تحت
عنوان "محاضرة عن «ملابس وأقمشة تركستان» بمتحف الفن الإسلامي بالدوحة"
نشرت آسيا الوسطى من الدوحة يوم 21/5/2014 خبراً جاء فيه:
قام متحف الفن الإسلامي مساء أمس بقاعة المحاضرات بالدوحة، بتنظيم محاضرة
عن «ملابس وأقمشة تركستان» تحدثت خلالها د. إكاترينا إراماكوفا، من
متحف موسكو للفنون الشرقية، أدارت النقاش، غالينا لاسيكوفا، أمينة مجموعة
المنسوجات بمتحف الفن الإسلامي.
وألقت المحاضرة الروسية الضوء على ملابس القرن التاسع عشر والقرن العشرين
لمنطقة تركستان، مركزة على مدينة بخارى.
وعززت الأكاديمية من متحف موسكو للفنون الشرقية مداخلتها بصور
فوتوغرافية وأخري بيانية، خصوصًا لتصاميم الملابس.
وأظهرت إكاترينا بعض القمصان الفضفاضة التي تغطي كامل الجسد،
مشيرة إلى أنه كان يتم ارتداؤها سواء من قبل العرسان والطلاب أو المصلين الذين
يريدون تأدية الصلاة، وأن تصميمها كان عموديًا، فضلاً عن اللباس اليومي مثل «الجابا»
وهو من الحرير ويتم ارتداؤه في الصيف و«يلك» للشتاء نظرًا لإمداده الجسم
بالحرارة اللازمة، ثم لباس «جاكمان» وهو متين وعادة ما يتم استخدامه من
أوبار وجلد الجمال ومعروف بمقاومته للمياه.
وذكرت المتحدثة أن النساء في أوزبكستان كن ينسجن اللباس بأنفسهن، أما
بالنسبة للباس الرجال، فأشارت المحاضرة، إلى أنها كانت من أثواب تدعي «ألجكا»،
وغالبًا ما تكون ألوانها داكنة، مبينة مراحل صناعة لباس هذه المنطقة من العالم.
وأظهرت إكاترينا، للجمهور الذي تابع محاضرتها بعض الصور، ثوب
«بقصاب»، وهو اسم محلي لبعض الملابس في منطقة «خالا» بألوان متعددة،
مبرزة أن أهل هذه المنطقة كانوا يرتدون الثياب المزركشة، وأن فنانين روس مثل
الرسام ميخائيل جايدوكيفيتش رسم في لوحاته ملابس من منطقة «شيخونا».
وعرجت الباحثة الروسية على أنواع بعض الأنسجة مثل نسيج «الأضراس»
زاهي الألوان في آسيا الوسطى، حيث يتم قص الأنسجة بشكل يشبه قوس قزح.
وانتقلت للحديث عن مناطق «فرغانه» ثم «مارغيلان»،
معرجة على مصانع النسيج فيها وهي عائلية تتم فيها عملية الصنع يدويًا، ذاكرة
تفاصيل تحضير النسيج، بدءًا من جلب الحرير من الشرنقات وعملية الرسم وفصل الخيوط
بعضها عن بعض وصولاً إلى عملية الصباغة التي وصفتها بالمعقدة. وقالت إكاترينا
إراماكوفا، إن اللون «أنديجو» وهو الأزرق، محبب في هذه المناطق، ثم
اللون الأصفر ويتم استخدام نباتات أخرى من أجل الحصول عليه ثم استخدام الرمان
للألوان الداكنة، وعندما كثر الإنتاج تم اللجوء إلى الأصباغ الصناعية، لافتة إلى
أن «ترانجي» هي الصباغة الأعلى سعرًا نظرًا لجودتها وندرتها، لتصل إلى
عملية النسيج بوضع الخيوط في الآلة وبعده نقعه بمحلول خاص من أجل الحفاظ على بهائه
ورونقه. لتنتقل بعدها إلى الحديث عن بعض الصور للأسواق الشعبية المختصة بالأثواب.
أما الثوب الأغلى سعرًا بحسب المتحدثة، فهو ما يطلق عليه «بخمل»،
نظرًا لكونه مصنوعًا من الحرير، مبينة خيمة من بخارى لأحد الأمراء مصنوعة من هذا
النوع من النسيج.
ونوهت إكاترينا إراماكوفا، أن رجال هذه المناطق عادة ما يضعون
حزامًا على ملابسهم كنوع من الوجاهة والمكانة الاجتماعية، فضلاً عن تطريز ملابسهم
بخيوط الذهب واستعمالهم للقبعات المقببة.
وقالت إكاترينا إراماكوفا، في القرن العشرين تم استبدال
القلنسوات المصنوعة يدويا بأخرى، وأن التقاليد كانت تفرض وضع القلنسوات المصنوعة
من خيوط رفيعة، وكلها كانت لها رسوم معينة.
أما الأحذية، بحسب المتحدثة، فكانت متنوعة ومن أشكال متعددة، وهو ما
بدا خلال الصور التي استعرضتها، فضلاً عن استعمالاتها المختلفة.
وأشارت الباحثة الروسية، إلى أن لباس النساء في بخارى كان منه الخاص
بالمناسبات ثم للأيام العادية. كما أن العروس كانت تغطي يديها، مشيرة إلى أنه في
القرن 19 استخدم «كربوس» وهو من النوع الجيد، ويسمى «مونيا ساكي» وهي
التسمية المناسبة في تركمانستان وهو خاص بالنساء.
وكشفت المتحدثة أن للجثة لباسًا خاصًا وتحظى به فيما بعد غسل الميتة،
فضلاً عن ابنتها التي كان بإمكانها لبسه شريطة أن تبيتها خارجًا تحت النجوم لطرد
الأرواح، بحسب عادات تلك المناطق.
وقالت المتحدثة خلال الفترة السوفيتية: "كان يمنع لبس
الملابس التقليدية للسيدات"، في إشارة إلى أن اللباس المحتشم، الذي سعي
النظام السوفيتي البائد جاهدًا من خلاله لطمس هوية الأقليات.
وكان للأطفال بدورهم لباس خاص بهم، إذ أنه كان لمهد الرضيع عناية
خاصة بألوان فاتحة تسر الناظرين بتطريز خاص، ونوهت أخيراً إلى أنه كان لكل أقلية
عرقية لباسها الخاص، وأن الاختلاف كان صغيرًا وفي تفاصيل صغيرة ودقيقة.
وذكرت جالينا لاسيكوفا، أمين مجموعة المنسوجات، أن متحف الفن
الإسلامي يملك مجموعة من الأنسجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق