العلاقة
الاقتصادية مع أوزبكستان
طشقند 25/1/2019 أعدها للنشر أ.د. محمد
البخاري
تحت عنوان "العلاقة الاقتصادية مع
أوزبكستان" نشرت جريدة الرياض يوم 22/12/2018 مقالة كتبها: د.
عبد الله الفرج، وجاء فيها:
هذه ليست المرة الأولى التي
أكتب فيها عن أوزبكستان. فقد سبق وأن كتبت عام 2011 عن آفاق العلاقة بين المملكة
وهذا البلد العزيز علينا - وذلك بعد الزيارة التي تمت إلى طشقند، ضمن فعالية
اللجنة الحكومية السعودية - الأوزبكية المشتركة. وقتها أشرت إلى أن أوزبكستان أقرب
ألينا مما قد نتصور: فالبخاري والترمذي والخوارزمي والبيروني؛ والعديد من كوكبة
الرواة والعلماء والمراجع المسلمين قد جاءوا من هناك. ولذلك فليس غريبًا أنه عندما
تحل بأهله المحن أن يهاجروا إلى بلد الحرمين - الذي يجدون أبوابه مفتوحة على الرحب
والسعة منذ عهد المؤسس تغمده الله برحمته. ولهذا نشأت العوائل السعودية ذات الأصول
الأوزبكية، الذين يعملون بنجاح في العديد من المجالات المهمة في المملكة كقطاع
الأعمال والتعليم وغيرها.
من ناحية أخرى فإن هذه
العلاقة الروحية والعائلية لم تجد لنفسها بعد ترجمة في المجال الاقتصادي وبالشكل
الذي يطمح له كلا البلدين. فحجم التبادل التجاري بين المملكة وأوزبكستان لا يزال
متواضع جدًا ولم يتعد عام 2016 أكثر من 27,9 مليون ريال سعودي؛ كما أن عدد السياح
السعوديين الذي يسافرون إلى أوزبكستان لا يزال غير كبير 800 سائح تقريبًا- وهذا لا
يتناسب مع التطور الذي يشهده اقتصاد المملكة واقتصاد أوزبكستان. فالناتج المحلي
الإجمالي لهذه الأخيرة حقق في النصف الأول من هذا العام معدل نمو جيد نسبته 4,9 %،
بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي 2017. وهذا النمو جاء نتيجة التطور الذي
شهدته كافة قطاعات الاقتصاد بما فيها الصناعة التي نمت بنسبة 6,1 % والزراعة بنسبة
2,7 %.
إن المنتجات الزراعية
الأوزبكية مثل اللحوم والمكسرات والخضروات والفواكه وغيرها مشهود لها بالجودة
أينما وجدت في الأسواق التي تتعامل مع أوزبكستان كالفضاء السوفيتي السابق. ولهذا
فإن هناك فرصة لتسويق هذه المنتجات في بلدنا. الأمر الأخر هو خصوبة التربة في
أوزبكستان، ولذلك فإنه يمكن لرؤوس أموالنا أن تتدفق على هذا البلد وتوظف نفسها في
مشروعات مشتركة في العديد من أوجه النشاط الزراعي.
الأمر
الآخر هو السياحة التي يمكن أن تصبح مجالًا للاستثمار المشترك -خصوصًا وإن هناك
خطا مباشرا بيننا وبين طشقند. فهذا البلد يمكن أن يصبح وجهة نادرة للسياح
السعوديين من كافة فئات العمر. فهناك السياحة الترفيهية التي يمكن أن تصبح منافسة
للعديد من المناطق السياحة العالمية إذا ما تم تطوير صناعتها. كما أن هناك السياحة
الأثرية الإسلامية في بخارى وسمرقند وغيرها- فهذه البقاع أو المتاحف الإسلامية
الطبيعية سوف يحبها السعوديون وتصبح لهم وجهة يعودون إليها أكثر من مرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق