طشقند 24/11/2018 أعدها للنشر أ.د. محمد
البخاري
تحت عنوان "طريق الحرير.. أقدم رحلة
أسطورية" نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة الخليج الاقتصادي يوم
24/11/2018 مقالة أعدها: قرشي عبدون،
وجاء فيها:
أوزبكستان على سبيل المثال أضحت تسجل ارتفاعاً بنسبة 40%
على أساس سنوي في قطاع السياحة، وحققت العاصمة باكو انتعاشاً بعد الركود الذي
أصابها بعد العهد السوفييتي لتحتل مركزاً وسط اسرع الوجهات السياحية نمواً في
أوروبا ووسط آسيا. فالنمو كان ينضج على نار هادئة لعدة سنوات، أما الآن فقد أصبح
يغلي.
وطبقا لجون بيلباي، مؤسس «وايد فورنتيرز» للرحلات
السياحية الراقية، فإن المنطقة بدأت تتشكل استجابة لرغبات الناس المولعين برؤية
المناطق البعيدة كل البعد، لتميزها بالأصالة والطبيعة البكر والمسارات غير
المألوفة.
ومن جانب آخر، تقوم الشركة بمساعدة المسافرين على السفر
عبر طريق الحرير، ولكن استكمال الرحلة من بدايتها حتى نهايتها قد يستغرق من 6
أسابيع إلى 3 أشهر.
شيآن الصينية
تشتهر شيآن بمعلم «جيش الطين» الرمزي لدى معظم السياح،
إلا أن هناك أكثر من ذلك، إذ ينصح الزوار بالبدء من سوق «تانغ وست ماركت»، الذي
يقال عنه إن البداية التاريخية لطريق الحرير القديم كانت منه، حيث أصبح اليوم
مركزاً للتسوق لكل الأشياء، من الخناجر العتيقة إلى الأدوات النحاسية المرصعة
بالجواهر،كذلك قم بزيارة سريعة لمتحف «تانغ وست ماركت» الذي يضم أحد أكبر المعارض
الأثرية من كل أنحاء طريق الحرير، ومن ثم شق طريقك إلى حي المسلمين بالمدينة، حيث
تصطف المحال التجارية التقليدية وأكشاك بيع الطعام بالأزقة الضيقة المتلاصقة.
تحل بروح المغامرة وتذوق الأطعمة التي لم تتذوقها من قبل
وقم كذلك بزيارة منطقة «شانبا» الإيكولوجية للوقوف على الجانب الحديث من المدينة،
وهي أرض تم تحويلها إلى منطقة حضرية جديدة متلألئة، فهو مركز بؤرة شيآن، الذي يضم
متنزها ضخما ومثاليا لركوب القوارب ومراقبة الطيور.
فن العمارة الأوزبكية
لا تزال المدن الأزبكية العتيقة باقية على حالها بشكل
ملحوظ جنبا إلى جنب بزخارفها وآثارها المثقلة بالفسيفساء، ونتيجة لذلك، فإن هذه
الدولة تمتزج بطبقات من الإرث الديني والمعماري ومزيج عالمي من التقاليد الثقافية
التي تشكلت على مدى آلاف السنين.
ووفقا ل «بيلباي»: تعتبر الفنادق ذات الخدمات الراقية منحى جديداً نسبياً في أوزبكستان، فقد كان هناك تنام في أماكن الإقامة الفاخرة المدسوسة في نزل القوافل القديمة، كان التجار القدماء يعملون ويقيمون بها في كل من «سمرقند» و«خيوا» القديمتين والمسورتين، وتستغرق رحلة أوزبكستان لرؤية جميع معالمها الحضارية والتاريخية 7 أيام.
ووفقا ل «بيلباي»: تعتبر الفنادق ذات الخدمات الراقية منحى جديداً نسبياً في أوزبكستان، فقد كان هناك تنام في أماكن الإقامة الفاخرة المدسوسة في نزل القوافل القديمة، كان التجار القدماء يعملون ويقيمون بها في كل من «سمرقند» و«خيوا» القديمتين والمسورتين، وتستغرق رحلة أوزبكستان لرؤية جميع معالمها الحضارية والتاريخية 7 أيام.
تقع هذه المدينة القديمة التي أسست قبل 2500 عام 200
ميلا جنوب العاصمة، حيث يستطيع الزوار رؤية مدينة «افروسياب» التي سلبها «جنكيز
خان» في القرن الثالث عشر. متع ناظريك بسير الحياة اليومية فيها ومشاهدة بيوتها
المبنية من الطين في الساحة القرن أوسطية، وقم بزيارة المعالم المدهشة مثل مسجد
«ريجستان» الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر، ومن ثم انطلق إلى «بخارى»
الزاخرة بالمباني القبابية ذات الألوان الزرقاء المتلألئة، والمساجد المزخرفة
والحصون القديمة وطبقات من التاريخ المتراكم. إنها إحدى أفضل المدن القرن أوسطية
التي تم الحفاظ عليها في المنطقة، بجانب عدد من المعالم الأثرية الهامة، مثل
المعلم الهندي «تشار مينار» الذي يتميز ب 4 منارات توجد في مواقع قريبة عن بعضها.
ولو كان لديك متسع من الوقت، قم بزيارة خوارزم، المحطة
الأخيرة في الرحلة، حيث تعتبر نموذجاً للتخطيط الحضري الإسلامي التقليدي، فحصن
«ايتشان قلعة» القديم الذي يعود تاريخه إلى 200 سنة والموجود في وسطها سيسافر بك
إلى الماضي.
مغامرات أذربيجان
في حين تدعي وجهات عديدة في طريق الحرير أنها
النقطة التي يلتقي فيها الشرق مع الغرب، إلا أن أذربيجان هي صاحبة الموقع الجغرافي
الأفضل الذي يسمح لها بنيل هذا اللقب.
تظل أذربيجان المكان الذي تتقارب فيه العقول
من جميع الأماكن البعيدة، وتماماً كما في العصور القديمة، وإن كانت هذه العقول
مهتمة هذه الأيام بتنقيب البترول والتسوق في المال التجارية العصرية، أكثر من
اتجارها في السلع.
تشبه العاصمة باكو في بعض جوانبها مدينة دبي،
حيث تزخر بالمعالم التاريخية القديمة في جانب والحياة العصرية في جانب الآخر، ومع
ذلك، فإن رحلات المغامرات التي تستغرق يوماً واحداً بانتظار هواة الأنشطة الخارجية
في الهواء الطلق، حيث تعتبر تجربة فريدة لا تفارق الأذهان. تستغرق الرحلة إلى
أذربيجان 5 أيام.
تفرد المباني المعمارية لباكو تاريخ العاصمة
كصفحات كتاب، حيث تعج شوارع المدينة الإسلامية القديمة المتعرجة، المدرجة على
قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، بالمباني الحجرية المتلاصقة التي يعود تاريخها
إلى القرن الثاني عشر، ولا تزال بعض نزل القوافل الأصيلة تقف كشواهد، حولت إلى
أماكن لتناول العشاء.
قامت الإمبراطورية الروسية في ذات الوقت ببناء
ضواحي المدينة ذات المباني الباروكية والقوطية المثيرة والمباني العصرية الضخمة
المصطفة، والشوارع العريضة المرصوفة للتنزه مشياً على الأقدام.
أما وسط المدينة فيضم ناطحات السحب المستقبلية،
لو شعرت بالإرهاق الضيق بسبب هذه التناقضات، يمكنك التنزه مشياً على طوال الواجهة
المائية التي توفر نقاط جذب وفيرة تلائم حاجة الباحثين عن التسكع وتبعث على
الاسترخاء.
من ثم اخرج من المدينة، حيث تستطيع التنزه على
بعد 40 ميلا جنوبا من ميناء آلات الجديد، على متن زورق بخاري جميل عبر بحر قزوين
وصولا إلى كازاخستان أو تركمان في تركمانستان، وادخر بعض الوقت وقم بزيارة متنزه
«جوبوستان» الوطني، حيث يوجد على بعد ساعة بالسيارة في الاتجاه الجنوبي من باكو،
حيث الصخور المنقوشة التي يعود تاريخها من 5 آلاف إلى 20 ألف عام، فضلا عن البرك
البركانية الطينية التي يغطس فيها الناس لما لها من خصائص علاجية من بينها علاج
البشرة.
يستحق طريق الحرير - الأقدم في العالم - زيارة محطاته
الرئيسية وذلك بفضل المشروع الاستثماري المرتقب تنفيذه بمبلغ يتجاوز التريليون
دولار، على رأسه مبادرة الطريق والحزام الصينية التي خصصت مبلغ 800 مليار دولار
لربط البلدان الممتدة بين شرق آسيا وأوروبا. فسلسلة المسارات التي كانت تعتبر
مسارات أسطورية في يوم من الأيام بربطها المدن من «كاشغار» إلى «بارو» وصولاً إلى
القسطنطينية والتي بزغت في فجر العصر المشترك وانهارت مع سقوط إمبراطورية المغول
في مطلع القرن السادس عشر، أصبحت الآن تولد من جديد كشبكة من الطرق السريعة والسكك
الحديدية والمطارات التي تربط 65 بلداً.
أضف إلى ذلك تحسن إجراءات السلامة وسهولة الحصول على التأشيرات، والمدن المليئة بالأسواق في وسط آسيا حيث يمكن الوصول إليها بيسر أكثر من أي وقت مضى. وهذا يعني توفر كنز من الوجهات الجديدة التي يمكن استكشافها بالنسبة لعشاق السفر، حيث انتصبت بعضها وسط الصحراء بين ليلة وضحاها، والبعض الآخر كانت خارج الخارطة السياحية لفترة زمنية طويلة.
أضف إلى ذلك تحسن إجراءات السلامة وسهولة الحصول على التأشيرات، والمدن المليئة بالأسواق في وسط آسيا حيث يمكن الوصول إليها بيسر أكثر من أي وقت مضى. وهذا يعني توفر كنز من الوجهات الجديدة التي يمكن استكشافها بالنسبة لعشاق السفر، حيث انتصبت بعضها وسط الصحراء بين ليلة وضحاها، والبعض الآخر كانت خارج الخارطة السياحية لفترة زمنية طويلة.
شمال اليونان
يأتي هواة التاريخ إلى اليونان قاصدين زيارة المواقع
الأثرية الشهيرة، أما أسباب الشهرة الأخرى فهي أن البلاد كانت بمثابة النقطة
الأولى لطريق الحرير، والتي يرجع تاريخها إلى غزوات الاسكندر الأكبر في القرن
الرابع قبل الميلاد، حيث لا تزال بؤر هذا الإرث موجودة في الشمال، في مثل هذه
الوجهات التي لا تتمتع بزيارات تذكر، من بينها، فرجينا وسوفلي.
لقد بدأ الناس يتداولون قصة طريق الحزام والطريق كقصة مهمة هنا في شمال اليونان، لاسيما في «بيرايوس»، بوصفه ميناء مفعماً بالحياة منذ العصور القديمة، حيث تم شراؤه من قبل الصين في 2006، وبالتالي تم بناؤه ليكون أحد المراكز البحرية الأكثر ازدحاماً في أوروبا وقد تضاعفت حركة الحاويات في الميناء إلى أكثر من 4 مرات منذ عام 2010 تستغرق رحلة اليونان حوالي أسبوع.
لقد بدأ الناس يتداولون قصة طريق الحزام والطريق كقصة مهمة هنا في شمال اليونان، لاسيما في «بيرايوس»، بوصفه ميناء مفعماً بالحياة منذ العصور القديمة، حيث تم شراؤه من قبل الصين في 2006، وبالتالي تم بناؤه ليكون أحد المراكز البحرية الأكثر ازدحاماً في أوروبا وقد تضاعفت حركة الحاويات في الميناء إلى أكثر من 4 مرات منذ عام 2010 تستغرق رحلة اليونان حوالي أسبوع.
تتمتع فرجينا التي كانت مستوطنة من الألفية الثالثة قبل
الميلاد بالمعالم التاريخية الجاذبة، حتى بالمقاييس اليونانية، حيث كانت العاصمة
الأولى لمقدونيا القديمة، ما جعلها مكاناً للمدرجات الرومانية المذهلة. أما في
الشرق فتوجد سالونيك، وهو مركز حضري مزدهر كان بمثابة مركز شحن قديم للحرير
والتوابل.
ويمكنك التنزه عبر مديانو، وهو سوق المدينة الذي يتوجه
إليه عشاق الطعام، متذوقين جميع الأطعمة اللذيذة التي تقدمها مطاعمها، حيث ستكتشف
فيما بعد لماذا تعتبر فرجينا عاصمة اليونان للذواقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق