الاثنين، 17 أكتوبر 2016

أوزبكستان ومنظمة التعاون الإسلامي تعاون باسم تعزيز الأمن والإستقرار في العالم الإسلامي


طشقند 17/10/2016 ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "أوزبكستان ومنظمة التعاون الإسلامي: تعاون باسم تعزيز الأمن والإستقرار في العالم الإسلامي" نشرت وكالة أنباء "Jahon" يوم 16/10/2016 مقالة أشارت فيها إلى:

يومي 18 و19/10/2016 ستعقد في طشقند الدورة الـ 43 الدورية لمجلس وزراء الشؤون الأجنبية بمنظمة التعاون الإسلامي، والتي ستعقد تحت شعار "التعليم والتوعية، الطريق نحو السلام والإبداع". ومن هذه اللحظة أوزبكستان رسمياً ستأخذ على عاتقها وظيفة رئاسة مجلس وزراء الشؤون الأجنبية حتى الدورة القادمة الـ 44 لهذا الجهاز.
وتاريخ المنظمة بدأ من قمة الـ 25 دولة إسلامية، التي عقدت في الرباط (مراكش) بتاريخ 25/9/1969. وفي البداية كانت تسميتها منظمة المؤتمر الإسلامي وجرى تغييرها بتاريخ 28/6/2011 إلى منظمة التعاون الإسلامي. وأصبح الهدف من الإتحاد هو توحيد جهود العالم الإسلامي لحماية مصالحه، وتوفير الظروف للتطور الشامل للدول الإسلامية والإسهام في إقامة السلام والإنسجام بين مختلف الشعوب.
وفي الوقت الراهن توحد منظمة التعاون الإسلامي 57 دولة في العالم الإسلامي وتعتبر الثانية من حيث العدد بين المنظمات الدولية بعد منظمة الأمم المتحدة. وتعتبر موضوعاً للحقوق الدولية، وتتخذ منظمة التعاون الإسلامي قرارات في المسائل: السياسية، والاقتصادية، والإجتماعية، وغيرها من المسائل.
وفي الظروف المعاصرة تزداد أهمية منظمة التعاون الإسلامي في أعمال تعزيز التسامح، والإحترام المتبادل للثقافات، والسلام والتفاهم داخل العالم الإسلامي، وبين ممثلي مختلف الأديان والشعوب. وأصبحت المفاهيم هامة في نشاطات منظمة التعاون الإسلامي، مثل: البحث عن تسوية للصراعات بالطرق السلمية، والسياسية والدبلوماسية، والطرق الوقائية، وكذلك الاستجابة لها في الوقت المناسب. وفي الخط الأول للأنشطة تدخل مهمة حماية القيم الإسلامية الحقيقية والثقافة الإسلامية، وإظهار أهميتهم التاريخية الضخمة كدين يدعوا إلى السلام والإنسجام، والتعليم والغنى الفكري.
وجمهورية أوزبكستان قبلت في عضوية منظمة التعاون الإسلامي بصفة مراقب خلال اللقاء غير الدوري لوزراء الشؤون الأجنبية في الدول الأعضاء بنيويورك خريف عام 1995، وبتاريخ 2/10/1996 أصبحت دولتنا عضواً كامل الأهلية بالمنظمة.
وأوزبكستان كعضو بمنظمة التعاون الإسلامي تعطي اهمية كبيرة لمستقبل تفعيل التعاون مع المنظمة وأجهزتها في جميع المسائل التي تتمتع بأهمية متبادلة.
وقرار رئاسة أوزبكستان في عام 2016 لمجلس وزراء الشؤون الأجنبية بمنظمة التعاون الإسلامي اتخذ في مايو/أيار عام 2015 خلال جلسة هذا الجهاز في الكويت.
ويذكر أن مجلس وزراء الشؤون الأجنبية هو الثاني من حيث الأهمية بعد هيئة القمة الإسلامية بمنظمة التعاون الإسلامي، ويدعى للإجتماع سنوياً في واحدة من الدول الأعضاء. وهذا النشاط السنوي العام، يسمح بإعداد الإتجاهات الأساسية لتنفيذ السياسة العامة لهذا الجهاز. وقام الجانب الأوزبكستاني بأعمال تحضيرية نشيطة لتوفير النتائج واكتشاف آفاق جديدة للتعاون.
وهكذا، وفي إطار الإستعدادات للدورة الـ 43 لمجلس وزراء الشؤون الأجنبية شارك وفد أوزبكستان برئاسة وزير الشؤون الأجنبية عبد العزيز كاميلوف خلال الفترة الممتدة من 23 وحتى 28/7/2016 في جدة بجلسة المسؤولين الكبار واللجنة الإسلامية للمسائل الاقتصادية، والثقافية، والإجتماعية. وخلالها جرى النظر والموافقة على مشاريع أكثر من 100 قرار في الإتجاهات الأساسية لنشاطات منظمة التعاون الإسلامي، والتي ستعرض لإقرارها خلال دورة مجلس وزراء الشؤون الأجنبية في طشقند.
ووفقاً لروح شعار الدورة الـ 43 لمجلس وزراء الشؤون الأجنبية "التعليم والتوعية، الطريق نحو السلام والإبداع"، حددت أوزبكستان من أفضليات هذه المرحلة مسائل تعزيز ومستقبل تطوير المقدرات الفكرية، والعلمية، والتقنية والتكنولوجية في دول منظمة التعاون الإسلامي. وفي هذا السياق تتمتع بأهمية خاصة دراسة ونشر إنجازات أجدادنا العظام، مفكري العالم الإسلامي، وإسهامهم الذي لا يقدر  بثمن في تطوير الحضارة العالمية. وأوزبكستان تملك تراثاً فريداً للثقافة الإسلامية، وبالضبط شخصيات عظيمة، مثل: الإمام البخاري، والإمام الترمذي، وأبو ريحان بيروني، والخوارزمي، والإمام المعترضي، وغيرهم من الشخصيات المعروفة جيداً في تاريخ ليس الدول الإسلامية فقط ، بل وفي كل العالم.
وإتجاه هام آخر في نشاطات جمهوريتنا أثناء رئاستها هو تحديد تعاون علمي وتكنولوجي واسع، موجه نحو تسهيل طرق إدخال عملياً تقنيات جديدة ومبتكرة، وغيرها من المنجزات العلمية والتكنولوجية. وتنوي أوزبكستان أن تدفع بنشاط نحو إقامة تبادل للخبرات العلمية والتكنولوجية والقيام بأبحاث مشتركة في مختلف مجالات العلوم، مما يساعد في حد ذاته على تطوير التعاون وتوسيع صلات المنافع المتبادلة في هذه المسائل.
وتتمتع بأهمية خاصة أيضاً ضرورة تطوير آليات التعاون وتوسيع صلات المنافع المتبادلة التجارية والإستثمارية في إطار منظمة التعاون الإسلامي، وبين الدول الأعضاء في هذه المنظمة وغيرها من أبرز الدول في العالم. لأن العالم الإسلامي يملك مقدرات اقتصادية وإستثمارية ضخمة، ويملك كذلك موارد طاقة، تسمح بدعم وتيرة عالية من ثبات التطور الإجتماعي والاقتصادي.
وعلى هذا الشكل، ستدعم أوزبكستان خلال رئاستها لمجلس وزراء الشؤون الأجنبية تعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي كمنتدى فعال وهام للدول لإسلامية وستركز خاصة على مسائل تعزيز المقدرات العلمية والتعليمية والثقافية والإنسانية للمنظمة.
وأوزبكستان مقتنعة بأنه عن طريق تحقيق الأفضليات المشار إليها أعلاه يمكن توفير السلام، والأمن، والإزدهار في المجتمع الإسلامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق