الاثنين، 6 مارس 2017

حول الزيارة الأولي للرئيس الأوزبكستاني ميرزيوييف للخارج


طشقند: 6/3/2017 أعدها للنشر: أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "حول الزيارة الأولي للرئيس ميرزيوييف للخارج" كتب: أحمد عبده طرابيك، رئيس وحدة الدراسات الآسيوية، مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، بالقاهرة مقالة جاء فيها:


     بعد انتخابه بنحو ثلاثة أشهر ، قام الرئيس شوكت ميرزيوييف، بأول زيارة له خارج البلاد، وبحسب التقاليد البروتوكولية، فإن أول زيارة لرئيس منتخب خارج البلاد، يكون لها انطباع خاص، ورمزية ودلالة تعبر عن التوجهات والاهتمامات الخارجية للإدارة الجديدة، وعلي عادة رؤساء دول المنطقة، فإن الزيارة الأولي خارج البلاد تكون إلي إحدي الدول الكبري والهامة وفي مقدمتها روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، أو لإحدي الدول الأوروبية.  


علي غير توقعات المحليين والمراقبين، كانت الزيارة الأولي للرئيس ميرزيوييف إلي الدولة الجارة لبلاده تركمانستان، الأمر الذي يشير إلي الأهمية التي يوليها الرئيس الجديد لأوزبكستان بدول الجوار في إقليم آسيا الوسطي، علي اعتبار أن البداية الحقيقية لعملية التنمية والتطور والانفتاح علي الخارج تبدأ من المحيط الإقليمي، كما أن الأمن القومي للبلاد ومصالحها الاستراتيجية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن واستقرار دول الجوار، فالجميع في مركب واحد وما يحدث في دولة من دول آسيا الوسطي يؤثر بشكل مباشر علي باقي دول الإقليم.
يوجد العديد من التحديات المشتركة التي تواجه دول آسيا الوسطي، يأتي في مقدمتها المشكلة البيئية الاقتصادية والمتمثلة في جفاف وتناقص الحيز المائي لبحر آرال، الأمر الذي ينعكس بآثار سلبية كبيرة، ليس علي الدولتين اللتان تتشاركان في البحر "أوزبكستان، قازاقستان"، ولكن لجميع دول آسيا الوسطي الخمس (آسيا المركزية)، حيث تنعكس الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية بشكل كبير علي الجميع، فقد زادت نسبة الأملاح في التربة الزراعية بشكل كبير انعكس علي انتاج العديد من المحاصيل الزراعية، إلي جانب فقدان المنطقة للعديد من الأحياء البحرية، وتغير البيئة في المنطقة.
تزايد أخطار التطرف، وتنامي عمليات الارهاب في آسيا الوسطي، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من شباب دول آسيا الوسطي ضمن تنظيم الدولة الإسلامي المتطرف "داعش"، الأمر الذي يهدد أمن وسلامة شعوب المنطقة حال رجوع تلك العناصر إلي بلادهم، خاصة بعد فترة التدريب علي العنف التي تعايشوا معها في العراق وسورية وليبيا وغيرها من المناطق التي يتواجد فيها تنظيم الدولة الإسلامي.  
تعد مشكل التنمية والتطور من أهم القضايا التي تشغل قادة دول آسيا الوسطي، حيث يوجد لدي دول الإقليم الكثير من الموارد الطبيعية والبشرية، والتي يمكن أن يتم الاستفادة منها في عمليات التنمية الشاملة في الدول الخمس، وذلك في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها الكثير من دول العالم، خاصة مع انخفاض أسعار النفط والغاز الطبيعي، اللذان يعدان المورد الاقتصادي الأول لبعض دول الإقليم، ومن ثم فإن دول آسيا الوسطي في حاجة إلي تنوع اقتصادياتها، وعدم الاعتماد علي مورد واحد، وهذا يتطلب التعاون بين دول المنطقة، في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها العديد من دول العالم. 
الكثير من القضايا التي يمكن لأوزبكستان أن تتبناها مع دول الجوار في إقليم آسيا الوسطي، ومن ثم فإن الزيارة الأولي للرئيس ميرزيوييف إلي تركمانستان تشكل أهمية ورمزية هامة تعكس التوجهات الجديدة للرئيس الجديد في أوزبكستان تجاه دول الجوار، وهذا ما يحقق مصالح الجميع، في سبيل تحقيق طموحات شعوب آسيا الوسطي التي تتطلع للعيش في أمن واستقرار وازدهار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق