السبت، 26 يناير 2019

طشقند طريق الحرير

طشقند طريق الحرير
طشقند 26/1/2019 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "طشقند ... طريق الحرير" نشرت صحيفة الاتحاد يوم 14/1/2019 مقالة كتبها: رضا سليم، وجاء فيها:


رضا سليم (دبي)
«ابتسم أنت في أوزبكستان».. بلد الإمام البخاري والخوارزمي عالم الجبر، بلد غير كل البلدان الآسيوية، كل شيء مختلف عن بقية دول القارة الصفراء، سواء في السياحة أو العادات والتقاليد، بالإضافة إلى الطبيعة البسيطة الهادئة هي عوامل الجذب الرئيسة للبلاد، هنا عبق التاريخ والمدن التي التمع اسمها واشتهرت بكبار العلماء والمفكرين مثل «طشقند» و«بخارى» و«خوارزم»، يعشقون العرب، ويرحبون بهم ترحيبا خاصة ويحبون اللغة العربية ويحرصون على تعلم بعض مفرداتها خاصة ما يتعلق بالعلوم الشرعية.
قدمت هذه المناطق علماء أثروا التراث الإسلامي بجهدهم، كان منهم الإمام البخاري والخوارزمي والبيروني والنسائي والزمخشري والترمذي وغيرهم العديد من أعلام التراث الإسلامي.
طشقند العاصمة من أجمل مدن أوزبكستان، هي طريق الحرير الذي يعد من أشهر الطرق في العالم وتناحرت عليه الكثير من الجيوش منذ آلاف السنين وهو الطريق من خوارزم إلى طشقند حول بحيرة إيداركول.
تتميز العاصمة بشوارعها الواسعة المزينة بالحدائق الخضراء والنوافير المزينة بخيوط كريستالية، وتعد تجسيدا حقيقيا لمزيج من الأناقة العصرية المتأصلة في أكبر عواصم العالم، تجمع بين مباني القرون الوسطى كما لو كانت تطل من حكايات شرقية قديمة، والهندسة المعمارية الأوروبية الأنيقة التي تتمثل في ناطحات السحاب التي تشق السحاب وذات الواجهات الزجاجية البرّاقة.
تضم طشقند العديد من المعالم السياحية والمزارات التاريخية والأثرية العتيقة مثل المدينة القديمة المدرجة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، بالإضافة إلى الأسواق، المطاعم، والحدائق، وهناك الكثير من المتاحف في طشقند العاصمة مثل متحف الدولة للفنون الجميلة بجانب ساحة الأمير تيمور والنصب التذكاري.
وتعد المدينة القديمة بطشقند تلك اللؤلؤة التي تحتضن الجزء التاريخي في المدينة، والتي تضم أقدم الأحياء السكنية ويرجع تاريخ بنائها إلى أواخر القرن التاسع عشر، والكثير من الآثار المعمارية القديمة التي ترجع إلى العصور الوسطى مثل مدرسة ومجمع خوست إمام، بالإضافة إلى أقدم الأسواق التي تمنح السائحين فرصة التعرف على ثقافة شعبها، حيث تملك المدينة القديمة في طشقند سياحة ذات مذاق خاص.
وهناك «كهوف بوي بولك» أعمق كهوف آسيا والتي تأخذ الزائر إلى أعماق الأرض وتتيح لك رؤية التكونات الصخرية والبحيرات الجوفية والأنهار من الداخل، أما بخاري فهي مقصد الكثير من الزوار وبها الكثير لتقدمه للسياح وتضم أكثر من 100 مؤسسة دينية وأكثر من 350 مسجدا، وأهمها مسجد كاليان، ويمكن للجميع زيارته سواء مسلمين أو غير مسلمين.
وتعد خوارزم واحدة من المدن الرائعة في أوزبكستان بالقرب من بخارى وتتميز بأصالتها وجدرانها منذ القرن الـ18، وتمنح الزائر الشعور بالانتقال إلى الحقبة الإسلامية العثمانية حيث العمائم والقفاطين.
وهناك الكثير من الأماكن التي تجذب الزائرين منها محمية شاتكالسكاي، ومتحف نوكوس الذي يضم مجموعة ضخمة من الأشياء الأثرية والفن المعاصر من مختلف أنحاء آسيا الوسطى لتتجول معه في هذا التاريخ الغني والمنسي في هذه الدولة الإسلامية ذات التاريخ العريق، والحديقة المائية وهي أكبر منطقة للسباحة في العاصمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق