طشقند 21/8/2017 أعده للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت
عنوان "مواقع أفسدها البشر تحصد أرواحهم أخطرها صحراء «آرالكوم» ونيران
أشباح «سنتراليا»" نشرت صحيفة الخليج يوم 19/8/2017 مقالة أعدها: إبراهيم
باهو، أشار فيها إلى أنه:
في سبيل راحته، ومنذ الثورة الزراعية، خلال العصر الحجري
الحديث في حوالي سنة 9 آلاف قبل الميلاد، بدأ الإنسان بتغيير البيئة المحيطة به،
لينتج عن ذلك اندثار ودمار مواقع كثيرة من حول العالم، وفي العصر الحديث، وبسبب
آثار التغير المناخي، واختبار الأسلحة الكيماوية وأعمال التعدين، تحولت بعض من
بقاع كوكبنا الجميل، إلى مناطق قاحلة تشكل خطراً على الإنسان بسبب الأمراض التي قد
تنقلها.
غازات سامة
تعد مدينة الأشباح سنتراليا، الواقعة في مقاطعة كولومبيا
بولاية بنسلفانيا، من أخطر المواقع على الكرة الأرضية؛ إذ تشتعل في باطنها النيران
منذ أكثر من 55 عاماً، ويتوقع أن تبقى مشتعلة لأكثر من 250 عاماً مقبلاً، ويعود
السبب في ذلك إلى نشوب حريق في أحد المناجم القابعة تحت المدينة منذ 1962، ومنذ
ذلك الحين ما تزال السحب المميتة من أول أكسيد الكربون وغازات سامة تنتشر في
سمائها.
لا يسمح للأشخاص زيارة هذه المدينة، بسب عدم وجود
الأوكسجين، والخوف من اختناقهم أو ابتلاع الأرض لهم.
في عام 1979، أدرك السكان المحليون خطورة الوضع الصحي
للمنطقة، عندما اكتشف عمدتها جون كودينجتون، أن حرارة وقود سيارته بلغت نحو 88
درجة مئوية.
وكان عدد سكانها في عام 1981 يبلغ نحو 1000 شخص، وفي العام 1984، خصص الكونجرس الأمريكي أكثر من 42 مليون دولار لإجلاء السكان عن المدينة، لينخفض عدد سكانها إلى نحو 12 شخصاً في 2005، وإلى 10 أشخاص فقط في 2010.
وعلى الرغم من أن سلطات الولاية الأمريكية حاولت بشتى الطرق إطفاء الحريق إلاّ أن جميع محاولاتها فشلت.
وكان عدد سكانها في عام 1981 يبلغ نحو 1000 شخص، وفي العام 1984، خصص الكونجرس الأمريكي أكثر من 42 مليون دولار لإجلاء السكان عن المدينة، لينخفض عدد سكانها إلى نحو 12 شخصاً في 2005، وإلى 10 أشخاص فقط في 2010.
وعلى الرغم من أن سلطات الولاية الأمريكية حاولت بشتى الطرق إطفاء الحريق إلاّ أن جميع محاولاتها فشلت.
رمال قاتلة
يعتبر بحر آرال الواقع بين أوزبكستان
وكازاخستان، والذي يعد جفافه بسبب خطة الاتحاد السوفييتي الصارمة لري الحقول من
أجل زيادة إنتاج القطن، من أكبر الكوارث التي تسبب بها الإنسان، فإن نحو 90% منه
تحول إلى صحراء جرداء قاتلة، وظهر قسم منه في جنوب وشرق البحر، وأنه من أخطر
الأماكن على صحة البشر، وسمي ب «صحراء آرالكوم».
ويقال بأن من يذهب إلى هذه الصحراء، ربما يموت
فوراً؛ فالتقارير تشير بأن رمالها، تحتوي على غبار فيه ملوثات خطيرة جداً.
وأدى موقعها بين الشرق والغرب، إلى تكوين
تيارات من الهواء تحتوي على مبيدات مختلطة، حتى أنه وجدت في دم طيور البطريق في
القطب الجنوبي، وعثر على غبار الصحراء في الأنهار الجليدية في جزيرة جرينلاند،
وغابات من النرويج، ومناطق واسعة من أراضي روسيا.
حرير
صخري
رغم جمال بلدة ويتينوم، الأسترالية
الواقعة في سلسلة جبال «هامرسلي» بمنطقة «بيلبرا» شمال ولاية غرب أستراليا، إلا أن
الاقتراب منها قد يسبب لك السرطان.
هذه البلدة التي كانت تعتبر من المناطق الرعوية حتى بداية ثلاثينات القرن الماضي، تغيرت بشكل جذري عندما بدأت فيها أعمال التعدين، لتصبح من أخطر بقاع الأرض على صحة الإنسان.
هذه البلدة التي كانت تعتبر من المناطق الرعوية حتى بداية ثلاثينات القرن الماضي، تغيرت بشكل جذري عندما بدأت فيها أعمال التعدين، لتصبح من أخطر بقاع الأرض على صحة الإنسان.
وأغلقت السلطات الأسترالية البلدة وأعمال
التعدين فيها منذ عام 1966، بسبب خطورة المعدن المستخرج من مناجمها، على حياة سكان
البلدة والعمال.
وتصنف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة
لمنظمة الصحة العالمية، الحرير الصخري المستخرج من المدينة، كمادة مسرطنة، التعرض
لها عن طريق مياه الشرب، قد يصيب البشر بأمراض سرطانية في الجهاز الهضمي، كما
يَنتج عن تعرض العاملين في إنتاجه أو صناعته، بعض من الأمراض، أخطرها سرطان الرئة
والأورام المتوسطة، وقد يصيب كذلك بسرطان الدماغ أو الرئة.
وبحسب آخر الإحصاءات لا يعيش بالقرب من البلدة
حالياً سوى 3 أشخاص فقط، وكانت السلطات الأسترالية، ألغت كل الإشارات المرورية
الدالة على طريق البلدة من طرقاتها.
جزر
مدمرة
تعد جزر «بيكيني أتول» المرجانية الجميلة إحدى
جزر «مايكرونيزيا» في المحيط الهادي التابعة لجمهورية جزر المارشال، والتي تتميز
بروعة مناظرها وتنوع الحياة البحرية فيها، أيضاً من المناطق الخطرة على صحة
الإنسان بسبب وجود الإشعاعات النووية فيها وكثرة أسماك القرش.
ويعود السبب إلى خطورة هذه الجزر التي تشكل
حلقة تبلغ مساحتها نحو 9 كيلومترات، كونها كانت مقراً لاستئناف الولايات المتحدة
الأمريكية تجاربها النووية، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وبعد إجلاء سكان المنطقة، أطلقت الولايات
المتحدة في هذه الجزر نحو 67 قذيفة نووية بين عامي 1946 و1958، من بينها أول قنبلة
هيدروجينية (1952). ويمثل الأسطول الذي غرق في البحيرة الشاطئية جرّاء التجارب
التي جرت في عام 1946، والحفرة الضخمة التي نجمت عن تفجير قنبلة «برافو» شواهد
مباشرة على إطلاق قذائف نووية.
وأفضت هذه القذائف، التي بلغت قوتها أكثر من 7000 مثل قوة قنبلة هيروشيما، إلى تأثيرات خطيرة على جيولوجيا جزر بيكيني أتول الصغيرة ال 23، وعلى بيئتها الطبيعية وصحة سكانها الذين تعرضوا للإشعاع.
وأفضت هذه القذائف، التي بلغت قوتها أكثر من 7000 مثل قوة قنبلة هيروشيما، إلى تأثيرات خطيرة على جيولوجيا جزر بيكيني أتول الصغيرة ال 23، وعلى بيئتها الطبيعية وصحة سكانها الذين تعرضوا للإشعاع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق