طشقند 16/10/2018 أعدها للنشر أ.د. محمد
البخاري
تحت عنوان "صراعات المياه في آسيا
الوسطى" نشرت صحيفة الخليج يوم 8/10/2018 مقالة كتبها: بول غلوب،
المتخصص منذ زمن طويل في المسائل العرقية والدينية في منطقة يوراسيا. نقلاً عن موقع: يوراسيا ريفيو، وجاء
فيها:
من المرجح أن تلجأ دول المنطقة إلى اتباع استراتيجيات
فردية، من شأنها جعل حدوث الصراع فيما بينها متكرراً و»من المرجح أن يستغرق التوصل إلى اتفاق بشأن المياه في
منطقة آسيا الوسطى، قدْراً كبيراً من الوقت، ولكن السعي إليه، يجب أن يبدأ الآن «.
والصراعات بين دول آسيا الوسطى على المياه أكثر تفجّراً
بكثير حتى من الصراعات بين المجموعات العرقية المختلفة، أو الصراعات الإقليمية،
كما يقول «سلطان بِك سلطان غالييف» (رئيس مركز أبحاث «ريسونانس» على
الإنترنت)؛ وسوف تزداد تلك الصراعات بسبب الاستخدام المفرط للمياه. وفي الواقع،
كما يكتب الصحفي «عسكر مؤمنوف» في صحيفة «سنترال آسيا مونيتور» القازاقية،
فإن أعداداً متزايدة من المحللين يتوقعون أن يقود الوضع إلى حرب كبرى بين دولتين
أو أكثر من تلك الدول خلال هذا القرن.
وفي الوقت الحاضر، لم تتمكن دول ما بعد الاتحاد
السوفييتي الخمس في المنطقة، من التوصل إلى أي شيء شبيه بالترتيبات التي كانت
قائمة في العهد السوفييتي، عندما كانت الدولتان اللتان تتمتعان بفائض مائي (وهما:
قرغيزستان، وطاجيكستان) توفران المياه لدول المصَبّ (وهي: قازاقستان، وتركمانستان،
وأوزبكستان) في الصيف، مقابل تدفق عكسي للطاقة في الشتاء.
وقد تفاقم غياب مثل تلك الترتيبات بفعل النموّ السكاني
السريع واستخدام المياه غير الرشيد وغير المسؤول، حيث تعتبَر تركمانستان الدولة
الأولى في العالم في انعدام الفاعلية في استخدام المياه، حيث يستخدم الفرد من
المواطنين، أو الشركات والأعمال فيها، ثلاثة عشر ضعفاً من كمية المياه التي
يستخدمها الفرد في الولايات المتحدة. ولا تقل الدول الأخرى في المنطقة عن ذلك
كثيراً.
ويشير «سلطان غالييف» إلى أنه نتيجة لذلك «حاولت
قرغيزستان، وطاجيكستان، استخدام مواردهما الطبيعية كأوراق مساومة على هيئة موارد
مياه للضغط على أوزبكستان، الأمر الذي لم يؤدِّ إلى أيّ نتيجة طيبة». ويمضي
قائلاً: إن تلك الدول لا تملك أي خيار سوى التفاوض، والقيام بذلك على الفور.
ويوافق «رافائيل ساتاروف»، وهو محلل سياسي قازاقي
آخر على ذلك، ولكنه متشائم إزاء احتمالات التوصل إلى اتفاق في وقت قريب. وفي الوقت
الحاضر، كما يقول، فإن المحادثات مجمدة؛ وعلى الرغم من الآمال والتوقعات، أخفقت
تغييرات الأنظمة في بعض هذه الدول في كسر الجمود.
ويشير عالِم سياسي قازاقي ثالث، هو «زاكسيليك سابيتوف»،
إلى أنه بدلاً من الاتفاق، من المرجح أن تلجأ دول المنطقة إلى اتباع استراتيجيات
فردية، من شأنها جعل حدوث الصراع فيما بينها متكرر الحدوث، كما أنها تعزز التصحر
وتهدد حتى بحدوث مجاعات في بعض الأماكن.
»فقد شهدنا
بالفعل كيف أدى التسابق على كسب أموال القطن السهلة في الحقبة السوفييتية، إلى
تدمير بحر الآرال تدميراً تامّاً تقريباً. ولذلك، فإن من الضروري في حل صراعات
المياه اليوم، النظر ليس فقط في الآثار الاقتصادية، بل في الضرر المحتمل إلحاقه
بالبيئة أيضاً.«
ويقترح «سابيتوف»، أن يكون للاتفاق المستقبلي، كثير من القواسم المشتركة مع الترتيبات السوفييتية، وإن يكن دون وساطة روسيا. وبسبب غياب أي طرف يمكن أن يلعب ذلك الدور، يقول «سابيتوف»، فإن التوصل إلى اتفاق يُرجَّح أن يستغرق قدْراً كبيراً من الوقت، ولكنه يضيف، أن السعي إليه، يجب أن يبدأ الآن.
ويقترح «سابيتوف»، أن يكون للاتفاق المستقبلي، كثير من القواسم المشتركة مع الترتيبات السوفييتية، وإن يكن دون وساطة روسيا. وبسبب غياب أي طرف يمكن أن يلعب ذلك الدور، يقول «سابيتوف»، فإن التوصل إلى اتفاق يُرجَّح أن يستغرق قدْراً كبيراً من الوقت، ولكنه يضيف، أن السعي إليه، يجب أن يبدأ الآن.
تعليق المعد على المقالة:
أعتقد أن هدف كاتب
المقالة هو التضليل لأنه تجاهل متعمداً نتائج الجلسة الموسعة التي عقدها مجلس
رؤساء الدول المؤسسة للصندوق الدولي لإنقاذ بحر آرال في العاصمة التركمانستانية
عشق آباد في آب/أغسطس عام 2018 بعد انتقال رئاسة الصندوق الدولي لإنقاذ بحر آرال إلى
تركمانستان، وشارك فيها أعضاء وفود: أوزبكستان، وتركمانستان، وقازاقستان،
وطاجيكستان، وقرغيزستان، ومندوبون عن المنظمات الدولية والمؤسسات المالية. وألقى خلالها
الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان كلمة أشار فيها إلى أهمية
القمة التي عقدت بعد قرابة 10 سنوات.
وتطرق فيها إلى تعمق
عواقب جفاف بحر آرال، وتعرض المنطقة المحيطة ببحر آرال للتصحر ونقص الموارد
المائية، وحدوث تغير مناخي جذري. وأشار إلى أهمية التعاون بين دول المنطقة مؤكدا
على ثقته بأن الصندوق الدولي لإنقاذ بحر آرال يستطيع توفير التوازن لمصالح كل دول
المنطقة.
كما وطرح بعض
الاقتراحات الخاصة بتطوير نشاطات الصندوق الدولي لإنقاذ بحر آرال وجذب الاستثمارات
الأجنبية إلى المنطقة وتطوير "الاقتصاد الأخضر" وإجراء الدراسات
العلمية والبحثية.
كما أكد رؤساء دول
آسيا الوسطى في ختام جلستهم على أن توفير الأمن والاستقرار في المنطقة يرتبط
بموضوع الاستفادة المشتركة من الموارد المائية حيث ستخدم القرارات الرشيدة بهذا
الشأن رفاهية شعوب دول المنطقة.
وفي ختام الجلسة أشار
الرؤساء خلال لقائهم مع وسائل الإعلام الجماهيرية إلى أهمية القمة ودورها في دخول
الصندوق الدولي لإنقاذ بحر آرال مرحلة جديدة للتنميه مؤكدين على أن الاقتراحات
المطروحة في القمة تخدم تطوير العلاقات متعددة الجوانب في سبيل رفع رفاهية شعوب
آسيا الوسطى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق