الأحد، 8 نوفمبر 2009

خاتمة الفصل الثاني

خاتمة الفصل الثاني
ومن هذا العرض السريع للعلاقات العربية الأوزبكية نقتنع بأن مستوى العلاقات الثنائية ورغم التحسن الواضح منذ عام 2004 لم تزل دون المستوى المطلوب لإحياء عرى الصداقة والتعاون الأخوي والتاريخي الذي يضرب جذوره عمقاً عبر التاريخ الطويل. ونحن مقتنعون بأن الوضع يتطلب من الجانبين المزيد من العمل الدؤوب لرفع مستوى العلاقات الثنائية لما فيه مصلحة الجانبين على جميع الأصعدة والمستويات. وفي العلاقات الثنائية بين أوزبكستان، ودولة الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، الكثير من الخبرات التي تستحق التوقف عندها بالدراسة والتحليل، للخروج بأفضل السبل لإقامة علاقات ثنائية مرجوة ومفيدة للجانبين.
خاصة وأن الخطاب السياسي للمسؤولين الأوزبكستانيين أكد أكثر من مرة على الرغبة في تطوير العلاقات مع الدول العربية، وكان آخرها تصريحات الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف عن ثقته بأن الشعب الفلسطيني سيصل إلى حقوقه ويقيم دولته المستقلة بالطرق السلمية وأن أوزبكستان تساند الشعب الفلسطيني بذلك في المنظمات الدولية وخاصة منظمة الأمم المتحدة.
[1] وأن المملكة العربية السعودية تعتبر واحدة من الدول التي تشغل مكانة هامة في العالمين العربي والإسلامي. وأن العلاقات بين أوزبكستان والعربية السعودية تتمتع بأهمية خاصة، وخاصة العلاقات في إطار المنظمات الدولية، وبنك التنمية الإسلامي، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والتجارة غير الشرعية للمواد المخدرة. ويعتبر التعاون الإنساني أيضاً من المجالات الهامة للعلاقات المشتركة.[2] وأن أوزبكستان تولي أهمية خاصة لمسائل تطوير الصلات مع العربية السعودية. وأن العلاقات بين أوزبكستان والعربية السعودية مستمرة في التطور في إطار نشاطات منظمة المؤتمر الإسلامي، وبنك التنمية الإسلامي، ومجموعة التنسيق العربية التي تضم في عضويتها صندوق التنمية في المملكة العربية السعودية التي قررت توظيف استثمارات تبلغ 800 مليون دولار أمريكي لتنفيذ 20 مشروعاً تتمتع بالأفضلية في أوزبكستان بمجالات: الصحة، والتعليم، والطاقة، والبنية التحتية للمواصلات، والاتصالات.[3] وأن وجهات النظر الأوزبكستانية والإماراتية متطابقة في العديد من المسائل الدولية، وأن التوسع مستمر في المجالات الاقتصادية، وأن أوزبكستان تعلق أهمية كبيرة على العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة.[4] وإشادته بالسياسة الحكيمة لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق الأمن والرفاهية لشعبه، وبالسياسة الخارجية التي يتبعها لحل القضايا الإقليمية والدولية بالطرق السلمية. وأهمية الأمن والاستقرار الإقليمي وعلاقات حسن الجوار التي تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل الخلافات بالطرق السلمية، والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل وفي إدانة الإرهاب بكل أشكاله وصوره وتأييدهما للجهود الدولية في مكافحته.[5] وخلال فترة إقامة العلاقات الدبلوماسية بين أوزبكستان والكويت تم تطوير العلاقات المتبادلة ووفرت الظروف المناسبة للتعاون العملي، وتم التوصل إلى عدد من الاتفاقيات، من بينها تأسيس لجنة حكومية مشتركة بين البلدين. وإشارته لتطابق وجهات نظر القيادتين الأوزبكستانية والكويتية في الكثير من المسائل المتعلقة بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، والسياسية الدولية، والعلمية، والتكنولوجية، وتشجيع وحماية الاستثمار، وتجنب الازدواج الضريبي، والنقل الجوي، ومحاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة بين البلدين. وإلى تعاون أوزبكستان المثمر مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وإلى العلاقات القائمة بين الغرف التجارية والصناعية في البلدين.[6] وإشارته إلى أن دولة الكويت تتمتع بإمكانيات تتجاوز الإقليم الذي تنتمي إليه وتشمل العالم. وأن الكويت كانت من بين أوائل الدول التي اعترفت باستقلال جمهورية أوزبكستان. وإلى أن الصلات البرلمانية تشغل مكانة هامة في مجال تطور العلاقات الثنائية.[7] وأن العلاقات مع الدول العربية بالنسبة لأوزبكستان هي واحدة من الاتجاهات التي تتمتع بالأفضلية في سياستها الخارجية. ومن ضمنها البحرين. وأن أوزبكستان تملك مقدرات اقتصادية ضخمة وتعتبر الضمان الأساسي للأمن والاستقرار في إقليم آسيا المركزية. والتعاون يتطور في ظروف السلام والاستقرار. وهناك مشاورات دائمة بين إدارتي الخارجية في أوزبكستان والبحرين، وهذا يوفر إمكانيات لتقديم الدعم لبعضهما البعض على الساحة الدولية. وعند الحديث عن التعاون الاقتصادي تجب الإشارة إلى أن الإمكانيات لم تستخدم بالكامل بعد. وتتجه آفاقها لتصنيع النفط والغاز، والبتروكيماويات، والقطاع المالي والمصرفي، والزراعة، والسياحة.[8] وأن سلطنة عمان تعتبر واحدة من الدول الهامة في العالم العربي. وأن التعاون معها يفتح الآفاق لأوزبكستان في مجال تعزيز العلاقات مع غيرها من البلدان العربية. وبدورها تنظر عمان إلى أوزبكستان كواحدة من الدول الهامة في آسيا المركزية التي يؤدي توسيع التعاون معها إلى تطوير التعاون مع الإقليم بأكمله. وأن أوزبكستان وعمان تملكان ثروات ضخمة من الوقود والطاقة، ولهما خبرات كبيرة في مجال تطوير المجالات الزراعية. وللجانبين مصلحة في إعداد وتنفيذ مشاريع مشتركة في قطاعات النفط والغاز، وإجراء أبحاث زراعية.[9] وأن مصر تعتبر من الدول الهامة في نظام العلاقات الدولية وخاصة في العالم العربي، وأن أوزبكستان ومصر أقامتا علاقات في إطار المنظمات الدولية وفي مجال مكافحة الإرهاب والتطرف الديني والتجارة غير المشروعة للمخدرات، وأن الاقتصاد يعتبر أساساً للعلاقات بين البلدين.[10]
وأن الخطاب السياسي للمسؤولين العرب أصبح يتضمن إشادة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بسياسة الرئيس الأوزبكي وما حققه من انجازات كبيرة في خدمة قضايا الشعب الأوزبكي ودوره في تحقيق الأمن والاستقرار في آسيا الوسطى.
[11] وإعلان ملك البحرين حميد بن عيسى آل خليفة عن اهتمام بلاده بمستقبل تطور وتعميق التعاون بين جمهورية أوزبكستان ومملكة البحرين لما فيه من مصلحة للدولتين.[12] وإعلان أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة عن أمله في تطوير وتعميق التعاون بين جمهورية أوزبكستان ودولة قطر في الاتجاهات التي تهم الجانبين، وتفعيل الحوار السياسي على أعلى المستويات .[13] وإعلان السلطان قابوس بن سعيد عن أن زيارة الدولة لرئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف لسلطنة عمان تعتبر حدثاً تاريخياً وتشكل بداية للقاءات على مستوى القمة بين البلدين. وعن ثقته بأن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها ستكون بداية لمرحلة جديدة للتعاون الثنائي. هذا ولم تزل زيارة الدولة مستمرة.[14]
بينما كانت الأوضاع قبل خمس سنوات وفق تصرح وزير الخارجية الأوزبكستاني الأسبق عبد العزيز كاميلوف لمراسل صحيفة الاتحاد بأبو ظبي لا تتجاوز النوايا والرغبات عندما أكد "بأن لدينا رغبة حقيقية في تطوير علاقاتنا مع العالم العربي، ولدينا، بالفعل، علاقات دبلوماسية مع بعض الدول العربية، أبرزها مع المملكة العربية السعودية، ولكن مع الأسف، لم تبلغ علاقاتنا حتى الآن المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه .. وباستطاعتي القول أن علاقاتنا تتطور، ونعلم كيف أن مصر تضطلع بدور محوري في منطقتها، ونحن نرغب في تقوية علاقاتنا معها لأننا نقوم بدور مماثل في منطقتنا، كما أننا نحاول الإفادة من التجربة اللبنانية الكبيرة في مجال التصدير والتجارة الخارجية، كما أننا نفكر في فتح سفارة في دولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير المبادلات التجارية وحركة السياحة مع العالم العربي .. لكن اسمح لي أن أسجل هذه الملاحظة هنا، فأنا لا أفهم لماذا لم يزرنا مسؤول عربي واحد منذ الاستقلال، مع أننا وجهنا دعوات رسمية عديدة إلى المسؤولين العرب لعل أبرزها تلك التي وجهها الرئيس كريموف إلى نظيره المصري حسني مبارك، وأعتقد أن على العرب أن يغزوا أوزبكستان دبلوماسياً".
[15]
هوامش:
[1] تسلم أوراق اعتماد. // طشقند: صحيفة نارودنويه صلوفا، 29/6/2006.
[2] تسلم أوراق اعتماد. // طشقند: الصحف المحلية، 14/9/2006.
[3] رئيس جمهورية أوزبكستان يستقبل أمير المملكة العربية السعودية. // طشقند: الصحف المحلية، 21/3/2008؛ الحوار مستمر. // طشقند: صحيفة Uzbekistan Today، 27/3/2008.
[4] الرئيس الأوزبكستاني يستقبل رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة. // طشقند: الصحف المحلية، 27/10/2007؛ توقيع وثائق. // طشقند: الصحف المحلية، 27/10/2007؛ زيارة رئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة لأوزبكستان. // طشقند: صحيفة Uzbekistan Today، 25/10/2007.
[5] الإمارات أوزبكستان بيان مشترك. // أبو ظبي: وكالة أنباء وام، 18/3/2008.
[6] تقديم أوراق اعتماد. // طشقند: الصحف المحلية، 22/2/2007.
[7] تعزيز التعاون المفيد للجانبين. // طشقند: الصحف المحلية، 7/6/2007.
[8] استقبال في مقر الرئيس يقصر آق ساراي. // طشقند: UZA، 5/6/2009؛ نارودنويه صلوفا، 6/6/2009؛ UzReport، 8/6/2009.
[9] إسلام كريموف استقبل وزير الاقتصاد الوطني، نائب رئيس مجلس الشؤون المالية وثروات الطاقة بسلطنة عمان. // طشقند: وكالة أنباء UZA، 31/3/2009.
[10] تسلم أوراق اعتماد. // طشقند: صحيفة نارودنويه صلوفا، 29/6/2006.
[11] الإمارات أوزبكستان بيان مشترك. // أبو ظبي: وكالة أنباء وام، 18/3/2008.
[12] تقديم أوراق اعتماد. وكالة أنباء Jahon، 10/4/2009؛ صحيفة Uzbekistan Today، 16/4/2009.
[13] تقديم أوراق اعتماد. // طشقند: صحيفة برافدا فاستوكا، 29/3/2008.
[14] لقاء إسلام كريموف مع قابوس بن سعيد. وحيد لقمانوف. // مسقط: Uza، 4/10/2009.
[15] علي طاهر: وزير خارجية أوزبكستان عبد العزيز كاميلوف للاتحاد. أبو ظبي: صحيفة الاتحاد، 17/2/2002.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق