الجمعة، 25 أبريل 2014

البيروني عالم المعادن المسلم



تحت عنوان "البيروني: عالم المعادن المسلم" نشرت جريدة الرياض بتاريخ 25/4/2014 مقالة كتبها: د. أحمد عبد القادر المهندس، جاء فيها:
 أبو ريحان محمد بن أحمد البيروني ( 970-1048م) عالم مسلم موسوعي، فقد كان رحالة وفلكياً وجغرافياً وجيولوجياً ورياضياً وفيلسوفاً وصيدلياً ومؤرخاً ومترجماً لثقافات الهند.
وصفه بعض المؤرخين الغربيين مثل سارتون بأنه من أعظم العقول التي عرفتها الثقافة الاسلامية، وهو أول من قال إن الأرض تدور حول محورها، وتربو مؤلفاته على120 كتاباً ورسالة.
ولد البيروني في ضاحية (كاث) عاصمة خوارزم في دولة أوزبكستان في شهر سبتمبر حوالي عام 362 هـ.
لقد تميزت الحضارة الإسلامية باتساع الأفق واستخدام المنطق، وتحرير الفكر من الجهل والأساطير، بالإضافة إلى الملاحظة واعتماد التجربة في استخراج الحقائق العلمية.
ولقد استطاع العلماء المسلمون أن يستفيدوا من تراث الأمم المختلفة، وخاصة التراث العلمي اليوناني وأن يحللوه ويضيفوا إليه الشيء الكثير من إسهاماتهم العلمية الأصيلة.
ويبرز العالم البيروني كأحد أهم العلماء في علم المعادن، حيث اعتمدت دراسته للمعادن على المشاهدة الدقيقة، والتجربة الشخصية، والقدرة على الوصف الدقيق للمعادن، واستقراء النتائج من التحليل المنطقي لكل ظاهرة علمية، بالإضافة إلى الواقعية والأمانة العلمية.
وقد وصف البيروني بدقة بعض الخواص الفيزيائية للمعادن مثل: اللون – البريق – المخدش – الشفافية – تشتت الضوء – الصلادة – الهيئة البلورية والوزن النوعي لعدد من المعادن والأحجار الكريمة.
ويعتبر البيروني أول من فرق بين المعادن والفلزات بشكل دقيق، حيث استخدم كلمة المعدن لوصف الأحجار الكريمة، وكلمة الفلز لوصف الذهب والفضة والحديد والخارصين والزئبق، كما تحدث بشكل علمي عن الأصل الناري لمعدن الياقوت أحد أهم الأحجار الكريمة.
إن الاهتمام بالعالم البيروني وغيره من علماء المسلمين ليس من أجل التفاخر بأمجادنا القديمة، ولكن لتحفيز علمائنا الشباب على الدراسة والبحث العلمي في المصادر الحديثة ليسهموا في الحضارة العلمية، وليكونوا خير خلف لخير سلف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق