تحت عنوان ""النهار":
بناء سدود ضخمة على أنهار آسيا المركزية محفوف بعواقب مأساوية" نشرت
وكالة أنباء "Jahon" يوم 26/8/2016 خبراً من
الكويت، وإليكم ترجمة كاملة له، ترجمه: أ.د. محمد البخاري:
على صفحات صحيفة "النهار" الكويتية نشرت مقالة، مكرسة
لتحليل إمكانية تأثير تشييد مواقع كهرومائية ضخمة على الأنهار العابرة للحدود
الدولية.
وأشارت المعلقة سميرة فريميش في المادة المنشورة، إلى أن وكالة
حماية الوسط المحيط في البرازيل منذ مدة
قريبة سبق وأشارت إلى الرخصة التي أعطيت لبناء سد على مجرىنهر الأمازون. وكتبت كاتبة
المادة عن ذلك، بأن الحدث يمكن أن يكون مثالاً مفيداً بالكامل لآسيا المركزية.
وأشارت إلى أن الدول الواقعة في أعالي مجرى نهري أموداريا وسيرداريا تسعى لإقامة
مشاريع واسعة النطاق لتوليد الطاقة من أجل حل مشاكل عجز الطاقة الكهربائية،
وتتجاهل بشكل علني العواقب المأساوية لبناء مواقع ضخمة لتوليد الطاقة الكهرومائية
على كل المنطقة.
واعتماداً على تقييمات الخبراء الهامين، نقلت الصحيفة أن إنشاء سدود ضخمة
على الأنهار العابرة للحدود الدولية في آسيا المركزية سيسبب تدهور الأحوال البيئية
التي يصعب التصدي لها وإلى تخريب النظم المتشكلة لاستخدام الطبيعة في المنطقة،
وبالكامل سيغير التوزيع الفصلي، والأسس التي تشكلت منذ سنوات عديدة لمجرى المياه،
وسيؤدي إلى مستوى مأساوي لعجز مصادر المياه المتشكل في المنطقة.
وأشارت المادة المنشورة في الإصدارة الكويتية خاصة إلى أنه بالنسبة للبلاد
الواقعة أسفل مجرى أنهار أموداريا وسيرداريا، فإنه سيؤدي إلى قلة المياه بإنتظام
في الصيف، وإلى سنوات طويلة من الجفاف الشديد، وإلى فيضانات مأساوية في الشتاء،
وإلى ارتفاع نسبة الملوحة وإنخفاض كبير في خصوبة الأراضي. وسيصبح الإنخفاض الكبير
في مجرى المياه سبباً لتدهور كبير للأوضاع البيئية، وإلى تدهور حاد لرفاهية السكان
المحليين وإلى إنتشار الأمراض، التي سيسببها التدهور الحاد في الميزان البيئي
ويؤدي إلى مضاعفة الأزمة في منطقة بحر الأورال.
وقلق خاص برأي كاتبة المقالة تستدعيه حقيقة أن بناء أعلى سدين في العالم
بآسيا المركزية والمنوي تشييدهما في المكان الواقع في منطقة إنكسارات غير مستقرة
ومهددة دائماً بأخطار هزات أرضية مدمرة بقوة 9 درجات وأكثر. وبالإضافة لذلك في
موقع بناء سد روغين توجد طبقة ملحية قوية، والتي حتماً ستؤدي إلى ذوبانها بشكل
مستمر وإختلاطها بالمياه الجارية.
ولهذا السبب أشارت إلى أنه وفقاً لمعايير الحقوق الدولية، المعترف بها من
قبل الأكثرية الساحقة من دول العالم، من أجل تشييد منشآت ضخمة لها تأثير عابر
للحدود الدولية، على الدول إجراء دراسات مستقلة وإيجابية من قبل الخبراء الدوليين،
وعدم إلحاق الضرر بالغير والتشاور حول مثل هذه المشاريع مع كل الدول المعنية.
وفي الختام أشارت سميرة فريميش إلى أن قرار وكالة حماية الوسط
المحيط في البرازيل عن إلغاء رخصة بناء
سدود ضخمة على مجرى الأمازون يعتبر شهادة أخرى على أن كل العالم يعترف ويعي سعة
التهديدات الواسعة، الناتجة عن مواقع توليد الطاقة الكهرومائية الضخمة. وقرار
السلطات البرازيلية يثبت مرة أخرى صحة الموقف الثابت لأوزبكستان حول عدم ملائمة
تشييد محطات ضخمة لتوليد الطاقة الكهرومائة على أنهار آسيا المركزية، تحمل أخطاراً
بيئية وإجتماعية وتكنولوجية ضخمة من صنع الإنسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق