الثلاثاء، 8 مايو 2018

إلى بلاد.. ما وراء النهر

طشقند 8/5/2018 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "إلى بلاد.. ما وراء النهر " نشرت جريدة الكويتية يوم 8/5/2018 مقالة كتبها الكاتب: أحمد مبارك البريكي، وجاء فيها:
 أحمد مبارك البريكي
قرغيزستان بلاد ماوراء النهر، وزهرة الجبال المنسية، ابدأ زيارتها هذا اليوم في رحلة لها أثر كبير في نفسي فأنا الشغوف منذ الصغر بالجمهوريات الإسلامية السوڤيتية مازلت أتساءل عن أخبار تلكم الشعوب ومدى اصطبارها على ذلك الزمن الأحمر وتلكم الآلة العظمى التي حرّمت عليهم ممارسة الاعتقاد والصلاة في زمن لينين وستالين وخلفائهم الذين يؤمنون بمادية الحياة ولا إله، وقوة بأس شعوبها الشديدة وبقائهم برغم القهر كبقاء جبال ألاتو، وامتدادهم في وسط قارة مفتوحة كجريان نهرا سيحون وجيحون منذ طليعة الفتح الإسلامي. ولا غرابة فالشعوب التي تهتف كلّ يوم بأن آبائهم حافظوا دوماً على أرضهم الأم.. يخلقون الحظ.. والصداقة والوحدة في قلوبهم.. وأرض قرغيزستان تسطع بأشعة الرضا.. وعلم الحرية يعلو فوقهم.. كما يقول نشيدهم الوطني. سأحزم حقائبي بصحبة رفاق السفر.. وأسبر على بركة اللـه هذه الأرض البعيدة.. التي بدأت تقترب.
على طائرة الفلاي دبي الاقتصادية و ذات الوجهات الكثيرة و التي امتطيها لأول مرة.. تحملني ومعي ساعات الطيران إلى قلب آسيا النابض بالانسان والحضارات، وعقدٌ من تاريخ تصطف فيروزاته تحت الجناح الطائر فهذه خيالات المآتا وتلك سمرقند وحدود بخارى وهاؤم سيحون نهر من الجنة يجري بين جبال الجليد التي تراءت وسط الظلام في سهبٍ وسيع وكأنها أكوام من القطن على خمارٍ أسود عظيم، وفي ذلك الوادي البعيد تحت جبل سليمان ينزوي قبر قتيبة الباهلي الذي فتح البلاد الماورائية في أول قرن للإسلام، هنا غَزل الخيال حكايات ألف ليلة وليلة وهنا طار علاء الدين محمولاً على البساط السحريّ، وهل كان علاء الدين إلاّ أنا في هذه الليلة؟!، .. على سفح الغيوم التي تتبدد شيئاً فشيئاً لتكشف وجه قرغيزيا، أنا راكبٌ بقرب النافذة وعلى طاولتي أقرأ مغامرات الأمير أحمد في طريق الحرير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق