السبت، 23 نوفمبر 2019

سورية كعامل للتحول السياسي في الشرق الأوسط

سورية كعامل للتحول السياسي في الشرق الأوسط
سورية كعامل للتحول السياسي في الشرق الأوسط



كتبها:
عبد اللاييف نادر عبد الحييفيتش: دكتوراه فلسفة في العلوم السياسية (Ph.D)، نائب رئيس معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية.
محمد البخاري: دكتوراه في العلوم السياسية (DC), تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة، ودكتوراه فلسفة في الأدب (Ph.D)، تخصص: صحافة.

ملخص:
يبقى الشرق الأوسط في الوقت الراهن من أكثر مناطق العالم خطورة وقابلية للإنفجار. بعد أن تحولت سورية اليوم إلى مركز للأزمة السياسية العالمية. وفي هذه المقالة سنبحث الخلفيات السياسية لظهور وتطور المشاكل الإقليمية والكشف عن خصائصها، وتحليل أداء عواملها الخارجية التي تؤثر على تطور العوامل الخارجية لمشاكل الشرق الأوسط. ودراسة خلفيات تصاعد وتفاقم الصراع وتأثيره على منطقة الشرق الأوسط. والنظر إلى دور سورية في إطار الصراع الدائر بين أبرز الدول العربية وإيران على القيادة الإقليمية، ومحاولة التوصل لاستنتاجات عن الأهداف التي يسعون إليها في الشرق الأوسط. والبحث في مسائل وضع وممارسة نشاطات السياسة الخارجية السورية، وتحليل تأثير العامل الفلسطيني على السياسة الإقليمية، واكتشاف موقف سورية من القضية اللبنانية. وتحليل جملة من العوامل، التي تؤثر على تطور السياسة الخارجية السورية في الأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة.
الكلمات الرئيسية: الشرق الأوسط، سورية، الأزمة السورية، الموقف السوري، العملية السلمية، الدول البارزة
*****
عاش العالم العربي أول موجة للتغيرات السياسية التي أدت لحدوث صدامات أدت إلى التحولات السياسية الجارية لتصبح أساساً مبدئياً للعمليات السياسية  الجارية فيه. وعلى ضوء التفكير السياسي الجديد الذي تشكل في العلاقات الدولية وأصبح يحتاج للتفكير بالمبادئ والمداخل التي كانت قائمة سابقاً لحل الصراعات القائمة. خاصة وأن الأوساط الخبيرة والتحليلية تعير إهتماماً كبيراً لما يجري في الشرق الأوسط من تفاعلات سياسية. ولهذا نرى أن المستشرقين والمحللين السياسيين أخذوا يعيرون اهتماماً كبيراً للقضية السورية، التي لوحظت فيها تغيرات جوهرية، بنيت على الواقع الاجتماعي والسياسي في العالم المعاصر. ويعتبر الشرق الأوسط الساحة السياسية للصراع الدائر بشكل دائم بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وروسيا من جهة أخرى. خاصة وأنه في الظروف الراهنة أخذ يتعزز تأثير روسيا التي لها مصالح استراتيجية في الشرق الأوسط، على الساحة السياسية للدول العربية، خاصة وأن الموقف العسكري والسياسي لدول المنطقة قد تغير بشكل نوعي. وفي هذا المجال لابد من الإشارة إلى أن الإهتمام الروسي بسورية يعتمد ليس فقط على جوانب وعوامل الأمن القومي، بل ويعتمد على مضامين اقتصادية أيضاً.
وأن تحقيق المصالح القومية لكل دول الشرق الأوسط نفسها حصل على أهمية خاصة، ومن بينها سورية التي أخذت تشغل مكانه هامة في العلاقات السياسية والعسكرية في المنطقة. إذ حدثت تغيرات جذرية في النشاطات السياسية الخارجية للجمهورية العربية السورية بعد حصولها على الدعم السياسي الخارجي الروسي, وتحدد ذلك مصالح معينة في تحليل التطور السياسي والاقتصادي والعسكري السوري، ومكانته ودوره في العلاقات الدولية. والعلاقات المتبادلة بين سورية والدول العربية المجاورة وتطورهاً. خاصة على ضوء ظروف تصعيد العمليات السياسية بالمنطقة في الوقت الراهن، ومن الضروري القيام بتحليل علمي لتاريخ السياسة الخارجية السورية. وبحث حركة تطور السياسة الخارجية السورية في منطقة الشرق الأوسط في هذا الصدد والذي يتمتع بأهمية خاصة اليوم.
فسورية كانت من أوائل الدول العربية التي حصلت على استقلالها السياسي. ولكن مستقبل تاريخ سورية أصبح جزءاً من تاريخ النضال الصعب للحفاظ على الاستقلال السياسي التام وتحقيق الاستقلال السياسي الحقيقي، ومن أجل تحقيق الديمقراطية والتقدم الاجتماعي.
وعلى سبيل المثال نرى أن الباحث الأمريكي غ. فوللير، قد تحدث عن علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع دول منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وأشار إلى أن: "الشرق الأوسط كان للأمريكيين بمثابة تعبير عن المشاعر القومية، والتفرد الديني، وخطر الإنفجار السياسي  (Fuller G. The Middle East in US - Soviet Relations. // Middle East Journal. Vol. 44, No.3, Summer 1990, - P.417.). وباحث أمريكي آخر خ. كوبان (Cobban H. The Making of Modern Lebanon. – L.: Hutchinson, 1985.)، وأثناء تحليله للعمليات السياسية الجارية بالمنطقة أعار غ. فوللير، إهتماماً خاصاً لمشاكل انتشار قوات دول الشرق الأوسط، وتطور الصراعات الإقليمية وتدخل الدول الأجنبية فيها، وكذلك استخدام سورية لمختلف الوسائل السياسية والعسكرية المتاحة لها.
والأحداث الجارية في الشرق الأوسط تحتاج بالضرورة لامتناع القوى السياسية الخارجية عن استخدام وسائل القوة السياسية التقليدية المستخدمة وتكنولوجيا التأثير في استراتيجيتهم. وعلى مايبدو هناك إلتزام تقليدي للدول القائدة التي تحاول دائماً الحفاظ على مصالحها القومية، وتغيير شكل وحجم تواجدها في المنطقة، وخلق توازن بين وسائل التأثير "الصلبة" و"اللينة" على سير العمليات السياسية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية في الاستراتيجية والتكنولوجيا التي تستعملها في المنطقة لتحديد الأهميات من خلال التأثير على العملية السياسية في الشرق الأوسط. وخلال مرحلة طويلة أعدت القوة العظمى وطبقت مجموعة من تكنولوجيات التأثير على العملية السياسية الخاصة التي اتبعتها في منطقة الخليج, ولهذا نرى أن حل الصراع الذي يجري التنبؤ به آخذ بالتصاعد ويتمتع بأهمية خاصة أثناء دراسة الاستراتيجيات والتقنيات المستخدمة فيما يتعلق بالدول العربية. خاصة وأن "الربيع العربي" جاء على عكس عمليات التحولات العميقة الجارية في نظام العلاقات الدولية الحديثة. وأظهرت الاضطرابات العربية وجود اتجاه عام لتهميش الدول العربية، وتعقيد البعد الاجتماعي في سياق العولمة، وظهر هذا بشكل حاد أثناء الأزمة العالمية. ولهذا أخذ التسلسل الهرمي للاعبين الرئيسيين على الساحة العالمية يتغير (Аватков В., Соколова Н. https://otherreferats.allbest.ru/international/00265197_0.html).
وبغض النظر عن أن أسباب تصاعد استياء الجماهير وتراكمه في المجتمع السوري, على مثال التناقضات الداخلية كـ: التوتر بين الأديان، والإصلاحات الليبرالية الفاشلة، والاغتراب الحاصل بين السلطة والجماهير، وكانت كلها من العوامل الهامة التي أدت إلى تصاعد الاحتجاجات وتحولها إلى حرب أهلية واسعة النطاق، كما وتحولت تلك العوامل إلى صدام بين المصالح والعوامل الخارجية. وأخذ الصراع السياسي بين مختلف الدول الاقليمية وغير الاقليمية "يغذي" المواجهات المسلحة في البلاد ولهذا أصبحت تسوية الصراع السوري صعبة جداً. وأسهم "الربيع العربي" في سورية بزيادة احتمالات الصراع وتكثيفه بهدف التأثير على الشرق الأوسط بين إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا، وأصبح حافزاً لتصعيد التوتر العرقي والديني. ولهذه الأسباب الأساسية أخذت المواجهة بين السنة والشيعة تتفاقم وأدت إلى تورط قوى اقليمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط بالصراع السوري.
وكانت الدراسات التي تناولت قضايا التأثير السياسي للعوامل العالمية والإقليمية على العملية السياسية كبيرة إلى حد كاف. وقبل كل شيء تجب الإشارة إلى أعمال المؤلفين العرب اللذين قدموا الكثير للعلوم السياسية في المنطقة. ومن استعراض كم كبير من المراجع العربية للدراسات التاريخية، نرى أنه طرحت فيها أعمالاً تحليلية ذات طبيعة سياسية، وتضمنت محاولات للنظر في تأثير تلك التفاعلات السياسية أو غيرها في نظام وحركة العلاقات الاقليمية والعالمية.
وأكثر الباحثين والمؤرخين والمتخصصين بالسياسة الأمريكيين، اللذين تناولوا قضايا العلاقات السياسية في الشرق الأوسط، تميزوا بتناولهم لتحليل المواضيع، مع توفر منهج للمفاهيم أثناء تقييم دور الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية القائدة. ومن جانب آخر تميزت تلك الأعمال بالإلتزام السياسي، مع ظهور تطرف ذاتي في تقييم دور الولايات المتحدة الأمريكية. وتشكلت في العلوم السياسية بالوقت الراهن بعض الاتجاهات في إطار دراسة قضايا العلاقات السياسية الإقليمية الداخلية في الشرق الأوسط. ومن أهمها دراسة استراتيجية وتكتيك الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في المنطقة، بالإضافة لدراسة سياسة الدول العربية.
وتسمح لنا دراسة السياسة الخارجية السورية من خلال تحليل قضايا الشرق الأوسط بشكل كاف بتقييم هذا الصراع واكتشاف الأسباب الرئيسية لظهوره وتحديد العوامل والوسائل المؤثرة على سير تطور العلاقات الدولية في الشرق الأوسط بالكامل، وكذلك سير السياسة الإقليمية للجمهورية العربية السورية خاصة.
وفي بداية تسعينات القرن العشرين جرت تغييرات واسعة على الساحة الدولية أدت إلى تقدم إيجابي على طريق تسوية قضايا الشرق الأوسط. ويسمح لنا تحليل عوامل ووسائل هذه المشكلة الإقليمية بتحديد التناقضات الأيديولوجية بين الأطراف المتصارعة رغم أنها لا تلعب دوراً حاسماً، ولهذا سعت سورية لإقامة علاقات جيدة مع إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية السابقة واستخدمت دعمه الذي أصبحت تطارده الأشباح إلى حد كبير لصالح مصالحها الوطنية الخاصة. وعلى أساس تحليل الخلفية السياسية وأسباب تطور العلاقات بين دول المنطقة ظهر وجود نواقل معقدة ومتعددة بين الأطرف المتصارعة. ومثل هذا التحليل يسمح لنا بتحديد عوامل تطور العلاقات بين دول الشرق الأوسط كعملية ذات تركيز إيجابي معين خاصة مع توجه عدد من الدول العربية نحو التكتل.
وانطلاقاً من خاصية قضايا الشرق الأوسط نرى أن طرق توفير الأمن في المنطقة يمكن أن تكون من خلال خطوط عريضة من خلال ثلاثة خطوط رئيسية:
الأولى: جذب دول الشرق الأوسط نحو مختلف نظم الأمن والاتحادات العسكرية والسياسية؛
والثانية: إقامة نظام لضمانات متبادلة و"اختيار" بدائل للتفاهم المتبادل؛
والثالثة: إقامة نظام شامل للأمن الإقليمي.
وبغض النظر عن جاذبية الخطين الأوليين فإن إقامة نظام للأمن الجماعي بالمنطقة يحمل آفاقاً إيجابية مبشرة كبيرة. لأنها تراعي مصالح كل دول الشرق الأوسط.
ويسمح تحليل تشكل عقيدة السياسة الخارجية للجمهورية العربية السورية لحل قضايا الشرق الأوسط، بالكشف عن الدور النشيط للقوات المسلحة السورية في إعداد الإتجاهات الرئيسية لنشاطات السياسية الخارجية السورية، لعدة أسباب ناتجة عن خصائص الأوضاع العسكرية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تسمح بتوحيد المهام الاستراتيجية السورية في المجالات السياسية والعسكرية. وهذا يلبي أيضاً المصالح السورية الموجهة نحو توفير موقعها القيادي بالمنطقة. والدبلوماسية السورية تعتمد على أفكار تتفق مع أن إحداث نظام للأمن في منطقة الشرق الأوسط, يجب أن يأخذ باعتباره مختلف مستويات المصالح: القومية، والإقليمية، والعربية، والمصالح الدولية. وفي هذا تبرز أهمية خاصة لاختيار وإعداد وتعزيز موقف موحد وعقلاني لكل الدول العربية فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما يعتبر شرطاً محدداً لبناء نظام متعدد الأوجه للأمن لإقليمي يمكنه مستقبلاً تعزيز السلطة السياسية للجمهورية العربية السورية في المنطقة.
وأظهرت المحادثات الجارية على مختلف المستويات حول الصراع في الشرق الأوسط، بمشاركة كل الدول تغير نوعي في المشكلةً، وأنه حافظ على أفضليته في السياسة الخارجية السورية وغيرها من الدول العربية. وفي نفس الوقت كانت لم يجري دعم القرارات السياسية لقضايا الشرق الأوسط بالعوامل الاقتصادية. لأن الشرق الأوسط بدأ يتجه نحو السلام، ولأن التنافس أخذ يتصاعد بين الدول التي توسطت في العملية ولها مصالح في المنطقة.
 وتسمح دراسة آفاق تطور العملية السلمية في الشرق الأوسط بالقول أن مصير هذه العملية مرتبط بالمواقف الإسرائيلية. وأن تحليل العلاقات السورية الإسرائيلية فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط يظهر صعوبة في إقامة علاقات ثنائية طبيعية بين هاتين الدولتين، بسبب عدم ثقة سورية بالموقف الإسرائيلي المتغير دائماً. بالإضافة للخلافات الجدية بين مختلف الفصائل الفلسطينية، واختلاف مواقفهم حول تسوية الشرق الأوسط، مما يمكن النظر إليها كعقبة على طريق التوصل إلى علاقات متبادلة بين سورية والمنظمات الفلسطينية.
ومما يصعب تسوية الصراع في الشرق الأوسط التناقضات السورية البنانية. ودراسة هذه القضية يسمح لنا بالقول أن لهذا الوضع عوامل وخصائص متعددة منذ البداية، ومتغيرات متعددة ومتميزة. وأسهم تطور العملية السياسية اللبنانية، وصعوباتها وتناقضاتها خلال تسعينات القرن العشرين بتعزيز موقع سورية في الحياة السياسية اللبنانية. وقبل كل شيء تجب الإشارة إلى أنه  لم تسمح الأحداث الجارية في لبنان بالتأثير على القضايا الداخلية اللبنانية، وهذا على ما يبدو يعتبر كرد فعل على تدهور الأوضاع السياسية في العالم العربي وفي العلاقات الدولية. بالإضافة لسعي سورية نحو اقامة توازن للقوى في لبنان يلبي مصالحها الجيوسياسية والاستراتيجية.
ولهذا تجب الإشارة إلى أنه من الاتجاهات الرئيسية للسياسة الخارجية السورية فيما يتعلق بلبنان، هو مواجهة تعزيز الموقف الإسرائيلي قيها. ولأن لسورية أهداف استراتيجية، تسعى من خلاها لإقامة "منطقة عازلة" مناسبة لها في لبنان. كما وسمح تحليل العمليات السياسية الجارية في تسعينات القرن العشرين باستخراج استنتاجات مفادها أن سورية عززت تواجدها في المحادثات الجارية لحل قضايا الشرق الأوسط المتعددة والمتناقضة جداً، لأن العامل الفلسطيني يلعب دوراً محدداً فيها.
كما أكد تصاعد الخلافات السورية التركية ما أشارت إليه مصر والعربية السعودية من أن المنطقة تتغير جيوسياسياً في إطار العلاقات الدولية. كما وأظهر تعقد العلاقات السورية التركية تشابك مصالح تركيا مع غيرها من الدول. وسمح تحليل المواجهات السورية التركية بالخروج بنتيجة مفادها أنه بغض النظر عن دعوة الولايات المتحدة الأمريكية لحل كل المشاكل بالطرق السلمية، إلا أن الولايات المتحدة تنظر بغموض نحو مسائل الأمن التركي. وفي نفس الوقت نرى سعي جامعة الدول العربية لمنع التعدي على المصالح السورية. ولهذا يبقى خطر الجانب التركي بسبب أن القضايا السورية والتركية غير محلولة بالكامل.
وتسمح دراسة إمكانية خيارات حل هذه القضية بتحديد أنه هناك نقتطين مهمتين يمكنهما تقريب المواقف السورية التركية وهي:
أولاً، الجمهورية العربية السورية لا تدعم إقامة دولة كردية في أية ظروف؛
ثانياً، الجانبان السوري والتركي من حيث المبدأ لا يرغبان بتصعيد القضايا القائمة بينهما وتحولها إلى صدام عسكري مكشوف ومستمر.
وباختصار تجب الإشارة إلى أن المبدأ الأكثر أهمية في نشاطات السياسة الخارجية السورية في المرحلة المعاصرة هو في أنه بالظروف الجيوسياسية الجديدة في المنطقة من الضروري إقامة تحالف عربي قوي، وإعداد موقف موحد للدول العربية. وتنطلق الدبلوماسية السورية من حقيقة أن تشكيل نظام إقليمي للأمن يجب أن يتحقق على المستوى الدولي، وعلى مستوى العلاقات بين الدول العربية، الأمر الذي يعزز ضمانات لحل قضية الشرق الأوسط.
ولا يمكن توقف الحرب الأهلية في سورية دون تسوية التناقضات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وإسرائيل والعربية السعودية وإيران. وأن وقف العمليات العسكرية ممكن بعد بدء الحوار السياسي وتبادل التنازلات.
كما وينمو تنافس شديد في الشرق الأوسط بين السياسات الخارجية الدولية للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. وتولى أهمية لهذا التنافس، على ضوء العامل "الشرقي" للتأثير الروسي.
وعزز ظهور أوضاع جيوسياسية جديدة في المنطقة عملية تفعيل دور العامل العسكري لحل قضية الشرق الأوسط. مع استمراره الحر ليشغل مكانة هامة في النشاطات السياسية الخارجية لدول المنطقة، وعلى وجه الخصوص سورية. وفي نفس الوقت بقيت التناقضات بين الدول العربية نفسها حادة، وهذا يعكس الفرق وحتى التناقضات في المواقف من مختلف قضايا المنطقة على المدى الطويل. كما وتعمل الدبلوماسية السورية انطلاقاً من أن تشكيل نظم للأمن الإقليمي يجب أن تتحقق في مختلف الاتجاهات: القومية والإقليمية والدولية، وبين الدول العربية نفسها، مع مراعاة مصالح جميع الأطراف.

المراجع:
1.                 Аватков В., Соколова Н. https://otherreferats.allbest.ru/international/ 00265197_0.html
2.                 Долгов Б.В. Демократия и исламизм в арабских странах (Алжир, Тунис, Египет). Элек.библиотека Музея антропологии и этнографии РАН http://www.kunstkamera.ru/lib/rubrikator/03/03_04/978-5-02-025251-6/
3.                 Корольков Л. Меняющаяся геометрия ближневосточных раскладов // Международные процессы. 2015. Т. 13. №1. http://www.intertrends.ru/fortieth/Korol%27kov.pdf
4.                 Сапронова М. Становление новой государственности на Арабском Востоке. Международные процессы, Том 13, № 3, сс. 26-39DOI 10.17994/IT.2015.13.2.42.2
5.                 Али М.А. Соура Сурия, асбабаха ва қувваха ва малятаха = Сирийская революция, ее причины, движущие силы и результаты // Сирийский центр научных исследований. 2014. 26 авг. На араб. яз. http://www.syriasc.net/
6.                 Fuller G. The Middle East in US - Soviet Relations. // Middle East Journal. Vol. 44, No.3, Summer 1990, - P.417.
7.                 Berman I. Tightening the economic noose - curbing Iran's nuclear ambitions // Middle East Quarterly. 2013. Summer. http://www.ilanberman.com/ 10092/tightening-the-economic-noose
8.                 Cobban H. The Making of Modern Lebanon. – L.: Hutchinson, 1985

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق