الأربعاء، 9 يناير 2019

قصة مكان أوزبكستان بلد البخارى

قصة مكان أوزبكستان بلد البخارى
طشقند 9/1/2019 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "قصة مكان.. أوزبكستان.. بلد البخارى" نشرت جريدة الأهرام اليومي يوم 3/12/2018 مقالة كتبتها: د. هالة أحمد زكى، وجاء فيها:


هى أوزبكستان... واحدة من دول آسيا الوسطى صاحبة التواصل والتوافق التاريخى والسياسى.
يعود هذا التواصل إلى موقعها الفريد فى قلب أوراسيا لتعد، وبوصف شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان، جسرا يربط بين أوروبا والشرق الأوسط، وبين جنوب وشرق آسيا، وتجاور حدودها الدول الكبرى مثل روسيا والصين.
أما خبرتها التاريخية فى التوافق السياسى فهى ما يجعلها اليوم تتبنى خمسة إتجاهات فى الفترة ما بين 2017- 2021 لاستكمال بناء الدولة، وتأمين لأولوية القانون وإصلاح النظام القضائى، وتحرير الاقتصاد وتنمية المجال الاجتماعى، وتأمين الوفاق بين القوميات والتسامح الدينى وممارسة سياسة خارجية متزنة.
لهذا، ليست هناك مفاجآت لدى أوزبكستان صاحبة الملامح الواضحة التى عرفت قديما بمنطقة ماوراء النهر، بين نهرى سيرداريا وأموداريا (سيحون وجيحون) وتميزت بوضعها كمركز للازدهار العلمى فى الفترة ما بين القرنين التاسع والخامس عشر حتى إننا نجد لسمرقند وطشقند حكايات فى تاريخ الإسلام.
واحد من تفاصيل الحكايات هو وصف أهلها بأنهم خلقوا للعلم، فهى بلد الإمام البخارى والقوشجى عالم الفلك الذى نشرت أوروبا أعماله فى القرن السابع عشر، ومازال المتحف البريطانى وجامعتا أكسفورد وكمبريدج وسان بطربسبورج وبرلين يحتفظ بمخطوطاته.
كما أنها بلد مير ضياء أولوج حفيد الأمير تيمور مؤسس الدولة التيمورية الذى عمل على نشر المدارس فى سمرقند وبخارى، ودعا إليها مائة من العلماء وضع بعضا منهم دليل النجوم الفلكية الذى اعتبر مصدرا رئيسيا للمراصد فى أوروبا.
الفضل يعود إلى هذه البلاد حسب قول بختيار إيروسوف مستشار سفارة أوزبكستان، فعلماؤها ومنهم عباس بن فرناس والجزرى والزهراوى وثابت بن قرة ومعمار السنان هم من اخترعوا وصمموا أول فكرة للطائرات والقبة السماوية، والسفن والجسور والساعات، والخيوط المستخدمة فى العمليات الجراحية وعقارات التخدير، وكشفوا عن بعض الفيروسات وأهمها الدرن.
ولهذا لاغرابة فى أن تقرر إنشاء مركز الامام البخارى للبحوث فى سمرقند ومركز الحضارة الإسلامية فى طشقند.
كما أنها بلد السقاية والبر وفق رواية الرحالة ابن حوقل الذى قال: ما رأيت خانا أو طرف سكة أو محلة أو مجمع ناس بسمرقند يخلو من ماء جمد مسبل، ولهذا تهدف اليوم إلى الوصول إلى تسوية عاجلة لمشاكل المياه وتدعم مشاريع الاتفاقيات التى وضعتها الأمم المتحدة لاستخدام موارد المياه فى أحواض نهرى أموداريا وسرداريا.
علاقة خاصة
هذه باختصار شديد، أوزبكستان التى تحتفظ دور الكتب المصرية بفهرس فريد من المصادر والمراجع خاص بحكامها التيموريين أعده د.نصر الله مبشر الطرازى ابن آسيا الوسطى الذى منحه الرئيس عبد الناصر الجنسية المصرية عام 1964، والتى نعرفها من خلال حى الأزبكية نسبة لابنها الأمير أزبك قائد الجيش فى زمن السلطان قايتباى الذى أمد المنطقة بالماء من الخليج الناصرى - كما يشير المؤرخ د.حسين عليوة - وأقام بها المنشآت الدينية والمدنية التى تجمعت حول بركة الأزبكية، والتى تعاونت مع مصر فى زمن السلطان الظاهر برقوق والتيموريين.
تعاون مستمر
يبدو أننا نعرف أوزبكستان منذ زمن بعيد، وفى سفارتها بالقاهرة كان الحديث حول آفاق المستقبل بالتعاون مع جمعية الصداقة المصرية الأوزبكية حيث تشهد المرحلة المقبلة كما يقول ايبك عارف عثمانوف سفير أوزبكستان بالقاهرة تنفيذ العديد من الاتفاقيات التى وقعت خلال زيارة رئيس الجمهورية إلى أوزبكستان. ويتوقف السفير عبد الرحمن موسى عند الاحتفاء بزيارة رئيس الجمهورية و شيخ الأزهر الشريف الذى شهد توقيع اتفاقية بين جامعة الأزهر الشريف وأكاديمية أوزبكستان الإسلامية، وتفعيل اتفاقيات فى مجال الحفاظ على المخطوطات والتراث الإسلامى، وهو ما يدل على أننا على الطريق الصحيح.
هكذا وقعت أوزبكستان الواعدة التى وصفت بأنها منصة الحضارة الإسلامية مع مصر العديد من الاتفاقيات من خلال ست دورات للجنة المشتركة كما يقول السفير حسن عبدالمنعم، إلا أنه إلى الآن يبدو حجم التبادل بسيطا، وإن كانت هناك مشروعات جيدة فى مجال السياحة.
ويتوقف المستشار حمدى أبو العنين عند توقيع اتفاقيات تجارية مع اتحاد الصناعات وغرفة القاهرة وجهود وزارة التجارة و الصناعة ووزارة الاستثمار التى تشير آية عثمان مسئول علاقات المستثمرين بالوزارة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات والاهتمام بمجال النسيج والكيماويات والسياحة.
ويعود د. أحمد رجب رزق إلى العلاقات المصرية الأوزبكية التى تأكدت مع طريق الحرير مشيرا إلى دور الأزهر الشريف والأصول الاوزبكية لبعض المماليك ومنهم المنصور قلاوون والأشرف خليل بن قلاوون.
ربما يجعل كل هذا للأوزبك رغبة فى زيارة أجدادهم ليجد شعبا يتقارب معا فى الروح والعادات والتقاليد، لنعود إلى الحاضر مع تحليل الكاتب السيد هانى للمبادئ الرئيسية التى تنتهجها أوزبكستان للانتقال للسوق الحرة.
أحاديث وأطروحات نتمنى خروجها إلى النور، لتصبح واقعا وامتداد العلاقات قديمة لابد أن تعود بقوة مع بلد البخارى أوزبكستان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق