السبت، 24 فبراير 2018

تأسيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية




تأسيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية

كتبها: أ.د. محمد البخاري، دكتوراه علوم سياسية (DC)، تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب (PhD)، تخصص صحافة.

من المعروف أن الأرض الأوزبكية تعتبر موطناً للعلماء والمفكرين، أمثال: الإمام البخاري، وبرهان الدين مرغيناني، والإمام الترمذي، وحكيم الترمذي، ومحمود زمخشري، وكفال شاشي، وبهاء الدين نقشبند، وخوجه أحرار والي، ومحمد خوارزمي، وأحمد فرغاني، وأبو ريحان بيروني، وأبو علي بن سينا، وميرزه أولوغ بيك، وعلي شير نوائي، والكثيرون غيرهم من المفكرين الذين سطروا تاريخ الحضارة الإسلامية، وتاريخ الحضارة الإنسانية بأحرف من ذهب.

ونظام التعليم الديني في أوزبكستان يحظى بتقاليد عريقة، فقد حصلت بخارى ومنذ القرون الوسطى بفضل مدارسها وعلمائها على شهرة واسعة، وحظيت بجدارة على لقب "قوة العالم الإسلامي". وقامت المدارس التي بناها ميرزه أولوغ بيك في سمرقند وبخارى في القرون الوسطى بأداء وظيفة الجامعات المعاصرة.

وبعد إستقلال جمهورية أوزبكستان أعيدت القيم الدينية والقومية للشعب الأوزبكي بالكامل، وجرى الاحتفال بذكرى أجداد الشعب الأوزبكي العظام بالإحترام الذي يليق بهم، ووفرت الظروف لدراسة ما تركه الأجداد العظام من تراث ديني وعلمي وروحي وتربوي.

وأصبحت دراسة التراث العلمي الذي وضعه أجداد الشعب الأوزبكي العظام واجباً، وهو التراث الذي وضع أساس النهضة الإسلامية، وهذا يعني تلك النهضة العلمية والثقافية التي حصلت على إعجاب العالم المتنور حتى اليوم، وتعتبر دراسات التراث وتحليله استمراراً للتقاليد التي وضعتها المدارس العلمية والتي هي من أهم المهام التي تقف أمام الأجيال الشابة.

وفي نفس الوقت نرى أن التفسير غير الصحيح لمضامين الدين الإسلامي في الظروف العالمية الحالية سريعة التغير والتبدل، إلى جانب حبك المؤامرات ضده، والقيام بأعمال هدامة من خلال تحريف قيمه السمحة، تفرض علينا جميعاً القيام بجهود صادقة وحثيثة للحفاظ على نقاوة الدين الإسلامي الحنيف، وإعداد متخصصين يحظون بخصائص علمية ودينية عالية المستوى، وقادرين على تقديمها للأوساط الإجتماعية وخاصة الشباب كجوهر محب للسلام وبقيم إنسانية حقيقية.

ويدرس في الوقت الراهن بمعهد طشقند الإسلامي، ومدرسة مير عرب العليا في بخارى، 340 طالب، يقوم بتدريسهم 82 مدرساً. ومن بين الـ 82 مدرساً 9 يحملون درجة دكتوراه الفلسفة، و35 يحملون درجة الماجستير في العلوم. ويدرس في مؤسسات التعليم الإسلامي المتوسطة المتخصصة 1034 طالباً. يقوم بتدريسهم 237 معلماً من ضمنهم 9 يحملون درجة دكتوراه الفلسفة و35 درجة الماجستير في العلوم. وفي نفس الوقت نرى أن أطروحات تخرجهم كانت ثمرة أبحاثهم في مجالات العلوم الإسلامية وغيرها من الاتجاهات العلمية الرديفة.

وخلال لقاء فخامة رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت م. ميرزيوييف بممثلي الأجهزة الحكومية والإجتماعية والشبابية والدينية الذي جرى يوم 1/9/2017 في مجمع "حظرتي إمام"، وضع قائد البلاد أمامهم مهمة القيام بدراسات تحليلية لنظم التعليم الديني وإعداد إجرءآت لتطويرها على أسس حاجات الوقت الراهن، وأعطى أمراً بدراسة إمكانيات تأسيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية ووضع الأسس العلمية لإعداد متخصصين بأهلية علمية عالية.

ومن أجل توفير استمرار تقاليد المدارس والاتجاهات العلمية التي أسسها أجداد الشعب الأوزبكي العظام، وتنظيم وتوفير الأجواء الوظيفية في المجالات الروحية والتربوية في أوزبكستان، وتوفير احتياجات مؤسسات التعليم الديني المتوسط والعالي، والمراكز العلمية والبحثية من الباحثين الدينيين والإسلاميين بمستوى مهني عالي، واستناداً للقوانين والتشريعات الوطنية النافذة في الدولة العلمانية، واقترح مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان التابع لديوان الوزراء بجمهورية أوزبكستان، وإدارة مسلمي أوزبكستان، ومعهد الإمام البخاري الإسلامي في طشقند إحداث أكاديمية أوزبكستان الإسلامية، التي تتمتع بصفة مؤسسة تعليم عالي غير حكومية. ليجري فيها تنظيم إعداد والدفاع عن أطروحات التخرج لمرحلتي الماجستير والدكتوراه، وليعمل فيها مجلس متخصص بمنح درجة الماجستير في العلوم الاسلامية، ودرجة دكتوراه الفلسفة في الدراسات الإسلامية. وإحداث أكاديمية أوزبكستان الإسلامية سيتيح الظروف لإعداد متخصصين متطورين ومؤهلين من كل الجوانب، يملكون معارف عميقة في المجالات الإسلامية النظرية، والتراث العلمي والتربوي لأجداد الشعب الأوزبكي العظام، إضافة لتمكنهم من اللغات الأجنبية.

وللتدريس والإشراف على الأبحاث العلمية في الأكاديمية سيدعى أبرز الأساتذة، من حملة الدكتوراه في العلوم، ودكتوراه الفلسفة، من العاملين بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم في أوزبكستان، ومعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، وجامعة أوزبكستان القومية، والدكاترة المتخصصين بالدراسات الإسلامية والشيوخ من دول مثل: مصر، والأردن، والعربية السعودية، وتونس.

وستكون الدراسة في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية في مرحلة الماجستير (2 سنة)، وفي مرحلة الدكتوراه الأساسية (3 سنوات)، وفي مرحلة دكتوراه العلوم (3 سنوات). وستجري الدراسة والأعمال العلمية على أساس التعاقد والمنح الدراسية. وستتاح الظروف للباحثين المستقلين للدراسة دون دوام كامل للقيام بالأبحاث العلمية الشخصية. كما وسيتم قبول الباحثين الأجانب لمرحلة الدكتوراه من خلال الاتفاقيات الدراسية ولإجراء التطبيقات العملية.

ومن خلال نتائج الأبحاث العلمية الجارية في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية سيجري إصدار موسوعة أوزبكستان الإسلامية، ومراجع علمية عامة وكتب تتحدث عن أجداد الشعب الأوزبكي العظام، بتوجه نحو الأجيال الصاعدة، كما وسيجري إصدار مجلة "الفكر الإسلامي" العلمية باللغات: الأوزبكية، والعربية، والروسية، والإنكليزية.

كما وسيتيح إحداث أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الإمكانيات المستقبلية لتطوير نظم التعليم الديني، ورفع مستوى التعليم في مؤسسات التعليم الديني، وفي إعداد المتخصصين عالي المستوى المهني من الذين يلبون مطالب العصر.

ولهذا أصدر فخامة الرئيس شوكت ميرزيوبيف رئيس جمهورية أوزبكستان قراراً رئاسياً بتاريخ 15/12/2017 حول "إجراءات إنشاء أكاديمية أوزبكستان الإسلامية" لتكون مؤسسة تعليمية علمية بحثية غير حكومية تقوم بالتعليم الديني والعلماني.

ونص القرار الرئاسي على أن الجهة المؤسسة لأكاديمية أوزبكستان الإسلامية هي إدارة مسلمي أوزبكستان.

وقضى القرار الرئاسي بأن تكون مهام أكاديمية أوزبكستان الإسلامية: إعداد طلبة مرحلة الماجستير في اختصاصات: "علم القرآن الكريم"، و"علم الفقه"، و"علم الحديث"، و"علم الكلام" بالإضافة لإعداد الكوادر العلمية والمدرسين في هذه الاختصاصات.

وقضى القرار الرئاسي بأن تتم في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية دراسة مبادئ الإسلام الأصيلة وعلوم القرآن الكريم والفقه والحديث، وأن يشارك مندوبيها في المؤتمرات العلمية والتطبيقية الدولية الخاصة بالإسلام، وأن تتعاون مع المؤسسات الوطنية والأجنبية.

ونص القرار الرئاسي على قبول الطلبة للدراسة في مرحلة الماجستير اعتباراً من العام الدراسي 2018/2019 لمدة سنتين.

وتم تكليف معالي عبد الله عارفوف رئيس وزراء جمهورية أوزبكستان، ومعالي خير الدين سلطانوف مستشار الدولة لرئيس جمهورية أوزبكستان، ومعالي كاميلوف مستشار الدولة لرئيس جمهورية أوزبكستان بالإشراف على تنفيذ هذا القرار.

كما وجرى تعيين الشخصية العلمية والاجتماعية البارزة، وعضو أكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان أ.د. نعمة الله إبراهيموف رئيساً لأكاديمية أوزبكستان الإسلامية، وتجري تحت إشرافه حالياً الإستعدادات اللازمة، واختيار الكوادر المؤهلة والكفوءة اللازمة لبدء النشاطات العلمية والدراسية في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية.

طشقند 24/2/2018


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق