الاثنين، 6 يوليو 2015

اللص الأعرج حفيد جنكيز خان. تيمورلنك قتل الآلاف وأقام مآذن من الجماجم


تحت عنوان "اللص الأعرج حفيد جنكيز خان. تيمورلنك قتل الآلاف وأقام مآذن من الجماجم" نشرت جريدة الإتحاد يوم 5/7/2015 مقالة كتبها أحمد محمد من القاهرة، وجاء فيها:


سمرقند
في إحدى قرى مدينة «كش» ولد تيمورلنك في أبريل 1336م، وكش بالفارسية تعني المدينة الخضراء، وتقع جنوبي سمرقند في أوزبكستان. أمه من سلالة جنكيز خان، أتقن فنون الحرب من الصيد والفروسية والسهام، أول ما عرف من حاله أنه كان لصا، فسرق غنمة وضربه الراعي بسهام فأصابه حتى عرج ولهذا سمي تيمورلنك، و«لنك» أي الأعرج، وأخذ في السرقة وقطع الطرق، وتمكن بمساعدة مجموعة من الرعاع من السيطرة على سمرقند ومنها انطلقت فتوحاته الدموية فسيطر على إيران والعراق، وهاجم الهند وروسيا ووصل إلى موسكو ونهبها، وتمكنت جيوشه من سحق دول عظمى في آسيا وبلاد فارس والإمبراطورية العثمانية.
انضم تيمور، إلى السلطان حسين حفيد كازغان آخر إيلخانات تركستان، وترقى من وظيفة لأخرى حتى عظم وصار من الأمراء، وتزوج من أخت السلطان، وجمعا الأتباع، وتمكنا سنة 1364م من السيطرة على بلاد ما وراء النهر، ثم وقع الخلاف بينهما، فقتل تيمور زوجته «أخت السلطان» وانتصر على السلطان، ودخل سمرقند وأعلن نفسه حاكماً عليها، وزعم أنه من نسل جغتاي بن جنكيز خان، ويريد إعادة مجد دولة المغول.
الخراب والتدمير
قام تيمور بتنظيم جيش معظمه من المغول، وبسط نفوذه على خوارزم وضمها إلى بلاده، بعد أن أصابها الخراب والتدمير، ولما اضطربت أوضاع خراسان سنة 1380م بعث ابنه ميران شاه، فنجح في السيطرة على الإقليم كله، ثم اتجه إلى مازندران، فاستسلمت، ثم انطلقت جيوشه تفتح أذربيجان، وتستولي على إقليم فارس، وتُغِير على أصفهان، وبلغ عدد القتلى فيها سبعين ألفا، وأقام تيمورلنك من جماجمهم عدة مآذن ودخل خوارزم وأحل بها الخراب والتدمير إلى حد لم يعد فيها حائط يستراح تحت ظله.
وقصد تيمورلنك إيران لإخماد الثورات التي شبت فيها، وظل هناك خمس سنوات، ثم أراد مهاجمة الشام سنة 798هـ، فسمع بأن الملك المملوكي الظاهر برقوق قد خرج بجيش كبير من مصر فرجع إلى بلاده خائفا.
مواصلة الغزو
كان تيمورلنك قد بلغ الستين عاماً، لكن هذا لم يوهن من عزيمته في مواصلة الغزو، وعزم على غزو الهند واحتل «دلهي» عاصمة دولة «آل تغلق»، وقام بتدميرها، وعاد إلى سمرقند محملاً بالغنائم، ومعه سبعون فيلا تحمل الأحجار والرخام التي أحضرها من دلهي، وبينما هم في ذلك بلغه موت الملك الظاهر برقوق صاحب مصر، وموت القاضي برهان الدين أحمد صاحب سيواس من بلاد الروم، فرأى أنه بعد موتهما ظفر بمملكتيهما، وعاد إلى بلاده تاركاً فوضى عظيمة.

وانطلق في حملة كبيرة سُميت بحملة السنوات السبع «1399 - 1405م» لمعاقبة المماليك وتأديب السلطان العثماني «بايزيد الأول» الذي كان يحكم شرق آسيا الصغرى.
مجازر جماعية
كانت أمور الدولة في الشام ومصر مختلة معتلة، فجاء تيمورلنك من الشرق، بجيوش جرارة لا قبل للمالكين زمام الأمر بدفعها ، واتجه إلى حلب، فسقطت وبلغ عدد القتلى فيها عشرين ألفا والأسرى أكثر من ثلاث مئة ألف، وواصل زحفه إلى دمشق، وأشعل فيها النار ثلاثة أيام حتى أتت على ما فيها، وأصبحت أطلالا، فقد اشتهر بإقامته مجازر جماعية لأهل القرى التي يفتحها عنوة.
أمر جنده بنهب المدينة، فدخلوها كالوحوش الضارية، فذبحوا أهلها وانتهكوا حرمة نسائها ودمروا مبانيها وأشعلوا النار فيها، بما في ذلك المسجد الأموي فسقطت مآذنه وقبته وغدت كمدن الأشباح خالية من البشر إلا جثث الأموات.

المسجد الأموي
مات من البرد
فر حاكم بغداد السلطان أحمد الجلائري وترك الناس ليدافعوا عنها، واستمر حصارها 40 يوماً حتى أمر تيمور بالهجوم من كل جهة وتمكن من الدخول، ودمر أسوارها.
ولم يكد يستقر في سمرقند حتى أعد لغزو الصين، وكان الجو شديد البرودة، ولم تتحمل صحته، فأصيب بالحمى التي أودت بحياته في فبراير 1405م.
****
مع إحترامي للكاتب إلا أن لي رأي آخر، أنصحكم بمطالعة بحثي "ملخص حياة الأمير تيمور مؤسس الدولة التيمورية". نشر 15/8/2012 على الرابط: http://bukharimailru.blogspot.com/2012/08/blog-post_15.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق