الأحد، 21 سبتمبر 2014

مسقط إلى طشقند .. تواصل وصداقة

تحت عنوان "مسقط إلى طشقند .. تواصل وصداقة" نشرة جريدة الوطن يوم 21/9/2014 خاطرة كتبها الهيثم بن حمد المشيفري، وجاء فيها:

يعد التواصل الحضاري بين الشعوب، سمة إنسانية، ارتقت بالبشرية، بما تناقلته من فكر وثقافة، وعلوم وأدب، وابداع انساني، فصار تاريخا بما دون، ورواية بما نقل عبر الشفاه، ليكون ذاكرة وحضارة خالدة على مر العصور، فمنها ما سجل أهم البطولات، ومنها ما سطر أروع الأمثلة في العلوم والاكتشافات والفنون، فما كان واقعٌ في مشارق الأرض، عَبر القارات ليصل إلى مغارب الأرض من خلال التواصل الإنساني بين الشرق والغرب، وعُمان بلدٌ عرف بالتسامح في تاريخه وحاضره، وحمل راية السلام عبر البحار منذ فجر التاريخ، فكانت لعمان علاقات متعددة مع أهم الحضارات البشرية، كحضارة وادي النيل، وحضارة ما بين النهرين، وحضارة بلاد السند، كما أن التواجد العماني في أفريقيا أنتج فكرا وحضارة انسانية كبيرة.

إن العلاقات الحضارية لها مدلولات وأبعاد استشرافية، فالتعامل مع الغير يجب أن يتسم بالأدب والأخلاق الرفيعة، والاحترام المتبادل، لبناء قواعد سليمة لقيام حضارة إنسانية ناجحة، وعمان عبر سجلات تاريخها وتواتر النصوص حول ذكر قادتها وعلمائها، بلد محب للسلم، وينبذ العداء والكراهية، لا يتدخل في شئون الغير، ولا يحب من يتطفل على شؤونه، فبنى على أسس راسخة وقواعد متينه حضارته المجيدة، فأنتج ابداعا انسانيا، خلد في ذاكرة البشرية، وبقي أثره شاهدا على وقع البصر، فبنى أساطيل بحرية، لا تجوب البحار إلا للتجارة، أو للدفاع عن النفس، أو لرفع مظلمة عمن ينشدها منه، كما ابدع العمانيون في الهندسة المعمارية في بناء القلاع والحصون، والقنوات المائية (الأفلاج)، فضلا عن النتاج الفكري والأدبي الرصين، والكم الهائل من المخطوطات متعددة المواضيع العلمية والدينية والفكرية والطبية وغيرها.

فالتواصل العماني يستمر في الحاضر بما يربطه من صلات وثيقة مع دول العالم المختلفة، في آسيا وأوروبا، وأفريقيا والأميركتين، واستراليا، امتدادا لتاريخ حضاري حافل عبر الزمن. ويعد وصول هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إلى أرض أوزبكستان بطشقند لهو التقاء بلدين محبين للسلام لهما تاريخ عريق وحاضر زاهر، انتجا فكرا وثقافة وعلوما شتى وعلماء أفذاذ، عبر الزمن، ويمثل المعرض الوثائقي الذي نظمته السلطنة، ممثلة بالهيئة جزءا من روابط الصداقة التي تجمع بين البلدين، فما عرض من وثائق ومخطوطات وصور، يمثل جانبا مهما من ذاكرة عمان، وكان فرصة سانحة، وسياحة تاريخية لشعب عريق له تاريخ حافل ليتعرف على سلطنة عمان عن قرب. وتواصلنا مستمر عبر محطات قادمة.

الهيثم بن حمد المشيفري


Alhaitham1985m@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق