الجمعة، 31 يناير 2014

بخارى الشريفة


تحت عنوان "بخارى الشريفة.. مدينة محصنة ترتدي ثوب عبق التاريخ كثيرة المياه عرفت شهرتها بفضل موقعها" نشرت صحيفة الإتحاد يوم 1/2/2014 مقالة كتبها مراسلها من القاهرة جاء فيها: بخارى التي تعد اليوم سادسة أكبر مدن جمهورية أوزبكستان كانت في ماضي الأيام، ومنذ نشأتها الأولى كمدينة محصنة نحو عام 500 قبل الميلاد، حاضرة بلاد ما وراء النهر أو آسيا الوسطى بالمصطلح الحديث، وأكثر المدن الواقعة في حوض نهر زرفشان ثراء وازدهارا.
حصلت بخارى عبر التاريخ على أهميتها بفضل موضعها وموقعها معاً فهي مدينة كثيرة المياه بفضل تدفق نهر زرفشان أي ناثر الذهب طيبة المناخ لارتفاعها بأكثر من 200 متر عن سطح البحر أما موقعها على طريق الحرير فقد كان سبباً في أن تجني أرباحاً طائلة من تجارة سلع الشرق الآسيوي وهي في طريق عبورها إلى أوروبا.
الحركة العلمية
ويبدأ تاريخ بخارى في العصر الإسلامي بافتتاحها على يد عبيد الله بن زياد في عام 54 هـ، بعد انتصاره علي جيوش الترك التي وفدت للدفاع عن المدينة تلبية لطلب الخاتون أميرة بخارى، ولكن المدينة خلعت رداء الطاعة غير مرة إلى أن نجح قتيبة بن مسلم الباهلي في عام 94 هـ في إخضاعها بشكل نهائي للحكم الإسلامي.
ويعود هذا النجاح ليـس فقط لانتصاره علي الجموع التي حاولت الدفاع عن بخارى وإنما قبل ذلك وبعده لاتباعه أسلوب المساكنة عندما أجبر كل من أعلن دخوله الإسلام على أن ينزل عن نصف داره ليقيم به عربي مسلم يعلم أهل البيت الصلاة ويراقب تصرفاتهم، وهو ما رضي به أهل بخارى عدا كبارهم الذين غادروا منازلهم وبنوا نحو 700 قصر خارج بخارى عرفت لوقت باسم قصور المجوس.
بيد أن بخارى نالت في الإسلام شرف رعاية الحركة العلمية في أواسط آسيا قاطبة بفضل جهود الأمير الساماني نصر بن أحمد ثم من بعده ولده منصور فازدهرت المساجد بها ونشطت الحركة العلمية حتى باتت المركز العلمي الأكبر للتصنيف في الفقه والآداب باللغة الفارسية الإسلامية. وينسب لنصر بن أحمد تشييده للقلعة التاريخية بها، ثم إنشاء عشرة قصور ضمت الدواوين الخاصة بدولة السامانيين لتصبح بخارى أكثر مدن آسيا عمرانا.
سيرتها العلمية
وازدهرت حركة بناء المساجد والتأليف في بخارى حتى باتت تعرف قبيل غزو جنكيز خان للمدينة وتدميرها واستباحة دماء علمائها وأهلها باسم بخارى الشريفة أو التقية ويكفي المدينة فخرا انتساب ثلة من العلماء إليها وفي طليعتهم البخاري صاحب الصحيح.
ولم يقيض لبخارى أن تفيـق من عثرتها أمـام المغول إلا في عهد تيمورلنك ودولتـه، حيث عادت تدريجيا إلى سابق سيرتهـا العلميـة فشيدت بها المساجد والمدارس ولم يتغير الأمر بعد استيلاء الأوزبك الشيبانيين على بخارى، حيث واصل هؤلاء حشدها بالمدارس العلمية إلى أن قامت جيوش روسيا القيصرية بالاستيلاء عليها في القرن التاسع عشر.


وتحتفظ بخارى إلى اليوم بالعديد من ملامحها القديمة مثل مدرسة أولوج بيك ومدرسة عبد العزيز خان ومدرسة مير عرب ومنار قليان ومن أشهر معالمها الحديثة تمثال معدني للشخصية الأشهر لدى أطفال آسيا الوسطى وهو نصير الدين خوجة المعروف في الشرق العربي باسم جحا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق