الثلاثاء، 9 أكتوبر 2018

عشرون عاماً من تطور العلاقات الجزائرية الأوزبكستانية ج 5

جرت في حديقة علي شير نوائي القومية الأوزبكية يوم 31/8/2011 مراسم الإحتفال بالذكرى الـ 20 لإستقلال جمهورية أوزبكستان كإحتفال شعبي للدولة التي حققت نجاحات كبيرة في التنمية المستقلة. وتملكت المشاعر الطيبة الأوزبكستانيين وضيوف الجمهورية، ومندوبي السفارات والمنظمات الدولية المعتمدة لدى أوزبكستان، الذين شاركوا بهذا الإحتفال الرائع.
وتوجهه رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف خلال الإحتفال الرسمي، بكلمة للشعب الأوزبكستاني سمعت في كل زاوية، وفي كل بيت في أوزبكستان واستدعت أحاسيس فريدة بالسعادة لقاء النجاحات والمنجزات التي حققتها أوزبكستان خلال الـ 20 عاماً.
وكل ماجرى خلال هذه الأمسية في الحديقة تركت أفضل الإنطباعات لدى الموجودين وتقاسموها مع مراسلي وكالة أنباء JAHON.
ومن بين المتحدثين كان نائب رئيس بعثة التنمية لمنظمة الأمم المتحدة لدى أوزبكستان يا. سيليرس؛ ومنسق مشاريع منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لدى أوزبكستان ي. فينتسيل؛ والسفير المفوض فوق العادة لجمهورية أذربيجان لدى جمهورية أوزبكستان ن. عباسوف؛ والسفير المفوض فوق العادة لجورجيا لدى أوزبكستان غ. كوبلاشفيلي؛
والسفير المفوض فوق العادة للأردن لدي جمهورية أوزبكستان موفق العجلوني الذي قدر عالياً مستوى تنظيم الإحتفال والمشاعر الإحتفالية لدى المشاركين فيه. وقال "الإحتفالات بالذكرى الـ 20 للإستقلال في أوزبكستان ضخمة وواسعة ولا يوجد ما يقارن بها بين الإحتفالات التي جرت في الدول الأخرى، وجاءت بالسعادة والمرح التي أظهرت بالحقيقة إيمان الأمة الثابت في بناء دولة قوية ومتطورة. ولا تقاس بالشرارات الإيجابية والتفاؤل الذي يسيطر ويسود في قلوب الناس في أجواء الإحتفال وتوحدهم".
وأشار السفير الأردني لأهمية ما يبديه الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف، من إهتمام بالجيل الشاب وعنايته بمستقبل الجمهورية. ومثل هذه السياسة بعيدة النظر لسياسة قائد الدولة هي ضمانة لإزدهار ورفاهية أوزبكستان.
وهنأ سفير العربية السعودية لدى أوزبكستان عبد الرحمن الشايع قيادة وشعب الجمهورية بمناسبة الذكرى الـ 20 للإستقلال، وأشار إلى أن أوزبكستان قدمت إسهاماً ضخماً في تطوير الحضارة الإسلامية والتي تعترف بها كل دول العالم الإسلامي.
وأضاف أن "التطور المستمر في إقتصاد أوزبكستان خلال 20 عاماً جاء بنتائج إيجابية ملموسة. وأنا على ثقة من أن إستمرار قيادة بلادكم بهذه السياسة من دون شك ستهيئ الظروف لأوزبكستان لتكون دولة بارزة في العالم الإسلامي، ودخول الجمهورية إلى صفوف الدول المتقدمة".
وأشار إلى أن نظام التعليم في أوزبكستان وسياسة تربية الشباب في أوزبكستان تحظى بإهتمام عال في العالم الإسلامي. ولا توجد أمثلة من حيث عدد المؤسسات التعليمية التي جرى بناءها أو تم ترميمها في الجمهورية، لا في وسط آسيا، ولا في الشرق الإسلامي.
وقال السفير المفوض فوق العادة للجزائر لدى جمهورية أوزبكستان رمضان مكدود أنه "لشرف كبير لي الحضور بصفتي ممثلاً لبلادي في الإحتفالات بمناسبة الذكر الـ 20 لإستقلال أوزبكستان. وأنا مندهش للمستوى العالي لتنظيم الإحتفال وللمشاعر الإحتفالية للمشاركين فيه.
وأود الإشارة إلى الإهتمام الكبير الذي يوليه شخصياً رئيس جمهورية أوزبكستان لمسألة تطوير والدعوة الشاملة لإنجازات الأجداد العظام للشعب الأوزبكستاني، والتي سمحت للجمهورية بأن تشغل مكانه بارزة بين الدول الإسلامية.
وجهود قائد الجمهورية لتوفير التسامح الديني في أوزبكستان، والمساواة لممثلي كل الأديان والمذاهب، وحرية العبادة، حظيت بشهرة واسعة وتجاوباً من كل العالم المتقدم".[1]
وأقامت السفارة الجزائرية مساء يوم 1/11/2011 حفلاً كبيراً بمناسبة مرور 57 عاماً على الثورة الجزائرية بصالة الأمير تيمور للاحتفالات بفندق إنتركونتيننتال طشقند، حضره ممثلاً عن رئيس جمهورية أوزبكستان النائب الأول لوزير الخارجية الأوزبكستانية البروفيسور عبد العزيز كاميلوف ورؤساء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمد لدى أوزبكستان وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والعلمية والثقافية والاجتماعية الأوزبكية وبعض الشخصيات العربية المقيمة في أوزبكستان.
وبهذه المناسبة ألقى السفير المفوض فوق العادة للجمهورية الديمقراطية الشعبية الجزائرية لدى جمهورية أوزبكستان رمضان مكدود كلمة تحدث فيها عن تضحيات وبطولات الشعب الجزائري خلال الثورة
والمنجزات التي حققتها الجزائر خلال سنوات الاستقلال وأشاد بالعلاقات الثنائية الجزائرية الأوزبكستانية مشيراً إلى أنه رغم المسافة الجغرافية التي تفصل بين البلدين إلا أنه هناك إمكانيات كثيرة متوفرة لتقوية العلاقات الإقتصادية بين البلدين غير مستغلة بشكل كاف بعد، وحيا الصداقة التي تربط بينهما في ظل القيادة الحكيمة للرئيسين عبد العزيز بو تفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وإسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان.

العلاقات مع جامعة الدول العربية

على عتبة الاستقلال عام 1990 قام المنصف الماي (تونسي) ممثل جامعة الدول العربية المقيم في موسكو بصحبة السفير الفلسطيني نبيل عمرو بزيارة لأوزبكستان. وفي عام 2006 زار الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور صالح هاشم على رأس وفد أوزبكستان.[2] وتباحث الوفد مع إدارة جامعة طشقند الإسلامية.[3] ووزارة التعليم العالي والمتوسط التخصصي الأوزبكستانية وجامعة ميرزة أولوغ بيك القومية الأوزبكية.[4] حول تطوير التعاون مع الجامعات العربية.
استقبل رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف بمقره بقصر آق ساراي يوم 14/8/2006 الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى. وقال إسلام كريموف أننا نعرفكم ونحترمكم كشخصية سياسية بارزة ليس في العالم العربي فقط بل وفي العالم كله، ومشاركة وفد جامعة الدول العربية في المؤتمر الدولي "إسهام أوزبكستان في تطور الحضارة الإسلامية" زاد من أهمية المؤتمر، وتخدم الزيارة مستقبل الكشف عن دور أوزبكستان في تطوير الحضارة الإسلامية. وأثناء اللقاء تم تبادل شامل للآراء حول مسائل مستقبل تطوير التعاون بين أوزبكستان وهذه المنظمة الدولية. وإعلان الـ ISESCO طشقند عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2007 يعتبر اعتراف على المستوى الدولي بالإسهام الضخم لأجدادنا في تطوير العلوم والثقافة الإسلامية، والأعمال الكبيرة المحققة في بلادنا خلال سنوات الإستقلال للحفاظ على التراث العلمي والثقافي، وبعث وتحسين الآثار القديمة وأماكن العبادة المقدسة وتطوير العلوم والتعليم والثقافة. ومع ذلك يتمتع هذا القرار بأهمية كبيرة ويسهم في التعريف بحاضر أوزبكستان. والدول الأعضاء بجامعة الدول العربية يعترفون بالدور الكبير لأوزبكستان في التاريخ الإسلامي، ويقيمون عالياً التحولات الحالية الجارية في أوزبكستان. ويقيمون عالياً الأعمال الجارية للحفاظ على آثار الثقافة الإسلامية وإعادة بناء منشآت كمجمع حظرتي إمام (خاستيموم) والإمام البخاري وعبد الخالق كيجدواني وغيرهم. وخلال سنوات طويلة شغل عمر موسى منصب وزير خارجية جمهورية مصر العربية ومن عام 2001 يقود جامعة الدول العربية التي تضم 21 دولة عربية والإدارة الوطنية الفلسطينية. وأهداف ومهام جامعة الدول العربية هي توفير تنسيق متعدد الأطراف في مسائل الأمن والدفاع والسياسة الخارجية للدول العربية عن طريق تفعيل الإصلاحات السياسية والاقتصادية وتعزيز أجواء الوحدة والمشاركة في المجتمع العربي والإسهام في تشجيع الحوار بين الأديان ومنع الصراعات في المنطقة.
وأشار الضيف إلى أن قرار الـ ISESCO بمنح هذا اللقب الرفيع لطشقند هو تقدير لإسهام أوزبكستان في الحفاظ وإغناء الثقافة الإسلامية وقيمها. وعبر عن شكره عن الفرصة التي أتيحت له للمشاركة في المؤتمر الدولي، وأشار إلى أن جامعة الدول العربية مهتمة بالتعاون مع أوزبكستان في المسائل الإقليمية والدولية. وأثناء اللقاء جرى تبادل للآراء حول مسائل  مستقبل تطوير التعاون بين أوزبكستان وهذه المنظمة الدولية.[5]
خلال الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف لمصر عام 2007 إلتقى مع عمر موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.[6]
تسلم رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك من قادة الدول الأجنبية والمنظمات الدولية الهامة تضمنت تهاني وتمنيات صادقة بالصحة والعافية للقائد الأوزبكستاني والطيبة والسلام والرفاهية للشعب الأوزبكستاني ومن بينها رسالة تهنئة من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى.[7]
نشرت وزارة الخارجية الأوزبكستانية على صفحتها الإلكترونية عن تعاونها مع دول الشرقين الأدنى والأوسط كأحد الاتجاهات الرئيسية لسياستها الخارجية. وعلاقات أوزبكستان مع دول المنطقة تتطور على المستوى الثنائي وعن علاقاتها بجامعة الدول العربية (إنظر الصفحة 46).
صرح الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية صالح هاشم من مصر بأن كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف تعتبر وثيقة تتضمن برنامجاً واسعاً ومن دون شك أنها ستهيئ الظروف للاستمرار في تطور وازدهار أوزبكستان. وأشار إلى أن "الحقيقة الأهم هي في أن كلمة الرئيس حددت بوضوح أفضليات السياستين الداخلية والخارجية لجمهورية أوزبكستان". وأشار إلى أنه عند الحديث عن سياسة أوزبكستان المتبعة في تسوية المشكلة الأفغانية التي أشار إليها الرئيس في كلمته هي تعقيباً على المؤتمر الذي عقد مؤخراً في لندن حول أفغانستان وأكدت مرة أخرى على صحة موقف الرئيس الأوزبكستاني من أن حل القضية الأفغانستانية غير ممكن عن طريق استخدام القوة. وعبر أيضاً عن ارتياحه لأن مداخل أوزبكستان في الوقت الراهن لحل الأزمة الأفغانستانية تلقى الدعم الواسع في العالمين العربي والإسلامي. [8]

العلاقات مع منظمة المؤتمر الإسلامي

استقبل رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف بقصر آق ساراي يوم 13/8/2007 كمال الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وحيا قائد الدولة ضيفه وأشار إلى أنهم يعرفونه بشكل جيد ليس كقائد لمنظمة دولية هامة وحسب، بل كشخصية سياسية قدمت الكثير من الإسهامات لتوحيد العالم الإسلامي وتطويره. وأضاف رئيس البلاد أن زيارتكم ومشاركتكم في المؤتمر العلمي الدولي "إسهام أوزبكستان في تطور الحضارة الإسلامية" زاد من أهمية المؤتمر.
انضمت أوزبكستان لعضوية منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1996. وتدعم المنظمة مبادرات الرئيس إسلام كريموف لحل الأزمة الأفغانية وإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في آسيا المركزية.
ومنظمة المؤتمر الإسلامي تقييم عالياً أعمال القائد الأوزبكستاني الهادفة لإحياء القيم الروحية والمعنوية ودراسة التراث التاريخي والعلمي والتنويري والثقافي الغني. وتنظر إلى أوزبكستان كدولة بارزة في آسيا المركزية. وبشكل متواصل يتطور التعاون بين أوزبكستان وأجهزة منظمة المؤتمر الإسلامي كبنك التنمية الإسلامي، وفي الوقت الراهن يجري تنفيذ 9 مشاريع تبلغ تكاليفها 115 مليون دولار أمريكي. والهدف من هذه المشاريع تجهيز المؤسسات الطبية والتعليمية وترشيد عدد من المنشآت ودعم العمل الحر والمشاريع الخاصة.
وأثناء زيارة وفد منظمة المؤتمر الإسلامي لأوزبكستان في تموز/يوليه 2007 جرى التوقيع على اتفاقية لفتح اعتماد بقروض لـ"إيباتيكا بانك" و"أوزبكصنوعاتكورليشبانك" و"آساكا بانك" تبلغ 15 مليون دولار أمريكي. لستستخدم بتمويل المشاريع الإستثمارية للأعمال الحرة والقطاع الخاص العاملة في مجالات الصناعة والزراعة.
ومن الأجهزة المتخصصة في منظمة المؤتمر الإسلامي، المنظمة الإسلامية الدولية للتعليم والعلوم والثقافة (ISESCO) التي أعلنت مدينة طشقند عاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2007. وهذا يعتبر إعترافاً آخر بالإسهامات القيمة لأجداد الأوزبك العظام في تطوير الثقافة الإسلامية، والأعمال الجارية في أوزبكستان لإعادة بناء الآثار الثقافية وأماكن العبادة والحفاظ والدعوة للتراث الغني. وتضم بلادنا مساجد ومدارس ضخمة وأضرحة المفكرين العظام ومخطوطات نادرة تثير الدهشة. ويثير تسامح وحسن ضيافة الشعب الأوزبكي أحاسيس الدهشة والفخر.



[1] الدبلوماسيون الأجانب: أوزبكستان حققت تقدماً ملحوظاً أثناء تطبيقها لأهداف تنمية الألف سنة. // طشقند: وكالة أنباء JAHON، 7/9/2011.
[2] ضيوف مصريين في سمرقند. // طشقند: وكالة أنباء UZA، 13/5/2006.
[3] لقاء في الجامعة. // طشقند: وكالة أنباء UZA، 16/5/2006.
[4] أولجاباييف ن.: لقاء مثمر. // طشقند: صحيفة برافدا فاستوكا، 12/5/2006
[5] الرئيس الأوزبكي يستقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية. // طشقند: الصحف المحلية، 15/8/2007؛ - أمينة إيساييفا: نبضات جديدة للتفاؤل السياسي. // طشقند: صحيفة Uzbekistan Today، 13/9/2007.
[6] العلاقات الأوزبكستانية المصرية اختبرها الوقت // طشقند: الصحيفة الإلكترونية UzReport 12/8/2010.
[7] تهاني صادقة. // طشقند: وكالة أنباء JAHON، 26/11/2009.
[8] كلمة رئيس أوزبكستان تعتبر وثيقة برامجية. // طشقند: وكالة أنباء JAHON 8/2/2010.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق