الأربعاء، 15 أبريل 2015

بمواردها الطبيعية والصناعية الغنية أوزبكستان.. مركز لتلاقي الثقافات والحضارات والديانات المختلفة على مدى العصور


تحت عنوان "بمواردها الطبيعية والصناعية الغنية أوزبكستان.. مركز لتلاقي الثقافات والحضارات والديانات المختلفة على مدى العصور" نشرت جريدة الإتحاد يوم 9/4/2015 مقالة جاء فيها:

أبوظبي (وام) تعد جمهورية أوزبكستان الغنية بمواردها الطبيعية والصناعية مركزاً لتلاقي الثقافات والحضارات والديانات المختلفة على مدى العصور بجانب كونها ملتقى الطرق التي ربطت قديماً بين الشرق والغرب.
وقدمت للإنسانية عدداً من العلماء البارزين الذين أثروا الحضارة البشرية بمؤلفاتهم العلمية والإنسانية المهمة، إضافة إلى أنها موطن عدد من المفكرين المسلمين، ومن أشهرهم الإمام البخاري والإمام الترمذي.
كما أنجبت هذه الديار العديد من العلماء الذين يعتز بهم العالم الإسلامي، مثل الإمام أبو منصور الماتريدي، حيث يفتخر بهم وبتراثهم العالم الإسلامي بما قدموا لإثراء الثقافة الإسلامية، كما أن مؤلفات العلماء مثل أبوريحان البيروني وابن سينا وأحمد الفرغاني ومحمد الخوارزمي وميرزا أولجبيك لها دور مهم في تقدم علوم الفضاء والطب والكيمياء والفيزياء والرياضيات.
وتعتبر أوزبكستان ثاني أكبر منتج للقطن في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية كما تنتج الأرز والقمح وأنواع الحبوب إلى جانب ثروة حيوانية تقدر بعشرة ملايين رأس من الأغنام مكنتها من إنتاج كميات كبيرة من الصوف فضلاً عن الثروة السمكية الكبيرة وزراعة الفاكهة، فيما تعد إحدى أكبر الدول المنتجة للحرير في العالم، إضافة إلى زراعة الفاكهة خاصة في الأودية والمناطق الشرقية المرتفعة على ضفاف نهر جيحون وزراعة الحبوب. وطشقند عاصمة الدولة وأهم مدنها سمرقند وبخارى وخوارزم وفرغانة، وأوزبكستان موطن الحضارات العميقة ذات الطابع الخاص في الفن المعماري ولعبت دوراً مهماً في المنطقة باعتبارها مركزاً على طريق القوافل المعروف تاريخياً بـ»طريق الحرير العظيم»، حيث كانت تقع عليه عدد من أهم مدن الحضارة العالمية مثل سمرقند وبخارى.
مشاركة واسعة في الانتخابات
وقد فاز الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان بفترة رئاسية جديدة في أوزبكستان عقب انتخابات الرئاسة بعد حصوله على أكثر من 90 في المائة من أصوات الناخبين، حيث أعلنت اللجنة الانتخابية المركزية للانتخابات الرئاسية في أوزبكستان النتائج النهائية للانتخابات أمس.
لؤلؤة الثقافة الإسلامية
وتعتبر أوزبكستان أكبر دولة في وسط آسيا من حيث عدد سكانها الذي يصل أكثر من 31 مليوناً و800 ألف نسمة، ويشكل الأوزبكيون نحو 80 في المائة منهم، كما يشكل المسلمون نسبة 88 في المائة من الأوزبكيين.
وتقوم أوزبكستان بالحفاظ على لؤلؤة الثقافة الإسلامية في مدرسة مويي مبارك بمجموعة «حضرة إمام» في إدارة مسلمي أوزبكستان، وهو المصحف العثماني، الذي يعد من أقدم مخطوطات القرآن الكريم، وتم تدوينه بأمر من الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث إن لهذا المصحف العثماني أهمية دينية بالغة بجانب أهميته الثقافية والتربوية.
وتم إدراج مكتبة المخطوطات لمعهد البيروني للدراسات الشرقية لدى أكاديمية علوم أوزبكستان في قائمة «ذاكرة العالم» منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» كونها من أغنى المكتبات بالمخطوطات.
وتولي أوزبكستان اهتماماً كبيراً بدراسة تراث العلماء بجانب ما تبذله من جهود لإعادة البناء والترميم للمقدسات الإسلامية.. وجاء اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «اسيسكو» مدينة طشقند عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2007 م تقديراً للنهضة الثقافية، التي تشهدها أوزبكستان وعاصمتها والدور الذي قام به الشعب الأوزبكي في خدمة الثقافة الإسلامية والحفاظ على أصالتها ودفعها نحو مزيد من الرقي والتقدم.
إنجازات كبيرة
وقال فاروق وهابوف القائم بأعمال سفارة جمهورية أوزبكستان لدى الدولة: إن إعادة انتخاب الرئيس إسلام كريموف لفترة رئاسية جديدة بنسبة قاربت 91 في المائة من أصوات الناخبين في أوزبكستان يؤكد ثقة مواطني أوزبكستان في رئيس بلادهم وتقديرهم لجهوده في تحقيق مسيرة التنمية في أوزبكستان التي بدأها منذ الاستقلال في أواخر عام 1991.
وأضاف في حوار مع وكالة أنباء الإمارات «وام».. إن المواطنين الأوزبكيين يدركون حجم الإنجازات الكبيرة التي قدمها رئيسهم لهم ولوطنهم خلال السنوات القليلة منذ الاستقلال، حيث شملت مسيرة التنمية التي يقودها في بلاده جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية وغيرها.
تنمية صناعية
واعتمدت أوزبكستان برنامجاً لأولويات التنمية الصناعية خلال الأعوام من 2011-2015، وكذلك البرامج الفرعية للتحديث التقني والتكنولوجي لتجديد الإنتاج وقد أخذت الصناعات التحويلية تكتسب أهمية متزايدة في البنية الصناعية، والتي تقوم على صناعة المنتجات ذات القدرة التنافسية والقيمة الربحية المضافة العالية، واليوم تقوم هذه الصناعات التحويلية بإنتاج أكثر من 78 في المائة من حجم الناتج الصناعي بالبلاد.
وتعطى الجمهورية أهمية كبيرة إلى الإصلاحات في القطاع الزراعي الذي يوفر تقريباً 30 في المائة من إجمالي الناتج المحلي . وفي المجال الصناعي ومنذ بداية الاستقلال تم تشغيل الطاقات الإنتاجية الجديدة في صناعة السيارات وصناعة مواد البناء والصناعة الكيماوية وصناعة الأغذية والصناعة الخفيفة وصناعة الأدوية والصناعات الأخرى كما تم تنفيذ الأعمال لتطوير أنظمة السيارات والسكك الحديدية والنقل والموصلات كما جرى خلال عام 2013 تطوير الصناعات ذات التكنولوجيا العالية، مثل صناعة السيارات وصناعة المعادن 121 وإنتاج مواد البناء والصناعات الخفيفة والصناعات الغذائية.
تنمية اجتماعية
وفي مجالات التنمية الاجتماعية حقق رئيس أوزبكستان الكثير لمواطني بلده.. خاصة في مجال تنمية المناطق الريفية ،وعقد في أبريل من عام 2013 المؤتمر الدولي لتطوير المناطق الريفية في أوزبكستان، والذي شارك فيه عدة مؤسسات إسلامية ودولية بهدف دعم جهود التطوير والتنمية في بلاده، ومنها البنك الإسلامي للتنمية وبنك آسيا للتنمية واتحاد دول جنوب شرق آسيا ومنظمة اليونيسكو، وغيرها من المنظمات الدولية.
وأكد الرئيس الأوزبكي خلال المؤتمر أن مشروعات تنمية الريف التي بدأها في بلاده منذ عدة سنوات وما زالت مستمرة، ومنها المشروعات التي تم افتتاحها خلال أيام المؤتمر تهدف إلى توفير الحياة الكريمة والرفاهية لمواطنيه خاصة في المناطق الريفية وتوفير وظائف للجيل الحالي من الشباب في هذه المشروعات التي تتم إقامتها تباعاً. وأشاد الرئيس إسلام كريموف بدور الدول العربية والإسلامية في مجال التنمية في بلاده.. مؤكداً اعتزازه بهذا الاهتمام، الذي يجيء تعبيراً عن تقدير العالم العربي تجاه أوزبكستان وثمن الرئيس الأوزبكي جهود «البنك الإسلامي للتنمية» لدعم مشاريع التنمية في بلاده، وأكد أن هذه الجهود هي «مهام استراتيجية» لجمهورية أوزبكستان وشعبها.
خدمات التعليم
من بين خدمات التعليم التي تحققت للشعب الأوزبكي في عهد الاستقلال تم خلال العام الماضي بناء/ 28/ كلية مهنية جديدة وإجراء الإصلاحات والترميم الشامل لـ/ 131/ كلية مهنية وأكاديمية و/ 381/ مدرسة تعليمية عامة و/ 45/ مشروعاً للمعاهد الدراسية العليا.. بجانب إنشاء/ 55/ مدرسة لتعليم الموسيقى والفنون للأطفال و/ 112/ مشروعاً رياضياً للأطفال وأربعة حمامات للسباحة وفي العام الدراسي 2013 - 2014 وبدءاً من الفصل الدراسي الأول للمدارس العامة تم إدخال نظام التعليم المتواصل باللغات الأجنبية.
وشملت الخدمات الصحية التي قدمتها أوزبكستان لمواطنيها.. الانتقال من الرعاية الصحية الأولية إلى مبدأ الرعاية الصحية الأسرية مما سمح بإمكانية توفير الرعاية الطبية النوعية لـ/ 14.6/ مليون نسمة من المقيمين في الأماكن الريفية خاصة في المناطق النائية.
ونتيجة للتدابير المتخذة نحو تحسين التغذية للسكان وإضافة العناصر المغذية إلى الدقيق والملح وتوفير الفيتامينات للأمهات والأطفال فقد أصبح/ 92/ في المائة من الأطفال يتوافقون من حيث مؤشرات النمو مع معايير منظمة الصحة العالمية مما يعد أحد إنجازات الدولة العالية.
اختيار صحيح
ذكر تقرير صندوق النقد الدولي أن أوزبكستان أحسنت التعامل مع الأزمة المالية العالمية، وحافظت على فائض في الميزانية، ودين عام منخفض، وذلك بفضل الاختيار الصحيح لاستراتيجية التنمية والتجديد للبلاد، وتشغيل جميع القوى والإمكانات حول تنفيذ البرنامج المضاد للأزمة لأعوام 2009 إلى 2012، وتوفير سرعات مستقرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وزيادة رفاهية الشعب.
ونتيجة لتنفيذ البرامج الخاصة بخلق فرص العمل، وتوفير العمالة للسكان، فقد تم في عام 2013 إتاحة حوالي 970 ألف فرصة عمل، من بينها أكثر من 60.3 % في الأماكن الريفية، وفي ذلك الإطار نفسه تم توفير أكثر من 480 ألف فرصة عمل، من خلال تطوير المصانع الصغيرة والشركات الصغرى والاستثمارات الخاصة، وتوفير أكثر من 210 آلاف فرصة عمل عبر ممارسة العمل من المنازل.
وفي إطار المشاريع التقليدية في المناطق الريفية فقد تم إقامة حوالي 900 تجمع سكاني ريفي جديد، وإنشاء أكثر من 33.5 ألف منزل سكني خاص بمساحة 4.5 مليون متر مربع، وجرى بناء 732 كيلومتراً من الطرق الإسفلتية للمركبات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق