مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية.

 

مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية.

طشقند 19/3/2021 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري.

تحت عنوان "مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية" نشرت الوسيلة نيوز المصرية بتاريخ 19/3/2021 مقالة كتبها د. أحمد عبده طرابيك، وجاء فيها:

 

تعتبر أوزبكستان مركزاً للعلوم والمعرفة منذ القدم، حيث ساهمت تلك العلوم في إقامة أسس الحضارة الإسلامية، ولذلك فإن أسماء مثل الإمام البخاري، والإمام الترمذي، والعلامة الزمخشري، والإمام أبو منصور الماتريدي، والعلامة أبو المعين النسفي، والخوارزمي، والعلامة أحمد الفرغاني، وأبو الريحان البيروني، وأبو علي ابن سينا، والعالم الفلكي ميرزا أولوغ بك، وغيرهم ممن لا تقتصر شهرتهم على العالم الإسلامي، يمتد علمهم إلي الإنسانية جمعاء، حيث لمعت أسماؤهم في تاريخ الحضارة العالمية بأحرف ذهبية.

ومن بين هؤلاء الكوكبة من العلماء، برز كبير علماء سمرقند، الذي عاش في القرن العاشر الميلادي، والذي اشتهر بلقب "إمام الهدى"، أبو منصور الماتريدي، الذي أسس المدرسة الماتريدية التي انتشرت تعاليمها في أرجاء العالم الاسلامي.

تقديراً لإسهامات الماتريدي في الحضارة الإسلامية، قدم الرئيس شوكت مرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان مبادرة حول انشاء "مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية"، والذي سيخدم مساعي الشعب الأوزبكي الرامية إلى رفع المستوى المعنوي والمعرفي في المرحلة الجديدة من التطور، حيث يؤدي هذا المركز الذي سيصبح ذا مكانة مرموقة فى العلوم والمعرفة دوراً هاماً في وضع حجر الأساس لمراحل النهضة العلمية الثالثة.

ومن أجل تفعيل نشاط "مركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية" على المستوى الدولي، كان لزاماً عليه أن يقيم علاقات التعاون المتبادل مع كبريات مؤسسات البحث العلمي الدولية، ومع كبار العلماء والخبراء العالميين، حتى يؤدي رسالته في نشر التراث العلمي الغني، وسيرة الإمام الماتريدي، وأتباعه من العلماء، وتعاليم مدرسته في أوساط المجتمع العالمي، كان لزاماً عليه أن ينشيء "الهيئة العلمية الدولية لمركز الإمام الماتريدي الدولي للبحوث العلمية".
تضم الهيئة العلمية الدولية أكثر من عشرين عضواً من العلماء المحليين والدوليين، ويترأسها سماحة المفتي عثمان خان عليموف، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية أوزبكستان وعضو المجلس التأسيسي لمنظمة العالم الإسلامي، وعضو مجلس العلماء العالمي.

كما شارك في أعمال الهيئة العلمية الدولية علماء بارزين من خارج أوزبكستان، ممثلين لكبرى المؤسسات العلمية البحثية العالمية. وكان من بين هؤلاء: الدكتور محمد نظير عياد- أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، الأكاديمي رفيق محمد شاويش محمد شين- مدير الجامعة الإسلامية الروسية. الدكتور مصطفى تشيرش- المفتي السابق للبوسنة والهرسك، ورئيس اللجنة العالمية البوسنية، والدكتور حمزة البكري، الأستاذ في جامعة ابن خلدون التركية.

وشارك في اجتماع الهيئة العلمية الدولية، علماء ورؤساء الدول ورموز المجتمع من الشخصيات العامة، الذين أكدوا على الأهمية البالغة لدراسة تعاليم الإمام الماتريدي، معتبرين أن ذلك شرف لهم أن يقوموا بواجب نشر تلك التعاليم للمجتمع الدولي.

وقد شارك في جلسة الهيئة العلمية الدولية رؤساء مراكز البحوث العلمية من جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية التركية، وجمهورية ألمانية الإتحادية، جمهورية البوسنة والهرسك، وجمهورية روسيا الإتحادية، جمهورية أفغانستان الإسلامية، وجمهورية ماليزيا، وجمهورية قازاقستان، وجمهورية قيرغيزستان، وكذلك ممثلي أكثر من ثلاثين دولة عاملين في هذا المجال.

وبمناسبة بداية نشاط الهيئة العلمية فإنها سوف تبحث خطط المستقبل، وكيفية نشر التعاليم المعتدلة بين العالم الإسلامي على نطاق واسع، ومن ضمنها دراسة تعاليم الماتريدية، وكيفية تسيير نشاط المركز على المستوى الدولي، وإقامة علاقات التعاون المتبادل مع كبريات المؤسسات العلمية البحثية العالمية، والخبراء الأجانب بشكل خاص لتوفير التمويل اللازم لنشاط المركز. والتصديق على ميثاق المنحة الدولية التي تحمل اسم الإمام الماتريدي. وكيفية جمع المخطوطات المتعلقة بتعاليم الإمام الماتريدي، وجمع النسخ الإلكترونية وتوفيرها لمكتبة المركز لاسيما إنشاء المنصة الإلكترونية، كما نوقشت المسائل الأخرى ذات الإهتمام المشترك، وخطط البحوث العلمية المستقبلية التي يجب تنفيذها من قبل المركز، حيث تم الإتفاق على قيام أعضاء الهيئة العلمية الدولية بتوسيع التعاون المتبادل في المستقبل وعقد جلسة الهيئة بصورة دورية.