الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

مؤتمر صحفي بطشقند عن تفاصيل المعرض الوثائقي


تحت عنوان "هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تعقد مؤتمرا صحفيا بطشقند تعلن فيه تفاصيل المعرض الوثائقي “عمان قريبة وإن كانت بعيدة" نشرت جريدة الوطن في عددها الصادر يوم 9/9/2014 خبراً جاء فيه:

بحضور رسمي ووجود نخبة من المثقفين والباحثين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة -  حمد الضوياني: المعرض يبرز الحضارة والتاريخ العماني الأصيل ودوره في العلاقات الدولية-  محمد اللواتي: اسم الحدث يدل على مدى الأهمية التي يوليها البلدان لدعم العلاقات المشتركة بينهما -  بهرام عبد الحليموف: عُمان تساهم في بناء مكتبة أبو ريحان البيروني في طشقند دعما للثقافة والتعاون بين البلدين
عقدت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية مؤتمرا صحفيا في المتحف الحكومي لتاريخ التيموريين بجمهورية أوزبكستان في العاصمة طشقند للمعرض الوثائقي “عمان قريبة وإن كانت بعيدة” ، والذي سيفتتح مساء اليوم الثلاثاء ويستمر حتى 19سبتمبرالجاري وذلك بالتعاون مع سفارة السلطنة بالجمهورية الأوزبكية والصندوق الدولي للأمير تيمور والمتحف الحكومي لتاريخ التيموريين، حيث سيحظى افتتاح المعرض بحضور رفيع المستوى والذي سيكون تحت رعاية معالي رستم عظيموف ـ النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير المالية بالجمهورية الأوزبكية، وبحضور الجانب العماني ممثلا بسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وبحضور سعادة محمد بن سعيد اللواتي سفير السلطنة المعتمد لدى الجمهورية الأوزبكية بطشقند والوفد المرافق.
في بداية المؤتمر الصحفي قدم البروفيسور بهرام عبد الحليموف نائب رئيس أكاديمية العلوم الأوزبكية كلمة ترحيبية للحضور الذي اشتمل على الجانب الرسمي بين الجانبين فضلا عن وجود نخبة من المثقفين والباحثين وممثلي وسائل الاعلام المختلفة، وقال البروفيسور كلمة نيابة عن الصندوق الدولي للأمير تيمور ومتحف التيموريين” نٌظم هذا المعرض من قبل إدارة هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في سلطنة عمان بالاشتراك مع صندوق الأمير تيمور الدولي واكاديمية العلوم في جمهورية اوزبكستان” وأردف البروفسور قائلا حول العلاقات العمانية الأوزبكية “اعترفت سلطنة عمان باستقلال اوزبكستان عام 1991م، واقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام 1992م، وقد انتقلت العلاقات بين اوزبكستان وسلطنة عمان الى مرحلة جديدة من التطور على أساس الصداقة والتعاون، حيث يتعاون البلدان في اطار هيئة الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، واود ان اقول أن رئيس جمهورية اوزبكستان قام في العام 2009م بزيارة رسمية الى سلطنة عمان، وكانت هذه الزيارة على قدر كبير من الأهمية، ومع إعلان منظمة (ISESCO) المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في العام 2007م طشقند عاصمة الحضارة الإسلامية، تتطورت العلاقات بين البلدين في المجالات الثقافية والتعليمية بنجاح. وأشار البروفيسور في كلمته حول الدور العماني في أوزبكستان “عُمان تساهم في بناء مكتبة ابو ريحان البيروني في طشقند، ويشارك العلماء العمانيون في المؤتمرات التي تقام في اوزبكستان، حيث ان زيارات هؤلاء العلماء تساهم في تطوير العلاقات بين البلدين وتنميتها، ونحن الآن نخطو خطوة بارزة في سبيل تطوير علاقات التعاون بين شعبي البلدين، وأنا على يقين أن المعرض سيلاقي اهتماماً كبيراً من قبل المواطنين وضيوف وزائري المعرض”.
بعدها قدم سعادة السفير محمد بن سعيد اللواتي سفير سلطنة عمان لدى جمهورية أوزبكستان كلمته في هذه المناسبة حيث قال ”يسعدني أن أرحب بكم هنا في هذا المؤتمر الصحفي الذي يعقد بمناسبة بدء فعاليات معرض عمان قريبة وان كانت بعيدة، وهذا الاسم بذاته يدل على مدى الأهمية التي توليها كل من سلطنة عمان وجمهورية أوزبكستان لدعم العلاقات الاخوية القائمة بينهما، وإن العلاقات العمانية الأوزبكية ليست وليدة العصر وانما تعود إلى غابر الأزمان، فالبلدان لها دورا كبيرا في نشر الحضارة الاسلامية بحكم موقعها على طريق الحرير البري العظيم، وقد شهدت هذه العلاقات ـ وبحمد الله – تطورا منذ استقلال أوزبكستان لتجسد اليوم في أبهى صورها من خلال اقامة هذا المعرض”.
كما قال سعادة السفير “ولعل من المناسب الاشارة هنا انه انعقد في بداية هذا الشهر اجتماع لوزراء خارجية كل من أوزبكستان وايران وتركمانستان وعمان في اطار اتفاقية عشق أباد الموقعة بين هذه الدول، ولاشك إن هذه الاتفاقية سيكون لها أثر ايجابي كبير في دعم العلاقات القائمة بين البلدين خاصة في مجال النقل والترانزيت، كما ستستضيف مسقط في نهاية شهر سبتمبر الجاري الاجتماع الثاني للجنة العمانية الأوزبكية المشتركة، والاجتماع الثالث لرجال العمال في البلدين، وهذا من شأنه أيضا دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين، كما يسعدني القول ان الاعمال التحضيرية الجارية لمشروع اعادة بناء مكتبة البيروني، قد انتهت وسوف يبدأ التنفيذ الفعلي للمشروع عما قريب”.
وفي ختام كلمته قال سعادة محمد اللواتي “أود أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم في اقامة هذا المعرض، ولعلي لا استطيع أن اشكر الجميع لطول القائمة إلا أني أود أن أخص بالشكر إدارة المتحف وعلى رأسها مدير المتحف السابق والذي نتمنى له كل التوفيق في مهمته الجديدة، كما أود ان أخص بالشكر وزارة الخارجية الأوزبكية وعلى رأسها دائرة الشرق الأوسط والادنى التي واصلت العمل معنا وقدمت كل التسهيلات وبذلت جهودا مضنية لإقامة هذا المعرض على النحو المطلوب”.
ومن جهته قدم سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بيانا صحفيا حول المعرض حيث ابتدأ مرحبا بالحضور وقال: “تمثل علاقات الصداقة والتواصل التي تجمع بين سلطنة عمان وجمهورية أوزبكستان منطلقا أساسيا لإقامة معرض وثائقي عماني في طشقند “عمان قريبة وإن كانت بعيدة”، فضلا عن البعد الحضاري والتاريخي والثقافي الذي تزخر به البلدان ومدى اهتمامهما بهذا المجال، فعمان عبر تاريخها الكبير أنتجت فكرا وثقافة وضربت أروع الأمثلة في التسامح واحترام الغير، وساهمت في دعم رسالة الإسلام منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كما بزغ فيها علماء أنتجوا علما في مختلف المجالات، ونبغ العمانيون في علم الفلك الذي كان له دور كبير في بناء أساطيل بحرية شقت عباب البحار واكتشفت طرقا ومسارات بحرية ساهمت في تطور التبادل التجاري عبر القارات، و كان لهذه الحنكة البحرية دور رائد في التواصل مع مختلف حضارات العالم وبث رسالة السلام التي ترسي عليها السلطنة دعائم نهضتها الحديثة وانفتاحها الخارجي مع دول العالم”.
كما واصل سعادة رئيس الهيئة “إن الدور الذي تقوم به السلطنة من خلال هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في تكوين رصيد وثائقي يشكل جزءا أساسيا من الذاكرة الوطنية، ويعد بعدا تاريخيا بحثيا بما توفره الوثائق من مادة مهمة وشاهد حي يستدل به الباحثون والدارسون والمهتمون في تاريخ الوطن في بحوثهم ودراساتهم المختلفة. حيث تأسست هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بموجب مرسوم سلطاني 60/2007 بتاريخ 2 يوليو 2007 واعتمدت السلطنة من خلال هذه النصوص خيارات عصرية لإدارة الوثائق العامة منذ نشأتها بالوحدات الحكومية، أما اختصاصات الهيئة وأعمالها فهي واسعة الأفق وفي غاية الأهمية فهي تقوم بحفظ الإرث الحضاري التي تتشعب مجالاته في السلطنة بشكل واسع للغاية لما للسلطنة من تاريخ حافل بالإنجازات فتقوم الهيئة بتجميع وحفظ الوثائق العمانية عبر عصورها المختلفة، كما أن اهتمام الهيئة ينصب أيضا على إرساء نظام متكامل في إدارة الوثائق العامة والتي تتعلق بالوحدات الحكومية الخاضعة لقانون الوثائق، كما أن الوثائق الخاصة لها جانب كبير جدا من الاهتمام لما لها من أهمية كبيرة تعود بالنفع للصالح العام والخاص وتثري البحث العلمي للدارسين والباحثين، فالهيئة لا تسعى إلى استحداث نظام الوثائق والمحفوظات وحسب بل تسعى إلى تطويره والعمل على النهوض به وتبادل الخبرات مع الدول التي تعمل في هذا المجال، وتقوم بتقديم الدعم الفني لتنظيم الوثائق العامة الجارية منها والوسيطة بالوحدات الحكومية الخاضعة لقانون الوثائق والمحفوظات، فضلا عن قيامها بجمع المحفوظات الوطنية وترتيبها وحفظها حماية للتراث الوطني والعمل على استغلال المحفوظات ،كما تهتم وبشكل منظم على جمع وحفظ الوثائق المتعلقة بالدولة في الخارج وتمكين المستفيدين من الاطلاع عليها لاحقا، وتتولى إعداد ونشر أدوات البحث في المحفوظات من فهارس وأدلة وقواعد وبيانات، أيضا هناك أعمال أخرى تقوم بها الهيئة تتعلق بإرساء قانون الوثائق والمحفوظات، فالنشاط والحراك الدؤوب في تنظيم الندوات وحلقات العمل في الوحدات الحكومية والمناطق المختلفة يمثل عملا متواصلا تقوم به الهيئة لتحقيق الأهداف التي تسعى لإنجازها”.
كما ذكر سعادته في البيان حول المعارض الوثائقية “وتشكل المعارض جزءا مهما وشكلا من أشكال اطلاع هذه الوثائق للمجتمعين المحلي والدولي بكل فئاته، وتسعى الهيئة إلى ابراز هذا المخزون الوثائقي الذي تزخر به السلطنة والذي يمثل مدخلا أساسيا لقراءة الحضارة والتاريخ العماني الأصيل في كل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية والفكرية، فهذا المعرض يأتي بعد عدد من المعارض الوثائقية المحلية والدولية التي كتب لها النجاح والتميز شكلا ومضمونا، وتنظيم الهيئة للمعرض الوثائقي بطشقند يجسد علاقات الصداقة بين البلدين الصديقين والامتداد الحضاري والتاريخي بينهما، وهي فرصة سانحة للتبادل الثقافي والفكري بين بلدين لهما باع كبير في الماضي ومستقبل واعد في الحاضر. كما أن المعرض الوثائقي ستتعدد موضوعاته من وثائق وصور تاريخية نادرة وعملات وطوابع وخرائط تاريخية، حيث سينقسم المعرض إلى مجموعة من الأقسام المختلفة وهي، ركن للعلاقات الدولية والذي يوضح العلاقات الدولية بين السلطنة وبقية دول العالم بما فيها جمهورية أوزبكستان الصديقة، وركن الوثائق الخاصة “الوثائق التي يمتلكها المواطنون”، وركن للخرائط القديمة والتي توضح المدن والقرى والموانئ والبنادر التي تجوب بها السفن العمانية، والتي تبين مدى أهمية تحديد المسارات البحرية التي تربط عمان والمحيط الهندي وشرق أفريقيا والجزيرة العربية والمناطق الآسيوية ومدى حجم التبادل التجاري بين عمان ودول العالم، و ركن وثائق الأصول والذي يشمل المراسلات وعقود البيع والشراء والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والوصايا والتهاني وغيرها. وركن يضم العملات والطوابع، وركن للمخطوطات القديمة لمؤلفين عمانيين في مختلف المجالات كالأدب والفقه والفلك وغيرها، وركن لأخبار عمان في الصحف والمجلات العالمية، وركن لبناء نظام ادارة الوثائق في الوحدات الحكومية والذي يوضح منظومة العمل وأهمية ارساء هذا النظام العصري لحفظ الوثائق ، وركن خاص بإنجازات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية توضع فيها أهم فعاليات وأنشطة الهيئة وإنجازاتها. كم ستعرض مجموعة من الصور لبعض ولايات ومحافظات السلطنة وأبرز المعالم الأثرية والسياحية فيها إلى جانب مجموعة من الصور لجوانب التطور التي شهدتها السلطنة في المجالات العلمية والهندسية والزراعية ودور المرأة في دفع عجلة التطور والنمو، كذلك ستعرض صور لمختلف الفنون الشعبية والحرف التقليدية في مختلف ولايات السلطنة”.
بعدها اتيحت فرصة طرح الأسئلة من الصحفيين حول العلاقات العمانية الأوزبكية وأهميتها وتوسع مجالاتها في المستقبل من خلال تبادل المشاركات والزيارات، كما تطرقت بعض الأسئلة حول المعرض وتحضيراته وأهم معروضاته وامكانية استمرار التبادل الثقافي بين البلدين. ووجه مدير متحف الشهداء بأوزبكستان سؤالا حول العادات والتقاليد العمانية ومدى تباينها مع جمهورية أوزبكستان، واجاب سعادة السفير عن السؤال حيث قال: إن الرابط الإسلامي يجمع بيننا في بادئ الأمر، وهناك تقارب في العادات والثقافة بين الشعبين، ولكن بحكم وجودي في أوزبكستان نجد هناك ما يميز كل شعب عن الآخر ، فعمان وشعبها لهم ما يميزهم ، كما أن الشعب الأوزبكي كذلك يتميزون بجوانب أخرى في نمط الحياة.
كما سئل ممثل اذاعة اوزبكستان، حول إن كان هناك وجود لوثائق أوزبكية لدى الهيئة للعلاقات بين البلدين، أجاب عليه سعادة الدكتور رئيس الهيئة، “إن الهيئة تعمل على جمع تاريخها مع الدول والعلاقات القائمة مع هذه الدول، والهيئة تملك الكثير من الوثائق في العلاقات الدولية وتقوم الهيئة بفرزها وتصنيفها، وفي مراحل قادمة تتيحها للباحثين حسب الآجل المحدد في ذلك، وإن كان هناك وثائق تخص أوزبكستان لدى الهيئة أيضا سنتيحها بحسب الأجل المحدد للباحثين والمهتمين”. كما توالت الأسئلة التي تستفسر عن المعرض الوثائقي والمعروضات التي سترافقه، تناوب للإجابة عليها بين سعادة السفير وسعادة رئيس الهيئة والبروفيسور بهرام.
يأتي إقامة الهيئة لهذا المعرض انطلاق من اهتماها بتعريف المجتمع الخارجي بأهمية الوثيقة العمانية وتاريخ عمان في مختلف الحقب الزمنية، وحتى يكون رافدا مهما للدراسات والبحوث، حيث ستعرض الهيئة مجموعة قيمة من الوثائق العمانية وبعضا من الوثائق الدولية التي تحكي جانبا من التاريخ العماني التليد فضلا عن عرض مجموعة من المخطوطات التاريخية والعملات والطوابع، والتي تتحدث عن مواضيع مختلفة في الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وفي فترات زمنية وحقب تاريخية مختلفة، كما ستعرض مجموعة من الصور التي تبين العلاقات العمانية الأوزبكية منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين وكذلك مجموعة من الصور لبعض ولايات ومحافظات السلطنة وأبرز المعالم الأثرية والسياحية فيها، كما ستعرض الهيئة مجموعة من المقتنيات والتراثيات الشعبية العمانية القديمة من فضيات وسعفيات وملابس تقليدية تبين الزي العماني الأصيل، حيث يهدف المعرض الى ابراز المخزون الوثائقي العماني واطلاع الباحثين والدارسين والاكاديميين وطلبة الجامعات بمختلف تخصصاتهم على الموروث الحضاري لعمان في مختلف الجوانب لتعريفهم بالامتداد التاريخي وعمق التواصل العماني، والذي يؤكد على قيمة الوثيقة العمانية وأهميتها التاريخية لتتعرف المجتمعات الخارجية على أهمية الوثيقة العمانية للدراسات والبحوث.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق