طشقند، 8/10/2016،
ترجمه وأعده للنشر: أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "التراث الثقافي
والتاريخي عامل موحد ضمن فضاء منظمة التعاون الإسلامي" نشرت وكالة أنباء
"Jahon" يوم 7/10/2016 خبراً جاء فيه:
يومي 18 و19 أكتوبر/تشرين أول من العام الجاري ستكون أوزبكستان مركزاً
لتضامن دول العالم الإسلامي. وفي هذين اليومين ستعقد في طشقند الدورة الـ 43 لمجلس
وزراء الشؤون الأجنبية في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.
والحدث التمثيلي هذا سيجري تحت شعار "التعليم والمعرفة الطريق نحو
السلام والتشييد"، الذي يعكس أفضليات رئاسة أوزبكستان لمنظمة التعاون
الإسلامي.
وبعدالة قال أول رئيس لأوزبكستان إسلام كريموف: كما كان في القرون الممتدة
من القرن التاسع وحتى الخامس عشر قدر العالم المتنور وإحترم العلماء والمفكرين
أمثال: البخاري، والفرغاني، والخوارزمي، والبيروني، وإبن
سينا، وميرزه ألوغ بيك، ومن الضروري علينا أن نسعى في القرن الـ 21 ليشعر
العالم مرة أخرى بنفس الإحترام العالي لشعبنا وقوميتنا.
ومن وجهة النظر هذه فكرة وأهمية خاصة تحملها الدورة المنتظرة، ويعطي
تنظيمها لأوزبكستان بالضبط التي على طول تاريخها الممتد لقرون عديدة، والتي كانت
ولم تزل تقاطعاً لحضارات وثقافات مختلف الشعوب. وتعتبر منطقتنا المركز التاريخي
للسطوع التاريخي القوي للنهضة العلمية والثقافية خلال القرون الممتدة من القرن
التاسع وحتى القرن الثاني عشر، والقرنين الـ 14 والـ 15، والذي اعترف بهما وبحق المجتمع
العلمي كمرحلة للنهضة الشرقية، وأظهرا تأثيرهما المفيد على عملية الإنبعاث في غيرها
من مناطق العالم. والشعب الأوزبكي وبحق يمكنه الفخر بأجداده العظام، الذين قدموا
إسهاماً ضخماً للعلوم والثقافة العالمية.
وبالنتيجة أتخذت إجراءآت لبعث القيم الثقافية والروحية، وحماية والحفاظ
بعناية على آثار الحضارة الإسلامية، وكان إعلان طشقند في عام 2007 العاصمة الإسلامية
العالمية. وفي الوقت الراهن تضم خزائن الكتب ببلادنا أكثر من 100 ألف عمل مخطوط،
والقسم الأكبر منها ضمت لقائمة التراث العالمي لليونسكو. ومخطوطات علماء ومفكري
الشرق في القرون الوسطى هي "مخزون ذهي" في مكتبات الكثير من الدول
الأوروبية والاسيوية. وهذا إثبات آخر على أن الأعمال الإبداعية والتراث العلمي
لعلمائنا ومفكرينا البارزين هي ملكاً لكل الإنسانية. وهذه الهدية التي لا تقدر
بثمن هي مصدر للحكمة والمعرفة للأجيال الجديدة، والأهم، أساساً رائعاً للإكتشافات.
واليوم أوزبكستان مستمرة في تطوير وتعزيز ابحاثها العلمية ومقدراتها
الثقافية. وتعتبر الجمهورية أضخم مركز علمي في آسيا المركزية، وتملك قاعدة من مواد
الأبحاث، ومخزون علمي واسع، وكوادر مؤهلة، اعترف كل العالم بأعمالها.
وخلال سنوات الإستقلال تضاعف عدد مؤسسات التعليم العالي في البلاد لمرتين،
واليوم في يدرس 60 جامعة ومعهد أكثر من 230 ألف طالب. وفي أوزبكستان تعمل بنجاح
فروع العديد من أبرز مؤسسات التعليم الأجنبية، ومن بينها: جامعة وستمنستر، ومعهد
سنغافورة لتطوير الإدارة، وجامعة تورين للبوليتيخنيكا، وجامعة النفط والغاز
الروسية، وجامعة موسكو الحكومية، وجامعة الاقتصاد الروسية، وجامعة إنخا الكورية
الجنوبية.
والآلاف من ممثلي شبابنا الموهوبين يحصلون على التعليم في أبرز الجامعات
اليابانية، والألمانية، وجمهورية كوريا، والصين، وبريطانيا العظمى، والولايات
المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وغيرها من الدول. وبالإضافة لذلك هناك الجامعة
الإسلامية في أوزبكستان الوحيدة على أراضي رابطة الدول المستقلة، حيث يجري إعداد رجال
الدين، والمتخصصين بالأديان، والمتخصصين بالشريعة الإسلامية. ومن ضمن هذا المجال
تجب الإشارة إلى أنه اليوم المصاريف على تطوير وإصلاح التعليم في موازنة الدولة
ببلادنا تبلغ أكثر من 35%.
واليوم وفي ظروف توسع تفاعلات العولمة تتمتع بأهمية هامة ضرورة تعميق حوار
الثقافات والحضارات. وعلى خلفية تصاعد التوترات الحربية والسياسية في مختلف مناطق
العالم، ومن ضمنها في الشرقين الأدنى والأوسط يتصاعد دور منظمة التضامن الإسلامي
في مجال تعزيز التسامح، والإحترام المتبادل، والسلام والتفاهم داخل العالم
الإسلامي، وبين ممثلي الأديان الأخرى.
وعلى هذا الشكل سيوفر أنعقاد الدورة الـ 43 الدورية لمجلس وزراء الشؤون
الأجنبية بمنظمة التعاون الإسلامي المستقبل لتطور التعاون من كل الجوانب بين الدول
الإسلامية. من خلال دراسة وسيسهم نشر أعمال الشخصيات العظيمة للقرون الوسطى في
الشرق بالتفسير الصحيح وفهم القيم الإسلامية، وحماية الإسلام من كل الجوانب على
المستوى الدولي، وتوفير السلام والتفاهم بين القوميات وبين الثقافات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق