تحت عنوان "الطريق
للوطن" نشرت وكالة أنباء Jahon نقلاً عن صحيفة
"سمرقند فستنيك"، يوم 9/7/2014 مقالة جاء فيها:
ولكن المصير المدهش
لهذا الكتاب القديم ينطوي على تاريخ مذهل حتى عودته إلى سمرقند، فقبل مئات السنين
خطت يد عبد الله طباخ الهراوي سطوره المبدعة على صفحاته، ونقط بأرقى
الكتابات العربية. ويرتبط عودة هذه التحفة التاريخية إلى أوزبكستان مباشرة بافتتاح
الشركة الأوزبكستانية البريطانية الدولية الشركة المساهمة المحدودة، منشأة British American Tobacco Uzbekistan المشتركة في
أوزبكستان، والتي كان من أسس مبادئ شراكتها الإسهام في التطور الاقتصادي
والإجتماعي في أوزبكستان، ودعم المشاريع البيئية، والفنية، والثقافية، والمساعدة
على حفظ التراث التاريخي. وقدمت إدارة المنشأة لأوزبكستان وللمدينة العريقة هدية
فريدة، فقد اشترت مخطوطة عبد الله الهراوي من مكتبة المتحف البريطاني
وأعادتها إلى وطنها.
وعندما احتفلت سمرقند
للمرة الأولى بيومها بتاريخ 18/10/1997، وجدت المخطوطة التي سبق وتناقلتها الأيدي
من يد إلى يد خلال سنوات طويلة مأوى لها. وبتاريخ 4/11/1997 وبمراسم احتفالية سلمتها
إدارة المدينة لاتحاد سمرقند الحكومي للمتحف التاريخي والعمراني والفني والمحميات.
وفي عام 2003 كان
لمجمع ريغستان شرف تقديم المخطوطة في قرآن خانة، بالمعرض الذي حمل الاسم الرمزي
"روائع المخطوطات الشرقية". وبعد ترميم وتجديد متحف ميرزة ألوغ بيك
أخذت المخطوطة مكانتها اللائقة بين معروضاته، إلى جانب إبداعات وأعمال علي
كوشتشجي، الكرة الأرضية، والأسطرلاب، وخريطة نجوم السماء لعالم الفلك العظيم.
وبقيت المخطوطة بحالة
جيدة، والسطور المنسابة على صفحاتها أشبه بأشكال معقدة، ولكن بدقة متناهية. وامتلأت
الصفحة الأولى من المخطوطة بكتابات ذهبية لرئيس مجموعة شركة British American Tobacco Uzbekistan،
لورد كيرنس. وزين أعلى كل صفحة من صفحاتها بنقوش نباتية ملونة. وفي بداية
ونهاية إبداعه كتب الخطاط "خطها عبد الله الهراوي. رمضان عام 855 هـ
(1451م) كملاذ للسلام والهدوء لسمرقند، ليحميها الله من كل الشرور"،
"خطت في سمرقند ليحفظ الله هذا الكتاب".
وتجدر الإشارة إلى أن
عدد صفحات المخطوطة يبلغ أكثر من أربعمئة صفحة. ولهذا يمكننا تصور كم يوماً وليلة،
وكم من قوة ومثابرة، والأهم كم من مهارة احتاج أن يضعها عبد الله الهراوي
في عمله الإبداعي. فالفنان الموهوب، الناسخ تعامل بوقار مع معاني كلمات الحي
الباقي وعرف أهمية عمله لمعاصريه وأحفاده.
ومن بين ما نشر عن عبد
الله الهراوي كتبت العالمة المشهورة غالينا بوغاتشنكو، أنه "كان
فنان خط فني، وامتلك يد صلبة ومدربة جيداً، وامتلك مهارات وأساليب مختلف الخطوط،
وعرف كيف يحافظ في كل مخطوطاته على مقاييس الحروف، وتشابه كتابتها، وحرية واستقامة
مواضع السطور، وتطابق الخط من الصفحة الأولى إلى الصفحة الأخيرة".
ومن المعروف أن خطاط
المخطوطات بالإضافة لكمال امتلاكه للقلم، خط نقوش في مساجد سمرقند وهيرات. وكتب
عدد كبير من المخطوطات، ومن ضمنها، نحو 50 قرآت كريم، بعضها فقط بقي حتى أيامنا
هذه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق