الخميس، 25 أغسطس 2016

عام رعاية الأم والطفل في أوزبكستان


تحت عنوان "عام رعاية الأم والطفل في أوزبكستان" نشر موقع "أقلام وكتب" نشر موقع "أقلام وكتب" يوم 25/8/2016 مقالة كتبها: أحمد عبده طرابيك، مقالة جاء فيها:

المستقبل الواعد المشرق لأي شعب تحدده الظروف والامكانيات التي يتم توفيرها للأجيال الصاعدة، والخاصة بالتعليم والصحة والإعداد الروحى والبدنى. ورغم ما يتم انجازه من أعمال، تظل الأولوية القصوي، هى الحُلم بتنشئة جيل من الأطفال الأصحاءً بدنيا وروحيا، حتي يكون مستقبل البلاد الذي يرتبط بمستقبلهم أكثر إشراقاً وازدهاراً.
بعد الاستقلال أولت القيادة في أوزبكستان قطاع الصحة اهتماماً كبيراً، قناعة منها أن صحة الإنسان هي أكبر استثمار في أهم موارد الدولة، وهو المورد البشري، ولذلك تم توفير كافة الأسباب والظروف من أجل حياة صحية جيدة تتوافق مع المعايير الدولية، والاهتمام بتنشئة بدنية وروحية ونفسية صحية للأطفال والشباب، والتوسع فى الإنتاج الوطنى للأدوية. وتم تتويج الإهتمامات بصحة المواطن في أوزبكستان بإعلان رئيس أوزبكستان إسلام كاريموف "عام 2016 عاماً لرعاية الأم والطفولة" وذلك من خلال وضع قضية الحفاظ على صحة الأم والطفل، والتنشئة الصحية الشاملة للأجيال علي رأس أولويات واهتمامات الدولة، لذلك كانت معاهدة منظمة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، من أول الوثائق الدولية التى انضمت إليها أوزبكستان بعد الاستقلال، والتى صادق عليها برلمان البلاد فى 9 سبتمبر لعام 1992. وفى 8 يناير 2008 تم إقرار قانون جمهورية أوزبكستان حول "ضمانات حقوق الطفل". وكان أول شعار رفعته البلاد وسخرت له كل الجهود هو "سوجلوم أفلود أوتشون" (من أجل جيل صحى)، والذى أُعلن فى 4 مارس لعام 1993، كرمز لتجسيد الحلم حول الأجيال السليمة صحيا، وتشكيل أجيالاً شابة سليمة بدنيا وروحيا.
تعتبر رعاية المرأة والاهتمام بصحة الأم والطفل، هو اهتمام بمستقبل الأمة. فمنذ القِدم والشعب الأوزبكى يعامل المرأة بالتقدير والاحترام، باعتبارها أساس الأسرة، ونواة تشكيل المجتمع، ولذلك يتم العمل علي إثراء التقاليد والعادات الطيبة بجوهر جديد. وتعزيز لدى وعى الناس فكرة وشعار "الأم السليمة صحيا - الطفل السليم صحيا"، وبالمعنى التام للكلمة، فقد تحولت تنشئة الأجيال المتطورة إلى حركة اجتماعية عامة. وتطبيق الاجراءات الخاصة بالحفاظ على الأمومة والطفولة، والنهوض بالثقافة الطبية لدى الأسرة، وتعزيز الأسس الوراثية للسكان، الأمر الذي يمهد الظروف الملائمة لولادة الأطفال الأصحاء، من خلال تطوير خدمة الفحص الطبى، وتحسين نوعية الرعاية الطبية للنساء فى سن الإنجاب، وتطعيم المواد الغذائية بالفيتامينات والعناصر المفيدة، والنهوض بالثقافة الطبية لدى الأسرة، والفحوصات الدورية للمتزوجات حديثا.
يُعد التعليم في الصغر من أهم وأنجع المراحل لإكتساب المعارف، لما تمثله تلك المرحلة من أهمية فى سبيل بناء مستقبل مشرق. فالتعليم الدائم، والبحث الإبداعى الدءوب، لا بد وأن يؤتى ثماره فى النهاية. وفى سبيل تحقيق هذا الأمر، فقد عملت أوزبكستان علي توفير كل الوسائل التعليمية العصرية، مثل الأجهزة الحديثة والمعامل المتطورة، وتقنيات الحاسب الآلى المتصل بشبكات الانترنت، والكتب والمناهج الدراسية التعليمية التي تواكب تطورات العالم المتقدم، كما تم إقامة بنية تحتية رياضية في مختلف المدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات الرياضية والشبابية.
بدأت المرحلة الجديدة لإصلاح مجال التعليم، من خلال إقرار القانون الصادر فى 29 أغسطس 1997، حول "التعليم"، والذى يعتبر فريداً من حيث الشمول، والأهداف التى يحققها البرنامج القومى لإعداد الكوادر. كما تم تشريع قانون التعليم ليحظى بالأولوية فى مجالات التطوير، والاهتمام والمراقبة من كافة نواب الشعب، حتى يلبى الاحتياجات الاقتصادية، والاجتماعية، والعلمية - التقنية والثقافية للفرد والمجتمع والدولة.
لقد أصبحت السمة المُميزة للبرنامج القومى لأوزبكستان هي وصوله لمرحلة ناضجة متقدمة، حيث تتجسد العملية المكونة له فى كل من الفرد، والدولة، والمجتمع، والتعليم المتواصل، والعلم والإنتاج. ويعالج ذلك البرنامج مهام المنظومة التدريجية لتطوير التعليم، باعتبارها مجموعة دراسية - علمية - إنتاجية واحدة، هدفها إعداد الكوادر المؤهلة عاليا تتمتع بقدرة تنافسية فى جميع أفرع الاقتصاد ومجالات الحياة المختلفة فى البلاد، وتوفير التنوع الفعال فى التعليم، والعلم والإنتاج، والتنشئة الروحية - الأخلاقية للشباب على أساس القيم القومية والإنسانية العامة، وكذلك تطوير التعاون الدولى ذى المصالح المشتركة فى مجال إعداد الكوادر.
أوزبكستان التي تتمتع بمعدلات نمو اقتصادية كبيرة في منطقة آسيا الوسطي، كان من أهم عوامل ذلك النمو الاقتصادي هو النظر إلى الإنسان باعتباره أهم الموارد والطاقات التي تملكها البلاد، فخلال السنوات الخمس الأخيرة شكل متوسط النمو للناتج القومي نسبة 8,5 %. وطبقا لهذا المؤشر فإن أوزبكستان تقع ضمن أسرع الاقتصاديات نموا فى العالم. ويتيح كل هذا زيادة الموارد المخصصة للمجال الاجتماعى بصورة مستمرة، بما فيها تلك المخصصة للتعليم. حيث تخصص أوزبكستان نحو 60 % من الموازنة لتحقيق تلك الأهداف.
يوجد في أوزبكستان 1396 كلية مهنية و141 مؤسسة أكاديمية. وتنتشر تلك المؤسسات في مختلف أنحاء البلاد، حيث تم تشييد المنشآت الحديثة لها وتصميمها كمنشآت تعليمية انتاجية، وتجهيزها بمعامل علي درجة عالية من التقنية، حتي أصبح يدرس بها نحو 1،7 مليون من الشباب والفتيات. ويقوم علي العملية التعليمية بها نخبة من المعلمين الأكفاء، ومن بينهم من هو مرشح للحصول على درجة الأستاذية فى العلوم. كما تم إعداد المناهج الدراسية والتي تشمل 86 مجالا دراسيا، و225 مهنة، و578 تخصصا، حيث تتمتع بالطلب الكثيف عليها من مختلف قطاعات الاقتصاد. وتعمل تلك الكليات والمعاهد المهنية تحت إدارة المؤسسات الصناعية العملاقة في البلاد، والتى تساهم فى إعداد الكوادر الشابة للعمل فى إنتاج تلك المؤسسات.
وتتمتع جميع مراحل التعليم في أوزبكستان بالمعايير التعليمية الحكومية الحديثة، التى جرى إعدادها وتطبيقها كى تلبى متطلبات العصر، وذلك من خلال البرامج التعليمية، والوسائط المتعددة، والمناهج الدراسية، التي تستخدم على نطاق واسع التقنية التعليمية المتقدمة وأساليب التدريس التفاعلية. كما تتمتع كل مؤسسة تعليمية بمركز معلومات خاص بها، والذى يوفر كافة الوسائل الملائمة لتلقى المعارف النوعية العميقة المتنوعة.
أصبحت الإصلاحات الجذرية التى تمت في أوزبكستان بمنظومة التعليم العالى، تتم على مستويين يتكونان من شهادتى البكالوريوس والماجستير. وتعمل الآن فى أوزبكستان 59 مؤسسة تعليمية عليا، و11 فرعا إقليميا لجامعات طشقند، و6 أفرع لأبرز الجامعات الأجنبية. وفى ظل هذا الأمر يتمتع كل إقليم بجامعته وبعدد من المعاهد المتخصصة، التى تعمل على إعداد المهنيين، الذين يقومون على تحقيق التنمية الإقليمية. ويتجسد التأكيد على التوجه الخاص للنموذج القومى للتعليم فى إعداد الكوادر ذات التأهيل العالى، من خلال التعاون الدولى المثمر فى هذا المجال. فهؤلاء المتخصصون يتلقون تعليمهم فى طشقند من خلال أفرع لأهم الجامعات العالمية، منها جامعة "وستمنستر" الدولية، وجامعة "تورينو" للفنون والهندسة، ومعهد سنغافورة للتنمية الإدارية، وفروع جامعة موسكو الحكومية "لومونوسوف" ، وجامعتي "بليخانوف" الاقتصادية، و "جوبكين" الروسيتان الحكوميان.
وضعت أوزبكستان خطة لبرنامج تحديث القاعدة المادية - التقنية للمؤسسات التعليمية العليا والتطوير الجذرى لنوعية إعداد المتخصصين خلال الفترة من 2011 إلي 2016، باعتباره يمثل عاملا حيويا لتطوير منظومة التعليم. حيث تضمن البرنامج مجموعة من الإجراءات الموجهة، التى تشمل بناء وترميم منشآت الجامعات، وتوفير الإمدادات المطلوبة لها، وإقامة المعامل الحديثة المتطورة، والارتقاء بالمعايير التعليمية. من أجل تشكيل المشاعر الوطنية للشباب، والنظرة الموضوعية للتطور علي الساحة الدولية، غرس القيم القومية والإنسانية العامة فى وعيهم، حتي يكون الفرد مفيداً لبلده، ومساهماً في تطوره وتقدمه.
باعتبار أن الرياضة تعد من أهم وسائل إعداد أجيال أقوياء أصحاء جسمانيا، متطورين على نحو متناغم، ذوى شخصيات مستقلة. وباعتبارها تمثل قاعدة حيوية فى تشكيل المناح الصحى فى الأسرة والمجتمع. وتوفر الفرص للنهوض بسمعة البلاد الصعيد الدولى، فقد تم الاهتمام بالمجال الرياضي، وتشجيع الأطفال والشباب علي ممارسة الرياضة، ليس لكونها داعما للصحة الإنسانية، ولكن لأنها تقي الشباب من الانجراف نحو طرق الإدمان، كما أنها تغرس في النفوس عزيمة الإرادة، والقدرة على تجاوز الصعاب. ومن أجل ذلك فقد تم إقامة منظومة فريدة فى العالم، ذات ثلاث مستويات من المسابقات السنوية لطلاب المدارس "أوميد نيخولارى"، وللدارسين فى الكليات والأفراد "بركامول أفلود" وطلاب الجامعات. وتتمتع كل المؤسسات التعليمية، بما فيها الواقعة فى القرى، بالصالات الرياضية ذات المعايير الدولية، والمجمعات الرياضية.
خلال فترة زمنية قصيرة، استطاعت أوزبكستان إنجاز العديد من النجاحات الضخمة فى منظومة الصحة والتعليم، باعتبارهما من أهم عوامل تحقيق البلاد لبرنامج الأمم المتحدة "الأهداف التنموية للألفية"، لذلك فقد ترعرع فى أوزبكستان جيل فتى، يتمتع بالموهبة، والتعليم العصري المتطور. وظهرت ثمار العمل الموجه للمستقبل، نحو تهيئة كل الظروف الملائمة فى سبيل تهيئة الشباب، لتحمل مسئولية رخاء بلاده وشعبه، والقيام بصنع مستقبل مشرق لبلادهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق