طشقند 29/3/2018 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان ""إعلان
طشقند" خطوة مهمة في المصالحة مع "طالبان" وحل المعضلة الأفغانية
بالحوار البناء" نشرت "بوابة لأهرام الالكترونية" يوم
29/3/2018 مقالة كتبها: محمود سعد دياب وجاء فيها:
جانب من فعاليات مؤتمر طشقند للمصالحة الأفغانية
أثبت المؤتمر الذي
عقد في أوزبكستان على مدار الأيام الماضية، لإيجاد حلول سلمية عن طريق التفاوض
بشأن إنهاء أزمة سيطرة الإرهاب على أفغانستان، أن الأوزبك تخطوا مرحلة كونهم دولة رائدة
على المستوى الاقتصادي في منطقة وسط آسيا، لكي يصلوا إلى مرحلة الدولة الوسيطة في
النزاعات الدولية، والتدخل في إبرام الصلح بما يعزز من مكانتها بين كبرى دول
العالم، خصوصًا وأن المعضلة الأفغانية تخطت عامها الـ17 دون وجود نهاية لها
بالحلول العسكرية.
حجة طالبان
وفي المؤتمر الدولي
الذي استضافته العاصمة طشقند، حول أفغانستان الذي أقيم تحت عنوان "العملية
السلمية والتعاون في مجال الأمن الإقليمي"، نجحت أوزبكستان في القضاء على حجة
حركة طالبان برفضها الدخول في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية وأن تكون أمريكا الطرف
الآخر في الحوار، حيث كانت الولايات المتحدة ودول غربية طرفًا في المؤتمر وفي
المفاوضات التي سوف تنتج عنه، فضلا عن الأمم المتحدة وكيانات دولية وحقوقية.
إعلان طشقند ينصف الجميع
وقد جاءت الوثيقة
الختامية للمؤتمر، المسماة "إعلان طشقند" منصفة لطرفين الحكومة وطالبان،
حيث انعكس فيه ثلاث نقاط أساسية، أولاها أن العملية السلمية يجب أن تجري بقيادة
ومشاركة الأفغانيين بأنفسهم وفقا لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي للأمم
المتحدة.
كما نص إعلان طشقند
على ضرورة الاعتراف بالمعارضة المسلحة كقوة سياسية مشروعة، مع إنشاء آليات تمكن
المقاتلين المعارضين من الانسجام مع الحياة السلمية، وذلك مع التأكيد على الالتزام
بقرارات الأسرة الدولية بالوقوف أمام الإرهاب العابر للحدود والقوميات ومحاربة
تجارة المخدرات والجريمة المنظمة التي يعتمد عليها الإرهابيون في سلوكهم، وذلك في
جهود مشتركة حتى لا تتأثر عملية المفاوضات وإدماج المسلحين في الحياة بأفغانستان
سلبًا.
ودعا إعلان طشقند
حركة طالبان إلى بدء حوار سلمي مدعوم دوليًا وإقليميًا مع الحكومة الأفغانية،
والاعتراف بالمسئولية عن السلم والأمن في أفغانستان لوضع حد لمعاناة الشعب
الأفغاني.
إجماع إقليمي ودولي
وقد نجحت أوزبكستان
خلال المؤتمر في لعب دورًا محوريًا للحصول على إجماع إقليمي ودولي على مشروع
المصالحة الأفغانية الذي تقوده، وذلك بوصفها قضية من شأنها التأثير على دول
المنطقة وتصدير الإرهاب إليها، واتضح ذلك من حجم المشاركين الذين أيدوا تحرك طشقند
وإعلانها، وهي دول تؤدي دوراً رئيسياً في القضية الأفغانية، مثل روسيا وإيران
وباكستان ودول آسيا الوسطى، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا
وفرنسا وتركيا والسعودية.
مطالب طالبان
أهمية إعلان طشقند
تنبع من كونها تلبي المطالب التي رفعتها حركة طالبان من قبل بإجراء تغييرات في
الدستور والاعتراف بـ"طالبان" كجماعة سياسية مشروعة.
ويأتي المؤتمر الدولي
بشأن المصالحة الأفغانية في طشقند في إطار عملية تضييق الخناق على
"طالبان" وممارسة الضغط على من تصفهم الحكومة الأفغانية بداعمي الحركة،
كما أنه يأتي في إطار السعي لخلق إجماع في الإقليم لمواجهة التنظيمات المسلحة
ومكافحة المخدرات.
ضغوط على باكستان
وقد اعتبر المحللون
أن مشاركة الدول الكبرى الفاعلة في القضية الأفغانية منذ الغزو الأمريكي للبلاد
عام 2001، في مؤتمر طشقند، مساعي جادة من أوزبكستان للتواجد في دور الوسيط لحل
النزاع القائم بين الحكومة الأفغانية وطالبان، وإنهاء المصالحة الشاملة، ما يشكل
ضغوطًا متزايدة على حكومة باكستان التي تعتبر الداعم الرئيسي للحركة.
ولقد اعتبر الرئيس
الأفغاني، أشرف غني، أن العالم كله أدرك أن حل المعضلة الأفغانية يكمن في الحوار
البناء، وما قدمناه في الخطة الأخيرة للسلام هو الحل، مشيراً إلى أن الهدف من
أحداث العنف الأخيرة في كابول ومناطق أخرى في البلاد، قد يكون إبعاد بلاده عن
المصالحة.
وقال خلال كلمته في
المؤتمر: "لكننا مصممون على المضي قدماً نحو الهدف وهو حلحلة المعضلة
الأفغانية من خلال الحوار البناء.. وهذا المؤتمر يدل على أن العالم ودول المنطقة
تقف إلى جانبنا".
وأعلن غني أن عدد
مسلحي تنظيم "داعش" الموجودين في بلاده لا يتجاوز ألفي عنصر، وقال:
"هناك تقييمات مختلفة لوجود داعش في أقاليم البلاد، وأود القول إن العدد
الإجمالي للمقاتلين في أفغانستان أقل من ألفين، وقواتنا المسلحة تواجههم
بنجاح"، مضيفًا: "نحن بحاجة لتوحيد جهودنا الدولية لمواجهة هذا
التهديد".
يجنحون إلى الصلح
ونتيجة تزايد الضغوط
على طالبان، طالبت قيادات بارزة في الحركة بالعودة إلى الحوار، وخصوصاً أن الحكومة
الأفغانية عرضت في الخطة كل ما كانت الحركة ترغب فيه، ومن هذه القيادات بعض
المنشقين عن الحركة، كالملا عبد المنان وملا رسول، وقيادات تشغل مناصب مهمة في
الحركة حالياً، مثل المولوي عبد المنان نيازي، وهو مسئول نصبته طالبان حاكماً على
إقليم هلمند.
فيما كشف مسئول أمن
إقليم قندهار، الجنرال عبد الرازق، في تصريحات سابقة، عن أن الحكومة الأفغانية
تخرج قيادات في الحركة وأسرهم من باكستان، وتسمح لهم بالعيش في قندهار وفي الجنوب
الأفغاني، مشيراً إلى أنهم ممن يرغبون بالمصالحة ويخشون من السلطات الباكستانية.
فرصة ذهبية
خطة السلام التي
رسمها إعلان طشقند، تعتبر فرصة جيدة أمام طالبان للحفاظ على وحدتها ونفوذها قبل أن
تتعرض إلى انقسامات بسبب الخلافات الداخلية، أو إلى تقويض نفوذها نتيجة الجهود
الإقليمية والدولية واستهدافها المتكرر من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
تمنياتنا بالتوفيق فى إتجاه السلام ووحدة أفغانستان . على كافة الدول خاصة تلك المسماة بالكبرى وعلى راسها الولايات المتحدة وقطر وتركيا أن ترفع يدها عن أفغانستان وتوقف تزويد حركة طالبان بالسلاح والمال . حينذاك يستطيع شعب أفغانستان أن يجد طريقه للوحدة والسلام وأخشى أن اللاغبين الم\كورين أعلاه غير راغبين فى وحدة أفغانستان ففى وحدتها خسارة لمصالحهم الخاصة .
ردحذفأجمل تحية أستاذ عبد السلام. هناك مثل قديم يقول: يقتلون القتيل ويشتركون في تشييع جنازته
حذف