افتتاح معرض التسامح الديني والتفاهم
والتعايش السلمي رسالة الإسلام من عُمان في طشقند
طشقند 21/10/2019
أعده أ.د. محمد البخاري.
أقامت سفارة سلطنة عُمان
في طشقند بالتعاون مع أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية يوم 21/10/2019 معرضاً
بعنوان "التسامح الديني والتفاهم والتعايش السلمي "رسالة الإسلام من عُمان""،
حضر حفل الإفتتاح سعادة الدكتور أحمد بن سعيد الكثيري سفير سلطنة عمان لدى
أوزبكستان، وسعادة الدكتور محمد بن سعيد المعمري المشرف العام على معرض رسالة
الاسلام، وسعادة مظفر كاميلوف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدينية في
أوزبكستان، وسعادة الدكتور شهرت ياوقاتشوف رئيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية،
وسفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدة لدى أوزبكستان وعدد كبير من من
المدعويين والضيوف.
وفي بداية حفل الإفتتاح
ألقى سعادة مظفر كاميلوف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدينية في أوزبكستان،
كلمة قال فيها:
الحضور الكرام!
الضيوف الأعزاء!
سعادة السفير
أحمد بن سعيد الكثيري!
الدكتور محمد بن
سعيد المعمري المحترم!
إن التعاون بين
جمهورية أوزبكستان وسلطنة عُمان في المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية
والعلمية يشهد مزيداً من التطور. والجدير بالذكر أن تطوير العلاقات الدينية
والتنويرية والتعليمية والثقافية يعطي فرصة كبيرة لشبابنا لاكتساب العلوم الدينية
والدنوية.
ومن المعلوم أن
التسامح هو جزء لا يتجزأ من روحانية وثقافة الشعب الأوزبكي. ويولى في بلدنا حالياً
اهتمام خاص ليس لتطوير المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحسب، بل ويولى
أيضاً اهتمام بالغ لتعزيز الصداقة بين مختلف الأمم والجماعات العرقية، وإرساء مبادئ
التسامح الديني والوئام بينهم.
وخاصة أن الاتجاه
الخامس لـ"استراتيجية العمل بشأن المجالات الخمسة ذات الأولوية لتطوير
جمهورية أوزبكستان خلال الفترة ما بين الأعوام 2017-2021" يتركز على مسألة
الأمن والتسامح الديني والانسجام بين الشعوب والأعراق، مما يشير إلى أن هذه القضية
لها أولوية في سياسة الدولة.
وبالإضافة إلى ذلك،
فقد طرح فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان خلال كلمته التي
ألقاها في الدورة الـ72 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة التي عقدت بتاريخ 19
سبتمير/أيلول عام 2017 في مدينة نيويورك، مبادرة يشأن تبني قرراً خاصاً حول
"التنوير والتسامح الديني"، وبعد مرور وقت قليل تم تبنيه من قبل الأمم
المتحدة وهذا يعكس موقف أوزبكستان في المجتمع الدولي بهذا المجال.
وفي هذا الصدد، تجدر
الإشارة إلى أساس الإصلاحات في المجال الديني والتعليمي هو إعداد المتخصصين
والخبراء البارزين في هذا المجال، مثل العلماء في العلوم الإسلامية، والعلماء
لدراسة المخطوطات، وبهذه الطريقة نتمكن من دراسة التراث العلمي الثري لأجدادنا
العظماء حيث يتم نشر القيم البشرية مثل الكرامة والانسانية والتسامح.
وتعمل اليوم في
أوزبكستان أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، ومعهد طشقند الإسلامي، ومدرسة
مير عرب العالية، ومدرسة علم الحديث، وتسع مؤسسات تعليمية إسلامية ثانوية متخصصة،
وكليتين أرثوذكسية وبروتستانتية.
وأهم شيء بأن وحدة
وتضامن شعبنا تسمح بزيادة روح التسامح بين جميع الشعوب التي تعيش على هذه الأرض
المقدسة من سنة إلى أخرى. ولا يمكن تصور استقرار وتطور الدولة والمجتمع في
أوزبكستان دون التضامن والتفاهم بين أكثر من 130 شعب ومجموعة اثنية، والتسامح
الديني بين 16 طائفة دينية موجودة في أوزبكستان.
وهذا المعرض الذي
تقيمه اليوم سلطنة عُمان له أهمية بالغة لنشر هذه الأفكار النبيلة.
وفي الختام أتمنى
النجاح لأعمال معرض "التفاهم والتعايش والتسامح: رسالة الإسلام من
عُمان"، الذي أقيم بالتعاون مع سفارة سلطنة عُمان في أوزبكستان!
وإنني على ثقة بأن
هذا المعرض سيخدم تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين شعبينا الصديقين.
وأشكركم على حسن
إصغائكم.
ثم ألقى سعادة
الدكتور أحمد بن سعيد الكثيري سفير سلطنة عمان في طشقند كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة مظفر
كاميلوف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدينية في أوزبكستان
سعادة الدكتور
شهرت يفقاتشوف رئيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية
الأخ الدكتور
محمد بن سعيد المعمري المشرف العام على معرض رسالة الاسلام
أصحاب السعادة
الحضور الكريم
السيدات
والسادة،
السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته،،،
أتقدم في البداية
بالشكر إلى الحكومة الأوزبكية ممثلة بسعادة مظفر كاميلوف النائب الأول لرئيس اللجنة
الدينية، على دعمها لإقامة المعرض في جمهورية أوزبكستان الصديقة ودعمها المتواصل
للعلاقة العمانية الأوزبكية.
كما أود أن أشكر
سعادة الدكتور شهرت ياوقاتشوف رئيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية على إتاحة الفرصة
لإقامة هذه الفعالية الثقافية الإنسانية المهمة في مقر الجامعة، والشكر موصول
لفريق العمل من الجامعة اللذين كان لتعاونهم المستمر الأثر الكبير في انجاح هذه
المناسبة.
الحضور الكريم
إن العالم في العقدين
الآخيرين يشهد الكثير من الصراعات والاضطرابات التي باتت تهدد بشكل جدي الأمن
والسلم الدوليين، ودون الخوض في تفاصيل هذه الصراعات المتعددة الأوجه، إلا أن
آثارها باتت محسوسة للجميع سواء من خلال اتساع رقعة الحروب وانتشار الفقر أو من
خلال ظهور تنظيمات محلية وعابرة للحدود تعتنق منهج العنف تحت مرجعيات مختلفة
للوصول لأهدافها السياسية.
وبالنظر إلى الأدبيات
التي ظهرت في تلك الفترة والتي تعبر عن نظرة قاتمة للمستقبل الإنساني كصراع
الحضارات أو نهاية التاريخ وغيرها، يصبح من الضروري النظر في وسائل وآليات ومناهج
تمكننا من تفادي هذا المستقبل القاتم.
إن هذه المعطيات التي
أشرنا لها كانت المحفز الرئيسي لرسالة الإسلام من عُمان، هذه الرسالة النبيلة التي
تحمل في ثناياها تجربة حضارية في أعماق التاريخ هي رسالة تركز على قيم التسامح
والتعايش والحوار وقبول الآخر كمخرج من دائرة العنف من خلال التأكيد على القيم
الإنسانية المشتركة ونبذ العنف والدعوة إلى الحوار والتعرف على الآخر بعيداً عن
القوالب أو التصريحات السلبية التي يمكن أن تكون قد تشكلت فيما مضى.
ويأتي طبيعياً إقامة
المعرض في طشقند عاصمة جمهورية أوزبكستان، للتعبير عن إعجابنا بالتجربة الحضارية
الأوزبكية، فالمجتمع الأوزبكي يجسد القيم الإنسانية السامية من تسامح وتعايش وحوار
والتي تدعو لها كافة الأديان.
إن العالم اليوم في
أشد الحاجة إلى قيم التسامح والتعايش الإيجابي بين البشر على اختلاف أديانهم
وأجناسهم نظراً لكثافة التفاعلات بين الثقافات والحضارات التي تزداد يوماً بعد يوم
بسبب ثورة المعلومات والاتصالات والثورة التكنولوجية التي أزالت الحواجز الزمانية
والمكانية بين الأمم والشعوب. وبالتالي فإن معرض رسالة الإسلام يأتي استجابة لهذه
الحاجة في محاولة جادة لإزالة الغموض وتوضيح الصور النمطية ومد جسور التفاهم
والحوار.
أتمنى أن تشملوا
المعرض برعايتكم وأن نتعاون سوياً على مختلف المستويات والمجالات لترسيخ رسالته
النبيلة العابرة للغات والثقافات والديانات.
أشكركم مرة أخرى على
مشاركتكم لنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقى سعادة
الدكتور شهرت ياوقاتشيف رئيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية، كلمة قال فيها:
أيها الحضور
الكرام
السيدت والسادة
الضيوف الأعزاء
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته!
من المعلوم بأن
التسامح هو جزء لا يتجزأ من روحانية وثقافة الشعب الأوزبكي. ويولى في بلدنا حالياً
اهتمام خاص ليس لتطوير المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فحسب، بل ويولى
أيضاً اهتمام بالغ لتعزيز الصداقة بين مختلف الأمم والجماعات العرقية، وإرساء
مبادئ التسامح الديني والوئام بينهم.
وينعكس ذلك حالياً في
الإصلاحات التي تجري في جميع المجالات بأوزبكستان. وخاصة أن الاتجاه الخامس
لـ"استراتيجية العمل بشأن المجالات الخمسة ذات الأولوية لتطوير جمهورية
أوزبكستان خلال لفترة ما بين عام 2017 وعام 2021" يركز على مسألة الأمن
والتسامح الديني والانسجام بين الشعوب والأعراق، مما يشير إلى اهتمام رئيس الدولة
والحكومة الأوزبكية بالقيم البشرية المنصوص عليها في الوثائق الدولية.
بالإضافة إلى ذلك،
فإن مبادرة فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان التي طرحها من
خلال كلمته التي ألقاها في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن تبني
قراراً خاصاً حول "التنوير والتسامح الديني" قد لفتت انتباه المجتمع
الدولي.
وجدير بالذكر أن هذه
الوثيقة تهدف إلى ضمان الحق في التعليم للجميع، والمساهمة في القضاء على الأمية
والجهل، ونشر التسامح والاحترام المتبادل، وضمان الحرية الدينية. وإننا سعداء جداً
لأننا اجتمعنا اليوم لنتحدث عن التسامح الديني والتضامن والتفاهم حين يشهد العالم
الاضطرابات والنزاعات بين الشعوب والمذاهب الدينية. وكانت أوزبكستان وما زالت أرض
الأمن والأمان والتسامح الديني. ولم يشهد التاريخ حدوث أي عداوة أو صراع على هذه
الأرض، سواء دينية أو قومية، جميع الشعوب والأديان والعقائد التي تقيم في
أوزبكستان يعيشون دائماً معاً على التفاهم والتضامن والوئام.
ويعيش في بلدنا اليوم
أكثر من 130 شعب ومجموعة إثنية و16 طائفة دينية بسلام ووئام. ونحتفل بتاريخ 16
نوفمبر باليوم الدولي للتسامح الذي أعلنته الأمم المتحدة. وتقام الفعاليات
الرئيسية لهذه المناسبة الدولية سنوياً في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية،
ونتشرف بمشاركة ممثلي مختلف الأديان والمراكز الثقافية الوطنية في هذه الفعاليات.
وتشهد العلاقات بين
أوزبكستان وعمان تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، وخاصة ارتفعت علاقات الصداقة
والتعاون مع سلطنة عمان خلال السنوات الثلاث الماضية إلى مستوى جديد. وبهذا الصدد
فإن أكاديمية أوزبكستان الدولية قامت بالإسهام في تطوير هذه العلاقات الودية.
وتتطلع الأكاديمية إلى إقامة علاقات مع جامعة السلطان قابوس، كما فاز طلاب مؤسستنا
في المسابقة التي أقيمت عام 2014 بين طلاب الجامعات الأوزبكية بعنوان "هل
تعرف عُمان" وقاموا بزيارة معالم السلطنة التاريخية. ويقوم أساتذة الأكاديمية
بإعداد ونشر الكتب عن سلطنة عُمان، ونتعاون مع زملاءنا العمانيين ونستفيد من
خبراتهم في ترميم وترقيم المخطوطات الموجودة في الأكاديمية.
وها نحن اليوم في
أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية نفتتح بالتعاون مع سفارة سلطنة عُمان في
أوزبكستان معرض "التفاهم والتعايش والتسامح: رسالة الإسلام من عُمان"
الذي يعكس القيم الإنسانية النبيلة.
وتجدر الإشارة إلى أن
المعرض يخدم تقوية العلاقات الثنائية بين الشعبين الصديقين ونشر روح التسامح
والوئام في قلوب الشباب والذي له أهمية بالغة في يومنا هذا.
وأتمنى لفعاليات
المعرض النجاح!
وأهلاً وسهلاً بكم
أيها الضيوف الأعزاء مرة ثانية في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية
ومن ثم ألقى سعادة
الدكتور محمد بن سعيد بن خلفان المعمري المشرف العام على معرض رسالة الإسلام كلمة قال فيها:
معالي عب الغفور
أحمدوف رئيس لجنة الشؤون الدينية
سعادة مظفر
كاميلوف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدينية
سعادة الدكتور شهرت
ياوقاتشوف رئيس أكاديمية أوزبكستان الإسلامية
سعادة السفير
أحمد بن سعيد الكثيري سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية أوزبكستان
أيها الضيوف
الكرام..
الإخوة والأخوات
جميعاً..
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته،
يسرني أن أعرب باسم:
(معرض رسالة الإسلام) بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية عن عميق الشكر والتقدير لأكاديمية أوزبكستان
الإسلامية على التعاون المثمر لتنظيم هذا الحدث المهم، وترحابهم بإقامة فعالياته
في هذا الصرح الحضاري الشامخ، وإلى دور سفارة سلطنة عُمان في أوزبكستان بجهودها
القيمة وعلى رأسها سعادة السفير أحمد بن سعيد الكثيري، وإلى كافة الأصدقاء
والزملاء على ما أبدوه طوال الأسابيع الماضية من تنسيق وتعاون كبير والعمل معاً في
مسقط وطشقند وبرلين وعواصم أخرى بروح الفريق الواحد ليكون نتاجه ما نشهده اليوم من
برامج، لنثبت معاً أن تكاتفنا وتعاوننا وعملنا معاً يمكن أن نصنع منتجاً حضارياً
يتجاوز كل اختلافاتنا وكافة توجهاتنا وانتماءاتنا الفكرية والثقافية والدينية.
أيها الحضور
الكريم
إن الاضطراب الكبير
في العالم اليوم بدءاً بمشكلات الفقر وحقوق الإنسان وضحايا الصراعات والحروب
والتداعي الاقتصادي، واضطراب المفاهيم القيمة والأخلاقية بفعل الانفتاح
التكنولوجي.. وغير ذلك؛ يدفعنا إلى التفكير بعمقٍ في مآلات العلاقات الإنسانية
بشكل عام، وشكل تلك العلاقات وماهيتها في المستقبل القريب أو البعيد.
ويضعنا هذا الاضطراب
في العلاقات أمام مسؤولية إنسانية أولاً وأخلاقية ثانياً، للمساهمة في وضع نهج
يعيد التوازن بين المصالح؛ ويدعو إلى اقتراح منهج عمل يقدَّم للعالم المضطرب،
ليعينه على النهوض من جديد، واستشراف حياة متوازنة، يعيش فيه الناس على أساس من
الكرامة والحقوق الأساسية والأمان النفسي.
إن البعد الأول والذي
نراه ضرورياً في إعادة التوازن بين المصالح (المختلفة والتصادمية بين البشر) هو في
الاتفاق ابتداء على جعل الهدف من الأيديولوجيات أو الأخلاق؛ باعتبارهما محور
الاختلاف والانفصال: السعي لتحسين حياة الناس، وتحقيق المستوى الأساسي من الكرامة
والحقوق، والحفاظ على اللحمة الإنسانية من الفناء والاندثار. وإذا تحقق ذلك؛ ولو
على المستوى الأساسي والأولي، فسيتبعه تحسن واضح في منظومة العلاقات الإنسانية،
وعلاقة البشر بالبييئة والحياة والكون.
وأما البعد الثاني؛
فيتلخص في اعتماد منظومة أخلاق عالمية، تدفع بالناس قدماً إلى توحيد التزاماتهم
وجهودهم نحو حمابة الإنسان والأرض، وتحقيق السلام والتعايش والتفاهم، وأن
الاختلافات الدينية والثقافية والأيديولوجية – إن وجدت _ فإنها لا تمنع وليست
عائقاً عن الإيمان أساساً بوجودنا ضمن أرضية مشتركة، وقيم متحدة، سواء انطلقت من
أسس دينية أو غير دينية.
وأما البعد الثالث؛
فيركز على ضرورة استنهاض القيم الروحية للإنسان مع إعمال العقل؛ فبعد حربين
عالميتين مدمرتين، ودخول البشرية معتركاً تنافسياً مادياً، أصبح أساساً لموجة
الإلحاد ونبذ القيم الروحية والتنكر لها، فإن الضرورة تقتضي السعي إلى إعادة
الاعتبار للقيم الروحية، مع حركة إعمال العقل والمنطق والفلسفة وعلم الكلام؛
فالأجيال القادمة ستتمتع بذكاء معرفي عالٍ، وقدرة على الوعي والإدراك وسرعة في
الحصول على المعرفة وتوظيفها، مما يستدعي معه بلوغ مستوى أعلى في خطاب العقل
والروح، وتجديد مكامن الفهم الإنساني للأسئلة الوجودية، والحيلولة دون وقوع الناس
ضحايا أيديولوجيات مدمرة سواء أكانت دينية أم سياسية أم ثقافية.
أيها الحضور
الكريم
يقدم معرض (رسالة
الإسلام من عمان) – والذي نتشرف بإقامته هنا في أكاديمية أوزبكستان الإسلامية –
رؤية بأخلاق إنسانية، وقيم مشتركة، بناء على تجربتنا الطويلة في سلطنة عُمان، منذ
العمق التاريخي الأول وصولاً إلى هذا العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان
قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، كطائر يرفرف بجناحين هما الرسالة والرسالية؛
أما الرسالة فمبدأها رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأهل عُمان، والتي بعثها
عام 629 م وكان من آثارها انشراح صدور العُمانيين بنور الإسلام ودخولهم إليه
طواعية. وأما الرسالية ففي ثناء النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين بعث رجلاً إلى
حي من أحياء العرب يدعوهم للخير ويرشدهم للمعروف فضربوه وسبوه فرجع إلى النبي محمد
صلى الله عليه وسلم فأخبره بما حدث له من أولئك القوم؛ فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: "لو أن أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك" (رواه مسلم).
لقد رفرف هذا الطائر
منذ تحليقه عام 2010 م في أكثر من 125 مدينة من 37 دولة حتى الآن ليواصل تذكير
العالم بالقيم الإنسانية المشتركة والأخلاق التي يؤمن بها البشر، وليقدم للزوار من
خلال لوحاته وبرامجه وفعالياته الفنية رسالة ملؤها المحبة والسلام، والتعايش
والوئام، ويبرز فيه شباب عُمان وأوزبكستان قي الإنسانية والعطاء في أبهى ملامحها.
شكراً لكم مرة أخرى،
وشكراً لفريق المعرض والفنانين المشاركين من سلطنة عُمان، وشكراً لحضوركم جميعاً،
ولله تعالى نسأل أن يوفقنا لحميد القول وصالح العمل: (ربنا آتنا من لدنك رحمة وهئء
لنا من أمرنا رشدا).
والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته.
ومن ثم ارتجل فضيلة
نائب رئيس الإدرة الدينية كلمة تحية للحضور أثنى من خلالها على تطور العلاقات
الأوزبكية العُمانية في مختلف المجالات، وتمنى للمعرض النجاح والتوفيق.
وبعد ذلك بدت الفقرة
الفنية للحفل، بدأت بأغنية غناه مطرب عماني رفقها عرض سلايد خاص بالأغنية، ومن ثم
قدمت فنانة عُمانية شابة عرضاً مشوقاً للرسم على الرمل عبرت رسومها عن موضوع
المعرض.
وبعد ذلك أشار رئيس
الأكاديمية إلى قسم عُمان في الأكاديمية الذي جهزته السفارة العُمانية في طشقند
وقدمته كهدية للأكاديمية، وأعلن سعادة السفير عن قرار تقديم منحتين سنويتين
للدراسة في عُمان إعتباراً من العام الدراسي القادم.
واختتم الحفل بتبادل
الهدايا بين الضيوف والأكاديمية.
وبعدها دعا رئيس
الأكاديمية الحضور للتجول في أرجاء المعرض الذي يتحدث عن مختلف جوانب الحياة في
سلطنة عُمان وكيف تطبق عملياً تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في الحياة اليومية
والكثير عن المجتمع العُماني المعاصر ودور المرأة العُمانية فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق