الاثنين، 28 أغسطس 2017

ميلاد ابن سينا أبو الطب الحديث


طشقند 28/8/2017 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "ميلاد ابن سينا أبو الطب الحديث" نشرت صحيفة "الخليج" يوم 22/8/2017 مقالة أعدها إبراهيم باهو، وجاء فيها:

قليلة هي الكلمات التي يمكن لنا استخدامها لوصف هذا الإنسان العظيم «ابن سينا»، الذي ترك أثراً وسمعة طيبة وإرثاً علمياً وفلسفياً، لا يزال يُذكر حتى يومنا هذا، واليوم تعود بنا الذاكرة لنحتفل بميلاد الرجل الملقب بأبو الطب الحديث في العصور الوسطى، والمولود في العام 980م، والذي أعطى البشرية الكثير من الإسهامات.
ولد أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، في قرية قريبة من مدينة بخارى الواقعة في أوزبكستان حالياً، ومن هناك بدأ رحلة تلقي العلوم، حيث حفظ القرآن بأكمله وعمره لم يتجاوز العاشرة، ثم تلقى علوم الفقه والأدب والفلسفة والطب على يد عالم اسمه «أبو عبد الله النائلي».
بدأ نبوغ ابن سينا منذ صغره، ويحكى أنه عالج السلطان نوح بن منصور الساماني، من مرضه وهو لم يتجاوز 18 عاماً، وكانت هذه هي الفرصة الذهبية التي سمحت له بالالتحاق ببلاط السلطان ووضعت مكتبته الخاصة تحت تصرفه.
ألّف ابن سينا نحو 450 كتاباً في مواضيع مختلفة، إلا أن 240 منها فقط متوفرة حتى يومنا، منها 150 كتاباً يركز على الفلسفة و40 على الطب، ويعد من أوائل من كتب عن الطبّ في العالم.
من أشهر أعماله كتاب «القانون في الطب» الذي بقي لفترة طويلة المرجع الأساسي لتدريس الطب في مختلف جامعات العالم، وكتاب «الشفاء» الذي يتألف من 5 مجلدات وهو موسوعة كبرى في العلوم الطبيعية وما بعد الطبيعة. وهو أوَّل من وصف التهاب السَّحايا الأوَّليِّ وصفاً صحيحاً، وأسباب اليرقان، وأعراض حصى المثانة، وانتبه إلى أثر المعالجة النفسانية في الشفاء.
كان أبوعلي متوقد الذكاء، وامتاز بمواهبه الفذة، وعبقريته في تعلم القرآن والأدب، ويقال إنه عندما نبغ في الطب عالج المرضى بالمجَان، لا تكسُباً أو لجمع المال، وإنما لحب الخير والاستفادة بالعلم.
استطاع ابن سينا أن يُقدم للإنسانية أعظم الخدمات والاكتشافات والابتكارات التي فاقت عصرها بالقياس إلى إمكانات ذلك العصر ومدى ما وصلت إليه العلوم آنذاك، فإليه يرجع الفضل في اكتشاف العديد من الأمراض التي ما زالت منتشرة حتى الآن، وهو أول من كشف عن طفيلية (الإنكلستوما)، وسماها في كتابه (القانون في الطب) في الفصل الخامس الخاص بالديدان المعوية: «الدودة المستديرة»، وأول من فرَّق بين الشلل الناجم عن سبب داخلي في الدماغ والشلل الناتج عن سبب خارجي، ووصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم، فضلاً عن أنه أول من فرَّق بين المغص المعوي ونظيره الكلوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق