الأحد، 31 مارس 2019

أوزبكستان جوهرة آسيا الوسطى بين الأطماع الأمريكية والامتيازات الأوراسية

أوزبكستان جوهرة آسيا الوسطى بين الأطماع الأمريكية والامتيازات الأوراسية
طشقند 31/3/2019 أعده للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "أوزبكستان جوهرة آسيا الوسطى بين الأطماع الأمريكية والامتيازات الأوراسية" نشر موقع صحيفة تشرين الالكتروني، يوم 31/3/2019 مقالة ترجمها: خالد فلحوط وجاء فيها:


ترجمة وتحرير ـ خالد فلحوط:
تعيش آسيا الوسطى مرحلة حساسة، ضمن تحولات إقليمية واصطفافات دولية. فالسباق الأمريكي لم ينجح في كسب تأييدها، نتيجة العلاقات التاريخية القديمة التي تربطها مع الحليف الروسي، والإدراك الحتمي بأن الإرهاب الذي يهدد الحدود القريبة والبعيدة يتطلب تحالفات استراتيجية واعدة وواضحة المعالم.
لا تختلف أوزبكستان عن مثيلاتها من الدول المجاورة، التي تحظى بأهمية جيوسياسية كبيرة، بدءاً من التاريخ والحضارة والموقع والثروات. ما جعل واشنطن تنظر إليها باهتمام وقلق بالغين، ولاسيما بعد رحيل الرئيس إسلام كريموف الذي حكم قرابة 27 عاماً، في تحالف واتفاقات شاملة مع الحلفاء السوفييت. فليس لواشنطن موطئ قدم في المنطقة يتوافق مع رغباتها بشكل مستدام.
ولتسهيل خيارات الارتباط مع دول آسيا الوسطى، أنشأت واشنطن مراكز أبحاث متعددة مدعومة من منظمات مدنية، سعياً لتشكيل ارتباطات إقليمية وفقاً لمصالحها، مع العلم أن رابطة دول آسيا الوسطى إحدى المنافسين المستقبليين سياسياً واقتصادياً.
بالنظر لبعض التوقعات الجيوسياسية المرافقة لمحاولات واشنطن فرض هيمنتها على الدول الآسيوية، كشفت ستراتفور (منصة الاستخبارات الأمريكية) عن أهداف استراتيجية أمريكية فيها، واهتمام أمريكي بأوزبكستان باعتبارها أقوى لاعب خارج منطقة الخمس الكبرى، ما يعني قيام واشنطن بكل المحاولات والإجراءات لاستمالة طشقند، ونشر قوات إضافية تحت ذرائع مزيفة.
وبالرغم من محاولات واشنطن تلك، والتي أسفرت عن اتفاقات وتبادل تجاري وتعاون عسكري واسع النطاق، إلا أنها لم تستطع فرض الهيمنة عليها، فعبرت طشقند صراحة عن عمق العلاقة الاستراتيجية مع موسكو وباقي دول آسيا، ما جعل موسكو تقدم امتيازاتها الاقتصادية ومشاريعها المتعددة في مجالات الطاقة والاقتصاد التي بلغت 27 مليار دولار, فبرز التنافس بين موسكو وواشنطن جلياً بعد وفاة كريموف. وعبّر الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضايف أن مستوى التبادل التجاري بين البلدين وصل بنهاية 2018 إلى 6 مليارات دولار، ونمو معدل التبادل التجاري بنحو 30%.
ولم يرقْ لصقور البيت الأبيض التقارب الروسي – الأوزبكي، فعملوا من خلال منتديات الأعمال على رسم خطط وبرامج لتعميق الوجود العسكري الأمريكي في أوزبكستان، وخصصوا ملياري دولار لحملة إعلامية تحت اسم (تعزيز الديمقراطية عبر آسيا الوسطى)، ودعم نشاط المنظمات المدنية التي تعمل على نشر معلومات مضللة، تعزز القدرات السياسية التي تخدم مصالح أمريكا. وظهرت مؤسسات «سوروس» بنشاط جلي وواضح كالذي قامت به في دعم انقلاب أوكرانيا المسلح.
ولعبت واشنطن على وتر ديني كأداة لتعزيز وجهات النظر المعادية لروسيا، من خلال خطة الانتقال للأبجدية اللاتينية التي تحدث شرخاً ثقافياً وحضارياً بين روسيا وجمهوريات آسيا الوسطى، والهدف هو الإطاحة باللغة الروسية من مناطق توزيعها التاريخي عبر أوراسيا.
وبالتالي، يبقى العنوان الأبرز بأن الإجراءات الأمريكية المستمرة بحق الدول المستقلة والشعوب الآمنة، لن تلقى رواجاً مستداماً بوجه الإرادة الشعبية والتحالفات الدولية المناهضة للسياسات الأمريكية العدائية وحروبها المدمرة.
عن (نيو ايسترن آوت لوك)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق