الأحد، 26 يناير 2014

جولنار كريموف‏..‏ أميرة أوزبكستان الطموح


تحت عنوان "جولنار كريموف‏..‏ أميرة أوزبكستان الطموح" نشرت صحيفة الأهرام الصادر يوم 4/1/2014 مقالة كتبها: هدير الزهار، جاء فيها: جولنار كريموف أو كما تلقب "أميرة أوزبكستان"‏ ليست مجرد إمرأة مشهورة‏,‏ فإلى جانب كونها الأبنة الكبري للرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف فهي سيدة أعمال تمتلك مجموعة شركات ناجحة للأزياء والمجوهرات ومستحضرات التجميل, كما أنها شاعرة ومغنية بوب كما أنها حاصلة علي الحزام الأسود في رياضة الكاراتيه, وبجانب كل ذلك فأنها دبلوماسية حاصلة علي درجتي الماجيستير والدكتوراه في العلوم السياسية والدراسات الإقليمية من جامعة هارفارد قبل أن تصبح الممثلة الدائمة لدي الأمم المتحدة, وسفيرة ومفوضة لجمهورية أوزبكستان في إسبانيا.


وكانت جولنار حديث الصحف خلال الأيام الماضية بعد ما شنت حربا إلكترونية شرسة من خلال حسابها على "تويتر" ضد من أطلقت عليهم أعدائها الذين يسعون لتدمير ما قامت به من إنجازات سابقة وعرقلة طموحها السياسي. ففي الشهر الماضي تم وقف بث مجموعه من المحطات الإذاعية والتليفزيونية التي تشارك فيها, وتم تحويل عدد من المسئولين بها للتحقيق معهم لإشتباه ضلوع تلك القنوات في مخالفات مالية, إلي جانب أصدار أوامر من جهة عليا بحظر نشر وسائل الإعلام أي أخبار تتعلق بالحفل السنوي لعرض الازياء الذي تقيمه جولنار والذي يشارك فيه عدد من مشاهير هوليوود, ومن ناحية أخري فقد بدأت جمعيتها الخيرية تتعرض لمضايقات. وردا علي ذلك بدأت جولنار حربها بالهجوم علي عدد من الشخصيات السياسية الهامة وعددا من رؤساء المؤسسات البارزة, في خطوة لم تشهدها مسبقا تلك الدولة المعروف عنها رقابتها الشديدة علي وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي, لكنها ضربت بذلك عرض الحائط ليقينها بأنها لن تحاكم, وقد استهلت حملتها بالمسئول الأمني الأول في أوزبكستان "روستم إنوياتوف" الذي حملت تغريداتها اتهاماً مباشراً له بتخطيطه للإطاحة بها قبل الانتخابات الرئاسية ليخلف والدها وأنه من يقف وراء شن الحملة المعادية لها ومنعها من ممارسة أعمالها الخيرية والإعلامية بل أتهمته أيضا بتهديدها بشكل مباشر لإبعادها عن السياسة ومنعها من التفكير في الترشح للرئاسية. وذكرت أنه يستخدم العنف المفرط وأساليب لا إنسانية من أجل الحصول علي اعترافات من المحتجزين, الأمر الذي جاء متزامنا مع اتهام منظمات حقوقية للنظام الحاكم في أوزبكستان من سوء معاملة المسجونين.
ولعل اخر خطوة اتخذتها جولنار للدفاع عن نفسها كانت الحديث للصحافة الغربية حيث أدلت مؤخرا بحديث نادر لصحيفة الجارديان البريطانية باحت فيه ببعض الأسرار وأعلنت أنها ليست فقط في مواجهة مع آعدائها ومنافسيها بل أيضا -طبقا لما ذكرته- في مواجهة عائلية شرسة أبطالها هم شقيقتها وووالدتها الذين يمكثون حالياً لتدبير مؤامرة مع أعدائها لهدم ما حققته من نجاح ووضع عوائق تمنعها من الترشح في انتخابات الرئاسة. وقد سعت جولنار من خلال حديثها إلي كسب التعاطف معها وإستعادة شعبيتها بدءاً من الحديث عن تعرضها هي ونجلها للتسمم عام 2011 من جهة غير معروفة و إن كان الأحتمال الأقرب يشير إلى جهة مقربة منها, ثم تطرقت للحديث عن شقيقتها لولا كريموف التي أدلت بحديث للـبي بي سي في سبتمبر الماضي أهانت من خلاله جولنار وأعلنت أنها على قطيعة معها منذ ما يقرب من 12 عاماً ولا يشرفها أن يكون لها شقيقة مثلها, وهو الحديث الذي أظهر للعلن مدي عمق الخلافات داخل عائلة الرئيس الأوزبكستاني. وقد رأي المحللون أن الهدف من إدلاء لولا كريموف بهذا الحوار في ذلك التوقيت هو تشويه صورة جولنار أو ربما التمهيد لنفسها للظهور علي الساحة السياسية. كما تحدثت عن أخيها وأختها غير الأشقاء اللذين تأمرا مع عدد من المسئولين من أجل وضع مقالات وهمية وكاذبة عنها الغرض منها إظهارها بأنها تسعي لإيذاء والدها فقط من أجل الحصول علي منصبه, ثم أشارت لإضطهاد عدد من المسئولين لها وذلك بإيقاف مجموعة من المحطات الإذاعية والقنوات التليفزيونية التي تشارك فيها.
كانت جولنار -41 عاما- التي لقبت في بداية حياتها بـ'أميرة أوزبكستان' قد سعت لصنع قاعدة شعبية من خلال الأعمال الخيرية إلي جانب إستغلال علاقاتها مع عدد من الرموز الإعلامية التي ساعدت في إظهارها بمظهر الفتاة البسيطة المتواضعة المحبة للحياة, وترسيخ تلك الصورة حتي أصبحت أقرب المرشحين لخلافة والدها, ولكن شعبيتها بدأت في التراجع تدريجيا حتي وصلت لأدني مستوياتها خاصة بعد تورطها في عدد من القضايا الشائكة بداية من إصدار مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية مذكرة توقيف بحقها بسبب تقدم زوجها السابق بشكاوي ضدها يتهمها بخطف أبنائهما والهروب بهم من أمريكا سراً, وكذلك ما يتردد عن اتهامات بتورطها في عمليات غسيل أموال وتهم نصب واحتيال ووضعها تحت المراقبة لفترة, ثم جاءت المفاجأة الصادمة في وثيقة تم تسريبها ضمن وثائق ويكيليكس تفيد بأن جولنار قد أصبحت أكثر الشخصيات المكروهة في أوزبكستان بسبب استغلال كونها ابنة الرئيس, وأن الفجوة التي بينها وبين الشعب قد أتسعت بشكل كبير خاصة بعد اقامتها شبه الدائمة في سويسرا, الأمر الذي يعني أنها لم تعد تشكل خطرا اذا قررت الدخول في السباق الرئاسي, وان كان هذا لا يعني أيضا أنها سوف تستسلم للأمر سريعا, والمحصلة انه بين الصراع السياسي والأقتتال الأسري تقع جولنار التي تسعي جاهدة لإستعادة قاعدتها الشعبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق