الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

الحدود التي حققتها أوزبكستان ضاعفت شخصيتها على الحلبة الدولية


تحت عنوان "سفير فلسطين: الحدود التي حققتها أوزبكستان ضاعفت شخصيتها على الحلبة الدولية" نشرت وكالة أنباء "Jahin" يوم 1/8/2016 نص المقابلة الصحفية التي أجرتها مع السفير الفلسطيني لدى أوزبكستان. وهذه ترجمة كاملة لها:
على أعتاب الذكرى الـ 25 لاستقلال دولة جمهورية أوزبكستان، اقتسم رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الأجنبية المعتمدين في طشقند تقييماتهم للنجاحات التي حققتها البلاد خلال سنوات التطور المستقل، وآفاق العلاقات الثنائية.
وأشار السفير المفوض فوق العادة لدولة فلسطين لدى أوزبكستان محمد ترشيحة، في المقابلة التي أجرتها معه وكالة أنباء "Jahin" إلى أن:

- الذكرى الـ 25 لإستقلال أوزبكستان، هي مناسبة فتحت صفحة جديدة في تاريخ بلادكم، وتعتبر عيداً غالياً، وهام جداً لتقييم الطريق غير السهل الذي قطعته خلال مرحلة تاريخية قصيرة، وتقييم نتائج الإصلاحات المحققة، وتحديد المهام التي تتمتع بالأفضلية للوصول إلى الهدف الرئيسي، وهو الدخول في عداد الدول المتقدمة بالعالم.
وعلى أعتاب الحدث الهام والحقيقي، إسمحوا لي أن أتمنى للشعب الأوزبكستاني الصديق إستمرار الإزدهار، ورفع مستوى نوعية حياة الناس، ومضاعفة الرفاهية، والقيم الثقافية والتقاليد الأخلاقية، وتعزيز الوحدة الروحية للشعب، والتقدم، والإستقرار، وتبقى السماء السلمية فوق الرؤوس.
وتقبلوا التهاني الصادقة وأفضل التمنيات. وليبقى إستقلالكم إلى الأبد !
ومن نظرة للخلف لتقييم المنجزات المحققة خلال تلك السنوات، لا يمكن أن لا أسعد بما حققته أوزبكستان. وبشكل رئيسي، بعد حصول البلاد على الإستقلال أعدت استراتيجيتها الخاصة والفريدة للتطور المستقل، طريق الإصلاحات الواسعة الموجهة نحو بناء دولة الديمقراطية والحقوق، والموجهة إجتماعياً نحو اقتصاد السوق، والمجتمع المدني القوي.
وهذا يثبته واقعياً نمو المقدرات الاقتصادية للجمهورية، ورفع مستوى ونوعية حياة شعبكم.
ولا يثير العجب أن مثل هذه المستويات تم الوصول إليها بفضل السياسة بعيدة النظر لقيادة أوزبكستان، وبفضل بطولة وثبات شعبكم المحب للعمل والواثق من نفسه تضاعفت شخصية الجمهورية على الحلبة الدولية وحازت على الإعجاب. وبتصوري العوامل الأساسية لتحقيق مثل هذه النجاحات هي قبل كل شيء، قدرة الشعب الأوزبكي على تجاوز كل الصعوبات والتجارب على طريق إزدهار البلاد.
 والأهم في تلك المنجزات كان تشكيل جيل شاب، وهو الداعم لآمالكم، ونمو شخصية تتمتع بتفكير مستقل وجديد، وتملك المعارف والمهن الحديثة بعمق، وتعي بأنها القوة الحاسمة ليوم الغد.
ومن التطلع إلى الوراء وتحليل نتائج السياسة الاقتصادية الأوزبكستانية خلال سنوات الإستقلال التي تشهد على ثبات مبادئ النموذج الأوزبكي. الذي أدخل إلى الحياة باستمرار مبدأ الإصلاحات على مراحل، والدولة توفر دائماً من خلال الأفضليات والاقتصاد المفيد، الظروف الملائمة لتعزيز مؤسساة القطاعات الرئيسية في الاقتصاد القومي، وتشكيل وسط الأعمال الملائم وآليات التنظيم الذاتي للسوق. وتركيبة السياسة المدروسة بعمق تسمح في وقت قصير بتوفير الإكتفاء الذاتي في الغذاء والطاقة.
وفي الجمهورية يجري التركيز على عتلات النمو الاقتصادي، كتطوير المشاريع الصغيرة، والعمل الخاص، وتحسين الأجواء الإستثمارية، وتنفيذ المشاريع الضخمة في البنية التحتية والصناعة، والتجديد التقني والتكنولوجي لقطاعات ومنشآت قطاع الاقتصاد الواقعي.
والأسرة السعيدة هي أساس الدولة المزدهرة، والمجتمع القوي، وتوفيقها مرتبط بتطوير نظم حماية هذه المؤسسة، والأمومة والطفولة، وتشكيل أجواء التقديس الخاص والإحترام للأمهات في المجتمع، وتربية جيل سليم ومتطور فكرياً، وزيادة تعاون أجهزة السلطات الحكومية والمنظمات الإجتماعية لحل المهام في هذا الإتجاه. ومما يسعد أكثر في هذا الإتجاه أن الرئيس إسلام كريموف صادق بتاريخ 9/2/2016 على البرنامج الحكومي "عام صحة الأم والطفل"، والذي حددت فيه جملة من الإجراءآت وجهت نحو الوعي العميق أكثر وتثبيت الفكرة الطيبة "صحة الأم والطفل اساس الأسرة السعيدة" في المجتمع.
والسمة المميزة لأوزبكستان هي تعدد تركيبتها القومية. وهذه الأرض عبر آلاف السنين كانت مركزاً للحياة والعمل المثمر المشترك لمختلف الشعوب، والأديان، والثقافات، والتقاليد. وهنا لا تعيش فقط جنباً إلى جنب مختلف الحضارات: الإسلامية، والمسيحية، واليهودية، والبوذية، وغيرها من الحضارات، بل وتتكامل وتغني بعضها بعضاً. وعلى هذه الأرض جرى الإغناء المتبادل للثقافات العالمية. واليوم وبفضل تمسك الدولة بالسياسة المتسقة وعلاقات الإحترام التي تكونت تاريخياً لدى الشعب الأوزبكي نحو أبناء القوميات والأديان الأخرى يعيش في الجمهورية بسلام وتفاهم أبناء أكثر من 130 قومية وشعب و16 طائفة دينية.
وإنجازات أوزبكستان في مجال إحياء القيم الروحية العليا والأخلاقية، وفرت تلاحم الشعب، ومنذ زمن بعيد حصلت على إعتراف المجتمع الدولي، وهو ما يمكن أن يكون مثالاً للدول الأخرى. وسياسة الرئيس إسلام كريموف المحسوبة بدقة في هذا الإتجاه تساعد على توفير السلام والإستقرار ليس في البلاد فقط، بل وفي كل المنطقة، وخارجها أيضاً.
وبعد إعلان إستقلال الدولة في عام 1991 غدت جمهورية أوزبكستان المالك الكامل لمصيرها، ومستقبلها. وانفتحت أمام البلاد إمكانيات عملية جديدة في كل المجالات، ومن ضمنها بناء علاقات متساوية، ومنافع متبادلة، مع غيرها من الدول. وسياسة أوزبكستان الخارجية موجهة نحو تطوير صلات الصداقة والتعاون مع الدول الأجنبية القريبة والبعيدة. وأشير خاصة إلى الموقف المبدئي للجمهورية حول عدم الإنضمام للأحلاف العسكرية السياسية، وعدم السماح بتمركز قواعد عسكرية للدول الأجنبية على أراضي أوزبكستان، وعدم السماح بمشاركة عسكريي البلاد في العمليات الحربية في الخارج، وكذلك حل مسائل النزاعات بالوسائل السلمية، والسياسية والدبلوماسية فقط.
وأوزبكستان تعتبر المشارك النشيط في المنظمات الدولية والإقليمية الهامة والمؤثرة، مثل: منظمة الأمم المتحدة، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومنظمة التعاون الإسلامي، وتتعاون مع أضخم البنوك والمؤسسات المالية، والمنظمات غير الحكومية.
وخلال يومي 23 و24/6/2016 جرت في طشقند برئاسة الرئيس إسلام كريموف الجلسة الإحتفالية لمجلس قادة الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون.  وأزبكستان تقدم إسهاماً ملموساً في الأعمال الموجهة نحو مستقبل تطوير منظمة شنغهاي للتعاون، وتعزيز دورها على الحلبة الدولية. وخلال مرحلة رئاسة بلادكم خاصة جرى إفتتاح اللجنة التنفيذية للجهاز الإقليمي لمكافحة الإرهاب في المنظمة، ووضعت أسس لقاءآت أمناء سر مجالس الأمن، وتم التوقيع على إعلان مشترك عن التعاون بين أمانة سر منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة الأمم المتحدة، وحددت أساليب الإجراءآت، وجرى توفير نظام لقبول أعضاء جدد في الإتحاد، والكثير غيرها.
ونحن نعتز بعرى الصداقة والتفاهم المتبادل التي تمتد لقرون عديدة، وتوحد شعوبنا، ونحرص على القيام بكل الجهود الضرورية لتعزيز وتوسيع العلاقات وتعاون المنافع المتبادلة.
واسمحوا لي أن أعبر عن الثقة بأن العمل المشترك بين بلدينا وشعبينا سيتطور مستقبلاً باسم السلام والإستقرار والتقدم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق