تحت عنوان "هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تفتتح فعاليات معرضها
الوثائقي في المتحف الحكومي لتاريخ التيموريين في أوزبكستان" نشرت جريدة الوطن في زاويتها ثقافة وفنون يوم 11/9/2014 تقريراً صحفياً جاء فيه:
يحمل شعار “عمان قريبة وإن كانت بعيدة”
ويبرز تاريخ عمان وموروثها الأصيل افتتحت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية المعرض
الوثائقي “عمان قريبة وإن كانت بعيدة” بالمتحف الحكومي لتاريخ التيموريين بجمهورية
أوزبكستان في حفل مميز حضره من السلطنة وفد ترأسه سعادة الدكتور حمد بن محمد
الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وبحضور سعادة محمد بن سعيد
اللواتي سفير السلطنة المعتمد لدى الجمهورية الأوزبكية بطشقند، وحضور كبير من
كبار الشخصيات وكبار المسؤولين والدبلوماسيين، والذي وصفه المسؤولون بالمتحف بأنه
أبرز حدث ثقافي يقام في اوزبكستان يحضى بهذا التميز والحضور الذي فاق التوقع،
وسيستمر حتى التاسع عشر من سبتمبر الجاري، وذلك بالتعاون مع سفارة السلطنة
بجمهورية اوزبكستان والمؤسسة الدولية لأمير تيمور والمتحف الحكومي لتاريخ
التيموريين.
رعى
حفل افتتاح المعرض معالي رستم عظيموف النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير
المالية بالجمهورية الأوزبكية وبحضور شرفي معالي عبد العزيز كاميلوف وزير
الخارجية وعدد من أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة الوكلاء وعدد من أصحاب
السعادة السفراء المعتمدين في جمهورية أوزبكستان ومسؤولي المنظمات الدولية
باوزبكستان، ومسؤولي الصندوق الدولي لأمير تيمور والمتحف الحكومي لتاريخ
التيموريين، وجانب من رؤساء الجامعات والمثقفين والمهتمين بالتاريخ.
بدأ
استقبال الضيوف بمعزوفات شعبية من الفرقة العمانية المشاركة في هذا الحدث التاريخي
الثقافي البارز، كما شاركت مجموعة من الفرق الموسيقية الأوزبكية بفنون شعبية
وفلكلورية رسمت ألحانا جميلة تعايش معها الحضور طوال فترة الإحتفال، وفي بداية
الحفل الرسمي عزف النشيد الوطني الجمهوري الأوزبكستاني والسلام السلطاني العماني،
وتقدم سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات
الوطنية لإلقاء الكلمة الافتتاحية للمعرض قال فيها “انه لمن دواعي سرورنا وعظيم
امتناننا وتقديرنا لحكومة اوزبكستان رئيسا وحكومة وشعبا لهذه الحفاوة البالغة
وللعلاقات المتنامية التي تسعى حثيثا نحو تعزيز دور الشراكة في مجالات التعاون
المختلفة بفضل التوجيهات السامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس
بن سعيد المعظم وأخيه فخامة الرئيس اسلام كريموف رئيس جمهورية
اوزبكستان”.
وأضاف
سعادته “انطلاقا من هذا التعاون تنظم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية معرضها
الوثائقي عمان قريبة وان كانت بعيدة ليحكي جانبا من الحضارة والتاريخ العماني
التليد واسهامات الانسان العماني في مختلف الحياة والحضارة الانسانية وللكشف عن
جانب هام من العلاقات المتميزة التي ربطت عمان بدول العالم يسودها المحبة والسلام
والإخاء وحسن التعامل وصدق الأداء واستمرارية النماء مما جعل علاقات سلطنة عمان
ذات ثوابت لا تحيد عنها تقوم على التسامح والاحترام”.
وقال “يؤكد المعرض العمق التاريخي والحضاري لعمان من خلال
الوثائق السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتنظيم الحياة الادارية وشؤون
المجتمع فضلا عن المخطوطات والعملات والطوابع والصناعات ومظاهر الحياة المختلفة
ويتناول المعرض الوثائقي جانبا واسعا من معالم ومظاهر النهضة المباركة التي تعيشها
سلطنة عمان بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم ـ حفظه الله
ورعاه ـ “.
بعدها قدم راعي المناسبة معالي رستم عظيموف النائب
الأول لرئيس الوزراء ووزير المالية بجمهورية أوزبكستان كلمة حول افتتاح المعرض
الوثائقي عمان قريبة وان كانت بعيدة قال فيها ” أن العديد من العوامل الهامة
كالروابط الدينية والحضارية والتاريخية والقيم المعنوية وأواصر الصداقة تجمع بين
شعبينا الصديقين، وإن الشعب والمجتمع الأوزبكي يكن احتراماً بالغاً للسلطنة وللشعب
العماني الصديق، إذ اننا نُعد السلطنة واحدة من الدول الهامة ليس في العالم العربي
والاسلامي فحسب بل وعلى الساحة الدولية.
وواصل عظيموف حديثه ”لاشك، بأن الإنجازات الملموسة
التي حققتها بلدكم خلال السنوات الأخيرة في المجالات السياسية والاقتصادية
والاجتماعية لهي دليل على سياسة الاصلاحات الحكيمة والناجحة التي تمت تحت رعاية
جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وهذه السياسة من شأنها رفع سمعة
السلطنة على الساحة الدولية وفي العالم الاسلامي، ويجعلها إحدى الدول الرائدة من
حيث سرعة النمو الاقتصادي في العالم الاسلامي وعلى المستوى الدولي”. وثمة العديد
من الجوانب التي تربط وتقرب كلا البلدين، للتعامل على أساس الاحترام المتبادل،
والروابط المشتركة في الدين الاسلامي الحنيف، والعادات والتقاليد والقيم ونمط
الحياة.
وأكد معالي رستم “أن الزيارة الرسمية التي قام بها
فخامة اسلام كريموف رئيس جمهورية اوزبكستان إلى سلطنة عمان في شهر أكتوبر
عام 2009م، والمحادثات المثمرة التي عقدها مع حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس
بن سعيد، فتحت صفحة جديدة في التعاون والعلاقات التاريخية بين بلدينا، وأنا
على ثقة بأن معرض “عمان قريبة وإن كانت بعيدة”، والذي يقام اليوم لأول مرة ليس في
منطقة آسيا الوسطى بل في قارة آسيا ككل، سيكون خطوة هامة في تعزيز أواصر الصداقة
القائمة بين الشعبين الصديقين، فضلا عن تطوير توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية
والعلمية والثقافية بين بلدينا المبنية على المصالح المشتركة.
وقال
رستم “كما أن إقامة هذا المعرض في المتحف الحكومي لتاريخ التيموريين له
أهمية خاصة،لأن هذا المتحف يحكي الصفحات المشرقة في تاريخ شعبنا، التي ذاع صيتها
خلال عهد نهضة أسرة التيموريين وكما قال فخامة رئيس دولتنا: ”ينعكس في هذا المتحف
ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا العظيم كما المرآة”. وسيعرض في هذا المعرض الوثائق
والصور التي تعبر عن التاريخ والحضارة والاقتصاد العماني وعادات وتقاليد شعبها،
حيث سيتمكن زوار المعرض الاطلاع على تاريخ الشعبين عن كثب، ولمثل هذه المعارض تحمل
أهمية بالغة في سبيل توطيد أواصر الصداقة بين الشعوب، وأعتقد أن هذا المعرض سيبعث
على اهتمام سكان وضيوف طشقند”.
بعدها
توجه راعي الحفل معالي رستم عظيموف النائب الاول لرئيس الوزراء وسعادة
الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لقص
شريط الدخول اعلانا بافتتاح المعرض الوثائقي العماني “عمان قريبة وإن كانت بعيدة”،
حيث تجول راعي المناسبة وضيوف الشرف والحضور في مختلف أركان المعرض للتعرف على
مكنوناته من الوثائق التي تمثل بعدا تاريخيا من عمان التي تجسد بكل ما تختزنه من
الوثائق والمخطوطات كنزا ثمينا يوصول رسالة هامة حول بعدها التاريخي ومدى اهتمامها
فيه، وامكانية اتاحة هذا المخزون للباحثين والمهتمين من كل انحاء العالم.
وبعد
أن تجول راعي المناسبة في المعرض الوثائقي، شكر السلطنة حكومة وشعبا على الجهود
الكبيرة على اقامة هذا المعرض وخص بذلك هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، كما أكد
على عمق الترابط بين البلدين الصديقين، والذي سيكون لها الأثر الأكبر في التعاون
بيهما على مختلف الأصعدة، بعدها تم تبادل الهدايا التذكارية بين ممثلي مؤسسات
البلدين.
وقد
عرضت مجموعة قيمة من الوثائق العمانية وبعض من الوثائق الدولية التي تحكي جانبا من
التاريخ العماني التليد، والتي تتحدث عن مواضيع مختلفة في الجوانب الاقتصادية
والسياسية والاجتماعية وفي فترات زمنية وحقب تاريخية مختلفة، كما عرض مجموعة من
الصور والتي تبين العلاقات العمانية الأوزبكية منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين
البلدين الصديقين وكذلك مجموعة من الصور لبعض ولايات ومحافظات السلطنة وأبرز
المعالم الأثرية والسياحية فيها، كما عرضت مجموعة من التراثيات الشعبية العمانية
القديمة من فضيات وسعفيات وملابس تقليدية تبين الزي العماني التقليدي، حيث يهدف
المعرض الى ابراز المخزون الوثائقي العماني واطلاع الباحثين والدراسين
والأكاديميين وطلبة الجامعات بمختلف تخصصاتهم على الموروث الحضاري لعمان في مختلف
الجوانب لتعريفهم بالامتداد التاريخي وعمق التواصل العماني، والذي يؤكد على قيمة
الوثيقة العمانية وأهميتها التاريخية لتتعرف المجتمعات الخارجية بأهمية الوثيقة
العمانية للدراسات والبحوث.
الجدير
بالذكر أن سلطنة عمان دائما ما تبني علاقاتها على الأسس الراسخة والمنبثقة من
النهج الذي يتماشى مع طبيعة الشخصية العمانية الميالة إلى السلام والتعاون
والتلاقي مع الآخر على النقاط المشتركة التي يمكن البناء عليها لتعزيز مصالح كافة
الشعوب وتقوية العلاقات البينية مع كافة بلدان العالم، ولجمهورية أوزبكستان روابط
ذات خصوصية متفردة تتيح مزيدا من الموثوقية في علاقاتها مع السلطنة فهي ذات وشائج
تاريخية وجغرافية، ودينية وقومية، فهي من الدول التي لها علاقات خاصة بالسلطنة من
حيث كونها بلدا له تاريخا عريقا يتوغل ضمن التاريخ الإسلامي ويستقر في نفس كل مسلم
بأسماء مدنه الشهيرة مثل بخارى وسمرقند وطشقند وخوارزم، وبأسماء علماء أفاضل أثروا
في التاريخ الإسلامي بجهودهم العلمية والبحثية مثل البخاري والخوارزمي
والبيروني والنسائي وابن سينا والزمخشري والترمذي
وغيرهم من أعلام الإسلام الذين تتداول أسماؤهم معظم كتب التاريخ المعروفة.
المتحف الحكومي لتاريخ التيموريين.
تقسم
هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية معرضها الوثائقي في واحد من أشهر المعالم
الثقافية والتاريخية في أوزبكستان وعلى مستوى آسيا الوسطى، حيث تم تأسيس متحف
التيموريين بمبادرة من فخامة الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية اوزبكستان
بمناسبة ذكرى مرور 660 عاما على ميلاد الأمير تيمور.
وقد
أصدر مجلس وزراء جمهورية اوزبكستان مرسوماً بانشاء وتأسيس المتحف عام 1996م، بهدف
دراسة تاريخ التيموريين والتعرف على الثقافة التي سادت في عصرهم، وكذلك من أجل
تربية الأجيال الناشئة على احترام الموروث الغني لأجدادنا العظام، وبث روح
الاستقلال الوطني في مخيلتها وفكرها.
ويقيم
المتحف الأبحاث العملية والعلمية بمساعدة الأولويات الرئيسية كالفنون والتاريخ
والثقافة والمعرفة، ويعمل كذلك على تعريف الدول في انحاء العالم على تاريخ العصر
التيموري، بالإضافة الى جمع المعلومات عنهم عن طريق اجراء الحفريات والمصادر
المختلفة كجمع الوثائق والمخطوطات النادرة التي كتبت في ذلك العصر.
وساهم العصر التيموري مساهمة كبيرة في تطوير الثقافة
والفنون العالمية، وستقيم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في سلطنة عمان بالتعاون
مع سفارة السلطنة في طشقند والمتحف الحكومي لتاريخ التيموريين معرضاً في مقر
المتحف،الذي من شأنه أن يعمل على تعريف المواطنين والزائرين للمعرض على العادات
والثقافة والتاريخ في البلدين، وكذلك ترسيخ علاقات الصداقة بينهما.
تفاصيل المعروضات
وتم
انتقاء العديد من الوثائق القيمة والتي تشكل أهمية تاريخية لعمان من خلال علاقاتها
مع دول العالم كبريطانيا وفرنسا وأمريكا وألمانيا، والدولة العثمانية والعديد من
دول العالم، كما تتناول بعض الوثائق المراسلات بين أئمة وسلاطين عمان وقادة دول
العالم في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية وهناك وثائق تعرض
تمثل الوجود العماني في شرق أفريقيا من خلال مراسلات سلاطين زنجبار أيضا مع قادة
دول العالم المختلفة في جميع المجالات، وتم انتقاء مجموعة من الوثائق تبين طبيعة
الحياة الاجتماعية في عمان أو في شرق أفريقيا من خلال المراسلات بين السلاطين
والمواطنين أو بين المواطنين بعضهم ببعض، ويرجع تاريخ أقدم الوثائق التي تعرضها
الهيئة إلى بدايات عهد دولة اليعاربة في فترة الإمام ناصر بن مرشد والإمام سلطان
بن سيف والأئمة الآخرين الذين تعاقبوا على حكم عمان بالإضافة إلى فترة أئمة
وسلاطين عمان، وهناك مجموعة من الخرائط القديمة توضح امتداد نفوذ الإمبراطورية
العمانية في المنطقة وشرق أفريقيا، ومجموعة من المخطوطات القديمة لمؤلفين عمانيين
في مختلف المجالات كالأدب والفقه والفلك وغيرها، وعدد من الصور عن عمان قديما
وحديثا كذلك تعرض صور لجولات وزيارات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد
المعظم في مختلف ولايات السلطنة، وصور لاستقبالات صاحب الجلالة السلطان قابوس
بن سعيد المعظم لرؤساء الدول، وصور لبعض ولايات ومحافظات السلطنة وأبرز
المعالم الأثرية والسياحية فيها، وصور لجوانب التطور التي شهدتها السلطنة في
المجالات العلمية والهندسية والزراعية ودور المرأة في دفع عجلة التطور والنمو،
كذلك صور لمختلف الفنون الشعبية والحرف التقليدية في مختلف ولايات السلطنة، كما
خصص ركن للعملات والطوابع البريدية بالإضافة إلى ركن خاص لعرض وثائق الأصول،
واخبار عمان في الصحف والمجلات العالمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق