الأحد، 15 فبراير 2015

صحيفة شباب النيل المصرية تتحدث عن الحضارة والتجربة الإنتخابية في أوزبكستان


تحت عنوان "أوزبكستان: إجراء الانتخابات الرئاسية 29 مارس المقبل" كتب حازم سعيد، مدرس الدراسات التركية – كلية اللغات والترجمة – جامعة الأزهر مقالة نشرتها صحيفة "شباب النيل" بتاريخ 11/2/2015 جاء فيها:


حازم سعيد
فى مستهل كلامي أتقدم بالتحية والتقدير إلى سعادة السفير آيبك عارف عثمانوف، سفير جمهورية اوزبكستان بالقاهرة، وشعب الأوزبك الحضاري المتطلع دائما إلى التقدم.
إن للأوزبكِ ماض عريق، ضارب بجذوره فى أعماق التاريخ، فقد شاركوا فى صنع الحضارة الإنسانية. ولاجرم أن مدن مثل طشقند وبخاري وسمرقند وخوقند وخيوه وكاشغر كان لها فضلُ على الحضارةِ والثقافةِ في مختلف الحقب والدهور، وللاستشهاد على فضل هذه المدن  يكفينى ما قاله حبيبُنا رسول الله صلى الله وسلم عن فضلِ هذه البلدان وهو حديث رواه حذيفة بن اليمان حين قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستفتح مدينة بخراسان خلف نهر يقال له جيحون تسمى بخارى، محفوفة بالرحمة ملفوفة بالملائكة منصور أهلها، النائم فيها على الفراش كالشاهر سيفه في سبيل الله، وخلفها مدينة يقال لها سمرقند، فيها عين من عيون الجنة، وقبر من قبور الأنبياء، وروضة من رياض الجنة، تُحشر موتاها يوم القيامة مع الشهداء، ومن خلفها تربة يقال لها قطوان، يُبعث منها سبعون ألف شهيد، يُشفع كلُ شهيدُ في سبعين ألفا من أهل بيته وعترته".
وما زالت أوزبكستان تزهو بعلمائها على كل البلدان كيف لا وقد كان لهم دور كبير فى بناء الحضارة الإسلامية، فبهم تفاخرت بخارى على سائر البلدان ولها الحق أن تفخر، وكيف لا تفخر وقد أسمها جبريل عليه السلام فاخرة، فطبقا لما أورده القزوينى فى كتابه آثار البلاد وأخبار العباد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: إن جبريل، عليه السلام، ذكر مدينة يقال لها فاخرة وهي بخارى، فقال، صلى الله عليه وسلم: لم سميت فاخرة ؟ فقال: لأنها تفخر يوم القيامة على المدن بكثرة شهدائها. ثم قال: اللهم بارك في فاخرة وطهر قلوبهم بالتقوى، واجعلهم رحماء على أمتي ! فلهذا يقال: ليس على وجه الأرض أرحم للغرباء من أهل فاخرة. فسلام من القاهرة على أهل فاخرة .
وبما أن موضوع الحديث هو مساهمة أوزبكستان في الحضارة الإسلامية، يجب علينا تعريف الحضارة، والحضارة مصطلح اختلف علماء الغرب والشرق في تعريفه، فمنهم من اعتبر الحضارة مرادفا للمدنية وعكس البداوة، كما اعتبر فريقُ من العقلانيين أن الحضارة مرادفة للعقل نفسه، إذ هي في أحسن الأحوال ثمرات العقل.
أما في العالم الإسلامي فقد عرف أبو الأعلى المودودي الحضارة بأنها: "نظام متكامل يشمل كل ما للإنسان من أعمال وآراء وأخلاق في حياته الفردية أو العائلية أو في الحياة الاجتماعية و الاقتصادية والساسية". ومن خلال تعريف العلماء للحضارة يمكننا الإشارة باختصار إلى دور الأوزبك في تطور العلوم والمعارف الإسلامية، وآثرهم في بناء الحضارة الإسلامية.
ومن اللافت للنظر أن صانعي الحضارة العربية الإسلامية من الفلاسفة والعلماء والمحدثين والأطباء والفقهاء والمفسرين والنحويين والكتاب كانوا حقا مسلمين، ولكنهم في غالبيتهم لم يكونوا عربا، بل كانوا من الترك والعجم والروم والأسبان والهنود إلى غير ذلك، ولكنهم كتبوا نتاج عبقريتهم باللغة العربية، لغة الدين والدولة ولغة العلم آنذاك. وأوضح ابن خلدون سببب هذا الأمر قائلا: إن الملة في أولها لم يكن فيها علم ولا صناعة لمقتضى أحوال البداوة، أما أحكام الشريعة فكان الرجال ينقلونها في صدورهم، ولما بَعُدَّ النقل في زمن الرشيد ظهرت الحاجة إلى وضع التفاسير وتقييد الحديث مخافة ضياعه، ثم احتيج إلى معرفة الأسانيد وتعديل الناقلين للتمييز بين الصحيح منها وما دونه، وفسد اللسان فاحتيج إلى وضع القوانين النحوية، وصارت العلوم الشرعية كلها مَلكات في الاستنباط والاستخراج والتنظير والقياس، واحتاجتْ إلى علوم أخرى لمعرفة قوانين الاستنباط والقياس، فصارت هذه العلوم ذات ملكات تحتاج إلى التعليم فاندرجت في جملة الصنائع، ولا جرم أن الصنائع من مُنتَحل الحضر وأن العرب أبعد الناس عنها، فصارت العلوم حضرية، وبَعد العرب عنها وعن سوقها، فكان صاحبُ صناعة النحو سيبويه فارسي الأصل وكذا كان الزجَّاج، وكذا في العلوم العقليه، فلم تظهر في الملة إلا بعدما تميزَّ حملة العِلم ومؤلّفوه واستقرّ العلمُ كصناعةً، فاختصت بتلك الصناعة  العجم وتركها العرب.
ومن المعلوم لدى القاصي والداني أن الاوزبك قد اضطلعوا بدور بالغ الأهمية في بناء الحضارة الإسلامية، فالكثير من مشاهير علماء المسلمين كان أوزبكي الأصل، نبتّ في حواضر أوزبكستان، وشبّ في مراكزها وترعرع في ربوعها، ولقد ظلت أسماء هؤلاء العلماء محفورة في أذهان المسلمين العوام منهم قبل الخواص، وفي مجال الفلسفة من لم يسمع بابن سينا هذا الطبيب الفيلسوف الذي ولد في بخارى في القرن الرابع الهجري، ومن لم يسمع بابي الريحان البيروني هذا الفيلسوف الذي ولد في بيرون التابعة لخوارزم، ويعد أيضا قطبا من أقطاب العلوم الرياضية والحساب والهندسة، ومن أقطاب هذا العلم أيضا أبوبكر الخوارزمي: صاحب الجبر والمقابلة ومؤسس علم الجبر واللغاريتمات، وفي مجال الفلك والهيئة نبغ منها الوغ بك بن شاهروخ حفيد تيمورلنك وكذا ابنه علاء الدين الذي تابع مسيرة أبيه في علم الفلك، وكذلك القوشجى الذي كان من تلاميذ اولوغ بك فلما مات استاذه خلفه في مرصده وأكمل عمله. وفي الطب أشتهر ابن سينا وابن النفيس وهو تركي اوزبكي الأصل من بلدة قَرش في أوزبكستان
أما في الحديث وعلومه فكان الترك الأوزبك أعظم أقطاب هذا العلم وبالطبع يأتي على رأس القائمة الإمام محمد بن اسماعيل البخاري، والإمام الترمذي، أما في علوم القرآن فقد اشتهر أبو الليث السمرقندي، أما في علم الكلام وهو علم أقرب ما يكون إلى المنطق ذاع صيت الجهم بن صفوان الراسبي السمرقندي وهو صاحب فرقة الجهمية، وأبو منصور الماتريدي وهو من أعلام المفكرين والمفسرين من ماتريد وهي مدينة تابعة لسمرقند في اوزبكستان، والإسكافي وهو العلامة أبوجعفر محمد بن عبد الله السمرقندي وكان أعجوبة في الذكاء وسعة المعرفة مع الدين.
وقد كان للاوزبك أيضا دور في علوم اللغة والنحو فمن فرغانة في أوزبكستان خرج خلفً الأحمر، وأبو بكر الخوارزمي، والسكّأكي، أما في الأدب: فكان منهم عمرو بن مسعدة الصولي وإبراهيم بن العباس الصٌّولي. أضف إلى ذلك دورهم البارز في التصوف الإسلامي، فمن أوزبكستان خرجت الطريقة النقشبندية علي يد بهاء الدين النقشبندي وانتشرت في مصر وأغلب أصقاع المعمورة .
ولا جرم أن ما ذكرناه من علماء أوزبكستان ليس إلا غيضا من فيض، وليس هناك ما هو أدل على هذا مثل كتاب "القند في علماء سمرقند" الذي خطه النسفي في النصف الأول من القرن السادس الهجري، وهو كتاب ضخم يقع فيما يزيد على ثمانمائة صفحة ويحوى هذا الكتاب ترجمة لما يزيد على الألف من علماء سمرقند فحسب، وإذا كانت الترجمة لعلماء مدينة واحدة من مدن أوزبكستان في فترة تبلغ تقريبا ثلث الحقبة التاريخية التى مرت منذ دخولها في الإسلام حتى اليوم قد أدى إلى كتابة مثل هذا الأثر الضخم فما بالنا إذا أرادنا الترجمة لكل علماء مدن أوزبكستان منذ دخولها في الإسلام حتى اليوم. فلا جرم أنه سيكون لدينا موسوعة تتكون من عدة أجزاء، ولا جرم أن القيام بهذا العمل سيكون له بالغ الأثر في توضيح مكانة اوزبكستان ومساهمتها في الحضارة الإسلامية.
وكما اشتهرت أوزبكستان بعلمائها فقد اشتهرت بصناعتها ومنتجاتها، وأهم هذه المنتجات منتج متعلق بالعلم الذي يعد واحدا من أهم اسس الحضارة، فقد أوردت أغلب كتب البلدان أن سمرقند قد اشتهرت بصناعة الكاغد أو الورق، بل اشتغل بعض علماؤها بصناعة الكاغد مثل أبو علي الحسن بن ناصر الكاغدي المعروف بالدهقان وإليه ينسب الكاغد الحسنى. وقد نال الورق السمرقندي شهرة في العالم أجمع، حتى إن بعض العلماء يقول :إن الفنان ليونارد دافنشي قد رسم بعض لوحاته الفنية على الورق السمرقندي، ولا جرم أن وقوع أوزبكستان في ملتقي طرق التجارة على طريق الحرير ووجودها وسط جمهوريات أسيا الوسطى قد ميزها عن باقي الجمهوريات  المجاورة لها، وأسهم في تطور الصناعة فيها في عصور مبكرة، وأتاح لتلك الصناعات اليدوية فرصة الانتشار في العالم أجمع.
أما في الساحة السياسية فقد لعب الأوزبك دورا مهما في التاريخ، فأغلب مدن أوزبكستان كانت حاضرة وعاصمة لدولة من الدول إبان سيطرة الحضارة الإسلامية على تلك المنطقة فقد كانت سمرقند عاصمة لبلاد ما وراء النهر لمدة خمسة قرون منذ عهد السامانيين إلى عهد التيموريين. كما كانت غزنة حاضرة للدولة الغزنوية، وكذلك خوارزم كانت عاصمة للدولة الخوارزمية، بخلاف هذا فإن أغلب مدن اوزبكستان كان مركزا علميا مشهورا من مراكز الثقافة والحضارة الإسلامية إبان الخلافة الأموية والعباسية وفي فترة حكم الدولة السامانية والقرخانية والغزنوية والسلجوقية والخورازم شاهيه والتيمورية وأيضا في ظل الإمارات التى ظهرت بعد ذلك مثل إمارة جغتاي وبخارى وخيوه وخوقند .
أما بالنسبة العمارة فاوزبكستان تزهوا بآلاف الآثار المعمارية التى تخص الحضارة الإسلامية، فطشقند أشبه بمتحف كبير يجمع تاريخ وتراث وحضارة المسلمين عبر العصور المختلفة، ويزيد عدد الآثار التاريخية والثقافية الموجودة في أراضي اوزبكستان على أربعة آلاف أثر قد دخل بعضها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وقد اشتهرت مدن أوزبكستان بالقصور والجوامع والمدارس والأضرحة والأسواق والحمامات ذات الطابع الإسلامي.
خلال القرن العشرين ركز الروس على تدمير اوزبكستان وحواضرها التاريخية سمرقند وبخارى وطشقند وهذا لأن اوزبكستان تضم أهم الإدارات الإسلامية الروحية وكذلك المدرستان والوحيدتان النشيطتان وهما ميري عرب في بخاري والإمام إسماعيل البخاري في طشقند، ويمكن القول إن ما نزل بمسلمي أوزبكستان من كوارث خلال الاستعمار الشيوعي يعادل أضعاف ما نزل بها من الغزو والنهب على شتى أيدى الغزاة.
لقد قبعت أوزبكستان عقود طويلة تحت الاحتلال الروسي، وقد عمل الروس بجهد على تجريدها من تاريخها وثقافتها وحضارتها، وفى هذا الإطار تجاهل بعض مؤرخيهم تاريخ الأوزبك القديم وإسهاماتهم في الحضارة الإسلامية والعربية والتركية. وأرخوا لأوزبكستان منذ وقوعها تحت الاحتلال الروسي، وتعمدوا إغفال الحقب الكثيرة التي كان فيها الاوزبك والعرب دولة واحدة يحكمهم حاكم واحد ويظلهم علم واحد ويجمعهم مصير واحد وأمل واحد ودين واحد، وتراث واحد وتاريخ واحد.
في النهاية يمكننا القول إن الوقوف على تراث الأوزبك وحضارتهم وثقافتهم لن يكتمل إلا بإلقاء الضوء على كل ما كتبه الأوزبك وما كُتب عنهم بالعربية، لأن أرضهم كانت قطعة من أرض الخلافة في العصر الأموي والعباسي، كما أنهم كشعب كان لهم دور مؤثر في أحداث التاريخ الإسلامي وبناء الحضارة الإسلامية، وأنا على يقين أن التاريخ المشترك بين العرب والأوزبك وبين مصر وأوزبكستان قادر على أن يبني بين الدولتين جسور الصداقة وينير دروب التعاون، ويدعم الاتحاد والاتفاق بين الدولتين على شتى الأصعدة الدولية والعالمية، وفي النهاية لا يسعنى إلا القول إن كان توفيق فمن الله وحده وإن كان تقصير فمنى ومن الشيطان.
وتحت عنوان "أوزبكستان .. نحو دولة ديمقراطية ومجتمع مدني" كتب: لطف الدين خوجاييف، المستشار الإعلامي والثقافي لسفارة أوزبكستان بالقاهرة مقالة، نشرتها صحيفة "شباب النيل" يوم  14/2/2015 جاء فيها:
لطف الدين خوجاييف 
إن تطوير الديمقراطية وأنظمة المجتمع المدني أصبح أسس الأولويات في بناء الحياة الجديدة في أوزبكستان – الدولة الشابة.
فقد تم قيد هذا الاختيار في الدستور – القانون الأساسي للبلاد حيث يقال فيه إن شعب أوزبكستان يهدف إلى بناء الدولة الديمقراطية الإنسانية التي تعتمد على القوانين ويؤكد تمسكه بأهداف الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
 وتشير النظرة السريعة في التاريخ الحديث لأوزبكستان أن قيادة الدولة أعطت اهتماما صحيحا لبناء المجتمع المدني الذي يأخذ بعين الاعتبار الخبرات الوطنية التاريخية والعالمية في إجراء الإصلاحات الديمقراطية، وتصبح قيم التطور الديمقراطي ومبادئه ومعاييره أكثر مطلوباً في العالم الحديث، ولا يمكن نفي ضرورته في أي مكان، ولكن مع ذلك وفي ظروف العولمة يكسب الطراز القومي للتقدم إلى الديمقراطية في بلد معيّن دورا متزايدا ويأخذ بعين الاعتبار تاريخ الشعب وتقاليده وعاداته ودينه وسلوكياته وسيكولوجيته بأكملها.
 هذا ما تراه في مثال أوزبكستان، ويشهد التاريخ أن الدولة المعتمدة على حكم القانون في بريطانيا وهولندا وفرنسا أو الولايات المتحدة الأمريكية تشكلت مع بناء المجتمع المدني. وعلى الأراضي الأوزبكية أجل الحكم الاستعماري وثم الدولة السوفييتية الشيوعية أجلت سير التطور الديمقراطي إلى عدة عقود.
 اليوم نستطيع القول بكل الافتخار إن في بلادنا رغم الصعوبات تم إنشاء الأسس التنظيمية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية والإيديولوجية للمجتمع المدني، وتم تشكيل الخبرة الذاتية للتغيرات الديمقراطية وهذه الفترة القصيرة تاريخيا والهامة بسرعة التطور ومضمونها تملك طابعا هاما يحدد مصير أوزبكستان. واليوم نستطيع القول إن الطريقة المختارة لبناء المجتمع المدني أصبحت أساسا لجميع الإصلاحات التي تجري في البلاد.
تم تكوين القاعدة الاقتصادية الآمنة لبناء أسس المجتمع المدني نتيجة الإصلاحات الديمقراطية، وتم تكوين الملكية الخاصة بضمانات القانونية لحمايتها، وتوفير الظروف لتكوين الطبقة الوسطى والمنتج الوطني المستقل والقاعدة لمنافسة المنتجين وتم تحديد حوافز تطويرهم، وتم توفير استقلالية المستهلك، وتم تشكيل الاقتصاد المتعدد القواعد والأشكال للملكية.
خلال السنوات المنصرمة بنيت القاعدة السياسية المتينة المكونة من نظام الانتخابات الذي أتاح الفرصة لتنظيم انتخابات لرئاسة الجمهورية والانتخابات البرلمانية على أسا تعدد المرشحين لأول مرة في آسيا الوسطى، وتم توفير الفرصة لإبداء تعدد الآراء ومختلف الأفكار.
ويشارك المواطنون في قيادة الدولة بشكل كامل، وكذلك تم تطبيق تفويض أجهزة الحكم من قبل المواطنين، وتم تشكيل تعدد الأحزاب عمليا، وفي المجلس الأعلى – برلمان أوزبكستان تم تشكيا أجنحة الأحزاب السياسية.
في الوقت الحاضر يوجد في أوزبكستان حزب الشعبي الديمقراطي (1991م)، وحزب "العدالة" الاجتماعي الديمقراطي  (1995م)، والحزب الديمقراطي "ميلّي تيكلانيش" (1995م)، والحزب الديمقراطي "فيدآكارلار" (2000م)، والحزب الليبيرالي الديمقراطي (2003م).
احتوى الدستور من عام 1992م كل ما هو أحسن في الخبرات الدستورية العالمية، ووضع على أساسه مصالح المواطن – والإنسان والشخصية، وحقوقه وحرياته.
وأصبح إصلاح نظام القضاء والمحاكم نموذجا للإنسانية العالية وتطبيق القيم الرئيسية للديمقراطية.
ويضمن نظام القضاء والمحاكم توسيع إمكانيات الحماية القضائية لحقوق وحريات المواطنين، واستكمال نظام الإجراءات في التحقيق القضائي، وتطبيق معايير ومبادئ الحقوق الدولية في القوانين الوطنية. ومن المعروف أن القانون الجنائي في العهد السوفييتي كان يعاقب 33 نوعا من الجرائم بحكم الإعدام، في عام 1994م تم إلغاء حكم الإعدام في 20 مادة من القانون الجنائي، وفي عام 1998م  في 5 مواد، وفي القانون الجنائي الذي قُبل في 29 أغسطس عام 2001م تم إلغاء حكم الإعدام لأربعة أنواع الجرائم، ومن عام 2003م يطبق حكم الإعدام على الجرائم المرتكبة في الظروف المشددة للعقوبة والإرهاب، وأخيراً أهمية خاصة لأمر رئيس جمهورية أوزبكستان من أول من أغسطس عام 2005م بشأن إلغاء حكم الإعدام في أوزبكستان نهائياً ابتداء من 1 يناير عام 2008م.
كل هذا يؤكد تأكيدا مقنعا أن دولتنا تسعى إلى تنفيذ المعايير المحددة في الوثائق الدولية التي انضمت إليها البلاد.
في أوزبكستان أنشئت "محلّة" - إدارة الحكم الذاتي في الأحياء التي تعتبر نادرة وتجلب اهتمام الكثير من السياسيين والخبراء. تساعد أجهزة إدارة الحكم الذاتي ذات التاريخ الطويل لتطبيق حقوق المواطنين في المشاركة لإدارة شؤون المجتمع، وتساعد توحيد المواطنين بهدف حل المهام الاجتماعية والاقتصادية في نطاق الحي، وإقامة الأنشطة الاجتماعية والسياسية والثقافية العامة، ومساعدة الدوائر الحكومية في تنفيذ القوانين.
أعلنت المعرفة والمعنوية أهم أولويات في إقامة المجتمع المدني، وتم تحديد المبادئ الرئيسية الغاية الوطنية وأصبحت تربية الشخصية الكاملة ("الإنسان الكامل") هدفا للتجديد  الروحي، وتم توفير الظروف للقوميات الأقلية، والسلم والتوافق بين القوميات المختلفة.
قدمت أوزبكستان ابتداء من منتصف التسعينيات في منصة المنظمات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا غيرهما من المنظمات الدولية مبادرات تطور التقدم الاجتماعي وحقوق الإنسان، وانضمت إلى عديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تدافع عن حرية المواطنين وتنظمها.
كان البيان العام لحقوق الإنسان أول وثيقة قانونية دولية أبرمت من قبل برلمان أوزبكستان. أما إنشاء مفوضية المجلس الأعلى لحقوق الإنسان والمركز الجمهوري الوطني لحقوق الإنسان وغيرهما فكان مواصلة طبيعية لاهتمام الدولة لحقوق الإنسان. أصبح الضمان القانوني لمراعاة حقوق الإنسان اتجاها ذا أولوية. في البلاد تم إصدار أكثر من مائة قانون يكون نظام القوانين لحقوق الإنسان.
أوزبكستان دولة متعددة الأديان
في البلاد قبل القانون بشأن "حرية الاعتناق والمنظمات الدينية، وأصبح التسامح الديني نقطة الانطلاق للمفاهمة المدنية. وبموجب المادة 31 من دستور جمهورية أوزبكستان لكل مواطن حق في اعتناق أو عدم اعتناق أي دين، ولا يجوز الإجبار في أي دين". تعمل حاليا في البلاد 16 منظمة دينية، يدخل المعهد  العالي الإسلامي بطشقند و10 مدارس إسلامية، ومدرسة مسيحية ومدرسة أورثودوكسية نظام التعليم في الجمهورية.
يقام عمل كبير في البلاد في تعزيز التسامح الديني، خلال سنوات الاستقلال أقيم عدد من الندوات العالمية ذات طابع ديني، وكذلك خاصة بمناسبة ذكرى العلماء المشهورين في العالم.
في عام 1995 تم إنشاء المركز العالمي للبحوث والدراسات الإسلامية بطشقند، في السابع من أبريل عام 1999م بأمر رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف تم تأسيس جامعة طشقند الإسلامية، التي سوف تقوم بإعداد الخبراء في المجالات الدينية بمستوي البكالوريوس والماجستير.
في أوزبكستان خلال سنوات الإصلاحات تم تشكيل ثلاث فروع سلطة الدولة: التشريعية والتنفيذية والقضائية.
السلطة التشريعية الأعلى لجهاز الدولة هو المجلس الأعلى الذي يتم انتخابه لمدة خمس سنوات، وابتداء من عام 2005م المجلس الأعلى عبارة عن جناحين – (سينات) مجلس الشيوخ، مجلس الجناح التشريعي.
يستطيع كل مواطن في أوزبكستان بلغ السابعة عشرة من عمره أن يشارك في انتخابات نواب المجلس الأعلى بغض النظر من قوميته، ولغته الأم، وجنسه، وديانته. ومن بلغ الخامس والعشرين من عمره يستطيع أن بكون مرشحا للمجلس الأعلى ويستطيع أن ينتخب نائبا في المجلس الأعلى.
أنشئت في البلاد لجنة النساء آخذا بعين الاعتبار دور المرآة في المجتمع وخصائص الوضعية الديموغرافية، وهي منظمة وحيدة لها مقام اجتماعي حكومي كسبت نظام درجات المقامات العمودي؛ تتبع لها 14 لجنة في المناطق، و170 لجنة في المحافظات، وأصبحت رئيسات لجان النساء وكيلة لرؤساء السلطة في المنطق والمحافظات.
خلال السنوات الخمس عشرة من الاستقلال شكلت قاعدة حقوقية معينة تنظم أنشطة المنظمات الاجتماعية التي تساعد لتطوير البلاد. وفي الوقت الحاضر تم تنظيم أكثر من خمسة آلاف منظمة اجتماعية غير حكومية.
تعتبر غاية بناء الدولة المستقلة ذات مستقبل عظيم والتي سوف تضمن فيها جميع حقوق الإنسان وحرياته والسلم والرفاهية والإمكانيات للتطور والتقدم عاملا رئيسيا للنظام السياسي في أوزبكستان.فإن الهدف الرئيسي لهذا النظام هو الإنسان واحتياجاته ومصالحه وحياته ونفسيته وعاداته وعالمه الروحي.
ويحدد النظام السياسي في أوزبكستان في نهاية الأمر نشاط المواطنين. ليس المواطن للنظام السياسي بل النظام السياسي ينطلق من الإنسان ويعيش لأجل الإنسان ويعود إليه، والنظام السياسي مثله يعتبر حقيقيا، والنظام السياسي مثله مستقر فعلياً.
يسمح فهم أهداف تطوير النظام السياسي بهذا الشكل لفهم طبيعة علاقات السلطة التي عبارة عن النشاط المتبادل للقوى الفعالة في البلاد لأجل تعزيز استقلال أوزبكستان وتوفير السلم والتوافق المدني.
وكما أكد الرئيس إسلام كريموف: "أن مهمتنا الإستراتيجية والطويلة المدى هي قيادة البلاد في طريقة البناء الديمقراطي وتشكيل المجتمع المدني وتعميق العلاقات الاقتصادية الحرة وتعزيز القيم الديمقراطية في وعي الناس وهذه الطريقة الاوزبكية التي اخترناها".
شهدت جمهورية أوزبكستان الانتخابات البرلمانية العامة يوم 21 ديسمبر 2014، تنافس فيها أربعة أحزاب سياسية في أجواء ديمقراطية، سادها روح المنافسة الحرة النزيهة بشهادة ممثلي الأحزاب المتنافسة، والمراقبين الدوليين الذين أشرفوا علي تلك الانتخابات من مختلف قارات العالم.
تستعد اللجنة الانتخابية المركزية في أوزبكستان لإجراء انتخابات الرئاسة في 29 مارس 2015م في السابع من يناير وفقا لقرار هذه  اللجنة تم بتشكيل الدوائر الإنتخابية الرئاسية عددها 14 دائرة في كل من جمهورية قراقلباقستان 12 محافظة وعاصمة طشقند بموجب المادة التاسعة والمادة الرابعة عشر من دستور أوزبكستان "انتخابات رئيس جمهورية أوزبكستان".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق