الخميس، 23 أبريل 2015

التجربة الأوزبكية وحاجة المجتمع الدولي إليها


تحت عنوان "التجربة الأوزبكية وحاجة المجتمع الدولي إليها" نشرت "شباب النيل" يوم 23/4/2015 مقالة كتبها محمود سعد دياب، وجاء فيها:


يلقى التقدم المطرد لدولة أوزبكستان فى طريقها الذى تمضى فيه نحو دمقرطة وتحرير المجتمع والاقتصاد، تقديرا دوليا مشهودا، حيث استطاعت الدولة الأوزبكية من توفير الشروط النوعية المعيشية العالية لمواطنيها والنهوض برفاهتهم، ويشهد على هذا تصنيفات العديد من المؤسسات الدولية والهيئات البحثية، والتى طبقا لها فإن أوزبكستان تتبوأ مكانة مرموقة، مما يبعث على الفخر والاعتزاز.
 واليوم تلعب أوزبكستان- الدولة المتطورة بوتائر عالية، وهى عضو كامل العضوية فى المجتمع الدولى، دورا هاما فى منظومة العلاقات الدولية، وتثير تجربتها فى تحقيق الإصلاحات الديمقراطية والاجتماعية- الاقتصادية الواسعة اهتماما متزايدا لدى المجتمع الدولى، باعتبارها نموذجا ناجحا للتقدم المتلاحق، ويقوم بدراسة تلك التجربة العديد من الخبراء وعلماء السياسة فى الكثير من البلدان.
ويرجع هذا الأمر بدرجة كبيرة إلى التعاون النشط لأوزبكستان فى إطار المنظمات الدولية والإقليمية التى تنظر إليها باعتبارها شريكا يمكن الاعتماد عليه فى مختلف الأوقات لحل القضايا الحيوية المطروحة على جدول الأعمال الدولى.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الهيئات الدولية المرموقة تُظهر اهتماما متزايدا نحو العمليات السياسية والاقتصادية الجارية فى الجمهورية الأوزبكية، ونجاحاتها فى تحقيق الإصلاحات المتواصلة فى حياة المجتمع والدولة، وضمان الحقوق الدستورية وحريات المواطنين، والنهوض برفاهيتهم.
وفى الفترة الأخيرة يجرى البحث والمناظرة نحو التنمية المعاصرة والنجاح الذى تحققه أوزبكستان أكثر فأكثر، وذلك فى إطار العديد من المؤسسات متعددة الأطراف مثل منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، ورابطة دول الكومنولث المستقلة وغيرها من المنظمات الأخرى.
وهكذا، ففي مقر منظمة الأمم المتحدة فى نيويورك وعلى نحو دورى، اعتمدت الجمعية العامة فى جلستها المعلومات حول نتائج الإصلاحات الواسعة فى البلاد، وذلك باعتبارها من الوثائق الرسمية. وتكشف تلك الوثائق عن النتائج المتحققة فى تلك المجالات، مثل تحقيق الوتائر العالية للنمو الاقتصادى، والنهوض بمستوى معيشة السكان، والإصلاحات فى النظام القضائى- القانونى، وفى مجال التعليم والصحة، والبيئة، والسياسة الجارية نحو الأجيال الشابة، وتوفير الأمن الغذائى، وتشكيل وتعزيز المجتمع المدنى والمنظمات غير الحكومية التى لا تهدف للربح.
إن التجربة الناجحة فى تحديث الدولة والمجتمع فى أوزبكستان تمثل كذلك موضوعا للاهتمام المتزايد لدى المؤسسات الدولية، التى تدخل ضمن هيكل منظمة الأمم المتحدة، ومن بينها- مكتب منظمة الأمم المتحدة فى جنيف، منظمة الصحة العالمية، اللجنة الأوروبية الاقتصادية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، المنظمة الدولية لحقوق الملكية الفكرية، منظمة العمل الدولية، منظمة التجارة الدولية، برنامج منظمة الأمم المتحدة للبيئة، برنامج منظمة الأمم لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية- الإيدز، الاتحاد البرلمانى الدولى وغيرها.
وهكذا، ومنذ بداية العام الجاري، فقد تم فى الجلسة التاسعة والستين للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة توزيع المواد الإعلامية بين الدول الأعضاء فى منظمة الأمم المتحدة، باعتبارها من الوثائق الرسمية، حول تطوير مؤسسات المجتمع المدنى فى أوزبكستان، وتجربة البلاد فى مجال تطوير الأسس التنظيمية- الحقوقية لعمل المنظمات غير الحكومية التى لا تهدف للربح، وكذلك حول نتائج التنمية الاجتماعية الاقتصادية فى أوزبكستان لعام 2014، والبرامج الاقتصادية الهامة ذات الأولوية لعام 2015.
بالإضافة الى ذلك، فقد جرى توزيع تلك المواد المذكورة بين 57 من الدول المشاركة، و11 من الشركاء فى التعاون مع منظمة الأمن والتعاون الأوربية، والمؤسسات والبعثات الميدانية، وكذلك فى اللجنة التنفيذية لرابطة دول الكومنولث المستقلة.
إن الاهتمام المتزايد للمجتمع الدولى يظهر فى سياق مختلف التدابير- المؤتمرات الصحفية، والعروض واللقاءات التى أقيمت فى مقر منظمة الأمم المتحدة فى مدن نيويورك وجنيف، وفى منظمة الأمن والتعاون الأوروبية فى فيينا، ورابطة دول الكومنولث المستقلة فى مينسك، ويشهد على هذا الأمر العديد من ردود الفعل لقادة وممثلى الهيئات الدولية، التى قيمت بصورة إيجابية الانجازات التى حققتها أوزبكستان فى مجال ضمان حقوق ومصالح الفرد، وفى عمليات دمقرطة السلطة والإدارة الحكومية، وتحرير وتحديث وتنوع الاقتصاد.
وعلى وجه الخصوص فقد قام نائب السكرتير التنفيذى للجنة الأوروبية الاقتصادية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أندريه فاسيليف، بالتأكيد على أن اللجنة الأوروبية الاقتصادية تولى اهتماما كبيرا للتعاون مع أوزبكستان، وقال إن بلد الإمام البخاري تمثل- دولة محورية فى منطقة آسيا الوسطى، وتتمتع بالاقتصاد المتنوع المتطور بوتائر عالية، وأنه أكثر من عشر سنوات قام بزيارتها بصورة دورية، وفى كل مرة يجد نفسى شاهدًا على تطورها المتسارع، وأن هناك اهتمام كبير يصب نحو دعم الأنشطة التجارية الصغيرة والاستثمارات الخاصة، ومجال قطاع الخدمات، وتطوير البنية التحتية ليس فقط فى العاصمة، بل أيضا فى المناطق النائية.
وقال المسئول الأوربي إن دولة أوزبكستان تمثل شريكا هاما للجنة الأوروبية الاقتصادية فى مجالات: البيئة، وتطوير قطاع العقارات السكنية، وتنمية الابتكارات، والمشروعات الاستثمارية الخاصة فى شتى الاتجاهات الأخرى. ونحن بدورنا نقوم بالتعاون النشط فى مجال قطاع التشييد السكنى والاستفادة من الأراضى، وتمثل تجربة أوزبكستان فى هذا الصدد مثارا لاهتمامنا بصورة كبيرة وضرورية لنا، ونأمل أن يستمر بنجاح التعاون فى هذه المجالات".
وطبقا لكلمات السكرتير العام لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية لامبرتو زانيرا، فإن جمهورية أوزبكستان تمثل عضوا هاما فى هذه المنظمة. وطبقا لتصريحاته، فإن الدولة الأوزبكية تلعب دورا قيما فى تعزيز السلم والأمن والصداقة على الصعيد العالمى، وتسهم إسهاما حيويا فى عمل منظمة الأمن والعمل الأوروبية.
وبدورها أشارت مديرة المكتب الأوروبى الإقليمى جوجانا ياكاب إلى أنه على خلفية الأزمات المالية العالمية والإقليمية، فقد حققت أوزبكستان نجاحا هائلا فى توفير التنمية المستدامة طويلة الأمد، وقد قيمت عاليا المجهودات المبذولة فى البلاد نحو تطوير منظومة الصحة والتعليم، اللتان تلعبان دورا هاما فى التنشئة المنسجمة للأجيال الصاعدة، وعلى وجه الخصوص وطبقا لرأى جوجانا ياكاب، فإن أوزبكستان نجحت فى تحقيق النتائج الطيبة فى تقليص نسبة الموت المبكر للأمهات والأطفال، وضمان التوازن بين الجنسين، وتحسين نوعية التعليم، وبكل هذا فقد أسهمت الجمهورية إسهاما موضوعيا فى تحقيق أهداف تطوير الألفية.
ونوهت نائب مدير المكتب الإقليمي الأوروبي لبرامج منظمة الأمم المتحدة حول البيئة سيلفى موتار، إلى المستوى العالى للتعاون مع أوزبكستان فى مجال البيئة والدفع ببعض القضايا مثل "الاقتصاد الأخضر"، وحماية البيئة والتنوع البيولوجي.
وفي هذا الإطار فقد أكدت على أن المكتب الإقليمى الأوروبى لبرامج الأمم المتحدة حول البيئة، يُقيم بصورة كبيرة ليس فقط العلاقات الثنائية، بل أيضا الإسهام الجوهرى لأوزبكستان فى المنابر الإقليمية، مثل الصندوق الدولى لإنقاذ الأرال واللجنة الدولية المشتركة للتنمية المستدامة.
كما قالت إنها تعرفت على الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى أوزبكستان، والتى أقيمت في 29 مارس الماضي، وأنها مثلت لحظة تاريخية هامة فى حياة الدولة، وشهدت حقيقة تقدم أربعة مرشحين لشغل هذا المنصب الرفيع، على فاعلية الإصلاحات السياسية التى تحققت فى البلاد، كما قالت "موتار" إنها كجزءً من منظومة منظمة الأمم المتحدة، سعيدة للغاية بتلك الأوضاع.
في الوقت نفسه؛ قيمت إندا فيليب مديرة إدارة الروابط الدولية للاتحاد البرلماني الدولي لمشاركة النساء الأوزبكيات في أنشطة الدولة، وعلى وجه الخصوص فى العمل البرلماني، مشيدة بالإصلاحات التي قامت بها الجمهورية في تطوير المؤسسة البرلمانية، وتوسيع وتعزيز صلاحيات الهيئة التشريعية، وكذلك ضمان الرقابة البرلمانية على عمل أجهزة الدولة، بالإضافة إلى ذلك يعتبر من العوامل الهامة في تحقيق التقدم المستمر في أوزبكستان، حيث أشارت فيليب إلى مناخ السلم والوئام والتسامح السائد فى الموجود في البلاد، بين ممثلى مختلف القوميات والشعوب، الذين يعملون معا فى سبيل رفاهة وطنهم المشترك.
ومن وجهة نظري أعتقد أن مثل ذلك الاهتمام الكبير والتقييمات الإيجابية للمجتمع الدولى، يؤكد على صحة فاعلية طريق التنمية المدروس بعمق الذي اختارته قيادة أوزبكستان، ويشهد على الاعتراف الواسع في العالم للنجاحات المتحققة فيها، والدعم الشامل لسياستها الداخلية والخارجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق