الأربعاء، 17 أكتوبر 2018

قراءة في تطور العلاقات الأوزبكية الروسية

طشقند 17/10/2018 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "قراءة في تطور العلاقات الأوزبكية الروسية" نشرت الصفحة الإلكترونية الوسيلة نيوز يوم 17/10/2018 مقالة كتبها: أحمد عبده طرابيك، وجاء فيها:


تعد العلاقات بين روسيا وأوزبكستان من الجوانب الاستراتيجية في السياسة الخارجية لكلا البلدين، فقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وطشقند في 20 مارس 1992، وفي 30 مايو من نفس العام تم التوقيع علي معاهدة الصداقة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتي تتضمن تعهد الطرفين بتطوير العلاقات بينهما في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.
تعتبر روسيا شريك تجاري تقليدي لأوزبكستان ، ففي عام 2017 تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 3.6 مليار دولار ، حيث إزداد بنسبة 34% بالمقارنة مع عام 2016. وتقوم روسيا بتصدير الفحم ومنتجات صناعة الماكينات وتشغيل المعادن والصناعات الطبية والميكروبيولوجية وصناعة الاخشاب والورق والسيللوز إلي أوزبكستان، بينما تقوم أوزبكستان بتصدير العديد من المنتجات إلي روسيا، منها القطن والخضروات والفاكهة.
تعمل في أوزبكستان شركات روسية كبرى مثل مؤسسة " أورالسكي " لبناء المكائن وشركات "إيرفلوت، ترانس إيرو، سيبير "للطيران" وشركة فيم بيل دان "للأغذية" وشركتا بيلاين ، MTS "للاتصالات"، وتستورد شركة "غاز بروم" الروسية منذ عام 2010 نحو 15.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، إلي جانب عمليات التنقيب المشترك الذي تقوم به الشركة الروسية مع شركة "أوزبك نفط غاز" الأوزبكية في منطقة "أوستيورت"، كما تستورد روسيا منتجات "ميتالورجيا" من المعادن الحديدية وغير الحديدية وصناعة الكيمياويات والبتروكيمياويات والصناعة الخفيفة والمجمع الصناعي الزراعي، بالإضافة إلي ذلك تعتبر روسيا المستورد الرئيسي لمنتجات مصنع "GMC" للسيارات في أوزبكستان، الذي يصدر حوالي 70% من انتاجه إلي روسياز
يعتبر قطاع صناعة النفط والغاز، سواء عمليات الاستكشافات والتنقيب والاستخراج، أو عمليات التكرير ومعالجة المواد الخام الهيدروكربونية وخاصة الغاز الطبيعي أحد أهم الاتجاهات الواعدة في علاقات التعاون بين روسيا وأوزبكستان، ففي ديسمبر 2002 عقدت شركة "غاز بروم" الروسية اتفاقية مع شركة "أوزبك نفط غاز" حول التعاون في قطاع الغاز. واتفق الجانبان على تصدير الغاز الأوزبكي إلى روسيا، إلي جانب التنفيذ المشترك للعديد من المشاريع في مجال استخراج الغاز الطبيعي، كما تشارك شركة "لوكويل" الروسية أيضا في مشروع استثمار حقول الغاز في أوزبكستان.
هناك جانب آخر من جوانب التعاون الهام بين أوزبكستان وروسيا في قطاع صناعة الطائرات، حيث تم في مارس 2017 افتتاح مؤسسة مشتركة لاصلاح مروحيات "مي 8 ، مي 24"، ويعمل في أوزبكستان 688 مؤسسة وشركة صناعية باستثمارات روسية، كما يعمل في روسيا نحو 300 مؤسسة وشركة صناعية باستثمارات أوزبكية، وفي عام 2018 يُخطط لإفتتاح حاضنة أوزبكية روسية للأعمال في طشقند تتولي تنفيذ برامج اقتصادية مشتركة للشباب بين روسيا وأوزبكستان.
تأتي زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلي أوزبكستان خلال يومي 18، 19 أكتوبر الحالي بمثابة تأكيد علي قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، علي الرغم من عدد اللقاءات والزيارات التي تمت بين البلدين، فقد قام الرئيس شوكت ميرضيائيف بزيارة رسمية إلي موسكو بعد انتخابه رئيساً لأوزبكستان في ديسمبر 2016، وكان آخر اللقاءات بين الرئيسين في التاسع من يونيو هذا العام 2018، علي هامش قمة "منظمة شنغهاي للتعاون" في مدينة تشينغداو الصينية الساحلية، والتي أعلن خلالها الرئيس بوتين اعتزامه القيام بزيارة إلي طشقند تلبية لدعوة من الرئيس ميرضيائيف.
تكمن أهمية زيارة الرئيس بوتين إلي أوزبكستان في كثافة ما يتم مناقشته أو الاتفاق عليه سواء من حيث المحتوى أو من الناحية الجغرافية، حيث من المقرر أن تشهد الزيارة مراسم التوقيع على حزمة كبيرة من الوثائق وإعطاء الضوء الأخضر لبناء أول محطة نووية فى أوزبكستان.
وإلي جانب حزمة الاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها بين روسيا وأوزبكستان فإن أهمية الزيارة تأتي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين البلدين نمواً كبيراً، عبر عنه الرئيس بوتين خلال لقاء الرئيس ميرضيائيف في الصين في يونيو الماضي، حيث أشار إلى أن "حجم التقدم الذى طرأ على علاقات التعاون الثنائى التجارى والزراعى والصناعى منذ زيارة الرئيس الأوزبكى الأخيرة إلى روسيا، بالإضافة إلى المشروعات المشتركة التى يتم تنفيذها بين الجانبين".
خلال اللقاء الذي جمع بين الرئيس بوتين وميرضيائيف في الصين علي هامش قمة "منظمة شنغهاي للتعاون"، لفت الرئيس ميرضيائيف إلى "الطبيعة الاستراتيجية للشراكة مع روسيا، والتي تعبر عنها عدد الزيارات غير المسبوق للوفود الروسية إلى أوزبكستان خلال العام الماضي والتى حققت نموا فى مختلف مجالات التعاون المشترك خاصة فى مشروعات الطاقة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق