تحت عنوان "المعرض الدولي للخضروات
والفاكهة بأوزبكستان" نشر موقع "أقلام وكتب" المصري يوم 3/7/2016 مقالة
كتبها: الدكتور أحمد عبده طرابيك، من جامعة القاهرة، وجاء فيها:
يعتبر الغذاء بصفة عامة من أهم عوامل الأمن
القومي للدول والشعوب، حيث يعتبر امتلاك الغذاء من أهم قرارات السيادة للدول، فمن
يملك غذاءه يملك قراره، فالدول قد تضطر للاستغناء عن الكثير من متطلبات الأمن
القومي، لكنها لا تستطيع الاستغناء عن الغذاء باعتباره من أهم عناصر الحياة
للمواطنين، ولذلك يشكل الغذاء ضروة ملحة لا غني عنها في جميع الأوقات والظروف.
أوزبكستان من أهم وأقدم الدول الزاراعية في
العالم، حيث تعتبر أهم مواطن انتاج الكثير من أنواع الخضروات والفاكهة والحبوب،
فهي تحرص دائما علي الاهتمام بالقطاع الزراعي من مختلف الجوانب، بداية من الزراعة
ومراحلها إلي تسويق منتجاتها، ولذلك تهتم بإقامة المعارض المتخصصة في مجال القطاع
الزراعي، حيث تنظم خلال الفترة من 12 إلي 14 يوليو 2016 المعرض الدولي للخضروات
والفاكهة في المجمع الوطني للمعارض بالعاصمة طشقند.
يشارك في المعرض العديد من خبراء الزراعة
والغذاء، وممثلون عن كبريات الشركات والمنظمات الدولية، وغرفة التجارة والوزارات
وإدارات القطاع الزراعي، الشركات لوجستية من حوالي 40 دول من مختلف دول العالم،
فضلا عن ممثلي 150 من المنظمات والشركات والمنتجين والمصنعين والمصدرين لمنتاجات
الخضروات والفاكهة من داخل اوزبكستان، حيث يعتبر المعرض فرصة لتبادل الخبرات في
مجال الانتاج والتصنيع وحفظ وتقنية انتاج الخضروات والفاكهة.
يهدف المعرض إلي التعريف بمنتجات أوزبكستان من
الخضروات والفاكهة ذات الجودة العالية، والمنتجة وفق المعايير البيئية العالمية،
وتهيئة الظروف والفرص نحو إيجاد شركاء في مجال انتاج الخضروات والفاكهة، وتشكيل
نظام ثابت ومستقر على المدى الطويل في مجال التعاون بين منتجي الفواكه والخضروات
الأوزبك، وبين المؤسسات والشركات الأجنبية، كما يهدف المعرض إلي تحليل اتجاهات
وآفاق السوق العالمية من الفواكه والخضروات، وإعلام المنتجين المحليين بالطلب
المطرد من الخضروات والفاكهة الأوزبكية في الأسواق الخارجية، وتوقيع عقود التصدير
للعام المقبل وعلى المدى المتوسط، وعرض فرص الاستثمار في جمهورية أوزبكستان في
مجال الصناعات الزراعية والغذائية.
يشهد معرض طشقند للخضروات والفاكهة تنظيم
"مائدة مستديرة" ومفاوضات ثنائية بين المصدرين والمستهلكين من الفواكه
والخضروات الأوزبكية، وتنظيم عمل البساتين الكثيفة، والشركات العاملة في مجال حفظ
وأنظمة التبريد للفواكه والخضروات.
كما يوفر المعرض الفرصة للمشاركين في زيارة
مناطق التراث المادي والثقافي للعصور والحضارات المختلفة، بما في ذلك المناطق
المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو في بخارى وخوارزم وسمرقند وشهرسبز.
يوجد لدي أوزبكستان إمكانات وموارد زراعية
هائلة، حيث تنتج أكثر من 17 مليون مليون طن من الفواكه والخضروات، يتم تصدير أكثر
من أربعة ملايين طن منها إلي الخارج، إلي جانب الكميات الكبيرة من الخضروات
والفواكه المصنعة في البلاد، والتي تعمل ليس علي توفير احتياجات سكان البلاد، ولكن
أيضا لتقديم منتجات عالية الجودة للأسواق الخارجية، وذلك لما تتمتع به المنتجات
الأوزبكية من الخضوات والفاكهة بالطعم الفريد.
تشتهر أوزبكستان بانتاج العنب الطازج والمجفف
والرمان والكرز والبطيخ، المشمش، الخوخ، والتفاح والطماطم والبصل والملفوف، وكذلك
العديد من أنواع أخرى من الفواكه والخضروات حيث تتوفر التربة الخصبة، الأمر الذي
أدي إلي نمو قيمة الصادرات من الفواكه والخضروات، والتي تعد شهادة عالمية على
الجودة العالية للمنتجات التي تنتج في أوزبكستان.
في عام 2015 بلغ انتاج أوزبكستان نحو 12.6
مليون طن من الخضروات، 2.7 مليون طن من الفاكهة، 1.58 مليون طن من منتجات البطيخ،
1.6 مليون طن من العنب، الأمر الذي أدي إلي زيادة الطلب علي الخضروات والفواكه
الأوزبكية إلي أوروبا، وخاصة بولندا، الصين، أسبانيا، الأرجنتين، المغرب، جنوب
أفريقيا، روسيا، إيطاليا، كما اتسعت المنطقة الجغرافية التي يتم تصدير المنتجات الأوزبكية
إليها خلال السنوات الخمس الأخيرة لتشمل دول عديدة مثل النرويج، تايلاند، فيتنام،
ماليزيا، اندونيسيا، البرازيل، قبرص، مقدونيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها.
تلتزم أوزبكستان بكل صرامة المعايير العالمية
في استخدام التقنيات الزراعية للحصول على منتجات عالية الجودة، وكذلك استخدام
المخصبات المكونة من النترات والمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة وغيرها من المواد
المؤثرة في حجم المنتجات من الخضروات والفاكهة مثل العنب والبطيخ والطماطم والرمان،
الأعشاب، الملفوف، المشمش، الفول، الخوخ، الكرز، الخيار، الفاصوليا، الفول، العنب
المجفف، الجوز، وغيرها.
ومن أجل تحفيز زيادة إنتاج منتجات التصدير
ودعم شركات التصدير المحلية، وخلق ظروف مواتية لتوسيع نطاق الأعمال التجارية،
والمشاركة النشطة من جانب الشركات الصغيرة في زيادة الصادرات، تم إنشاء المؤسسة
الأوزبكية "Uzagroexport"، التي تهتم بعملية
الانتاج بكل جوانبها، وتشجيع الطلب في الأسواق العالمية التنافسية للمنتجات
الطازجة والمصنعة من الخضروات والفواكه الأوزبكية، وإجراء أبحاث السوق في الأسواق
العالمية والإقليمية، والبحث عن أسواق جديدة، وتطوير القاعدة المادية والتقنية
للشركات والمؤسسات، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، الأمر الذي يجعل أوزبكستان
مصدراً رئيسياً للمنتجات ذات الجودة العالية من الفواكه والخضروات الطازجة
والمصنعة في العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق