاتح الكبير "تيمور لنك". وقصة المدينة مع الإسلام تبدأ بمحاولات جيوش الفتوحات الأولى إخضاعها نظراً للمكانة الدينية الكبيرة لها في بلاد ما وراء النهر، إذ كانت أكبر مراكز العبادة البوذية هُناك وباعتبار أهميتها الاقتصادية أيضاً.
وبدأت الفتوحات في بلاد ما وراء النهر منذ عام 46 للهجرة “667 موأحرزت نجاحات مؤقتة إلى أن أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي الفاتح الشهير قتيبة بن مسلم الباهلي على رأس جيش كبير نجح في هزيمة طرخون التركي حاكم سمرقند وأجبره على قبول الصلح وأداء الجزية وتقديم بعض الرهائن لضمان عدم تمرده، غير أن رجال الدين البوذيين حرضوا الأهالي فخلعوا طرخون وعينوا مكانه إخشيد جورك ولكن قتيبة أرغمه على الاستسلام بعد حصار طويل للمدينة في عام 93 للهجرة 712ميلادية.
وعلى الرغم من قيام السامانيين بنقل عاصمة بلاد الصغد ومملكتهم إلى بخارى من عام 204 للهجرة “819مفإن سمرقند واصلت ازدهارها محتفظة لنفسها بالمكانة الأولى كمركز للتجارة والثقافة الإسلامية. وشهدت المدينة فترات من الاضطراب بسبب تعاقب الأسر التركية المتنافسة على حكمها قبل أن تنجح أسرة خوارزم شاه بقيادة محمد بن تكش في الاستيلاء عليها في عام 606 للهجرة 1209ميلادية، ولكن سمرقند لم تنعم طويلاً مع الخوارزميين إذ حاصرها المغولي جنكيز خان لعدة أشهر اضطرت في نهايتها للاستسلام بعد أن عاينت مصير جارتها بخارى التي أحرقتها جحافل المغول ودخلت منذ ربيع الأول عام 617 للهجرةمايو 1220متحت حكم المغول.
وعندما ظهر القائد التركي الشهير تيمور لنك وقضى على حكام المغول بأواسط آسيا في عام 771 للهجرة ضرب لسمرقند موعداً مع التاريخ عندما دخلها في عام 806 للهجرة واتخذها عاصمة لدولته أو إمبراطوريته التي امتدت من الهند شرقاً إلى موسكو غرباً، ولعلها المرة الأولى التي يرد فيها اسم هذه المدينة الروسية في المصادر التاريخية الوسيطة مقترناً باستيلاء تيمور لنك عليها.
وتحولت سمرقند بسرعة إلى عاصمة كبرى تنطلق منها جيوش التيموريين وتعود إليها محملة بالأسلاب والغنائم من طرف وكنوز الشرق والغرب وبالصناع والحرفيين من الهند وإيران وبلاد الشام من طرف آخر، إذ حمل هؤلاء بأوامر من تيمور للعمل في إعمار سمرقند وتزويدها بالقصور والمنشآت العامة الدينية والمدنية على حد سواء حتى باتت مضرب الأمثال في الضخامة والفخامة.
وبعد وفاة تيمور لنك انقسمت مملكته بين أولاده وأحفاده، وتولى ابنه أولوغ بيك حكم سمرقند وواصل شحنها بالعمائر، ثم ضعف التيموريون أمام زحف قوات أوزبك خان شيباني التركي التي نجحت في دخول سمرقند مع مطلع القرن العاشر الهجري الـ16ميلادي، لتصبح سمرقند مجرد مدينة خاضعة لخانات بخارى الذين هيمنوا على روسيا وأرغموا حاكم موسكو على دفع الجزية خلال القرنين 16 و17ميلادي. ولكن عجلة الزمان دارت ونجح قياصرة روسيا في الاستيلاء تدريجيا على ممتلكات الأوزبك وخاصة بعد سقوط أول حصن إسلامي وهو حصن آق مسجد أو المسجد الأبيض في بلاد ما وراء النهر في عام 1852. وبعد أقل من عقدين من الزمان زحف ثمانية آلاف جندي روسي نحو سمرقند وعبروا نهر زرفشان في 13 مايو عام 1868. وسيطروا عليها في اليوم التالي.
وعقب تفكك الدولة السوفييتية أعلن استقلال أوزبكستان وأصبحت جمهورية إسلامية في عام 1991م وبدأ الاهتمام بسمرقند كإحدى مناطق الجذب السياحي، نظراً لما تضمه من معالم تاريخية جديرة بالزيارة ولما توفره من إمكانات للأنشطة السياحية، حيث الفنادق والأسواق التي تعرض أصنافاً شهيرة من المنتجات الفنية والتقليدية.
ويقبل زوار سمرقند على معاينة معالمها التاريخية التي تعود بشكل رئيسي لعهد تيمورلنك وابنه أولوغ بيك، ثم لفترة حكم الأوزبك الشيبانيين، فهناك بقايا أسوار وبوابات سمرقند القديمة وهي أربعة أبواب الشرقي منها يعرف بباب الصين ومنه كانت تدخل قوافل التجارة القادمة من الصين عبر طريق الحرير، وباب بخارى بشمال المدينة ثم باب النوبهار وهو الاسم المحلي للمعبد البوذي ولعل البودخانه كانت على مقربة منه في الناحية الغربية من المدينة، أما آخر الأبواب فيعرف بباب كش، وهي المدينة التركية التي جاء منها تيمور لنك.
وتوجد في ميدان ريغستان بسمرقند مجموعة أضرحة شاه زنده التي تضم ضريحاً يقدسه السكان باعتبار أنه يضم رفات قثم بن العباس بن عبد المطلب ابن عم الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي يقال إنه استشهد في فتح سمرقند عام 57 للهجرة ومن المنشآت المميزة في المجموعة ضريح تيمورلنك الذي يعد برخامه وقبابه المزدانة ببلاطات الفسيفساء الخزفية من عجائب العمارة الإسلامية بالعصور الوسطى، وثمة ثلاث مدارس تاريخية معروفة تحيط بميدان ريغستان وهي مدرسة أولوغ بيك، ومدرسة شير دور التي تعرف بهذا الاسم لوجود رسمين لأسدين بمدخلها، ثم مدرسة تالا كاري ويعني اسمها المطلية بالذهب، وذلك نظراً لتلوين بعض البلاطات الخزفية في واجهتها باللون الذهبي.
ومن أشهر معالم سمرقند مجموعة من العمائر التيمورية تحيط بالميدان المعروف باسم ريغستان، في مقدمتها المسجد الجامع المسمى باسم زوجة تيمور لنك المفضلة بيبي خانوم، وتقول الروايات إنها أشرفت بنفسها على تشييده ليسر به الفاتح الكبير عند عودته من غزوته المظفرة للهند، لكن المهندس المعماري الأصفهاني محمد بن محمود البناء أصر على أن يطبع قبلة على وجنة الخانوم نظير سرعة إنجاز عمله، فلما عاد تيمورلنك وجد أثر القبلة الحارة على وجنة السلطانة فأمر وفقاً للرواية بقطع رأس محمد البناء عوضاً عن مكافأته على عمله الفني الباهر.[2]
تلقى رئيس جمهورية أوزبكستان برقية من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ذكر فيها: صاحب الفخامة السيد إسلام كريموف، رئيس جمهورية أوزبكستان. صاحب الفخامة! بمناسبة يوم إستقلال جمهورية أوزبكستان لمن دواعي سروري أن أرسل لفخامتكم التهاني الصادقة وأفضل التمنيات باسم شعب وحكومة الإمارات العربية المتحدة ومني شخصياً. مع تمنياتي لفخامتكم بالسعادة، وللشعب الصديق في بلادكم الإزدهار الدائم. مع تأكيدي على احترامي الكبير..[3]
وتلقى برقية من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب الرئيس، رئيس مجلس الوزراء، أمير دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة جاء فيها: صاحب الفخامة السيد إسلام كريموف، رئيس جمهورية أوزبكستان. صاحب الفخامة! بمناسبة الإحتفال بيوم إستقلال جمهورية أوزبكستان بارتياح كبير أرسل لكم ياصاحب الفخامة أصدق التهاني والتمنيات باسم شعب، وحكومة الإمارات العربية المتحدة ومني شخصياً. وأود أن أتمنى لفخامتكم السعادة والتوفيق وللشعب الأوزبكستاني الصديق استمرار الإزدهار والتقدم..[4]
ناقش مؤتمر دور المرأة في نقل التراث الموسيقي في العالم الإسلامي الذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مؤخرا، الدور الأساسي الذي تؤديه المرأة في نقل التراث، مع تقديم أمثلة من الإمارات واليمن وسورية وأفغانستان وإيران وأوزبكستان وأذربيجان والبوسنة والسنغال.
وفي البداية تحدثت أرودا داداديانوفا دكتوراه في علم موسيقى الشعوب بجامعة أوزبكستان الوطنية تحت عنوان: (الموسيقيات اليوم: نظرة شخصية من أوزبكستان) عن أهمية الموسيقى في أوزبكستان والدور الكبير الذي تلعبه وعن اختلاف الأنواع الموسيقية الشعبية، مشيرة إلى الدور الأساسي الذي تقوم به المرأة في نقل التراث مستشهدة بالفنانات الثلاث اللواتي قدمن مقاطع صغيرة جداً من الموسيقى الأوزبكية بطلب من الحضور.[5]
تأهل المنتخب الأوزبكي للسيدات للكرة للمباراة النهائية لبطولة أوزبكستان الدولية الودية للكرة النسائية إثره فوزه على المنتخب الياباني 4-1 ليقابل المنتخب الروسي الذي تغلب على المنتخب الاوكراني 8–صفر، ويقام اليوم الحفل الختامي للبطولة بعد المباراة النهائية. ويتقابل اليوم أيضاً منتخبنا مع المنتخب الأوزبكي 2 لتحديد المركزين الخامس والسادس.
ومن جهة أخرى، أقام منتخبنا للسيدات حفلا مبسطا بمناسبة عيد الفطر المبارك بمشاركة فيصل حارب القائم بالأعمال في سفارة الدولة في أوزبكستان، وأهدت لاعباتنا قميص المنتخب موقعة إلى فيصل حارب الذي شكر اللاعبات على الهدية التذكارية.
من جهة ثانية، قامت رئيسة الوفد أمل بو شلاخ بعمل نشاط ترفيهي للاعبات منتخبنا بممارسة رياضة البولينج، وقد شهد البرنامج الترفيهي الحكم الأوزبكي الذي أدار المباراة قبل نهائية في مونديال جنوب أفريقيا رافشان ايرماتوف وتم التقاط الصور التذكارية معه.[6]
بقيادة الرئيس إسلام كريموف تجري أعمالاً واسعة لإحياء القيم والتقاليد القومية، واستخدام الثراث الغني بشكل واسع لرفع معنويات السكان وخاصة الشباب. وفي المؤتمر الدولي الذي عقد بمعهد أبو ريحان البيروني للإستشراق التابع لأكاديمية العلوم الأوزبكستانية لمناقشة مسائل ترميم وإصدار المخطوطات، جرى بحث شامل حول الأمور العاجلة لمستقبل تطوير الأعمال الجارية في هذا الإتجاه، وتعزيز وتوسيع التعاون الدولي. بمشاركة مندوبين عن الوزارات والإدارات المعنية والعاملين في المؤسسات العلمية والتنويرية ومراكز الموارد المعلوماتية والمكتبات والمتاحف والعلماء.
وأشار ب.عبد الحليموف مدير المعهد إلى أنه من خلال الإصلاحات الجارية بقيادة قائد الدولة في المجالات المعنوية والتربوية تجري أعمالاً واسعة لتعميق دراسة تاريخنا والحفاظ على التراث المعنوي لأجدادنا العظام ووضعه بمتناول السكان. وهذه الأعمال تنعكس في عمليات حفظ ودراسة والدعوة لجوهر وأهمية المخطوطات الفريدة الجارية في المراكز العلمية والبحث العلمي والمتاحف والمكتبات والمؤسسات التنويرية.
ويحتفظ معهد أبو ريحان البيروني للإستشراق التابع لأكاديمية العلوم الأوزبكستانية مخطوطات تعود لمختلف المراحل التاريخية ومؤلفات مطبوعة ومراجع ووثائق تاريخية قيمة. وتجري أعمالاً محددة في مجالات البحث وتصنيف المخطوطات ووضعت كلها تحت تصرف البحث العلمي. ومن بينها مؤلفات "تفهيم" لأبو ريحان البيروني و"زيجي جديدي كوراغوني" لميرزة أولوغ بيك و"ظفر نامة" لشرف الدين علي يزدي و"مطلع السعدين ومجمع البحرين" لعبد الرزاق سمرقندي و"ظفر نامة" لنظام الدين شامي.
ويلعب مخبر ترميم المخطوطات وطباعة المؤلفات في المعهد دوراً هاماً في اختيار وحفظ والأعمال الأولية لترميم المواد القيمة التي تحتاج للترميم. وفي هذه العملية الصعبة والمسؤولة لإعادة الحياة للكتب التاريخية، تستخدم بشكل فعال الأساليب التقليدية وتقنيات وفنون الطباعة والرسم والمنمنمات. وتلفت الأعمال التي تمت بحجمها وسعتها اهتمام الأجانب.
وقال رئيس قسم الأبحاث العلمية والنشر والعلاقات الثقافية بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث من دولة الإمارات العربية المتحدة عز الدين بن زغيب "منذ حصول أوزبكستان على الإستقلال وخلال السنوات الماضية تجري في البلاد أعمالاً عالية المستوى لبعث التقاليد المعنوية والتنويرية وزيادة معنويات الشعب. ومؤسساتكم التنويرية تملك مخزوناً غنياً من المخطوطات والكتب النادرة. ومما يسعدنا اهتمامكم بالتعاون الدولي من أجل  الدعوة والإستخدام العقلاني للتراث القيم والنادر".
واستمع الحضور أثناء المؤتمر لأبحاث ومحاضرات عن التقنيات الحديثة في مجال الحفاظ وترميم المخطوطات والوثائق التاريخية، ونشاطات صناديق المخطوطات الشرقية في أوزبكستان، ومستقبل ترشيد أعمال الترميم وإصدار الكاتالوكات وإنتاج إصدارات إلكترونية للمصادر الفريدة وزيادة التعاون الدولي في هذه المجالات.[7]


[1] رئيس الدولة ونائبه يهنئان القذافي بذكرى ثورة الفاتح وكريموف بعيد استقلال أوزبكستان. // أبو ظبي: وكالة أنباء وام، 1/9/2010.
[2] أحمد الصاوي: سمرقند عاصمة الفاتحين والغزاة // أبو ظبي: جريدة الإتحاد، 3/9/2010.
[3] تهاني صادقة // طشقند: وكالة أنباء UZA، 7/9/2010.
[4] تهاني صادقة // طشقند: وكالة أنباء UZA، 7/9/2010.
[5] جمال المجايدة: مؤتمر يبحث دور المرأة في نقل التراث الموسيقي في العالم الإسلامي // لندن: صحيفة القدس العربي، 3/9/2010.
[6] منتخبنا لكرة السيدات يحتفل بالعيد في أوزبكستان // أبو ظبي: صحيفة الإتحاد 14/9/2010.
[7] ن. عثمانوفا: المخطوطات الفريدة غنى معنوي لا يقدر بثمن. // طشقند: وكالة أنباء UZA، 23/9/2010.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق