الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

أعمال المصور الفوتوغرافي الأسطورة ماكس بينسون في دبي


طشقند 19/9/2017 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "أعمال المصور الفوتوغرافي الأسطورة "ماكس بينسون" في دبي" نشرت صحيفة "الخليج" يوم 16/9/2017 خبراً جاء فيه:
يستضيف معرض أنداكولوفا لفنون شرق آسيا الوسطى في دبي، والوحيد في الشرق الأوسط، معرضاً يضم أعمال المصور الفوتوغرافي الأسطورة الروسي (اليهودي-المعد) الأصل، السوفيتي ماكس بينسون، وذلك من 20 سبتمبر إلى 5 ديسمبر. اشتهر ماكس بينسون بصوره المميزة لأوزبكستان (1893 – 1959).


وتعرض صور بينسون التحول الاقتصادي لأوزبكستان ما بين 1920-1940 وتحولها من مجتمع إقطاعي تقليدي إلى جمهورية سوفيتية حديثة، وبلقطات لا مثيل لها جسدت هذه الصور الوقت الذي كانت تنفك فيه الدولة شيئاً فشيئاً عن عاداتها وتقاليدها الممتدة لقرون مواجهةً نظم ساسية واجتماعية جديدة.
ولد ماكس بينسون في بيلاروس، ثم انتقل إلى مدينة كوكاند (قوقند-المعد) في منطقة فيرغانا (فرغانة-المعد) شرق أوزبكستان عام 1914، حيث جسدت صوره ووثقت التحولات التاريخية، والاجتماعية، والدينية، والسياسية التي حدثت في أوزبكستان تحت العهد السوفييتي.
كان بينسون يتقن اللغة الأوزبكية مما سمح له الخوض في مواضيع متنوعة من الخفيفة البسيطة إلى الضخمة الثقيلة مثل؛ تعليم النساء والأطفال، انشاء المشاريع الضخمة مثل قناة فيرغانا (فرغانة) الكبرى، وغيرها الكثير. حازت صورة بينسون التي تحمل اسم "مادونا الأوزبكية" على الجائزة الكبرى في المعرض العالمي في باريس عام 1937.
أسس بينسون مدرسته الفنية في كوكاند (قوقند-المعد) بعد الثورة البلشفية عام 1917، (تصادف هذا العام الذكرى السنوية 100 للثورة)، وأصبح معلماً لـ350 طفلاً أوزبكياً يتعلم فن الرسم في المدرسة.
بلغ بينسون الثامنة والعشرين وتغيرت حياته بشكل كبير بعدما حصل على كاميرا تقديراً لقدراته التعليمية والتدريسية عام 1921، فقد كان يقف في الشوارع ممسكاً بها مراقباً التغير الثقافي في المجتمع الأوزبكي، ثم يعرضه في تقارير مصورة رائعة، حيث كان يتبع قاعدة "في كل يوم فلماً كاملاً" لإلتقاط الصور.

إلتقط بينسون أكثر من 30 ألف صورة انتشرت انتشاراً واسعاً بواسطة وكالة TASS  الإخبارية. وخلال الثلاثينيات من القرن الماضي، عمد بشكل خاص على تصوير أعمال الهندسة والبناء في أوزباكستان (أوزبكستان-المعد)، بالإضافة إلى صناعة وتجارة القطن، وصنع بها تاريخاً مرئياً فريداً من نوعه، وكأنها قصائد ملحمية على هيئة صور فوتوغرافية تُظهر التحول الجذري في الحياة اليومية، وتعرض المشاريع الهندسية الضخمة في المنطقة.
فعلى سبيل المثال، وثق بينسون مع غيره من المصورين حدث بناء قناة غراند فيرغانا الطويلة، والتي يبلغ طولها 270 كيلومتراً، حيث تم بناؤها عام 1939، على يد حوالي 160 ألف عامل خلال مدة خمسة وأربعين يوماً فقط. وكان أحد أبرز الإنجازات التي حققها الاتحاد السوفيتي. وتستحضر صور البناء الانطباع الفرعوني، حيث كان ينادى على عدد هائل من الفلاحين للعمل تحت حرارة الشمس بواسطة الكارناي (آلة موسيقية طويلة العنق تشبه البوق). توثق التحول المفاجئ للمجتمع الأوزبكي.
كان تفاني بينسون في عمله أسطوري. وبخصوص ذلك قالت ابنته دينا: " لقد كان مخلصاً جداً لعمله، يعمل ليل نهار، وما أن يصل إلى المنزل حتى يختفي في غرفته المظلمة كي يطبع الصور لجرائد اليوم التالي".
لا ينظر بينسون للتصوير من ناحية أيديولوجية فقط، بل يعتبره تحدياً جمالياً، وباعتماده قاعدة الخطوط القُطرية والإضاءة الساطعة في تكوين الصور، يعتبر بينسون اليوم أحد المؤيدين البارزين للثورة البصرية (التصوير الروسي الطليعي). وهو أحد الرواد الذين أتوا بآلة الحقيقة (الكاميرا) إلى آسيا الوسطى التي اشتهرت بسحرها وغموضها.
وبين العادات والتقاليد وثورة التجديد، يتمثل إرث ماكس بينسون في تصاويره الوثائقية الاستثنائية لتحول بنية أوزباكستان (أوزبكستان-المعد) الاجتماعية من القرون الوسطى إلى جمهورية اشتراكية سوفيتية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق