الجمعة، 16 نوفمبر 2018

الإحتفال باليوم الوطني الفلسطيني في طشقند

طشقند: 16/11/2018 أعده للنشر أ.د. محمد البخاري.
أقامت سفارة دولة فلسطين لدى أوزبكستان مساء اليوم 16/11/2018 حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني، إعلان دولة فلسطين، بصالة Silk Road للاحتفالات بفندق Wyndham Tashkent Hotel.


حضره الضيف الرسمي عطا بيك نزيروف نائب وزير تطوير الابتكارات بجمهورية أوزبكستان. ورؤساء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمد لدى جمهورية أوزبكستان وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والعلمية والثقافية والاجتماعية الأوزبكية، ورؤساء الجامعات، وبعض الشخصيات العربية المقيمة في أوزبكستان. وكان في مقدمة المستقبلين السفير المفوض فوق العادة لدولة فلسطين لدى أوزبكستان محمد ترشيحاني، وأعضاء السفارة.


وبعد عزف النشيدين الوطنيين ألقى سعادة السفير كلمة بهذه المناسبة قال فيها:
معالي ممثل حكومة أوزبكستان المحترم
معالي السادة رؤساء البعثات الدبلوماسية
السيدات والسادة


اسمحوا لي بالتعبير لكم عن شكري العميق لحضوركم للإحتفال معاً بالذكرى الـ 30 لإعلان استقلال دولة فلسطين.
بتاريخ 15 نوفمبر/تشرين ثاني عام 1988 أصدر المجلس الوطني الفلسطيني، برلمان فلسطين في المهجر قراراً تاريخياً بإقامة دولة فلسطين الديمقراطية المستقلة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
وصدور إعلان الاستقلال والاعتراف الدولي الواسع الذي حصلت عليه يعني عودة الشعب الفلسطيني إلى خارطة العالم السياسية بعد سنوات طويلة من النسيان.
بعد الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948 وحالة فقدان العدالة التاريخية عندما حرم الفلسطينيون من وطنهم وتحول مئآت الألاف من الفلسطينيين إلى لاجئين، نظر العالم إلينا من وجهة نظر تقديم المعونات الإنسانية، ووجد شعبنا في نفسه القوة للنهوض من الأنقاض والقيام بنضال صعب غير متوافق للدفاع عن حقه بتقرير المصير والعودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ونحن نحتفل بهذا العيد نحني رؤوسنا في ذكرى إخواننا وأخواتنا الذين ضحوا بحياتهم باسم حرية شعبهم. ونحني رؤوسنا في ذكرى أول رئيس لدولة فلسطين ياسر عرفات، الذي ترأس لسنوات طويلة حركتنا الوطنية.
والأهمية الثانية لإعلان الإستقلال هي في أن الشعب الفلسطيني اختار خياراً استراتيجياً لصالح الحل السلمي للصراع، والأكثر من ذلك الشعب الفلسطيني سار على حل وسط تاريخي ووافق على إقامة دولته على أقل من 22% من أراضي فلسطين التاريخية، وعملياً اعترف بدولة إسرائيل.
وبالتوقيع على هذه الاتفاقية ظهر أن صراع السنوات الطويلة يقترب من الحل ليحل على الأراضي المقدسة السلام الذي طال انتظاره.
ومع الأسف بانتقال السلطة في إسرائيل لقوى اليمين المتطرف توقفت كل الجهود السلمية وعادت الأوضاع إلى ما كانت عليه في السابق. ووجهت جهود كبيرة للتعايش السلمي من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ولكن كل الجهود اصطدمت كما الحال الآن بالسياسة العدوانية الإسرائيلية وعدم رغبتها بالإنسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية التي تحتلها. وتضخمت عملية إستعمار الأراضي الفلسطينية بعدة مرات بعد التوقيع على اتفاقية السلام، وفي الوقت الراهن أصبحت لا تحتمل، وخاصة في القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية. ومثل هذه السياسة تؤدي للتصاعد في الوقت الذي تم فيه إحياء المحادثات المباشرة بين فلسطين وإسرائيل. وكل العالم يساند حل قضية الصراع في الشرق الأوسط من خلال إقامة دولتي إسرائيل وفلسطين، ولكن السياسة الإسرائيلية تقوض أسس هذا الحل.
والجانب الفلسطيني ينظر بجدية ومسؤولية للمحادثات. ودعى رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس مجلس الأمن بمنظمة الأمم المتحدة لتنظيم مؤتمر سلام دولي ليكون من نتائج هذا المؤتمر "تبادل الاعتراف بين إسرائيل وفلسطين، وقبول فلسطين كعضو كامل الأهلية بمنظمة الأمم المتحدة وحل الصراع المبني على مبادئ التعاييش السلمي لدولتين. ونحن نود لو أن أصوات الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة توحدت وجمعت مناصرين أكثر لدعم المبادرة الفلسطينية لتعايش الدولتين سلمياً.
 ونحن ندعوا الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ إلتزاماتها اتجاه العملية السلمية والتوقف عن وضع العراقيل أمامها، والتي يمكنها تدمير كل الجهود الموجهة نحو التوصل لتسوية دائمة.
ونحن ندعوا الحكومة الإسرائيلية لبناء جسر صداقة وحسن جوار واحترام متبادل مكان جدار الحقد والعداوة.
وكما أعلن رئيسنا صاحب الفخامة السيد محمود عباس أكثر من مرة نحن نسعى للعدالة والسلام الشامل لكل دول وشعوب المنطقة. وهدفنا إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والتي ستعيش بسلام وحسن جوار مع إسرائيل وطبعاً التوصل لاتفاقية لحل قضايا اللاجئين الفلسطينيين.
أصدقائي الأعزاء !
من لحظة صدور هذا الإعلان التاريخي وجهت جهود الشعب الفلسطيني نحو تنفيذ هذا الإعلان، وخاصة إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
ونحن مستمرون على طريق تحقيق الاستقلال وفي عام 1993 وقعنا اتفاقية سلمية مع اسرائيل. وصدرت اتفاقية أوسلو حول إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية خلال فترة خمسة سنوات. ومع تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية وانتخاب المجلس التشريعي الفلسطيني، أخذ الشعب الفلسطيني على عاتقه أولاً المسؤولية حيال تطوير الاقتصاد والثقافة والنشاطات السياسية.
والكل يعلم أنه خلال سنوات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية (1967-1993)، سلطات الاحتلال الإسرئيلي لم تقم بأي شيئ من أجل تطوير الأراضي الفلسطينية. وأن الاقتصاد والتعليم والصحة والبنية التحتية في هذه الأراضي مرتبطة بالكامل بإسرائيل. وهذا مثال واحد خلال الإحتلال لم يجري بناء ولا مؤسسة تعليمية واحدة: المعاهد والمدارس أو حتى القاعات الدراسية الإضافية في مباني المدارس القائمة. وهذا أيضاً شمل نظام الصحة وغيره من القطاعات الضرورية للحياة.
والشعب الفلسطيني وضع أمامه مهمة صعبة التحمل بشرف وكرامة. وحتى اليوم استطعنا بناء نظام التعليم، الذي يلبي أعلى المقاييس العالمية، وترشيد نظم الصحة والزراعة وغيرها من البنى التحتية.
والاقتصاد الفلسطيني بدأ بالتطور وجذب الاستثمارات الأجنبية. ووجهت الاستثمارات لتطوير صناعة الأدوية، والإنتاج حصل على تطور واسع في قطاع بناء المساكن. ولم يبقى جانباً قطاع الزراعة، وتوسع إنتاج زيت الزيتون وتصديره لكل أنحاء العالم.
وعناية كبيرة وجهت لتطوير المجال الثقافي. وهذا حصل على انعكاسه بافتتاح مسارح جديدة وقصور ثقافة، وتشكيل جماعات ثقافية وفنية، وتطور الفنون التطبيقية.
الشعب الفلسطيني كان يستطيع أن يحقق نتائج كبيرة لو لم يكن مقيداً ومعاقاً بالإحتلال الإسرائيلي. وفلسطين ستقاوم من أجل تحرير كل أراضيها من الاحتلال، وتوحيد أراضي قطاع غزة والضفة الغربية لنهر الأردن التي فصلتها إسرائيل.
وفي المجالات السياسية دولة فلسطين تعتبر دولة مراقبة بمنظمة الأمم المتحدة و140 دولة اعترفت باستقلالها. ونحن انضممنا إلى عدد ضخم من المنظمات الدولية، ووقعنا على عدد ضخم من القرارات والاتفاقيات الدولية. وتعتبر دولة فلسطين عضواً كامل الأهلية بمنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، واليونيسكو، والمحكمة الجنائية الدولية. كما وتتمتع دولة فلسطين بوضع مراقب في الاتحاد الإفريقي. وكتعبير عن الاحترام انتخبت دولة فلسطين رئيسة لمجموعة الـ 77 بمنظمة الأمم المتحدة لعام 2019 وتضم المجموعة 134 دولة.
وننوي مستقبلاً العمل من أجل أن نصبح عضواً كامل الأهلية بمنظمة الأمم المتحدة، ومستعدين بالكامل للإنضمام للمنظمات والاتفاقيات الدولية.
وبكفاحنا الصعب لم نكن وحيدين. وأحسسنا دائماً بدعم وتضامن كل القوى المحبة للسلام في العالم. وحتى اليوم اعترف باستقلال دولة فلسطين أكثر من 140 دولة من دول العالم.
واسمحو لي باسم ملايين الفلسطينيين الذين لمدة 70 عاماً يعيشون في معسكرات اللاجئين، وباسم آلاف سجناء الحرية، الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية، وباسم آلاف المعاقين والجرحى، وباسم الأطفال اليتامى، وباسم الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، الذين يعانون من الظلم والإهانة من جانب المحتلين، وباسم سكان قطاع غزة، الذين يعيشون في سجن كبير بسبب الحصار الإسرائيلي. وباسم شعبنا الفلسطيني، أن أعبر عن شكري الصادق والتمنيات لكل الشعوب والدول التي قدمت لنا المساعدة والدعم والتضامن معنا في نضالنا العادل. وأن ننحني لهم جميعاً.
وتشغل جمهورية أوزبكستان من لحظة حصولها على الاستقلال موقعاً ثابتاً في دعم الشؤون العادلة للشعب الفلسطيني.
ونحن نشكر الشعب الأوزبكي، وحكومة جمهورية أوزبكستان، والرئيس شوكت ميرزيوييف على المساعدة والدعم.
تتطور العلاقات بين أوزبكستان وفلسطين بشكل إيجابي. وفي هذا العام جرت زيارة رسمية لوزير الخارجية والمهاجرين بدولة فلسطين الدكتور رياض مالكي لجمهورية أوزبكستان، حيث التقى مع رئيس ادارة السياسة الخارجية بجمهورية أوزبكستان السيد عبد العزيز كاميلوف. وأثناء المحادثات تبادل الجانبان الآراء حول أوضاع وآفاق تطور العلاقات الأوزبكية الفلسطينية. كما وجرت جولة مشورات سياسية على مستوى نواب وزراء الخارجية لدولة فلسطين وجمهورية أوزبكستان. ونحن بعملنا مع أصدقائنا الأوزبك نعمل على تطوير وتعزيز هذه العلاقات ويمكنني القول أن جملة من الاتفاقيات هي قيد الدراسة من الجانبين. وأتمنى لو أننا استطعنا إعدادهم للتوقيع في أقرب فرصة.
وفي الختام اسمحوا لي برفع نخب السلام على الأرض المقدسة، والصداقة والتعاون بين الشعبين الفلسطيني والأوزبكي، وصحة الرئيس محمود عباس، وصحة الرئيس شوكت ميرزيوييف، وصحة كل الموجودين هنا.
وبعدها دعي الحضور إلى المائدة التي أعدت بهذه المناسبة وتضمنت بعض الأكلات الفلسطينية، على أنغام الموسيقى الفلكلورية الفلسطينية الجميلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق