تحت عنوان
"علماء بيئة يؤكدون إمكانية إحياء بحر الأورال" نشرت جريدة البيان يوم 18/7/2014 مقالة جاء
فيها:
أكد
علماء البيئة إمكانية إحياء بحر الأورال مجدداً، على الرغم من وضعيته الراهنة التي
توصف بأنها بالغة الصعوبة، وقالوا إن نتائج التغيرات البيئية ليست دائماً قطعية،
ففي أقل من عقد من الزمان، دمر الإنسان هذا البحر الواقع بين قازاقستان شمالاً
وأوزبكستان جنوباً. وهذا مثال على إحدى الكوارث البيئية الكبرى. إلا أن الدراسات
الحديثة أشارت إلى أن البحر انهار مرتين على الأقل، قبل أن يتعافى مجدداً.
وفي
عام 1960 كان بحر الأورال يعتبر رابع أكبر بحيرة في العالم. إلا أن برامج ري كبرى
بدأت خلال الحقبة السوفييتية عملت على تحويل مياه الأنهار التي تغذي البحيرة، مما
قلل حجم البحيرة إلى 10% فقط من حجمها الطبيعي، مخلفة وراءها مناطق جافة واسعة.
انهيار
النظام الإيكولوجية
ومع
التحول الكبير هذا، انهار النظام البيئي، وأصبح قعر البحر مثقلاً بالمبيدات
الحشرية التي تنقلها الرياح، ما يتسبب بتلوث المياه المتبقية وجعلها غير صالحة
للشرب.
واكتشف
الجيولوجيون حديثاً أن بحر الأورال قد تعافى طبيعياً مرتين، بعدما تعرض لهذه
الموجات الحادة من التقلبات. وفي هذا الصدد يقول فيليب ميكلين، من جامعة وسترن
ميتشغان في كالامازو بالولايات المتحدة: التاريخ يخبرنا أن لا نيأس، فالبحر جف في
الماضي، وعاد من جديد.
ويعمل
كل من سيرغي كريفونغوف، من معهد لجيولوجيا والمعادن في نوفوسبرسك بروسيا
وفريقه، على جمع معلومات تظهر كيف أن بحر الأورال تغير عبر 2000 سنة خلت، وذلك عبر
دراسة أمواج البحر. وظهر من المعلومات المجمعة أن مستويات المياه في بحر الأورال
تختلف كثيراً. ويشير الخبراء إلى أن للإنسان دوراً في هذا الأمر، لا سيما أنه كان
يفلح الأرض لنحو 2500 عام مضى.
الري
الجائر
وفي
عام 1960 كان سطح البحيرة يصل إلى 54 متراً فوق مستوى سطح البحر. ولكن بين الأعوام
400 و600 بعد الميلاد كان مستوى سطح البحر 10 أمتار فقط، ومع ذلك تعافى مجدداً.
ومن ثم ما بين الأعوام 1000 و1500 بعد الميلاد تهاوى مستوى سطح البحيرة إلى 29
متراً فوق سطح البحر. وانتعشت البحيرة مجدداً بعد عام 1600، حتى بدأ الري الجائر
في الحقبة السوفييتية.
وبالتالي
فإن النتائج التي توصلت إليها الدراسات الحديثة تشير إلى أن البحر انهار مرتين على
الأقل في السابق، بأسوأ من الانهيارات القديمة للبحيرة. وفي عام 1989 وصل مستوى
البحيرة إلى 40 متراً فوق مستوى سطح البحر، وانفصلت البحيرة الشمالية الصغيرة عن
باقي الأجزاء. ومنذ ذلك الحين انتعش الجزء الشمالي من البحيرة. وفي عام 2005 فصل
سد البحيرة الشمالية عن الجنوبية، مقللاً بذلك المياه الآتية من البحيرة الشمالية.
ويصل مستوى سطح هذه الأخيرة إلى 42 متراً فوق مستوى سطح البحر، وعادت الأسماك
الأصلية من ملاذات الأنهار التي لجأت إليها في السابق.
ويقول
فيليب ميكلين، من جامعة وسترن ميشيغان في كالامازو: السمك الموجود حالياً
يعتبر جزءاً صغيراً فقط مما كانت عليه الكمية في خمسينيات القرن الماضي. إلا أن
إعادة تأهيل الجزء الشمالي من البحيرة كان أمراً مذهلاً فيما يتعلق بكمية الأسماك.
ولايزال
الجزء الجنوبي في تقلص مستمر، حيث انقسم إلى ثلاث بحيرات مالحة، يقل مستوى سطح كل
واحدة منها عن 29 متراً من مستوى سطح البحر. وتوصف البحيرة الشرقية منها بشديدة
الملوحة، بحيث يعيش فيها سمك الأرتيميا فقط. ولا يلاحظ أي تقدم من شأنه استعادة
حيوية هذه البحيرات الجنوبية.
فلطالما
بدت وكأنها مشروعات خاسرة. وبالتالي فإن تقلصها سيتواصل وستزداد ملوحتها حتى تبقى
أسماك الأرتيميا فيها فقط. ويقول فيليب ميكلين، إن من شأن ترشيد استخدام
المياه لري المحاصيل إرجاع بحر الأورال بشكل كامل، وبكل ما فيه من أنظمة بيئية.
آفاق
المستقبل
يخشى
العلماء من أن تقليل الاعتماد على مياه بحر الأورال لسقاية المزروعات قد يؤدي إلى
القضاء على الزراعة والحقول المحيطة بالمنطقة. وكان انتعاش هذه الأراضي منذ نهاية
الحقبة السوفييتية عام 1991 زاد من مستوى الري المطلوب. وحول بعض المزارعين
أراضيهم من زراعة الأرز والقطن المحتاجين لكميات كبيرة من المياه إلى زراعة القمح.
إلا
أن كثيرا من المزارعين يحتاجون إلى الربح الذي تدره زراعة القطن، وعليه فالتهديد
باستخدام كميات أكبر من المياه لايزال قائماً. ويشار إلى أن تقلص حجم بحر الأورال
خلف وراءه الكثير من الأراضي المالحة التي غيرت من الطبيعة البيئية هناك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق