الأحد، 6 مايو 2018

أوزبكستان تحتفل بيوم الانتصار على الفاشية .. وتكرم المحاربين القدماء أمام "الأم الثكلى"

طشقند 6/5/2018 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري:
تحت عنوان "أوزبكستان تحتفل بيوم الانتصار على الفاشية .. وتكرم المحاربين القدماء أمام "الأم الثكلى"" نشرت بوابة الأهرام الإلكترونية يوم 5/5/2018 مقالة كتبها الصحفي المصري: محمود سعد دياب، وجاء فيها:


تكريم المحاربين القدماء أمام "الأم الثكلى"
تحت عنوان "عندما نتذكر ونتألم ونشعر بالفخر"؛ تستعد جمهورية أوزبكستان للاحتفال على نطاق واسع باليوم التاريخي، يوم الذكرى السنوية الثالثة والسبعين للانتصار على الفاشية، يوم الأربعاء المقبل الموافق 9 مايو.
وتعتبر أوزبكستان ذلك اليوم ذكرى النصر والكرامة، عيداً وطنياً في كافة أنحاء البلاد، وفيه يتم تكريم الأجداد، وتقديم الاحترام لهم باعتبارهم من أسهم بشكل كبير في بناء الوطن والدفاع عنه ضد الأعداء، الأمر الذي أهدى للأجيال الشابة هذا الجو من السلام والتنمية التي تشهدها البلاد.


"الأم الثكلى"
وتحتفل روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق في التاسع من مايو/أيار كل عام، بذكرى الانتصار على الفاشية، ويقصدون بذلك انتصار قوات الحلفاء على الزعيم النازي أدولف هتلر قائد ألمانيا وقوات المحور بالحرب العالمية الثانية، حيث أعلنت أوزبكستان ذلك اليوم "يومًا للذكرى والتقدير"، وأقامت نصب تذكاري لتلك الذكرى وهو عبارة عن تمثال "الأم الثكلى"، في مدينة طشقند العاصمة وعدد من المدن الكبرى الأخرى، والذي يكشف بوضوح عن الجوهر الإنساني لهذا التاريخ الذي تخلص فيه الأوزبك المشاركين في الحرب ضمن دول الاتحاد السوفيتي، من ويلات الحرب العالمية وصراعاتها المدمرة بالأم الحزينة على أولادها الذين فقدتهم في الحرب.


وأوضح بيان صادر عن سفارة أوزبكستان بالقاهرة بتلك المناسبة؛ أن تمثال الأم الثكلى يمثل رمزاً لتكريم ذكرى ملايين الناس الذين راحوا ضحايا الحرب العالمية الثانية، وأن التمثال يجسد بهيئته حب الأمهات غير المحدود، والحزن لفراق الأبناء المفاجئ، وأنه يذكر بمصير الآلاف من الأمهات اللاتي احتفظن طوال العمر في قلوبهن بجذوة مشتعلة من الأمل، في أن أبنائهن أحياء وسوف يعودون يوما ما إلى ديارهم.
وعلى صفحات الكتاب الرمزي للنصب، المقام في ساحة الذكرى بالقرب من نصب "الأم الثكلى"، تم تسجيل أسماء جميع المواطنين الأوزبك الذين استشهدوا في ساحة المعركة بالأحرف الذهبية، وذلك اعترافًا بشجاعتهم وتضحيتهم، واستخلاص للعبر من مأساة الحرب، وشهادة على تخليد ذكرى الإنسان في أوزبكستان، وقداسة شرفه وكرامته.


والجدير بالذكر، أنه في 16 إبريل/نيسان عام 2018 أصدر شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان، مرسوما حول "رعاية المشاركين في الحرب العالمية الثانية"، ومرسوما بشأن "التدابير الخاصة بإعداد وإقامة فعاليات الاحتفال بيوم الذكرى والتقدير"، تلك المراسيم التي تحدد المهام النبيلة مثل رعاية قدامى المحاربين والاهتمام بهم، وتكريم ذكرى المواطنين من البواسل الذين ضحوا بحياتهم فداءً لحرية الوطن الأم.
وأضاف بيان السفارة، أنه طبقا لهذه المراسيم، فإن الاحتفال بيوم الذكرى والتقدير، سوف يصبح المهمة الأولوية التي تضمن تنفيذها الهيئات الحكومية والعامة للدولة، وتمثل مسألة ضمير وواجب على جميع مواطني أوزبكستان، مشيرًا إلى أنه خلال أيام الاحتفال من المخطط تنظيم فعالية تحت شعارات: "كرامة الإنسان عظيمة، والذكرى مقدسة"، و"البسالة والواجب والتضحية"، وسوف يجرى التركيز على صلابة وبطولة مواطنينا.
وأشار البيان إلى أنه سيتم تكريم ذكرى جنود وضباط أجهزة إنفاذ القانون الذين لقوا حتفهم خلال أداء الواجب أثناء سنوات الاستقلال، وأنه من المنتظر عرض بعض المعدات العسكرية من الحرب العالمية الثانية وتقديم عروض للألعاب النارية التقليدية.
من جانب أخر؛ أشار المرسوم الصادر عن رئيس جمهورية أوزبكستان إلى تقديم الدعم للجيل الأكبر سنا من المحاربين القدماء، وخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، فيما يتعلق بأعمال الصيانة والترميم لمنازلهم، وتحسين سبل الراحة الخاصة بأماكن إقامتهم.
كما تناول المرسوم الرئاسي أيضا تنظيم رحلة لكل مشارك في الحرب مع مرافقين له، لزيارة البلد الذي قاتلوا على أرضه، وتغطية كافة التكاليف الخاصة بالرحلة، وأنه سيتاح للمشاركين في الحرب مع مرافقيهم زيارة منتجعات "أوزبكستان" العلاجية الواقعة في يالطا وكيسلوفودسك والمنتجعات الواقعة على الأراضي الأوزبكية، مع توفير التذاكر المجانية للطيران وقطارات السكك الحديدية، وأن مؤسسة الرئاسة تدرس تقديم منح مالية لمرة واحدة بمبلغ خمسة ملايين "صوم" –عملة أوزبكستان- إلى قدامى المشاركين والذين تعرضوا لإعاقة بسبب الحرب العالمية الثانية.
وأكدت سفارة أوزبكستان بالقاهرة؛ أن المواطنين الأوزبك يتذكرون في هذا اليوم التاريخي، كم كان النصر على الفاشية مكلفًا وغالياً، ويفخرون بالمساهمة القيمة التي قدمها أبطال الحرب في سبيل تحقيقه، مضيفة أن قرابة 1.5 مليون أوزبكي شاركوا في الحرب العالمية الثانية ضمن الجيوش السوفيتية، واستشهد منهم نصف مليون محارب في ساحات المعارك والقتال، من أصل 6.5 مليون نسمة هم كل تعداد سكان أوزبكستان في ذلك الوقت، وأن الكثير منهم عادوا وأطرافهم مبتورة مما يدل على أن الأوزبك دفعوا ثمنًا باهظًا في تلك الحرب.
وقد حصل المحاربين الأوزبك في الجيوش السوفيتية، على تقدير الحكومة المركزية في موسكو، حيث حصل 338 مقاتل على لقب بطل الاتحاد السوفييتي، وتم تقليد 120 ألفًا بالأوسمة والأنواط العسكرية، وخلال سنوات الحرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق