الأحد، 28 أكتوبر 2018

السفير الجزائري يقول أن أوزبكستان تستطيع جذب اهتمام رجال الأعمال الجزائريين

طشقند 28/10/2018 ترجمه وأعده للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "ناصر بوشريط: أوزبكستان تستطيع جذب اهتمام رجال الأعمال الجزائريين" نشرت صحيفة نوفوستي أوزبكستانا الإلكترونية يوم 27/10/2018 مقابلة أجراها: م. جانغيروف، مع السفير الجزائري المفوض فوق العادة لدى أوزبكستان وهذه ترجمة كاملة لها:


في الأول من نوفمبر/تشرين ثاني تحتفل الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بالعيد الوطني – يوم الثورة. وعلى أعتاب هذا العيد، أعطى السفير الجزائري المفوض فوق العادة لدى أوزبكستان ناصر بوشريط مقابلة صحفية لإدرة تحرير صحيفة "نوفستي وزبكستانا" (NUZ.UZ).
- في 1 نوفمبر/ تشرين ثاني تحتفل الجزائر بالعيد الوطني – يوم الثورة. ماذا يعني وأي أهمية لهذا العيد بالنسبة للجمهورية ؟
- العيد الوطني للجزئر – يوم الثورة، الذي يحتفل به منذ عام 1954، يعتبر مناسبة هامة للشعب الجزائري. ويجري الاحتفال به رسمياً، ونحن نشيد بأرواح الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف من أجل تحرير البلاد من نير الاستعمار الذي امتد لـ 132 عاماً من عام 1830 وحتى الاستقلال عام 1962. وعلى هذا الشكل ثورة 1 نوفمبر/تشرين ثاني عام 1954 أصبحت تتويجاً شعبياً للمقاومة في مختلف المناطق، وهو ما ساعد على تشكيل وعياً جماعياً لشعبنا. وبعد سبع سنوات ونصف من المعارك الدامية، التي بنتيجتها استشهد أكثر من مليون ونصف المليون شهيد، تمكنت الجزائر من استعادة استقلالها وكرامتها.
- كيف تستطيعون تمييز الأوضاع الراهنة للعلاقات الثنائية بين الجزائر وأوزبكستان.
- العلاقات بين بلدينا اتصفت دائماً بالإحترام المتبادل وعرى الأخوة، والصداقة والتعاون. وحقيقة أننا ممثلون لنفس المجال الحضاري الإسلامي، يساعد على تعزيز صلات الأخوة بين شعبينا. وفي هذا السياق  علينا التذكير بأن الجزائر كانت واحدة من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أوزبكستان، وافتتحت سفارة في طشقند مباشرة، وهو ما يشهد على استعدادها لتطوير التعاون مع بلدكم في جميع المجالات: السياسية، والاقتصادية، والثقافية.
وبالإضافة لذلك، الالتزام بنفس المبادئ، التي تشكل السياسة الخارجية لبلدينا، يعتبر القاسم المشترك الذي نستطيع بناء عليه علاقات طويلة الأمد، متينة ومثمرة. ومن المفيد التأكيد على الدرجة العالية من التنسيق، والمشاورات والدعم المتبادل بين بلدينا في المنظمات الاقليمية والدولية، التي ينتميان إليها.
ومنذ فترة قريبة جرى في علاقاتنا حدثاً جديداً، فتح آفاقاً جديدة أمام العلاقات الثنائية. والحديث يدور حول تبادل الرسائل بين الرئيسين. صاحب الفخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة وأخيه صاحب الفخامة السيد شوكت ميرزيوييف، والتي أكدا من خلالها من جديد عن نيتهما الراسخة بتوسيع العلاقات الثنائية من أجل الخروج بها إلى آفاق جديدة. ومن المنتظر أن تتم في عام 2019 زيارات مهمة، ستعطي دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين.
وهذه الاحتمالات تشجعنا على مضاعفة جهودنا من أجل تحقيق مساعي قائدينا في القريب العاجل، وإيصال العلاقات بين البلدين إلى المستوى الذي يلبي مقدراتهما الواقعية والمساعي القانونية للشعبين على طريق مصالحهما. وفي هذا السياق أتوقع أن أستفيد من استعداد شركائنا الأوزبك، من أجل العمل المشترك معنا لتوسيع وتعزيز علاقتنا. وأود أن أضيف أننا منفتحون لأي اقتراحات في جميع المجالات، وخاصة في المجالات الاقتصادية.


- وهذا يعني أنه يمكن الحديث عن آفاق جديدة في العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وأوزبكستان.
- أستطيع أن أشهد على أنه من لحظة وصولي في عام 2015 إلى بلادكم الرائعة جرت أحداثاً إيجابية هامة، وخاصة في المجالات الاقتصادية. وإصلاحات ملموسة، بدأت بعد وصول الرئيس شوكت ميرزيوييف إلى السلطة، ومن ضمنها ليبرالية سوق صرف العملات الأجنبية، التي سوف تسرع بالتأكيد الاتجاه نحو الانفتاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات. ونحن من جانبنا نتابع باهتمام هذه الأحداث، وآفاق التعاون في هذا المجال مع أوزبكستان يعتبر واعداً لأسباب عديدة، ويمكنني تسمية بعضها:
أ- طبيعة التكامل بين اقتصادينا. في هذا المجال الجزائر، تملك خبرات معروفة في العالم وثروات بشرية عالية، ويمكن أن تقتسم مع أوزبكستان خبراتها ودرايتها. وعلى سبيل المثال يمكنني القول أن شركة النفط والغاز القومية "سوناتراك" هي دائماً ضمن أضخم الشركات العالمية في هذا القطاع، وتجاوزت الدورة التجارية لهذه الشركة الـ 35 مليار دولار أمريكي في عام 2017. وبفضل سياستها الجديدة، الموجهة نحو الخروج إلى أسواق دولية جديدة. والشركة موجودة فعلاً في العديد من البلدان، ويمكنها بناء شراكة مع شركة "أوزبكنيفتيغاز". ويمكن قول نفس ذلك فيما يتعلق بالقطاع الزراعي، وإنتاج الإلكترونيات والأجهزة المنزلية، حيث نملك طبقة نشيطة جداً من رجال الأعمال على المستوى الدولي، وتبحث عن إقامة علاقات شراكة منافع متبادلة.
ومن جانبنا يمكن للجزائر استخدام الخبرات الأوزبكستانية القيمة في مجال النسيج. وغيرها من النشاطات العملية، مثل: السياحة والحرف، التي يمكنها أن تثير اهتمام بلدنا أيضاً.
ب- السياسة الجديدة التي تتبعها الأجهزة الحكومية في بلدي لتنويع الاقتصاد الوطني، تشجع مجتمع الأعمال لدينا للبحث عن فرص استثمارية دولية جديدة. وفي هذا السياق، يمكن لأوزبكستان جذب انتباه رجال الأعمال لدينا بسهولة، وخاصة في تلك المجالات التي تحدثت عنها أعلاه.
ج- الموقع الجغرافي لبلدينا في مناطقهما. وفي هذه المناسبة، الجزائر تقع بالقرب من جنوب أوروبا، وكذلك هي بوابة للسوق الإفريقية جنوب الصحراء جنبا إلى جنب مع موقعها المركزي في المنطقة المغاربية. والحديث يدور كذلك عن حجم سوقها الداخلي وعن الاستثمارات الضخمة، المجذوبة للبنية التحتية للطرق، والموانئ والمطارات، وهو ما يجعلها قاعدة للخدمات اللوجستية الرئيسية في المنطقة، التي لديها مئات ملايين المستهلكين المحتملين. ونفس الشيء ينطبق على أوزبكستان، التي تقع في مركز المنطقة المتغيرة بسرعة آسيا المركزية، وخاصة مع تنفيذ المشروع الصيني طريق الحرير الجديد، والذي يمكن أن يكون جذاباً لمجتمع الأعمال الجزائري.
وكل هذه المزايا يمكن أن تكون فرصة ممتازة للشركات في بلدينا، كي تتطور على المستوى الدولي وتتكامل بفعالية أكثر في الاقتصاد العالمي.
وبالإضافة لذلك مشاركة شركاتنا في الأسواق والمعارض التي تنظم في البلدين، يمكن أن تسهل الصلات بين مجتمعات الأعمال. وبرأينا مشاركة أوزبكستان في السوق الجزائرية الدولية الـ 52 (FIA)، الذي سيجري في يونيه/حزيران من العام القادم، يمكن أن تكون فرصة ممتازة للتعرف على البضائع الأوزبكية ليس في السوق الجزائرية فقط، بل وفي عشرات الدول الإفريقية، والأوروبية، والآسيوية، والأمريكية، التي ستشارك في هذا الحدث.
ولكل هذه الأسباب أنا واثق ومتفائل جداً بمستقبل علاقاتنا الثنائية، وخاصة في المجالات الاقتصادية.
- هل هناك آفاق لتطور العلاقات الثقافية بين بلدينا.
- نعم، هذا من دون شك من المجالات التي يعتبر التبادل فيها أكثر انتظاماً وكثافة. وفي الواقع أوزبكستان دائماً تشارك في العديد من الأحداث الثقافية، المنظمة في الجزائر. وبدورها الجزائر أيضاً تشارك في الأحداث الثقافية المنظمة في أوزبكستان، ومن ضمنها مهرجان الموسيقى الشرقية في سمرقند، حيث شاركت فيه فرقة للموسيقى الشعبية الجزائرية في أعوام 2003، و2015، و2017. ومن وقت قريب، في أغسطس/آب 2018 شاركت فرقة الموسيقى الأندلسية (نوع من الموسيقى التقليدية) في مهرجان شهريسابز.
ومن أجل إعطاء دفعة أكبر لعلاقاتنا الثقافية والتبادل بين بلدينا، تقدمت سفارتنا بمبادرة بالتعاون مع لجنة العلاقات بين القوميات وصلات الصداقة مع الدوال الأجنبية لتأسيس جمعية صداقة جزائرية أوزبكية. واستقبلت هذه المبادرة بحرارة من قبل وزارة الخارجية.
الصور: م. جانغيروف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق