تحت عنوان "كاريموفا "الخليفة المنتظر"،
نفت أن تكون طامحة برئاسة أوزبكستان" نشرت جرية
الراية في عددها الصادر يوم 4/1/2014 مقالة ترجمها كريم المالكي عن صحيفة
الجارديان البريطانية وجاء فيها: أن جولنارا كشفت عن انقسام داخل عائلة الرئيس مع
اقتراب انتخابات 2015؛ وتتهم والدتها وشقيقتها بتنفيذ
مُؤامرة ضدها تهدف إلى تضليل والدها؛ وكاريموفا سيدة أعمال وراعية للفنون
وتشارك في الأعمال الخيرية؛ ومقابلة شقيقتها الصغرى مع هيئة
الإذاعة البريطانية كشفت عمق الصراع؛ وثروة كاريموفا يمكن أن تصل
إلى ثلاثة مليارات دولار؛ وانتقدت جهاز الأمن القوميّ بشدّة واتهمت أعداء بمحاولة
تسميمها؛ وتؤكد أن والدها لم يضربها أو طردها ولا وجود للتوتر بينهما.
في
مقابلة نادرة مع صحيفة الجارديان البريطانية كشفت ابنة الرئيس الأوزبكي إسلام
كريموف عن الانقسام الحادّ داخل عائلة الرئيس وكيف أن والدتها وشقيقتها الصغرى
هما جزء من مُؤامرة ضدها، في ظل احتدام تنافس شديد للحصول على منصب في إطار بدء
الاستعداد لانتخابات عام 2015. وتحدثت "جولنارا كاريموفا" عن ذلك
الصراع الداخلي الذي بات ليس بخافٍ عن أحد في أوزبكستان.
وجاء
هذا الحديث بعد أن ظلّت جولنارا لسنوات تعيش حياة مترفة برّاقة وغالبًا
سريالية لكونها "الابنة البكر" لرئيس أوزبكستان، ولكن يبدو أن جولنارا
كاريموفا تقاتل الآن من أجل البقاء واقفة على قدميها في حرب العشِيرة.
وفي
تلك المقابلة الحصرية والنادرة، أخبرت جولنارا صحيفة "الجارديان"
أن أعضاء آخرين من عائلتها وتحديدًا شقيقتها وأخوها غير الشقيق، يتآمرون مع كبار
المسؤولين للإطاحة بها.
لقد
سيطرت الابنة الاجتماعية لرئيس أوزبكستان الذي لا يرحم، إسلام كريموف، على
العديد من المصالح التجارية، وكان لها وضع دبلوماسي، وصممت خط مجوهرات خاصًا بها،
وأصدرت أغاني بوب باسم فني هو غوغوشا.
ولكنها
الآن تقول علنًا إن والدتها وشقيقتها يشتركان في تنفيذ مُؤامرة ضدها تهدف إلى
تضليل والدها عن أنشطتها. وتقول جولنارا: إن الحسد أو الغيرة يدمران الوحدة
دائمًا، ويفسدان حتى الأسرة الواحدة. ويبدو أن معركة شرسة تشهدها أوزبكستان في
قادم الأيام بالتزامن مع تحضيرات الرئيس الأوزبكي "إسلام كريموف"
للانتخابات الرئاسية عام 2015.
يسعى
المحلّلون لفهم العالم المُبهم للسياسة الأوزبكية واللاعبين الرئيسين والمُؤامرات
الغامضة التي تحاك حول كريموف. ولكن في الوقت الذي يستعدّ فيه الديكتاتور
العجوز لانتخابات عام 2015، فمن الواضح أن معركة شرسة تدور رحاها وراء الكواليس.
اتهامات
عديدة
إن
كلمات كاريموفا (جولنارا)، التي هي إجابات خطية على أسئلة أرسلت عن طريق
البريد الإلكتروني، غالبًا ما تكون تلميحًا أو استعارةً ولكنها مع ذلك تسلط الضوء
على الصراع الداخلي في واحدة من أكثر الدول انغلاقًا في العالم. كما تتهم أعداء
غير محددين بمحاولة تسميمها بالزئبق، وتنتقد بشدة جهاز الأمن القومي الذي يخشى
والدها من رئيسه، والتي تقول إنه خلق جوًا من الرعب. ووجهت مزاعم بالفساد ضد عدد
من كبار الشخصيات في النظام الأوزبكي، التي لا يمكن لصحيفة الجارديان أن تذكرها
لأسباب قانونية.
وكان
أولى العلامات عن وجود مشاكل قائمة عندما أجرت أختها الصغرى"لولا كاريموفا
تيلاييفا" مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية في سبتمبر الماضي وقالت
إنها وكاريموفا (جولنارا) لم تتكلما مع بعضهما منذ 12 عامًا، ولا
توجد "علاقات عائلة أو صداقة". ولدى تيلاييفا مؤسستها الخيرية
الخاصة، وتعيش حياة مرفهة في مقرّ إقامتها في جنيف. وتنفي المزاعم الموجهة لها بأن
ثروتها التي تشترك بها مع زوجها، تيمور تيلاييف، جاءت من علاقات عائلتها.
وكانت
تيلاييفا سابقًا خجولة الظهور في وسائل الإعلام، والمعروف عنها أنها حاولت
أن تقاضي مجلة فرنسية وصفتها بأنها "ابنة الديكتاتور" لكنها فشلت في
مسعاها. وقادت مقابلةٌ صريحةٌ مدهشةٌ المحللين إلى التكهن بأنها قد تكون تخطط
لحياة سياسية لنفسها أو لزوجها. ووفقًا لمصدر دبلوماسي في موسكو اقترح المسؤولون
الروس قبل نحو عام أن "تيلاييفا"الشخص الذي يجب أن يراقب"
في معركة على النفوذ في طشقند.
تصدُّع
داخل الأسرة
وقالت
كاريموفا (جولنارا) التي عمرها 41 عامًا عن مقابلة أختها إنها "خطوة
سياسية للغاية" و"بيان واضح قبل الانتخابات" واعترفت بأن كلمات
أختها قد تسبب تصدعًا داخل الأسرة.
وكتبت
كاريموفا: بدأ كل شيء مع مقابلة أختي مع البي بي سي، وأضافت "إن كريموف
(والدها) كان مستاءً جدًا عندما أشرتُ إلى مقابلة البي بي سي، والأجوبة، التي في
رأيي، قد ألحقت الضرر باسمه".
ومن
ثم انتقلت لتتهم والدتها، وهي شخصية مبهمة نادرًا ما تشاهد في العلن لكن يقال إن
لها إمبراطوريتها التجارية الخاصة بها، واتهمتها بالعمل جنبًا إلى جنب مع شقيقتها
ضدها. وتضيف كاريموفا (جولنارا) : "من الواضح أن لهن الأهداف
نفسها، وليس هناك ما يوحد الناس أفضل من أن يكون لهم هدف واحد. أنا لا أرغب في
التحدث عن ذلك لأنه يؤلمني أن أتقبل ذلك، إذ كيف يمكن لأناس المستقبل أن يخونوا
أقاربهم اليوم".
وزعمت
كاريموفا أن عددًا من المسؤولين الأوزبك، يعملون في تعاون وثيق مع شقيقتها
وأخيها غير الشقيق، وينشرون مقالات وهمية عنها على الإنترنت، والتي توضح لوالدها
فيما بعد بالقول: إن هذه المقالات جزء من "خُطة مُعدّة بعناية لإيذائه
وتدميري".
ولم
يتسنّ الحصول على تعليق على هذه المزاعم من تيلاييفا، ولم يتمّ الإجابة عن
المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني التي أرسلت إلى السفارة الأوزبكية في باريس،
حيث تقوم حاليًا بمنصب السفير الأوزبكي لدى اليونسكو. وفي بيان صدر مؤخرًا قالت
إنها تدرس إمكانية اتخاذ خُطوات قانونية إزاء هذه المزاعم.
شائعات
ومن
جانبها نفت كاريموفا هذه الشائعات غير العادية التي أرسلت عبر موقع
المعارضة الأوزبكية التي تفيد بأن والدها غاضب، وقد ضربها على وجهها وطردها من
قصره. ونفت وجود أي توتر بينهما. وكتبت: "لم أتشاجر مع والدي بأي شكل من
الأشكال، ولم يكن بيننا حتى أيّ نقاش في الآونة الأخيرة. ومع ذلك، فمن الواضح، من
خلال بعض الإجابات الأخرى، ان الوضع متوتر. وتحدثت كاريموفا عن
"الإرهاب" ضدها من عناصر داخل جهاز الأمن القومي، مدعية أنها وابنها
كانا ضحايا محاولة التسمم مرة أخرى في 2011.
وقدّمت
إلى صحيفة الجارديان نسخة من نتائج الاختبار الذي أجرته عيادة ألمانية تبين وجود
مستويات عالية من العديد من المعادن الثقيلة في دمها. وزعمت أنها تمّ تسميمها في
عام 2011 أثناء وجودها في أوزبكستان، وأن هناك "عددًا قليلاً من الناس يمكنهم
أن يفعلوا ذلك". لكنها لم تعطِ أيّ أسماء ولم تشر إلى أي من أفراد الأسرة
بأنهم متورطون في التسمم.
وقالت
إنها لا تزال تعاني من أعراض هذا الحادث.وما إذا كان والدها أم لا وراء أي من
المحاولات المزعومة لتقويضها أو تسميمها، فقد تعرضت الأعمال التجارية لكاريموفا،
ومصالحها في مجال الإعلام والمصالح الخيرية تعرضت جميعها لهجوم في الأشهر الأخيرة.
لقد
استدعيت من منصبها الدبلوماسي في جنيف هذا العام بعد أن اقترب تحقيقا فساد
أوروبيان بشكل وثيق ومحرج منها، وتمّ التحدث مع بعض من زملائها في "جهاز
الأمن القومي وهو مكان الاحتجاز الذي يمكن أن يفعل فيه أي شيء مع أي شخص".
وتبدو كاريموفا كثيرة الانتقاد للأجهزة القمعية لدولة والدها.
من
هي كاريموفا (جولنارا)؟
وتعرف
كاريموفا التي تشتهر بلقب "أميرة أوزبكستان" بأنها امرأة تحبّ
السفر كثيرًا، وشاركت في أعمال خيرية واسعة ورئيس إحدى أكبر المنظمات غير الحكومية
في آسيا الوسطى (صندوق المنتدى)، واستفادت من علاقاتها مع وسائل الإعلام في تقديم
نفسها كسيدة أعمال في مجال العمل الخيري وراعية للفنون، وتعتبر من سيدات المجتمع
الراقي، وأكّدت تقارير أن هناك علاقة صداقة كانت تربطها بالرئيس الأمريكي الأسبق بيل
كلينتون. وقد حلت في سنوات ماضية في المرتبة الثالثة في قائمة أغنى النساء في
سويسرا، ويقدّر البعض أن ثروة كاريموفا وحدها يمكن أن تصل إلى ثلاثة
مليارات دولار.
وفي
بلادها، أوزبكستان، يتردد على نطاق واسع أنها استغلت سلطات والدها لجمع ثروة
هائلة. وبحسب بعض المراقبين فإن أعمال كاريموفا بدأت تقريبًا بالظهور في
عام 2001، عندما طلقت زوجها رجل الأعمال الأفغاني الأمريكي، وأخذت أبناءها وهربت
إلى الولايات المتحدة مخالفة أمر المحكمة في ذلك، كما قامت بإغلاق مصنع
"كوكاكولا" الذي يملكه زوجها في أوزبكستان، وأمرت باعتقال ثلاثة من
أقاربه، ورحّلت عددًا من أقاربه إلى أفغانستان. وتجمع جولنارا كاريموفا،
بين واجبات سفير أوزبكستان لدى فرع منظمة الأمم المتحدة في جنيف، وسفير أوزبكستان
في إسبانيا ورئيس إحدى أكبر المنظمات غير الحكومية في آسيا الوسطى (صندوق
المنتدى)، مع مهنة مصمم مجوهرات.
وتخرجت
كاريموفا من جامعة ولاية طشقند في عام 1996، وتخصصت في الاقتصاد. ثم حصلت
على ماجستير في الآداب في الدراسات الإقليمية في جامعة هارفارد، وحصلت على درجة
الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الاقتصاد العالمي والدبلوماسة في طشقند،
حيث تشغل مقعد أستاذة العلوم السياسية منذ عام 2009. كما حصلت أيضًا على ليسانس
أدبي في الاتصالات من جامعة طشقند للتكنولوجيا المعلوماتية، وتمكنت من استكمال
دورة تصميم المجوهرات في نيويورك بمعهد فاشيون التكنولوجي في عام 1992. وكاريموفا
حاصلة على الحزام الأسود في الكاراتيه.
الوريثة
المحتملة
ومنذ
فترة طويلة كان ينظر إلى كاريموفا على أساس أنها الخليفة المحتمل لأبيها،
وعلى الرغم من أنها نفت لصحيفة الجارديان من أن تكون راغبة في هذا المنصب. وكتبت
تقول: "أود أن أؤكد مرة أخرى أنني لم أبدِ أبدًا أيّ طموحات سياسية أو
رئاسية". ويجب أن أكون واضحة، بهذا الشأن، للغاية مرة أخرى لجميع أولئك الذين
يقلقون كثيرًا في الوقت الراهن".
وهناك
شائعات حول صحة الرئيس كريموف، الذي هو الآن في سن الخامسة والسبعين، حيث
بات نادرًا ما يظهر علنًا ولا يجري المقابلات. إن التنافس على منصب الرئاسة الذي
يشغله كريموف قبل الانتخابات عام 2015 هو السبب الأكثر ترجيحًا للاقتتال
داخل أسرة الرئيس.
وقالت
كاريموفا إن والدها كان "مستاءً جدًا" ولكنه لم يتخذ أي جانب بين
ابنتيه المُتخاصمتين. وأضافت "أعتقد بقوة أنه لا يوجد أب يمكن أن يكون حقًا
مرتاحًا فيما لو اختار أن يقف إلى أحد جانبي ابنتيه، وفي رأيي أنه لأمر غريب أن
نطلب من الأب القيام بذلك".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق