الاثنين، 23 يناير 2017

خمسة وعشرون عاماً على العلاقات الدبلوماسية الأوزبكستان المصرية


طشقند: 23/1/2017 ترجمه وأعده للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "بمناسبة الذكرى السنوية الـ 25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين أوزبكستان ومصر" نشرت وكالة أنباء "Jahon" يوم 22/1/2017 خبراً جاء فيه:


بتاريخ 23 يناير/كانون ثاني يكتمل ربع قرن كامل منذ يوم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية مصر العربية. وفي هذا اليوم من عام 1992 وقع الجانبان في طشقند على بيان مشترك أصبح نقطة إنطلاق على طريق إقامة وتعزيز الصلات الثنائية.
وعرى تاريخية تربط شعبي أوزبكستان ومصر، وتتحدث عنها أمثلة كثيرة. فأبناء بلدنا من العلماء البارزين عملوا في أكاديمية علوم الشرق القديم "بيت الحكمة"، وقدموا إسهاماً كبيراً في تطوير العلوم والثقافة المصرية.
ومن بينها: ترك جدنا العظيم أحمد الفرغاني، الذي عاش في القرن الـ 9، أثراً لا يمحى في بلاد الأهرامات. حيث أقام منشأة فريدة لقياس مستوى المياه في نهر النيل، والتي حصلت على تسمية "مقياس النيل". وآخذين بعين الإعتبار أن القسم الأكبر من أراضي مصر هي صحارى والأراضي التي يمكن زراعتها موجودة فقط في وادي النيل، وهذا الموقع غداً أثراً بارزاً وحصل على أهمية بالغة في الإستخدام الأمثل للموارد المائية، والتنبؤ يكمياتها. والأوضاع الزراعية في البلاد وحتى اليوم مرتبطة ماشرة بمستوى المياه في نهر النيل، ولهذا تستخدم هذه المنشأة بشكل واسع حتى اليوم.
وعلى هذا الشكل، كان ما وضعه جدنا العظيم أساساً رمزياً تماماً للعلاقات الثنائية الحالية بين بلدينا.
ومصر بالذات كانت الأولى بين الدول العربية التي اعترفت بإستقلال أوزبكستان بتاريخ 26 ديسمبر/كانون أول عام 1991. ومن بين أوائل من أقام العلاقات الدبلوماسية مع بلادنا، وافتتحت سفارة بطشقند في مايو/أيار عام 1993، وبدأت سفارة أوزبكستان نشاطاتها بالقاهرة في ديسمبر/كانون أول عام 1994.
والجدير بالذكر أن من أولى الزيارات الرسمية التي قام بها رئيس أوزبكستان المستقلة إسلام كريموف إلى الخارج في ديسمبر/كانون أول عام 1992 كانت لمصر. وفي أبريل/نيسان عام 2007 زار قائد دولتنا للمرة الثانية هذه الدولة، وهو ما أضفى على العلاقات الثنائية رخماً كبيراً. وجزئياً وفي إطار هذه الزيارة جرى الإفتتاح الرسمي لنصب أحمد الفرغاني بالقاهرة، وهو ما مثل رمزاً للإحترام الذي تبديه حكومة وشعب مصر لجدنا العظيم كرمز للصداقة التي تمتد عبر القرون بين شعبي البلدين.
وتجب الإشارة إلى أن القاعدة القانونية لإتفاقيات العلاقات الأوزبكية المصرية كبيرة جداً وتضم 51 إتفاقية من بينها 15 بين الحكومتين، و36 بين إدارات الدولتين. وبالإضافة لذلك هناك 5 وثائق ثنائية قيد الإعداد.
والمستوى الرفيع للحوار الدبلوماسي اليوم بين بلدينا يفسر قبل كل شيء تطابق وجهات النظر نحو ما يجري في العالم من تفاعلات، وكذلك في أفضليات العلاقات الثنائية المتبادلة.
وبشكل دائم بين إدارات السياسة الخارجية في البلدين تجري مشاورات سياسية. وحتى اليوم جرت 8 جولات من اللقاءآت بين وزارتي الشؤون الأجنبية في البلدين. وبدوره يتطور التعاون التجاري والاقتصادي الأوزبكي المصري ومكانة هامة تشغله اللجنة الحكومية المشتركة التي عقدت حتى الآن 6 جلسات.
والشركاء المصريون يبدون إهتماماً بإقامة صلات مثمرة مع الإدارات والمؤسسات العلمية الأوزبكستانية صاحبة الشأن في المجالات: الزراعية، والصيدلة، والطاقة الشمسية.
وتوسيع وتعزيز علاقات المنافع المتبادلة ومتعددة الجوانب مع مصر على أساس الصلات التقليدية التاريخية والثقافية يلبي المصالح الأوزبكستانية. وهكذا، يتميز نشاط التعاون الثنائي في مجالات: العلوم، والتعليم، والثقافة، والفنون. وهناك حركة نشيطة في الصلات بين الإدارات؛ ومن بينها: تم التوقيع على أكثر من 20 اتفاقية حول العمل المشترك في هذا الإتجاه.
ومن عام 1993 درس أكثر من 1100 مندوب عن أوزبكستان بإسهام وكالة تطوير التعاون التابعة لوزارة الشؤون الأجنبية المصرية في الدورات المتخصصة للدبلوماسيين، والعاملين في المجالات السياحية، ووسائل الإعلام الجماهيرية، ورجال الأعمال، ومدرسي اللغة العربية.
وفي عام 1997 أحدثت جمعية الصداقة "الأوزبكستانية المصرية"، وفي عام 2000 أحدثت جمعية الصداقة "المصرية الأوزبكستانية"، اللتان تقدمان إسهاماً في تطوير التعاون الثنائي في المجالات الإنسانية.
ومن عام 1997 وحتى الآن زارت مصر عدة جماعات إبداعية من أوزبكستان. ومنها من شارك في المهرجان الدولي السنوي للمسارح التجريبية، الذي ينظم في هذه الدولة. وبدورها الشخصيات الفنية المصرية مشاركون دائمون في المهرجان الموسيقي الدولية "شرق تارونالاري"، الذي يجرى مرة كل سنتين في سمرقند.
والسياحة مجال هام آخر في التعاون الثنائي. والمعالم السياحية والتاريخية المصرية جذابة جداً للأوزبكستانيين، وخاصة الأهرامات الأسطورية. كما وهناك اهتمام ضخم لدى المصريين بالآثار المعمارية التاريخية وأماكن العبادة المقدسة في أوزبكستان، وطن العلماء والمفكرين العظام أمثال: البخاري، والترمذي، والمعترضي، والزمخشري، ونجم الدين كوبرو، والفرغاني، وبرهان الدين مرغيناني، وبهاء الدين نقشبند، وخوجه أحرور والي.
ومن هذه الفكرة يقيم المصريون عالياً الأعمال الهادفة الجارية في أوزبكستان لإحياء تراث الأجداد الفريد. ومفيدة لنا بدورها خبرات التعاون مع مصر في تطوير البنية التحتية لصناعة السياحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق