الاثنين، 24 أكتوبر 2016

كلمة شافكات ميرزيوييف خلال مراسم إفتتاح الدورة الـ 43 لمجلس وزراء الخارجية بمنظمة التعاون الإسلامي


طشقند 24/10/2016 ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "كلمة القائم بأعمال رئيس جمهورية أوزبكستان شافكات ميرزيوييف خلال مراسم إفتتاح الدورة الـ 43 لمجلس وزراء الشؤون الأجنبية بمنظمة التعاون الإسلامي" نشرت  وكالة أنباء "UzA" يوم 18/10/2016 نص الكلمة وهذه ترجمة كاملة لها:

السيد الرئيس المحترم
أصحاب السمو والوزراء المحترمون ورؤساء الوفود
السيدات والسادة
اسمحوا لى من كل قلبى أن أرحب بكم، ضيوفنا الأعزاء، رؤساء وفود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامى والدول المتمتعة بصفة مراقب، وممثلي المنظمات الدولية، وكل المشاركين بالدورة الـ 43 لمجلس وزراء الشؤون الأجنبية بمنظمة التعاون الإسلامى، على أرض أوزبكستان، وأعبر لكم عن عميق احترامى.
نحن بصدق ممتنون لاختيار عاصمة وطننا، طشقند مكاناً لعقد هذا المنتدى الهام لمنظمة التعاون الإسلامى، والتى تعتبر من أضخم مؤسسات التعاون متعدد الأطراف وأكثرها تأثيرا فى العالم المعاصر.
ونحن على ثقة بأن الدورة الحالية هي خطوة هامة على الطريق نحو تحقيق تلك الأهداف النبيلة، مثل: الحفاظ على القيم الإسلامية المقدسة وتعزيزها، وتعزيز التضامن بين الشعوب الإسلامية، وتوفير التنمية المستدامة، والإسهام في تقدم وازدهار شعوب الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامى.
كما نعبر عن ارتياحنا العميق لطبيعة ومستوى العمل المشترك، الذى تم إحرازه فى إطار الإعداد لهذا المنتدى، ونقيم عالياً ما قامت به الأمانة العامة للمنظمة، وخاصة رئيسها شخصيا، السيد إياد مدنى، وكل الدول الأعضاء، من أعمال مثمرة، وإظهارهم أثناء ذلك للفهم المتبادل والإستعداد للتعاون.
والدلالة الرمزية العميقة هي فى الفكرة الرئيسة لجدول أعمال الدورة الـ 43 للمجلس التي حددت بموضوع "التعليم والتنوير، الطريق نحو السلام والإبداع". وهذه الفكرة بشكل طبيعى تناسب مع الحديث الشهير الذى يقول: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد". وهذا الموضوع للدورة اقترحه الرئيس الأول لجمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، الذى تمتع بخبرة حياتية ضخمة كشخصية دولة عظيم، ونتيجة لتفكيره العميق بمصير العالم، ومصير شعبه، ودور ديننا المقدس فى الأوقات الصعبة الحالية.
واليوم، عندما يسعى العالم نحو التغيرات السريعة، تظهر تحديات وتهديدات جديدة للاستقرار والتنمية المستدامة للشعوب، وأصبح من المهم الآن توجيه الإهتمام نحو التنوير، ونحو كل ما هو روحي، ونحو المبادئ الأخلاقية، وتوجيه الشباب نحو السعي للمعرفة، والحاجة للتطور الذاتي.
والتنوير والتعليم بالضبط هما المفتاح لازدهار الشعوب. والتنوير والتعليم بالضبط يؤديان بالناس نحو الخير والطيبة، والتسامح. وهذا بالضبط ما تعلمناه من إيماننا، بالإسلام المقدس.
ومثل هذا المنهج، يمليه الوقت.
المشاركون فى الدورة المحترمون
ليس صدفة أبداً أن يكون قد حدد شعار منتدى طشقند اليوم لمنظمة التعاون الإسلامى بموضوع "التعليم والتنوير، الطريق نحو السلام والإبداع".
لأن هذا اللقاء يجري على أرض أوزبكستان، حيث عاش وأبدع أجدادنا العظام.
وأسماء: إمام بخارى، وبرهان الدين مرغنانى، وعيسى ترمذى، وحكيم ترمذى، ومحمود زمخشرى، ومحمد قفال شاشي، وبهاء الدين نقشبند، وحجي أحرار والى، ومحمد خوارزمي، وأحمد فرغاني، وأبو ريحان بيرونى، وأبو على بن سينا، وميرزا أولوغ بك، وعلى شير نوائي، والكثيرين، الكثيرين من نوابغ الإنسانية كتبت بأحرف من ذهب ليس فى تاريخ الإسلام فقط، بل وفى تاريخ الحضارة العالمية بأسرها.
و"الجامع الصحيح" المعترف به فى جميع أنحاء العالم الإسلامى، كأصح جامع لأحاديث نبينا محمد يعتبر ثمرة سنوات من البحث الدؤوب للإمام البخارى، وحصل على شهرته "كإمام المحدثين". وهكذا ولأكثر من اثنى عشر قرنا، يعتبر الثانى من حيث الأهمية بين المصادر الإسلامية الرئيسة بعد القرآن الكريم. ويسعى ملايين المسلمين ليس فى بلدنا وحسب، بل وفي البلدان الأخرى، لزيارة موطن الإمام البخارى فى بخارى المقدسة، وإبداء مشاعر الإجلال أمام قبره فى سمرقند.
وأبحاث ماتريدي، المحدثة في القرن العاشر بسمرقند، وهو المفكر أبو منصور ماتريدي، الذي حصل على شهرته بإسم إمام الهدى، حصلت على إنتشار واسع في كل العالم الإسلامي. وأعار إهتماماً ضخماً لدور وأهمية العقل البشري والتسامح في عملية الإدراك. وكان لهذا أهمية فى النشر الواسع للقيم الإسلامية، ومثل تلك القيم التى إحتاجت إليها بشدة البشرية المعاصرة.
والتاريخ العظيم لا يختفي دون أثر، بل يحتفظ به ويعاد إنتاجه فى الجينات الوراثية للشعب، وفى ذاكرته التاريخية وفى تصرفاته. وفى هذا، وعلى وجه الخصوص، تكمن قوته الكبرى. والحفاظ عليه ودراسة، ونقل هذا التراث التاريخي، من جيل إلى جيل، وهي من الأولويات الرئيسية لدولتنا.
ولهذا أهمية بالغة، لأنه تظهر تحديات جديدة، فى ظل ظروف العولمة الحالية، ومن ضمنها تهديدات الانتشار الكبير "للثقافة الجماهيرية"، وثقافة النزعة الاستهلاكية، وخطر تدمير الأخلاق، والقيم، والتوجهات.
ولهذا وكما يبدو لي أن الحفاظ ومضاعفة كل هذا، مما يحدد العالم الروحي للإنسان، وثقافة الشعب، ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى.
ونحن نبجل ديننا المقدس باعتباره مركزاً للقيم الأصيلة والضرورات الأخلاقية. لأن الإسلام، هو الوصول إلى الحقيقة، وغرس مطلب الرحمة داخل النفس، ويدعونا إلى الخير والسلام، والحفاظ على العنصر البشرى الحقيقى.
ونحن دائماً ندين بشدة، ولن نتسامح أبدا مع أولئك الذين يقدمون الإسلام وكأنه دين للعنف وسفك الدماء، وسندافع دائماً عن ديننا العظيم.
وخلال سنوات الإستقلال، وبعد أن تحرر شعبنا من الإلحاد المتشدد، جرت في أوزبكستان أعمالاً ضخمة لإعادة دور ومكانة ديننا المقدس الإسلام في المجتمع.
وفي عام 1999 في طشقند جرى تأسيس الجامعة الإسلامية الأولى في آسيا المركزية. كما وتعمل في البلاد اليوم 10 مؤسسات تعليمية إسلامية، من ضمنها: معهد طشقند الإسلامي، و9 مؤسسات تعليمية متوسطة متخصصة، منها 2 نسائية.
ومن بين هذه المؤسسات التعليمية: مدارس مير عرب الدينية الشهيرة فى بخارى وكوكيلداش في طشقند، التى شيدت فى القرن السادس عشر.
وإذا كان خلال 70 عاماً من التواجد ضمن الدولة الشيوعية إستطاع 130 شخص فقط من أوزبكستان أداء فريضة الحج، فاليوم في كل عام أكثر من 5 آلاف من مواطنينا يحققون حلمهم المنشود وواجب كل مسلم. وإذا كان آنذاك في كل جمهوريتنا  التي تضم الملايين 30 مسجد فقط، فاليوم بلغت الآلاف. وفي كل البلاد أعيدت الآثار التاريخية الإسلامية، وأماكن الزيارة المقدسة، وجملة منها ستتمكنون أنتم ضيوفنا الأعزاء من زيارتها أثناء تواجدكم في أوزبكستان.
ولا يوجد شك في أن ديننا المقدس مستقبلاً سيكون الدعم المعنوي للشعب، ووسيلة لا تتبدل للصفاء الروحي، ويدعو الناس إلى القيم الأبدية مثل: السعي للسلام، والأعمال الخيرة، والتسامح، والإحترام المتبادل والتفاهم والإبتعاد عن الخلافات العرقية واللغوية والدينية.
المشاركون في الدورة المحترمون !
الهدف الهام جداً هو بناء دولة مستقلة وقوية في أوزبكستان، ونحن نراها في إقامة مجتمع عادل، حيث القيمة الرئيسية هي الإنسان، ومصالحه، وإحترام حقوقه وحرياته. ونحن نريد أن نشغل مكانه لائقة في العالم الإسلامي، وفي المجتمع الدولي.
ونحن نفهم جيداً أن هذا وبالدور الأول مرتبط بتطوير نظم التعليم والتنوير، وتوجيه شبابنا نحو مستقبل البلاد، ونحو أحدث المعارف، كشخصية حصلت على تربية من كل الجوانب، ومتطورة بتناغم. وبالنتيجة تنفيذ البرامج القومية لإعداد الكوادر الصادرة في عام 1997 وغيرها من البرامج الحكومية، لتحقيق إصلاحات جذرية في هذا المجال، وأحداث نظام حديث متكامل للتعليم المستمر والتربية.
واليوم يشمل التعليم المتوسط الإلزامي والمجاني لإثنى عشرة عاماً كل أطفالنا. وهم يدرسون في 10 آلاف مدرسة واسعة ومضيئة أعيد تصميمها أو بنيت من جديد، و1,5 ألف ليتسيه أكاديمية، وكوليج مهني. ووضع تحت تصرف الأطفال نحو 300 مدرسة للموسيقى والفنون، وأكثر من 2200 موقع للرياضة.
وخلال سنوات الإستقلال زاد عدد مؤسسات التعليم العالي في بلادنا بمعدل 2,5 مرة. واليوم يدرس فيها أكثر من 230 ألف طالب. وتعمل في أوزبكستان فروع لسبع مؤسسات تعليمية أجنبية بارزة، وآلاف ممثلي شبابنا الموهوبين يحصلون على التعليم في الخارج، بأبرز جامعات العالم.
وويوجه في بلادنا 7% من موازنة الدولة ومن الناتج المحلي الإجمالي نسبياً لمجال التعليم.
ومن السنوات الأولى للإستقلال ينظر للسياسة الشبابية في بلادنا كواحدة من الإتجاهات الهامة التي تتمتع بالأفضلية في السياسة الحكومية. ومن أجل تعميق الأعمال التي نقوم بها أكثر في هذا المجال، منذ فترة قريبة صدر قانون جمهورية أوزبكستان "عن السياسة الحكومية للشباب" بنصه الجديد.
وكل هذا يقدم ثماره. وشبابنا حققوا نجاحات مثيرة للإنطباعات في مجالات العمل، والعلوم، والثقافة، والفنون، والأدب، والرياضة. وهذ يعطينا الأسس العالية للنظر بثقة نحو المستقبل، والإيمان بأن أعمال أجدادنا العظام ستستمر بها الأجيال القادمة وبشكل لائق.
السيدات والسادة !
اليوم نحن نعيش في تلك المرحلة التاريخية من التطور الإنساني، التي من دون شك يمكن تسميتها بنقطة تحول.
وخلال السنوات الأخيرة جرى تداخل جيوسياسي عميق في العالم أدى إلى تدمير النظم السابقة للأمن والإستقرار. وتسارعت أكثر تفاعلات العولمة، التي ستؤدي إلى ليس نمو إمكانيات الإنسانية فقط، بل وإلى تعزيز التناقضات، وتعميق الفاصل بين الدول الغنية والفقيرة. وكنتيجة لتجمع كل هذه التفاعلات ظهرت تهديدات لا مثيل لها للسلام والإستقرار، يحمل في جوهره ومن حيث سعة تأثيره طبيعة عابرة للقوميات.
ونحن نشاهد بؤس ومعاناة الناس، الذين فقدوا ممتلكاتهم، ويتجولوا في أرض أجنبية، ونحن نرى كيف يقتل الأطفال الأبرياء، وكبار السن والنساء، نتيجة للصراعات المسلحة والأعمال الإرهابية. ونحن نشاهد مآسي تدمير دول كاملة، ونشاهد الحرب التي على ما يبدو لا نهاية لها.
وفي هذه الظروف يتنامى دور ومسؤولية منظمة التعاون الإسلامي، المدعوة لتوحيد جهود الدول الأعضاء باسم تعزيز السلام، والأمن، والإستقرار، والتنمية المستدامة في العالم الإسلامي، ومما يساعد على إقامة آليات مضمونة للعمل المشترك، إقامة ملتقى فريد لحوار الدول الأعضاء في أكثر المسائل أهمية.
ونحن نقيم عالياً حقيقة أن المنظمة في نشاطاتها تنطلق من فهم أن الإستقرار القوي والأمن غير ممكنان دون التنمية الاقتصادية، وحل القضايا ذات الطبيعة الإجتماعية. وفي الإجراءآت الكبيرة تظهر ضرورة توسيع طيف نشاطات منظمة التعاون الإسلامي.
وهنا دور هام يمكن ويجب أن تلعبه في تعميق الحوار بين الدول والشعوب على مختلف المستويات، وإعطاء طبيعة منظمة للصلات ليس فقط بين الحكومات، بل وبين البرلمانات، والشخصيات العلمية والثقافية، وممثلي المجتمع. ولهذا الهدف بالضبط يمكن ويجب إعطاء العمق اللازم للتعاون متعدد الأطراف في إطار منظمة التعاون الإسلامي.
وبصفة رئيس حالي لمجلس وزراء الشؤون الأجنبية بمنظمة التعاون الإسلامي ستوظف جمهورية أوزبكستان كل جهودها من أجل تقديم إسهامها لمستقبل رفع مستوى المنظمة ومقدراتها وتحقيق أهدافها النبيلة.
وستقف أوزبكستان خلال فترة رئاستها للمجلس إلى جانب تعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي كمنتدى فعال وموثوق للدول الإسلامية. وفي هذا يعكس شعار "التعليم والتنوير، الطريق نحو السلام والإبداع" بوضوح رؤيتنا للأفضليات. والأهم منها:
أولاً: في الظروف المعاصرة، عندما المؤشر الرئيسي لقدرة الدول على المنافسة إلى حد كبير هو مستوى ونوعية حياة السكان، يتزايد دور التعليم، وهو العامل الهام للتقدم. واليوم تتنافس قبل كل شيء في المجتمع والحضارة نظم القيم الإجتماعية والتعليم.
وفي هذا السياق تتمتع بأهمية خاصة دراسة تراث أجدادنا العظام، مفكري العالم الإسلامي، وإسهاماتهم التي لا تقدر بثمن لتطوير الحضارة العالمية، بعمق والتفكير بها ونشرها الواسع.
وهذه مسألة هامة لتربية السعي نحو المعارف لدى الشباب، ونحو الحصول على التعليم. وهذا ضروري من أجل الفهم الصحيح، ومن أجل إستيعاب القيم والثقافة الإسلامية في كل المجتمعات،  وكذلك نقل الجوهر الحقيقي للإسلام لكل شعوب العالم. وهذا يتمتع اليوم بأهمية بالغة، وكذلك من أجل التوصل إلى المستوى الدولي نحو الحوار بين الأديان، والحوار بين القوميات، والحوار بين الثقافات، وتوفير السلام والتفاهم.
ثانياً: التقدم الإجتماعي والاقتصادي الثابت غير ممكن تصوره من دون تطور الإبتكار، والتعاون العلمي والتكنولوجي الواسع، وإدخال التكنولوجيا الجديدة، ومنجزات العلوم والتكنولوجيا.
ولهذا بالضبط نحن نعتبر أنه يجب أن تشغل مسائل مستقبل تطوير العلوم والتكنولوجيا، وتعزيز المقدرات الفكرية للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي مكانة هامة في نشاطات منظمتنا.
وتعتقد أوزبكستان أنه يجب تفعيل التبادل العلمي والتكنولوجي وإجراء الأبحاث المشتركة في مختلف مجالات العلوم، مع الدول الشريكة في إطار منظمة التعاون الإسلامي.
ومن دون شك، يصعب تصور تعاون الدول الأعضاء في المنظمة دون نشاطات بنك التنمية الإسلامي.
ومنتهزاً المناسبة، أنا سعيد بتهنئة السيد بندر حجار بمناسبة إنتخابه من 1 أكتوبر/تشرين أول رئيساً لبنك التنمية الإسلامي.
ثالثاً: نحن بقلق نلاحظ أن قضايا الأمن تصبح أكثر حدة، وذات طبيعة مأساوية.
 وهام جداً أن تسوية الصراعات التي لم تهدأ، تحتاج لمواجهة تهديدات السلام والإستقرار وتوفير وحدة الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، والتغلب على الخلافات القائمة بينها، وتوحيد الجهود للنضال ضد الحروب، والإرهاب والتطرف. وأهمية خاصة تتمتع بها طرق المحادثات السلمية للتوصل إلى تسوية التناقضات والصراعات القائمة أو التي ستظهر، وكذلك إستخدام الآليات السياسية والدبلوماسية والدولية على أساس المبادئ المعترف بها، ومعايير الحقوق الدولية.
رابعاً: العالم الإسلامي يملك مقدرات اقتصادية واستثمارية وموارد طاقة ضخمة. يسمح إستخدامها الأمثل وتوسيع التعاون الدولي التجاري والاقتصادي، والمالي، والإستثماري، للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، وإحداث ممرات للنقل تربط بين دولنا، بتحقيق حركة عالية للتنمية الاقتصادية، وفي النهاية يعتبر هذا أساساً للتقدم في جميع المجالات الأخرى.
وفي هذا المجال تطوير آليات للتعاون في هذا المجال بإطار منظمة التعاون الإسلامي يتمتع بأهمية خاصة، وكذلك تعاون بين دول مناطق منظمة التعاون الإسلامي مع غيرها من الدول البارزة في العالم.
خامساً: وأغتنم الفرصة لأعرض في سياق أفضليات الأهداف المقترحة خلال فترة رئاسة بلادنا بمنظمة التعاون الإسلامي بعض المبادرات الأوزبكستانية.
جوهر المبادرة الأولى يتلخص في إحداث مركز عالمي علمي للدراسات، لدراسة التراث الديني والروحي لأجدادنا العظام من كل الجوانب، التراث الذي قدم إسهاماً لا يقاس ليس للثقافة الإسلامية وحسب، بل ولتطوير كل الحضارة الإنسانية.
 وسيكون منطقياً تنظيم مثل هذا المركز في مجمع الإمام البخاري التذكاري بسمرقند. وهذا يرجع إلى جملة من العوامل المواتية:
أولاً: الدور التاريخي لسمرقند في الحضارة الإنسانية كلؤلؤة من لآلئ الثقافة الإسلامية؛
ثانياً: الأجواء الروحية والأخلاقية الخاصة لهذه المنطقة، حيث تقع الأماكن المقدسة التي دفن فيها أحد عظماء مفكري العالم الإسلامي الإمام البخاري.
وكان من الممكن تسمية مركز الدراسات المقترح تأسيسه تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي، باسم "مركز الإمام البخاري الدولي للدراسات في سمرقند".
ونتمنى أن تحظى مبادرتنا هذه بدعم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، سعادة إياد مدني وتقديم الإسهام اللازم لتحقيق هذا المشروع.
والمبادرة الأخرى لأوزبكستان، هي إحداث قسم متخصص للمنظمة الإسلامية للتعليم والعلوم والثقافة (ISESCO) ضمن جامعة طشقند الإسلامية.
والإتجاه الأساسي لنشاطات القسم الجديد سيكون دراسة تاريخ والأوضاع الراهنة للتعليم والعلوم والثقافة في العالم الإسلامي، وتنظيم تعليمها للطلاب في الدورات المتخصصة المعمقة.
الأصدقاء المحترمون !
نتمنى أن يخدم هذا المنتدى، والإطلاع على التراث التاريخي والثقافي الغني لوطننا، أثناء تواجدكم في أوزبكستان، مستقبل تعزيز الصلات المتبادلة في المجالات: السياحة، والإنسانية، والعلمية، وغيرها من المجالات.
ونحن من جانبنا سنتخذ إجراءآت موجهة نحو تسهيل الإجراءآت المتعلقة بدخول وخروج السياح ومندوبي الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.
سادساً: قضية عدم إنتشار أسلحة الدمار الشامل تبقى من القضايا المعاصرة. وأوزبكستان بادرت في عام 1993 لإنشاء منظقة خالية من الأسلحة النووية في آسيا المركزية. وهذه المبادرة حصلت على التنفيذ العملي في معاهدة آسيا المركزية منطقة خالية من الأسلحة النووية، التي وقعتها أوزبكستان والدول المجاورة في عام 2006، وكذلك بروتوكول الضمانات التي وقعه الأعضاء الخمس الدائمين بمجلس الأمن في منظمة الأمم المتحدة عام 2014.
وأوزبكستان تقف مع التوسع المستمر لجغرافية المناطق الخالية من الأسلحة النووية، وتدعم فكرة إحداث منطقة مماثلة في الشرق الأوسط.
ونحن في أوزبكستان مقتعون بأن العمل المشترك للدول الأعضاء يمكن أن يجعل دولها والعالم الإسلامي بالكامل أكثر أمناً وإزدهاراً.
المشاركون في الدورة المحترمين !
أنا مقتنع بأن الدورة الـ 43 لمجلس وزراء الشؤون الأجنبية بمنظمة التعاون الإسلامي الحالية ستخدم مستقبل تعزيز مقدرات، ورفع مستوى شخصية منظمتنا على الساحة الدولية، وستوفر الحلول الفعالة للمهام المشتركة التي تقف أمامها.
وفي ختام كلمتي سعيد بدعوتكم لزيارة مدينة الشرق الرائعة والفريدة سمرقند القديمة. وهناك ستتمكنون ليس بملامسة أبدية وعظمة الآثار التاريخية والثقافية القيمة، بل والتعرف المباشر على الكيفية التي يعيش بها شعبنا، وشبابنا اليوم، ونشاطات مدارسنا، والليتسيات، والكوليجات، ومؤسسات التعليم العالي.
أتمنى لكم النجاح في أعمال الدورة الـ 43 لمجلس وزراء الشؤون الأجنبية بمنظمة التعاون الإسلامي.
وشكراً لإهتمامكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق